الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيكاسو أمير عصره وكبير زمانه في الفن التشكيلي

خالد مطلك الربيعي

2009 / 10 / 16
الادب والفن


شباب متجدد ... وحيوية دائمة...وعطاء فذ ... كبير العقل ...واسع الفكر ...فرح الطباع...متقد الذكاء.ينبوع لا ينضب... ونهر لا يجف...عظيم زمانه...تربع على عرش الفن طيلة حياته .دخل عالم الفن من أوسع أبوابه وقلده أصحابه .

بيكاسو الذي ولد ( باسبانيا) عام 1881وكان يسمى بابلو بيكاسو (Pablo Picasso) شاهد العالم منذ ذلك التاريخ بزوغ وأفول عدة مدارس فنيه . وانطوت شهرة اغلب إعلامها . ولكن بيكاسو تمكن بقدره عجيبة إن يحتفظ على مر السنين بمكانة النجم الذي لا يعرف الأفول لقد استطاع الفنان بتحوير أساليبه الفنية إن يجاري تقلب الأذواق وتطورها فإذا بأمواج التغلب هذه تدفعه إلى الإمام دون إن تغرقه وإذا بالسنين تمر عليه دون ان يصاب فنه بالشيخوخة هكذا الفنان بيكاسو حتى أصبح شبابه سر أسطورة القرن الذي هو فيه.
فيرى بيكاسو إن ألريشه هي التي تقوده للعمل ولا ضرورة لتفسير ما تخطه يداه فالناظر ينعم بما يرى دون الحاجة للإيضاح وهو القائل ( هل يفهم المستمع معاني أنين العندليب ) (وهل ثمة إدراك جمال الليل ) (أو عذوبة عبير الزهور ) إن الناس تتذوق هذه الأحاسيس وتشعر برقتها دون تحليل المعاني وهكذا الرسم انه تسجيل المشاعر التي تخفق في نفس الفنان.
ورغم أراء بيكاسو في موضوع (تلقائية الوحي ) يجب علينا الإشارة بان فنه يستند إلى أسس علميه لقد ظهرت عليه علامات النبوغ المبكر فرسم قبل إن يحسن الكلام وكان أول معرض له وعمره ستة عشر سنه ولكنه دخل مدارس الفن وتخرج من المعهد الفني الملكي في برشلونة في سنه السادسة عشر بامتياز
وان اللوحات التي رسمها قبل ألهجرة إلى فرنسا تدل بشكل واضح على انه استوعب الفنون الكلاسيكية استيعابا كاملا وفي لوحة الرجل المسن دليل واضح بأنه استوحى من تراث الماضي أساليب الرسم والتلوين ثم أضاف إليها من روحه قوة التركيز الهائلة التي تشع في اللوحة وجه الشيخ المفكر
ثم هاجر من بلاده حيث أراد لنفسه ازدهارا فهو في ذلك كالطيور التي تشق الفضاء وتذهب في فصول الشتاء إلى حيث الدفء والشمس بفطرتها
أو كالإعرابي الذي يترك الصحراء القاحلة إلى حيث الماء والعشب ..فكانت هجرته إلى باريس مركز الانطلاق لأنها قلب أوربا ورمز التقدم الفني وتظهر جليا تأثير وسط باريس وإعلام الفن فيها على وحي أسلوب بيكاسو.
ثم جاء دور الانطلاق الكامل عام 1907دور الفن
0التكعيبي ولم يكن بيكاسو صاحب هذه المدرسة ولكنه تقمص الفكرة وروج أسلوبها وابتدع الرمزيون بعد ذلك أسلوب تشويه المقاييس الطبيعية لتجسيم قوة التعبير وأخيرا جاء

