الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الصحراء:كفى من التلاعب بثقة الشعب المغربي وعرقلة الاتحاد المغاربي

بوجمع خرج

2009 / 10 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


عن الصحراء:
كفى من التلاعب بثقة الشعب المغربي وعرقلة الاتحاد المغاربي

بوجمع خرج /كلميم
كلما بادرت جبهة البوليزاريو بما يحقق لها نوعا من التقدم سواء في ما يتعلق بتوطيد تعاطف أنصارها من الصحراويين مع مشروعها من داخل الصحراء التي يتولى تدبيرها المغرب أو من داخل التكتلات الدولية كالاتحاد الإفريقي ... إلا وأطلت وجوه من القناتين المغربيتين تتقمص الوطنية. فمنها من تتدفق دموع تمساحيتها وغيرتها على وطنية المصلحة ومنها من هي صادقة في سذاجة المعرفة ومنها من هي حقيقية في تعابيرها في غفلة من واقع الأمر... ومنها من تتقمص وجه الغيرة تخفي تحته عجزها وضعفها وفشلها في تدبير هذا الملف. ولعل ما يهمنا في هذا المقال هو هذه الفئة الأخيرة.
فبدل أن تعتذر للشعب وأن تتقدم للملك لتعبر له عن فشلها وعجزها في المواجهة الميدانية فإنها تلج إلى أسلوب تعبئة المواطنين بشحنهم في براءة غيرتهم الوطنية مراوغة بذلك حتى الملك. وللتذكير فالصحراء ليست كما عبئت مغربيتها لجماهير المغربية وإن صحيح أن هاجس مغربيتها كان موضوع أخد ورد في شأن عدد من الاتفاقيات والمعاهدات مع الدول الغربية التي عرفت هذه المنطقة. ولكن هذا لا يؤكد إطلاقا أنه للمملكة المغربية علاقة بها ولا ينفيها قطعا. وعن هذه فإن المحكمة الدولية قالت كلمتها إذ خولت للمغرب حقه السياسي فيها وهو الذي سمح له بتدبيرها الإداري إلى حين إنهاء الأمر أمميا بشكل نهائي.
كذلك الشيء نفسه بالنسبة لجبهة البوليزاريو فالصحراء لم تكن قط كيانا مؤسسيا متميزا عن محيطها بما فيه المغرب وموريطانيا علما أن هذه الأخيرة كانت جزءا من مغرب إسلامي موحد يمتد من طنجة إلى نهر السينغال. فقط أن مرجعيته كانت هي الدين الإسلامي وليست نظاما ما سياسيا. وطبعا هذا لا ينفي حق الصحراويين الشرعي في أرضهم وهو ما خولته لهم محكمة العدل الدولية وبه كان لهم حق تقرير المصير.
لذلك فالمفروض كان هو البحث عن حل وليس إذكاء الخلاف بالمصطلحات الجوفاء علما أن الحسن الثاني لم يكن ليقبل مثل سلوكات بعض الدبلوماسيين الذين ينظرون بعين المكر الفاشل للصحراويين المتمردين الذين يتوقع أن يحاكمون بتهمة الخيانة. لقد كان في منتهى الشساعة السياسية حينما قال "الوطن غفور رحيم " ومجموعة تعابير ليست لفنية التعبير. وفي هذه فإني أقدر ما قاله السيد عبد العزيز رئيس جبهة البوليزاريو في حقه إنه خسارة للصحراء". كما أضيف ونحن نتوقع عقد لقاء لجنة القدس في شهر أكتوبر كان أيضا خسارة للقدس
فالحقيقة أن علي سالم التامك ورفاقه لم يكونوا بوجهين أي لم يكنوا يتمظهرون أنهم مع المغرب وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا ... كما هم عدد من المرتزقي المواطنة. إنهم واضحون في موقفهم الذي لا يخفون فيه انتمائهم لجبهة البوليزاريو. لذلك لا أعتقد أنهم خائنين.
