الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتب فرنسية عن الثقافة الأمريكية

حيان نيوف

2004 / 6 / 1
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


كتاب " مناهضة الأمركة"

مقدمة :
Anti-Americanism أو " مناهضة الأمركة " هو كتاب جديد بقلم جان فرانسوا ريفل . أهمية الكتاب تأتي من كونه ينطلق حيث انتهى كتاب " نهاية التاريخ " The End of History and the Last Man للمفكر الشهير فوكوياما Francis Fukuyama .

لقد برهن فوكوياما ان الديمقراطية الليبرالية تركب الشكل الأخير والنهائي للعمل السياسي عند الإنسان ، وهنا ينتهي سعي الإنسان وراء شكل أفضل للحكومات بحيث تصبح الديمقراطية الليبرالية هي أخر هذه الأشكال وبالتالي تكون نهاية التاريخ . يرى فوكوياما ان انهيار الشيوعية كان إشارة إلى أن جميع الأنظمة التوليتارية totalitarian تحوي بذرة دمارها ، والديمقراطية الليبرالية هي أكثر النظم السياسية قدرة على البقاء ، ليس مصادفة أو عبر القوة ، بل لأنها تحترم الحرية وكرامة الإنسان . لكن فوكوياما يقول ان الديمقراطية الليبرالية بحاجة إلى المزيد من التطوير .

جان فرانسوا ريفل Jean Francois Revel هو فيلسوف فرنسي عمل محررا للصحيفة الأسبوعية L Express . قبل أي تفصيل عن كتابه علينا ان نعرف ان هذا الكاتب يعتمد في فلسفته وكتاباته على سعة إطلاعه .

يتألف الكتاب من مقدمة وسبعة أبواب . ولأن مؤلفه يكتب بطريقة علمية متميزة ، فقد اختار في كل باب أن يعرض لسبب علمي ينفي أن تكون " الديمقراطية تعتمد وتقوم على أفراد مستقلين " كما يتعرض بطريقة علمية لأسلوب عمل مناهضي الأمركة والعولمة .

يبدأ الكاتب بالقول ان الحاجة النفسية عند أمريكا لاختراع الكذبة الكبرى إنما هو ناجم عن الرغبة في زيادة الفجوة بين من يريد أن يعرف على جانب " الأغلبية الصامتة " ومن لا يرد أن يعرف ويطلع على جانب النخب الثقافية والإعلامية .
النية السيئة لمثقفي اليسار بالهجوم على أمريكا :
في الباب الأول من كتابه " تناقضات " أو Contradictions ، يقول المؤلف ان الولايات المتحدة هي القوة العظمى في العالم لأنها تحتل المرتبة الأولى على صعيد العالم في المجالات التالية : الاقتصادية ، التكنولوجية ، العسكرية والثقافية . من الناحية الثقافية ، على سبيل المثال ، أضافت الولايات المتحدة بصمتها وفلسفتها على الرسم والموسيقا و الأدب . يحاول ريفل التساؤل : المواطنون في المجتمعات الحرة تغمرهم السعادة بحريتهم ، لكن لماذا يتعرضون للهجوم القاسي وخاصة من قبل اليسار ؟! . مؤلف الكتاب أراد أن يتحدث عن مختلف القضايا من زاوية " الإنسانية " وتوفر شروط " العقل الإنساني " والنوايا الطبية وليس الأسطورة والإيديولوجيا. عندما كانت انتخابات عام 2000 في الولايات المتحدة وجرت عملية عد الأصوات مرارا ، بدأ المثقفون في البلدان غير الديمقراطية باتهام أمريكا أنها أصبحت من " جمهوريات الموز " ؛ هنا يظهر المثقفون نيتهم السيئة .
لماذا وقف الماركسيون مع تحرير السوفييت للعالم ويرفضون التحرر الأمريكي ؟!
ينتقل المؤلف للحديث عن مناهضة العولمة . يقول ريفل ان معظم المفكرين الماركسيين كانوا يقولون عن توسع الإمبراطورية السوفيتية إيديولوجيا وجغرافيا أنه " خطوة ضرورية نحو تحرير العالم " ، وهم نفسهم اليوم يقفون ضد العولمة التي تعني تحرير العالم لأن الولايات المتحدة تظهر كممثل رئيسي لها . العولمة بالنسبة للكاتب هي مجرد حرية تحرك الأشخاص والبضائع .
مناهضو العولمة يخرجون من بلدان قمعية :
الباب الثاني في الكتاب هو Antiglobalism and Anti-Americanism : مناهضو العولمة و الأمركة . يتعرض المؤلف هنا لمناهضي العولمة ويعتبر أن أكثر الناس احتجاجا على العولمة هم أناس يعيشون في بلدان قمعية ، ولكنهم يحتجون على ما هو خارج بلدانهم . هؤلاء – حسب المؤلف – ليس لديهم أي برنامج منظم وإنما لديهم الغضب والكراهية إزاء قضية ما .
الباب الثالث هو "Hatreds and Fallacies" : ضغائن ومغالطات . يستغرب المؤلف وجود " سوء فهم " حول الولايات المتحدة ، ضعفها أو قوتها ، ويعتبر أن هذا غير ممكن لأنها تتبنى قضية التحرر الإنساني في العالم . يقول المؤلف أنه عادة إن لم تكن هناك إمكانية للهجوم على سياسة أمريكا وثقافتها يتم الهجوم على شعبها وطريقة عيشه . وفي الباب الرابع نجد تقريبا نفس الفكرة .
حماية الثقافة تكون بالحوار مع الثقافات الأخرى :
الباب الخامس هو Cultural Extinction : الانقراض الثقافي . يعتبر المؤلف ان فكرة حماية أصالة الثقافة من خلال إبعادها عن كل التأثيرات الخارجية هي وهم قديم ولم تنتج سوى العكس تماما . العزلة تلد العقم . التداول الحر للنتاجات الثقافية والمواهب يسمح للمجتمع الحفاظ على نوعيته وكذلك تجديد نفسه .
الباب السادس هو Being Simplistic : الإفراط في التبسيط . يعتقد المؤلف انه ، وباعتبار تضاءل تأثير الماركسية كتقنية رسمية لإرهاب دولة ، فإن الإرهاب هو حرب القرن الحادي والعشرين . يقول ان الإرهاب يستخدم وسائله تكنولوجية من " حضارتنا الحديثة محاولا تدميرها واستبدالها عالميا بحضارة قديمة - تكون آلة للفقر وعدوا للقيم الغربية" .هذه هي حرب القرن الحادي والعشرين حسب مؤلف الكتاب .

الباب السابع هو "Scapegoating" : إلقاء المسؤولية على الآخرين . في بداية هذا الفصل يقول المؤلف هناك فرق كبير بين ان تكون مناهضا للأمركة وبين أن تكون منتقدا للولايات المتحدة : الانتقادات مناسبة و ضرورية ، وذلك بالاستناد على حقائق و الإشارة إلى أخطاء وانتهاكات واقعية ، دون التغاضي عن القرارات الحكيمة لأمريكا والتدخل النافع والسياسات المفيدة . لكن من الصعب العثور على انتقادات متوازنة من هذا النوع إلا داخل أمريكا نفسها في الصحف والمجلات والتلفزة والراديو – كما يعتقد المؤلف .

---------------------

Globalia""
القرية العالمية



Globalia"" هي رواية لكاتب وروائي فرنسي ، وقد أصبحت الأكثر مبيعا في فرنسا في الأسابيع القليلة الماضية . الرواية من تأليف Jean-Christophe Rufin جان رافن . وقد وصلت عدد النسخ المباعة في الأسواق من هذه الرواية إلى 160,000 نسخة .

يحاول الروائي أن يسقط الضوء على عالم خاضع للسيطرة الأمريكية ، وهذا ما يدعوه الروائي ب " الديمقراطية التوليتارية " totalitarian democracy . المجتمع في الرواية هو Globalia""(دول الشمال وخاصة أمريكا) . هو مجتمع مغلف بجدران زجاجية لحماية سكانه من خطر إرهاب جماهير محتشدة تعيش في منطقة nonzones ( دول الجنوب) . والناس خارج مجتمع Globalia"" يشكلون خطرا على هذا المجتمع .

يمكن أن نستخلص فكرة هذه الرواية من قول أحد أفراد هذا الكون الجديد الذي رسم صورته جان رافن : " كيف يمكن أن نحمي الحرية من الحرية ؟ بزيادة الأمن . الأمن هو الحرية .الأمن هو الحماية . الحماية هي مراقبة . المراقبة هي الحرية " .

بطل الرواية هو متمرد في العشرين من عمره اسمه Baïkal Smith . وهذا البطل له صديقة تدعى Kate. يهربان معا خارج القفص الزجاجي لمدينته وينتقل إلى nonzones ( العالم الثالث )ليصبح " إرهابيا " ؛ هنا المجتمع الكوني المغلف بالزجاج سوف يرحب بوجود عنصر هارب كعدو مما يؤدي إلى خلق مجتمع كوني متوازن فيه الصديق وفيه العدو . إذن الديمقراطية الأمريكية تخلق عدوها وتحاربه .

تتعرض قرى الإرهابيين ( الجنوب) للقصف على يد المجتمع الزجاجي والكوني الجديد ( السيطرة الرأسمالية) ، وهذه القوى نفسها تأخذ الطعام والدواء إلى الضحايا . هذا الروائي الفرنسي اصطنع جوا فلسفيا سياسيا في النص الروائي : أمريكا هي معمل ينتج الديمقراطية وفي نفس الوقت ينتج الاستبداد والسيطرة .

إذن ، المؤلف يتحدث عن مجتمع أمريكي قائم على القطيعة مع التاريخ ، ويعاد تأسيسه وفق معايير أخلاقية جديدة بعيدة عن التاريخ . تغييب التاريخ ، بالنسبة للمؤلف ، هو وسيلة جيدة لإجبار الآخرين على الإذعان . نجد في هذا المجتمع الجديد ( دول الشمال وخاصة أمريكا ) الأمن والرخاء دون السعادة . بينما نجد في الجنوب nonzones الفقر والحروب مع وجود للتنوع والإنسانية . أراد هذا الروائي الفرنسي أن يصف الديمقراطية كنوع جديد يخلق الشر والإرهاب ويحاربه أي " يصنعون الإرهاب من التمر ويأكلونه " بالتعبير العربي .

ربما نفهم فكرة الرواية أكثر لو عرفنا أن الروائي جان رافن كان ناشطا في منظمة أطباء بلا حدود ، وهو يقود حاليا منظمة إنسانية تعنى بالدفاع عن الفقراء حول العالم وهي Action Against Hunger . ربما أراد أن يقدم وجهة نظر سريالية من خلال حديثه عن تكوين مستقبلي بأدوات السلوك الإنساني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يطلب من سكان أحياء إضافية شرق رفح إخلاءها ر


.. في سابقة إسرائيلية.. رسالة تحذير من رئيس الأركان لنتنياهو| #




.. مجلس الأمة الكويتي.. لماذا حلّه أمير البلاد وماذا تعني هذه ا


.. قيس سعيد يا?مر بمحاسبة من غطى العلم التونسي بخرقة من القماش




.. وصف بالأقوى منذ عقدين.. الشفق القطبي يزين سماء عدة دول أوروب