(كوربيه ((courbet) وسيزانCezanne فمهدا الطريق لظهور (الفن التكعيبي ) إن هذا الأسلوب في حد ذاته ثوره فنيه وليس مجرد لون جديد فيقول بيكاسو إنني ارسم الأشياء كما أفكر بها لا كما تراها عيني وقد أضاف ( كوربيه) إلى لوحاته عن طريق مزج مواد التلوين تلك الأحاسيس الملموسة كالحك والبروز وأبتدع سيزان أسلوب التركيب المنطقي إذ كان يجمع أقسام ألصوره على نفس اللوحة من مختلف الزوايا ومن هذا المزيج بين أسلوب كوربيه وأسلوب ( التركيب المنطقي ) نبع الفن التكعيبي الذي وضع أسسه ( براك)Braque ودعمه بيكاسو فيما بعد حتى أصبح زعيم هذه الفكرة وبدا الفنانون يستعملون السكاكين والأمشاط وغيرها إلى جانب الريشة التقليدية.
ولقد ساعد بزوغ هذا الأسلوب الجديد وانتشاره الحاسم جماعه من أهل الفكر والقلم ولقد رسم بيكاسو في جميع مراحل حياته وأدواره لوحات متباينة من حيث الجوهر والموضوع والأسلوب وبعد الدور التكعيبي ظلت ريشته الفنية تعكس إلى يومنا هذا صورا جديدة ومثيرة اغلبها من الهام تأثير إحداث العالم على روح الفنان الكبير ونذكر من بينها لوحة ( غير نيكا ) التي رسمها بيكاسو
إن روحه الشفافة كالبلورة التي تلتقط الأضواء من كل مكان فلا غرابه إذا تربع على عرش الفن أكثر من نصف قرن فهو العبقري الموهوب وقد زاد تصميمه على الاحتفاظ بمقومات الشباب في فنه وفي حياته الخاصة متذرعا في ذلك بقوة الابتكار وقابلية التطور والتجديد التي جعلت الناس تشعر دوما بأنه يسبق الزمن .لقد حاز الرجل في حياته على المال والمجد والشهرة معا فهو إذا موهوب ومحظوظ .وفي هذا تفسير لأسطورة شباب فنه المتواصل.
ويرسم بيكاسو بضوء الكهرباء وهو يفضله لان أثبته من غيره فهو يشوه الألوان ولكن يمنع عن إشكال التغير غير لاعب بها كما يفعل ضوء النار ومبدل لحدودها تبديلا بطيئا ناعما كما يفعل ضوء النهار والضوء الاصطناعي بالطبع طاغ على فن بيكاسو ويتسرب مفعوله إلى ذات الفنان أيضا (فغر نيكا )مثلا مشهد ليلي خارجي يبدو كأنه يتألف من جبس محطم وجرائد ممزقة في مهب الريح يضيئه قنديل نفطي وكرة كهربائية معلقة يخيل لنا وميض هائل قادم من إمام الصورة.
من هنا نرى انه فنان تشكيلي من طراز فريد بل هو من أشهر فناني قرنه بلا منازع وأعلاهم منزله وأعظمهم قدرة وأكثرهم تنوعا وأبعدهم أثرا في الإبداع والتجديد فهو مصورا وفنان تشكيلي وخزاف مصمم ومزخرف كان متعدد المواهب متجدد الرؤية متواصل النشاط اتصفت يداه بالإبداعات الفنية وعمله هائل منتشر في كل إرجاء العالم .
ظل أخر أيام حياته محتفظا بحيويته وجاذبيته وذكائه وإبداعه بسيطا في مظهره وعلاقته حتى وافاه الأجل عام 1973وبقى بيكاسو خالدا في تاريخ الفن.

الكاتب والفنان [email protected]
خالد مطلك الربيعي http://www.kalid45.jeeran.com










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار


.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة




.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن


.. سلمى أبو ضيف قلدت نفسها في التمثيل مع منى الشاذلي .. شوفوا ع




.. سكرين شوت | الترند الذي يسبب انقساماً في مصر: استخدام أصوات