الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هو الذى هو..

فاتن واصل

2009 / 10 / 16
الادب والفن


يحكى أن فى بلدة بعيدة كان يعيش رجلا عرف عنه الحكمة .. وقد كان ناسكا فى بيت كالمحراب لا يسمح لأحد بدخوله وان كان يُسمع صوتة ليلا وهو يتلو كلمات ساحره وترانيم غاية فى الجمال ..كان الناس يجلسون تحت شرفة داره يستمعون إلى مزاميره بايمان واضح.. الغريب أنهم كانوا متفقين رغم أن احدا منهم لم يخاطبه قط بأن كلمات الحكيم قادره علي ان تشفى العقول وتزيل وعكات النفوس وتهدى من ضلوا.
فى ليلة..مرت بالقرب من شرفته غادة رائعة الجمال ورأت الناس وهم متجمعون وجالسون تحتها يتمايلون من ترانيمه نشوة وطربا.. فسألتهم بصوت حزين .. ألايجد قلبى المعلول و عقلى الشتيت عند حكيمكم هذا دواءا ..؟؟ ردت جماعتهم .. بكل تأكيد يا بنية إقتربى وجربى .. فكرت مليا دون ثقة منها في حكمهم ثم أنها بعد تردد قررت أن تغادرهم..لكنها فى اليوم التالى عندما عادت الى مقرهم و جلست تحت الشرفة معهم كان يحدوها أملا غير يقينيا أن تُشفى الكلمات عقلها المكدود وتهدأ نفسها من اللوعة وتُجاب لها أسئلتها.. إنضمت الي الجموع ..كانوا جميعا فى حالة من الصمت والخشوع إذ كان الحكيم قد بدأ بتلاوة كلمات وأخذ الصوت الرحيم الدافيء والكلمات المرتلة بنغم تتسرب الي سمعها رويدا رويدا كأن كل ملائكه السماء يرتلون .. كان هناك ما يغزوها ويتخلل مسام عقلها وقلبها معا .. وشعرت ان دما جديدا قد بدأ يسرى فى عروقها إمتصته شرايينها بعد طول تصحر .. فجأه توقف الصوت ولأول مرة سُمِع وقع أقدام تقترب وإذا به يخرج إلى الشرفة .. هو نفسه .. بخطوات هادئة وئيدة.. ناداها بصوته القادم من عمق اللانهايه.. نادى عليها بإسمها وسط ذهول الجالسين تحت شرفته ...تعالي يا بنيتى ...قامت كالمسحورة تمشى بلا إرادة منها تتحرك فى إتجاهه وحين وصلت إلى حافة الشرفة عند موضع قدميه رفع كفه ببطء فإرتفعت عن الأرض وصرخ الناس.. كانت كالمنومة الفاقده لإرادتها .. أرجع ساعده فى إتجاه الداخل فسحبها بسرعة ....للمحراب ...... ثم أنزلها ببطء على الأرض ..جثت على ركبتيها بمجرد أن لامست قدميها أرض الغرفة كانت الدموع تملأ مآقيها و كانت محتضنه كفيها ....عندما رفعت رأسها لترى وجهه لم تصدق عينيها ... لقد كان هو الذى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هو الذي هو
صلاح يوسف ( 2009 / 10 / 16 - 19:11 )
كنت دوماً أتابع تعليقاتك العذبة والبديعة، لكني للمرة الأولى أقرأ لك كتابات في الأدب.
تسلسل منطقي هاديء يتدفق كمياه بحيرة جراء اللعب الذي تقوم به بعض طيور الأوز. كلمات منتقاه بعناية لتعبر عن أحاسيس جميلة. لكن رغم كل ذلك، أتساءل: هل للعنوان علاقة بالله ؟ يعتقد المسلمون ان ال ( هو ) من أسماء الله الحسنى، بدليل ( الله لا إله إلا هو ) .. أم أنه المجهول الذي يسحبنا إلى أعماق اللانهاية ؟
قصة ممتعة جداً
شكراً للأستاذة فاتن


2 - هو الذي حلمت به؟
رعد الحافظ ( 2009 / 10 / 16 - 20:22 )
سأنتظر باقي التعليقات ربما يكشف أحد الأخوة الرائعين عن شخصية هذا الحكيم...وإن فشلنا جميعاً فأرجوكِ يافاتن إما تفصحي لنا عنهُ وإما تستمري بكتابة قصصك القصيرة الرائعة هذه ...فلن نسكت على سكوتكِ الطويل في المرة القادمة...تحياتي لكِ


3 - سيدتي
شامل عبد العزيز ( 2009 / 10 / 17 - 06:16 )
تحياتي رغم قناعتي بأنك كاتبة وأكثر من ممتازة وخصوصاً في تشخيص سلبيات مجتمعاتنا إلا أنني أجدك تميلين إلى الأدب مع العلم أيضاً رائعة بالرغم من الحيرة تملكتني ولم أضع يدي على من هو هذا الحكيم
مودتي
تحياتي للجميع


4 - جميل
عبدالكريم الكيلاني ( 2009 / 10 / 17 - 11:23 )
قصة جميلة ايتها القاصة

دائما يعجبني قراءتك للحياة من زواياك الجميلة

كوني بخير ونتمنى قراءة المزيد من ابداعاتك

تحياتي


5 - أفكارك جميلة ... فلا تبخلي
الحكيم البابلي ( 2009 / 10 / 17 - 19:43 )
سيدتي حلوة الفكر فاتن واصل
الذي أعجبني في قصتك هذه هو ترك القارئ في النهاية لأجتهاداته وسحبه برقة وشطارة لأستعمال وتشغيل عقله لرسم نهاية للقصة في خياله ، وهي دعوة من الكاتب للقارئ بعنوان ( فكر معي ) ، وبصراحة وصدق سيدتي ... هل بيننا معشر القراء من يرفض دعوة للتفكير مع سيدة لها كل أناقة فكركِ ؟
ولو زودنا الصراحة حبتين فأقول كم كنتُ أتمنى أن أكون ذلك الحكيم الذي تتكلم عنه سطورك ولكن ..... ما نيلُ المطالب بالتمني
سعيد جداً لأنك عدتِ للنشر ، ويا ليتها تصبح عادة ، التواصل جميل والحروف عالمٌ خاص لا يشبه هذا العالم
تحياتي


6 - أين انت؟
منى ( 2009 / 10 / 17 - 22:05 )
لا تدعى النهر يجف، زدينا عذوبة ورقة. قطعة شعرية جميلة واجمل مافيها انك تركتينا ليبحث كل واحد عن منقذه الخاص
تحياتى


7 - الايمان يشفي القلوب
حسين فخرالدين ( 2009 / 10 / 18 - 11:40 )
تحية عطرة
الجميل في القصة ان ال (هو) بقي مجهولا ولكن الذي افهمه ان الكاتبه ارادت ان تقول يجب ان تؤمنوا باي شي فهو الذي سينجيكم من الحيره والضياع ولا حياة بلا هدف ولا حياة بلا ايمان


8 - للاسف اخطأت فالكاتبة لا تؤمن بشئ وهي من الملحدين ولذلك ننتظر
وائل ( 2009 / 10 / 18 - 12:03 )
بالرغم من اختلاط الفكرة وقصة الملائكة وترانيم ومزامير العبرية والنصرانية, بالرغم من انه ناسك والناسك لن يكون غير متعبدا, بالرغم من ان من يسمعوه يسمعوه بايمان لكنه لن يصل للايمان بالله فمن يكفر بنبي لن يؤمن بناسك متعبد لاله اي نبي, لا تامل هذا ايها الصديق الساذج فهناك من يشف قلوبهم اشياء اخري مادية ومن يعيش ويحيي بلا ايمان, فقد يكون من امل ان يكون في تعليقه او غيره لكن بالقطع ليس ما تؤمن انت به وتثق في انه شفاء للقلوب فبعض القلوب لا تبحث عن الشفاء بل تسخر منه


9 - im who im
فاتن واصل ( 2009 / 10 / 18 - 16:33 )
الحوار التالى بين النبى موسى وربه ذكره العالم التوراتى إريك فروم فى كتابه - لتكن ربانبا .. ( أى تتخلق بأخلاق الأرباب )صفحة 29-31
أجاب الرب على سؤال نبيه موسى عن من يكون
قائلا : أنا رب أبيك رب إبراهيم ورب إسحاق ورب يعقوب.. ولكن موسى جادله بأن العبريين لن يصدقوه قائلا : إذا ذهبت لبنى إسرائيل وقلت لهم أن رب آباؤهم أرسلنى لكم فسوف يسألون وما إسمه !! فماذا أقول لهم .
رد الرب : أنا هو أنا .. قل هذا لشعب إسرائيل ( أنا ) أرسلنى لكم عندما عاود موسى طلبه رد ربه - إسمى من لا إسم له قل لهم .. من لا إسم له أرسلنى لكم - ..
أشكركم لمروركم وتعليقاتكم الإيجابية والسلبية


10 - رائع وتنكروا الاسراء والمعراح على نبى وتنسبونه لانفسكم
مجدي ( 2009 / 10 / 18 - 17:42 )
رائع


11 - it say i am wh i am
maged ( 2009 / 10 / 18 - 18:12 )
sorry 4 correcting


12 - يعني انت تسبي محمد وتري رب ابراهيم يا تري انت فين من دول محم
محمد ( 2009 / 10 / 18 - 19:40 )
يعني تركت الاسلام لليهودية واضح ارقام صديقنا اقنعتك
اوليس رب ابراهيم هو رب محمد
وهل يا تري عرفتيه شكللا ام روحا
تلاعب بالالفاظ والايحائات
اعتقد الاوقع ان يكون واحد ممن تعرفيهم اقرب حتي روحيا وفكريا
الهداية من عنده لانه هو من هو ولا حاجه به لهم ومن يكونون ولانه يعرف من هو ولانه غني عن التعريف قال من لا اسم له من لا اسم له ولكنه موجود ويعرفه من يحسه ومن يقبله هو في ملكوته لا من يشك في ملكوته يقبل من يرغبه لانه هو لانه كل شيء واي شيء لانه من يملك ومن يمنح من يعطي ومن يرحم من يجود ومن يري بغير ان يري من يحسه من انشرح قبله ويؤمن به دون ان يراه ولكنه يحس به وبوجوده وحمايته له في كل مكان لانه هو من هو هو من لا اسم له ولا شكل ولا رسم في اذهاننا له لكنه في كياننا وروحنا نحسه يهدي القلوب الحائة ويمسح عنها الحزن والقلق وباليقين به يزيل منها رهبه حتي الخوف منه بل يملاها الرجاء في محبته فيسعي له من انشرح قلبه ليس خوفا من عقابه ولكن حبا في نقاءة يتقرب له ليس خوفا من الجزاء ولكن حبا ورغبة في الارضاء لانه الحبيب لانه ما يملاء القلب طهارة وحب وثقة ونقاء حبه فضل يتمناه من يحبه وحبه احساس يحسه من امتلاء قلبه ايمان به


13 - رائع وتنكروا الاسراء والمعراح على نبى وتنسبونه لانفسكم
مجدي ( 2009 / 10 / 19 - 14:57 )
رائع

اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب