الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يصدق جمع التبرعات

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2009 / 10 / 16
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


أطلق ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه حزب الدعوة الإسلامية، حملة واسعة لجمع التبرعات من أنصاره بهدف تأمين الحملة الانتخابية، في سابقة هي الأولى من نوعها في العراق، بحسب عضو باللجنة التنفيذية لـ(دولة القانون)،وسيكون ذلك عن طريق اعتماد حساب مصرفي في جميع فروع مصرف الرافدين.(نقلا عن أصوات العراق بتصرف)
وهذه الظاهرة تدعوا الى الاغتباط والفرح لأن أول من أتخذ من التبرعات في تاريخ العراق الحديث مصدرا لدعايته ومسيرته الحزب الشيوعي العراقي وكان يلزم أعضائه بجمع التبرعات من أصدقائهم وما أكثرهم ،فكانت هذه التبرعات مورده الوحيد يضاف لها ما يجمع من اشتراكات أعضائه وتبرعات أصدقائه ومؤازريه وهؤلاء كانوا نعم المصدر لموارد لن تنضب وتشكل عمادا لمسيرة الحزب طيلة عقود من السنين،وهو أول من استعان بالتبرعات في حملاته الانتخابية أو مناسباته الوطنية لأنه لا يمتلك كما يمتلك الكثير من الأحزاب مصادر أخرى للتمويل أو يستندون لشركات أو مؤسسات ربحية ،وهذا السر في تفرده باستقلالية القرار وضمان ديمومته نظيفا نزيها أصبح مثلا أعلى للجميع بالنزاهة وحفظ الذمة ،وهو ما نتمناه لجميع الأحزاب والجماعات السياسية التي يتخذ بعضها من العمل السياسي مصدرا لجني الثروة بما تحصل عليه من معونات مختلفة المصادر لقاء مواقف تمليها هذه الجهة أو تلك.
ولكن هل يصدق المواطن العراقي أن ائتلاف دولة القانون أو غيره من الائتلافات والكيانات الكبيرة بحاجة لجمع الفلاسين من هذا وذاك على شكل تبرعات وهم يمتلكون خزائن قارون بما أفاضت عليها السلطة خلال هذه السنوات ومن خلال هيمنة زعماؤهم على الوزارات السيادية والخدمية ومقاعد البرلمان والعلاقات الجانبية التي تضخ الأصفر الرنان ،وهل يصدق عراقي أن بعض الأحزاب الكبيرة بحاجة لجمع التبرعات وهي تمتلك وسائل أعلام متطورة تعجز عن مصاريفها الدول الصغيرة وأنهم يصرفون أموالا طائلة للمهرجانات والمؤتمرات ويمنحون منتسبيهم رواتب ومكافآت’ شهرية تقدر بالملايين،وان ما يمنحونه من أعانة لبعض الشرائح الاجتماعية لأغراض الدعاية الانتخابية وضمان الولاء يساوي ميزانية محافظة عراقية ،وان ما يمتلك كبار الحزبيين من شركات ومصانع يستطيعون به تمويل حملات الانتخابات الأمريكية،وأن الرواتب والامتيازات التي يجنيها منتسبي هذه الأحزاب يستطيع أن يبني دولة وسط الدولة،وأن ما صرف في الانتخابات السابقة من أموال جسيمة لا يجعل المواطن يستسلم بسهولة لحاجة الحزب الى ما يعينه في حملته الانتخابية،هذه الأمور وأمور غيرها تجعل المواطن في موطن الشك والريبة من هذا الإعلان ،وانا لا أشكك في الدوافع النبيلة لهذا الإعلان وأن تأصيله في الحياة السياسية خطوة نحو الأحسن ولكن العراقيين مشهود لهم بقراءة الممحي فلا يصدقون مثل هذه الدعاية وكان على قيادة حزب الدعوة الانتباه للأمر فأن المواطن العراقي على ما تعود عليه في الانتخابات السابقة يأخذ ولا يعطي ،وقد حصل الكثيرون على هدايا مختلفة لقاء أصواتهم أو أسهامهم في الدعاية وأغراء الآخرين بالتصويت لهم ‘فهل يتبرعون وهم يترقبون الانتخابات لتكثر الولائم والعزائم ويكثر الطبيخ والفسيخ ليأكل أولئك المتمرسين بحضور مثل هذه المناسبات.
في الانتخابات الأولى التقيت برجل أعرفه وكان من المهاويل المعروفين بالطلاقة والفصاحة وله شهرته في تلك الأنحاء وكان مرتديا ملابس العمل التي هي الصاية والسترة والعقال فتراه على أحسن ما يكون وسألته عن أمره وهل أن هناك مناسبة اجتماعية تهمه حتى أكون رفيقه في أمره فقال لي وهو يضحك: (هاي الأيام أجتنه خوش شغله يوم أنهوس للوفاق ويوم أنهوس للرفاق ويم لفلان ويوم لفلتان وهي كلها أفلوس وعمك وين ما يروح يلم خرده ويهوس الهذا أو وذاك ،فسألته مازحا :وأنت لمن تنتخب ؟ضحك مني وقال أنتخب روحي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انها مجرد تغطية
البراق ( 2009 / 10 / 16 - 19:55 )
الاستاذ محمد علي نعم لم يصدق العراقيون مثل هذا الاعلان فهم يعرفون ان ذلك مجرد تغطية اعلامية لاقناع البسطاء من الناس بان مصاريفهم هي من التبرعات في حين وكما ذكرت انت انهم يصرفون اضعاف مما ستاتي به التبرعات ولحين الانتخابات سنسمع الكثير من هذه الخزعبلات


2 - طريقة جديدة من طرق الروزخونييون
محسن الحاج مطر ( 2009 / 10 / 16 - 23:37 )
بعد ان تكشفت اساليبهم المخادعة واصبحوا رمزا للسرقات والفساد والدجل اكتشفوا طريقة روزخونية جديدة وهي ليست تحت اسم من اسماء الأئمة بل على اساس دعم حزب الدعوة في الأنتخابات!!!؟؟؟
طبعا هذه الحيلة سوف لن تنطلي على القلة من العراقيين للأسف، لأن الغالبية العظمى لاتقراء ولاتفهم انطيها قامة وزنجيل وتركض ركضة طويريج وتمليء اصابعها بالمحابس تيمنا بالجعفري وبقية اصحاب المحابس!!؟
ياابا زاهد من يسمع هذا الكلام ؟ لكن هذا الشعب البائس سيسمع من الذين يعطيه بطانية من قم ليقبلها ويصلي عليها؟؟؟؟
هذا الشعب لن يتغير الا بعقدين من الزمن او اكثر، اي بعد ان يزول منه جيلين على اقل تقدير. اي تذهب كل هذه الأجيال التي وسخها البعث ثم استلمتها العمائم؟؟ مع احترامي لبعض العمائم النظيفة


3 - تحيات وعتاب
ابو حيدر الاكاديمي ( 2009 / 10 / 17 - 11:39 )
اخي ابو زاهد
انت رجل واعي وصحفييشار له بالبنان ونحن في العراق في
محنه حقيقيه والناس على اختلافهم يتطورون ويتغيرون
وخصوصا الذين يمارسون قيادة البلاد وحتى في اوربا حيث المد المسيحي هيمن علىالحياة الحزبيه كتركه للحرب الثانيه وبشاعاتها التي لاتوصف والتي حطمت ايضا وخربت وعي الناس واجبرتهم على الرده الحضاريه كما عندنا في السنوات الاخيره والمد المسمى اسلامي وهيمنة الظلاميه على الدوله واستماتتها للهيمنه على حياتنا المدنيه لذالك وفي مثل هذه الظروف المعقده علينا امثالك وامثالي وغيرنا من الواعين المسؤلين عن ضرورة ان تكون نشاطاتهم مستهدفه ان يعملوا بميادين مختلفه من اجل الدفع الى الامام وليس الى الحفره
هنالك امل اخذ يتنامى بان بعض الجماعات المتدينه وبسبب من معدنها الوطني وحبها للناس ولتراكم المعطيات ليس فقط عن عقم الدين المسيس وعجزه ليس فقط عن حل مشاكل الشعب والوطن بل عجزه عن الحفاظ على التزام منتسبيه باخلاقيات الدين لذالك
ان واحدة من الامال الكبار الان في العراق هو في تطور وتحول الاستاذ نوري المالكي من متدين في حزب طائفي الى قائد سياسي
يرى الام ومعاناة شعبنا ودمار وطننا وتحولنا من مجتمع الاباء والكرم والباهاة بعمل الخير الى مجتمع الحواسم والعهر والفساد لاسامح الله وا


4 - ردود
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 10 / 17 - 12:51 )
أخي العزيز
نتمنى أن تصدق الأحلام وأن نرى الأحزاب السياسية تلجأ للكسب الشريف وتتوخى تقاليد الشرف في عملها السياسي ودعايتها الانتخابية وأن يكون المال العام للعراقيين وأن لا يستغل لهذا الطرف أو ذاك لذلك نبقى في مجال الأمنيات من أجل بناء ثقافة سياسية تهدف لخدمة العراقيين.
الأخ محسن الحاج مطر:
نعم الغارقين في الفساد هم أساس المشكلة وعلينا كشفهم وفضحهم لردع الآخرين من مسايرتهم والجري على منوالهم وما أجمل أن نسلك الطريق السليم للوصول الى الناخب من خلال طرح البرامج الانتخابية والسعي لتحقيقها وعدم الالتفاف عليها وأن جمع التبرعات من الطرق المألوفة في جميع أنحاء العالم ونتمنى العدول اليها بدلا من استغلال المال العام للدعاية والإفراط في استغلال المنصب الوظيفي لتغيير أرادة الناخب.

الأخ الكريم ابو حيدر
تحية وإكبار
الوطنية قول وفعل ومتى أقترن القول بالعمل تحقق المستحيل وما طرحته من خلال مداخلتك القيمة أكثر من رائع فأن إرساء تقاليد سليمة في العملية الانتخابية مطلب وطني ملح يسعى جميع الشرفاء لتحقيقه ونتمنى أن يكون ائتلاف دولة القانون صادقا في دعواه الوطنية لأن ذلك سيسهم بلا شك في تغيير الكثير من الأمور التي تحتاج الى أصلاح وتغيير والشيوعيين العراقيين كما لا يخفى على متابع حصي

اخر الافلام

.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟


.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د




.. مطالبات بايدن بالتراجع ليست الأولى.. 3 رؤساء سابقين اختاروا


.. أوربان يثير قلق الغرب.. الاتحاد الأوروبي في -عُهدة صديق روسي




.. لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.. فرنسا لسيناريو غير مسب