و عن الفئة المعنية بالمقال فإن أكثر ما تثير به الانتباه هو حينما نجد من بينها صحراويا بمستوى وزاري ينفعل - باسم حزب جديد التأسيس بريء من ما هو حاصل- ومسئولين دبلوماسيين مسئولين عن الملف الصحراوي مقربين للملك صداقة وأمانة وصحراويا آخر مكلفا مباشرا بملف الصحراء ومعهم تمثيلية المغرب الدبلوماسية في ردود أفعال يستنفرون معهم مجموعة رموز سياسية و مجتمعا مغربيا برمته عبر القنوات الرسمية فهذا شيء استنكره خاصة وأن هؤلاء الرموز يتعمدون استبعاد الحلول بالاصطفاف وراء حكم ذاتي لا شخصية له شرعية ولا شخصية صحراوية محترمة ولا شخصية مغربية تليق بمدى مسؤولية الانتماء الحضاري الموروث.
فأما الصحراويين الذين استقبلوا في تيندوف هم يشبهون الصحراويين العائدين إلى المغرب أو الذين قرروا التراجع عن فكرتهم. فكل يحتفل بمناصريه وليس في هذا من عيب. ولكن العيب هو الذي يكمن في الفاشلين في اللعب الاستراتيجي والدبلوماسي و الذين يراوغون الشعب و يكذبون على ملكهم ويخفون عنه الحقائق ويموهونه رغم أنهم من اقرب الدبلوماسيين والسياسيين إليه بل من الذين اعتمد عليهم كسند في قضية الصحراء
لذلك مرة أخرى أقول لهؤلاء كفاكم تلاعبا بضمير الشعوب المغاربية و الشعب المغربي و ملكه محملا مسؤولية الوضع لكل الدبلوماسيين المغاربة ومستشاري الملك في قضية الصحراء وتراجع المملكة في قضية فلسطين كان الحسن الثاني رغم ما يقال عنه رافعا بها قيمة الشخصية والعقلانية المغربية وقد كنت مساندا له في ذلك منذ مؤتمر الطائف في أواخر الثمانينيات
وللإشارة لقد طالبت رسميا مرتين (في مدينة كلميم وفي لعيون) في حضرت كل القبائل الصحراوية وفي حضرت المجتمع المدني والنخب السياسية والصحافة... ومرة عبر قناة الجزيرة بحق أخد الكلمة وفق الظهير الملكي المؤسس للكوركاس لاقتراح حل يرضي الجميع وينهي هذه المشكلة منذ أول مهرجان نظمه هذا الأخير بمدينة كلميم. ولكنهم كلهم أخفوا هذه الحقيقة عن الشعب وعن الملك وعن الأمم المتحدة وعن المغاربيين وعن العالم. فمن يجب أن يحاسب هل أولائك الشباب الذين يبررون تمردهم بواقع يستغربهم في أرضهم ويتنكر لشرفائهم الوحدويين؟ كما أني كاتبت السيد الأمين العام للأمم المتحدة في هذه إلا أن المسئولين أكدوا لي على أن المسألة على طاولة السيد الأمين بان كيمون ولكن المشكلة هي أن القانون الأساسي للمنظمة لا يسمح بأخذ اقتراح شخص إن لم يكن يمثل دولة أو منظمة...
وللتذكير لقد طالبت كل الدبلوماسيين المعنيين بملف الصحراء عبر الصحف الوطنية والدولية كجريدة القدس العربي بمقابلة في القنوات المغربية أو القنوات الدولية للمواجهة في شأن الصحراء علما أني سأتحمل مسؤولية فشلي لوحدي ولكنهم لم يتجرؤوا فأما اليوم فإني أقول لهم عليكم جميعا أن تتقدموا للملك والشعب للمحاسبة بدل محاصرة الكفاءات باسم الملك دون علمه والانهيال على شباب صحراوي جريء وشجاع وشهم لأنه واضح فقط أن قدرة محاورته وإقناعه هي التي لا تمتلكها الدبلوماسية المغربية.
*بوجمع خرج مهتم بالشأن العام المغربي والدولي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا بعد الانتخابات.. كيف تنظر إليها دول الجوار؟| المسا


.. انطلاق الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في إيران




.. فرنسا: الفن السريالي.. 100 عام من اللاوعي والإبداع • فرانس 2


.. إسرائيل ترسل وفدا لاستئناف المفاوضات مع حماس بشأن الرهائن وا




.. ستارمر: الناخبون قالوا كلمتهم وهم مستعدون للعودة إلى السياسة