الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- دليمي طريبيل - أكثر حِكمة من نواب البرلمان العراقي ؟

عادل الخياط

2009 / 10 / 15
كتابات ساخرة


يقال ان شخصا دليميا كان سمين جدا , فزار الطبيب لأخذ مشورته حول تخفيف الوزن , فقال له الدكتور : تمشي يوميا لمدة ساعتين ".. بعد أسبوع إتصل الدليمي بالطبيب هاتفيا سائلا إياه : دكتور , وصلت - طريبيل - , أطلع كُبَل , لو أرجع ؟ فقال له الدكتور : لا , إطلع كُبل , سلمِنه على ملك الأردن وتعال . ( أطلع كُبل معناها : هل أواصل التقدم أو إلى الوراء در )

نواب البرلمان العراقي رغم أنهم لا يحلون ولا يربطون وأن بلازما الدم متخثرة في رؤوسهم فإنهم لا يستشيرون لا طبيب ولا حكيم ولا حتى مجنون - حسب القول المأثور : خذو الحكمة من رؤوس المجانين - ! لا يعرفون أو بالأحرى لا يكترثون أن طريبيل فيها مركز حدودي عراقي أردني والمفروض أن يعرضوا للحرس بطاقاتهم الشخصية قبل أن يمشوا " كُبل " . وهذا العمى الأسود لنواب البرلمان يسري على كل سلوكياتهم : في حِلهم وترحالهم وجلساتهم وحواراتهم وقراراتهم وأكلهم وشربهم ( الأكل والشرب بكل أنواعه : العُملات والمصوغات والتايرات و.. ) وحجتهم وعمرتهم وركوعهم وسجودهم ورمضانهم وعاشورهم ونوروزهم .. على سبيل المثال يحجون ويعتمرون ويتسيحون - نسبة للسياحة - كل سنة وكل شهر ولذلك تراهم دائما يتغيبون عن جلسات البرلمان , يعني يا حضرات الحجاج االمُلتحون حتى علي إن أبي طالب سوف يُصاب بالدهشة من إيمانكم الفاقع هذا ! ولا شأن لنا بزواجات المتعة والمسيار والمعيار .. ولذلك ترى دائما ملفات : الكهرباء والماء والخدمات الصحية والمجاري والنفط والغاز وزبالة الشوارع ومدارس الطين الموعودة والزراعة والصناعة والتجارة والفساد والنازحين والمُهجرين و.. و .. مركونة في رفوف مبنى الكابيتول العراقي كنوع من أنواع فلسفة الـ - كُبَل - لحجاج وحاجات الكابيتول , أو لماذا حجاج وحاجات الكابيتول فقط , الحكومة كذلك !

وبالمناسبة , فلسفة الـ - كُبَل - لا تعني مزاحا أو سخرية بالحجاج والحاجات والكاكات والشيوخ والأفندية , إنما هي فلسفة قائمة بحد ذاتها , وخلاصتها تعني الإصرار على المفهوم وفِعله , وبما أن المفهوم متأت من بلازما دماغية متخثرة فإن الفعل سيكون إمتدادا له . إلى ذلك فإن الأمر لا يتعلق بالملفات المركونة فقط , إنما فلسفة الجماعة عامة - مثلما أشير في هذا السياق مجموع سلوكياتهم - مستوحاة من هذه الـ - كُبَل - , أو بتعبير أدق لكونهم متبنون لهذه الفلسفة في الحياة بصورة شمولية فمن الطبيعي أن يكون العمل من ضمن هذه الشمولية , مثل اللحى والحجابات والبراقع والتشبث الأعمى بالسلطة والإمتيازات ...

وعلى هذا فأن رفضهم للقوائم الإنتخابية المفتوحة والإصرار على القوائم المغلقة يُعد إيمانا عميقا بفلسفة الـ - كُبَل - وانهم سوف يناورون بكل قواهم العقلية - وإن كانت مُعدمة - والجسدية , وبإمكانياتهم المادية التي تراكمت وتضخمت حتى فرقعت بفعل الـ - كُبَل - , والمعنوية المُتألقة دون شك على خلفية تلك الفرقعة , سوف يناورون بكل شيء في سبيل النصر المؤزر للقوائم المُغلقة , والحقيقة والواقع والباطن والمخفي تُرجح ويُرجح الإنتصار لمناورات " نسور القائمة المُغلقة " ضد عصافير القائمة المفتوحة , لأن العصافير يمثلون السواد الأعظم , وهذا السواد الأعظم ينتخب أو لا ينتخب فهو ينتحب , ليس مهما , المهم هو أن تجري الإنتخابات سواء بـ 25 مليون أو خمسة ملايين : إنتخابات عرموطية وبلد أكثر عرموطية حسب أهازيج - جُمعة السكران - .

ولذلك فإن ( دليمي طريبيل ) أكثر حِكمة من حجاج وحاجات وشيوخ رواد الكابيتول العراقي , لأنه يؤمن بها ويُمارسها وبالموعظة الحسنة عندما سأل الدكتور عن الـ - كُبَل - أو إلى الوراء در . وهو يشبه - البدوي - الذي ذكره مرة - علي الوردي - عندما مرَ على مكتبة ممتلئة بالكُتب فقال : أنا أعرف كل ما تحتويه هذه الكُتب , كلها تقول : يا إبن آدم صير خوش آدمي ."
لكن لو جرت مناظرة إنتخابية بين ( دليمي طريبيل ) ونسور القائمة المغلقة , وحاججهم بالقول : متى تصيرون أوادم وتتركون الـ - كُبَل - على الأقل إسألوا حكيم طبيب لبيب .. الأكيد سيردون عليه : خل الطبيب يفيدك يا لبيب !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - روح النكتة
jone ( 2009 / 10 / 16 - 05:55 )
احسنت وصلت الفكرة لقراءك بالنكتة الموعظة ولكن كيف تصلها للجماعة فوق ولاتقول لهم غير رحم الله امرؤ عرف قدر نفسه....

اخر الافلام

.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت


.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو




.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو