الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن تلدغوا الشعب الضحية من جحره مرتين!

احمد سعد

2009 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


مناورة تآمرية جديدة يجري الاعداد لنسج خيوطها في الدهاليز المظلمة للتنسيق القائم بين ادارة اوباما الامريكية وحكومة نتنياهو اليمينية وبعض الاوساط الاوروبية. وهدف هذه المناورة هو انقاذ مخطط استراتيجية الهيمنة الامريكية – الاسرائيلية من الفشل الذريع في دفع عجلة المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية بسبب التواطؤ الامريكي مع التعنت الرفضي الاسرائيلي الذي قاد الى حالة من الجمود المشحون بانفجارات مأساوية مرتقبة. كما تستهدف هذه المناورة انقاذ جلد المجرم الاسرائيلي من الادانة والعزلة الدولية من جراء معطيات تقرير لجنة غولدستون الاممية التي تتهم اسرائيل بارتكاب جرائم حرب، جرائم ضد الانسانية اثناء حربها الهمجية على قطاع غزة، خاصة وان المجرم في قفص اتهام مجلس حقوق الانسان الدولي وهيئة الشرعية الدولية. والمؤامرة الجديدة نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" امس الخميس الخامس عشر من شهر تشرين الاول/ اكتوبرالحالي بعض تفاصيلها. فتحت عنوان "تخطي الجمود" خاصة بعد فشل ادارة اوباما في الزام المحتل بوقف عمليات الاستيطان ورفض الطرف الفلسطيني الخضوع للاملاءات الاسرائيلية، على ضوء ذلك فان ادارة اوباما تبلور نهجا سياسيا جديدا مدلوله دعوة الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني الى التفاوض حول القضايا الجوهرية للحل الدائم - قضايا الحدود والقدس واللاجئين والامن، وان الموفد الخاص لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، المحامي يتسحاق مولخو موجود في واشنطن ويقابل المسؤولين الامريكيين ويتحادث معهم حول الخيار السياسي الجديد!! انها مناورة تعيد الى الاذهان مناورة اتفاقات اوسلو التي جاءت لتجاوز الحل العادل للحقوق الوطنية الفلسطينية، ففي حينه جرى تأجيل التفاوض حول القضايا الجوهرية لثوابت الحقوق الشرعية الفلسطينية لقضايا الحدود والقدس واللاجئين والمستوطنين وغيرها. وجرى التركيز الاسرائيلي على افراغ قضية التحرر الوطني الفلسطيني من مضمونه وذلك من خلال التركيز على قضايا الامن والاستيطان واخفاء وجه الصراع بين المحتل وضحيته وجرجرة مفاوضات "طحن الماء" خلال اكثر من عقد ونصف دون تقدم ولو خطوة واحدة نحو التسوية العادلة النهائية.
والضحية الفلسطينية لن تلدغ من جحرها مرتين، فاي مفاوضات حول القضايا الجوهرية في حالة مواصلة الاحتلال الاسرائيلي مسابقة الزمن لتهويد القدس الشرقية جغرافيا وديموغرافيا، هل سيفاوض الفلسطيني على التنازل عن حقه في السيادة السياسية على عاصمة دولته، وعن أي حدود سيجري التفاوض في حالة، يواصل جدار الضم والعزل العنصري يقضم اكثر من ربع مساحة الضفة الغربية من كتل استيطان وغيرها. واي مفاوضات حول حق العودة للاجئين في حالة الرفض الاسرائيلي المطلق لحق العودة ومطالبتها الفلسطينيين الاعتراف بيهودية اسرائيل، وكذلك بمصادرة حق اقليتنا القومية في الوطن والمواطنة. فهل يا ترى من يرفض وقف الاستيطان سيوافق على الانقلاع من وطن يحتله بشكل عدواني بلطجي؟ من يريد مفاوضات ناجعة حول القضايا الجوهرية يستطيع الاعلان فورا عن التزامه بالقرارات الشرعية لهيئة الشرعية الدولية التي تعترف بالحق الفلسطيني المشروع بالدولة والقدس والعودة. ولكن المناورة التآمرية الحالية جاءت لانقاذ التحالف الاستراتيجي الامريكي – الاسرائيلي من ازمته من جراء رفضه للتسوية العادلة ولارتكابه الجرائم بحق الانسانية في المناطق الفلسطينية المحتلة والعراق وافغانستان وغيرها، كما تستهدف هذه المناورة التآمرية المحافظة على بقاء دواجن الانظمة العربية يسجدون في المحراب الامريكي. وما من خيار للشعب الفلسطيني وقواه الوطنية الا بإعادة اللحمة الى وحدته الكفاحية المتمسكة بثوابت حقوقه الوطنية.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي