الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا و الكرد و العرب ولعبة ومنصبي الخارجية و الدفاع

هشام عقراوي

2004 / 6 / 1
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


في وقت ينحسر فية التاييد الشعبي و الجماهيري و الحزبي و السياسي و المحلي للسياسة العسكرية والادراية الامريكية في العراق وللموازنات التي تحاول فرضها على العراق و العراقيين، وفي الوقت الذي يتزايد فيه حجم و كم و نوع العمليات العسكرية ضد قوات التحالف، و في الوقت الذي لم يعد للامم المتحدة حول أو قوة لفرض سياسة و حلول منطقيه في العراق، و في الوقت الذي تحولت فيه الجامعة العربية الى أرشيف لحفط بيانات الاستنكار والشجب ضد عدو مبني للمجهول، وفي الوقت الذي صارت فيه الاحزاب و القوى الساسية العراقية بعيده كل البعد عن الاعتراف بحقوق الشعب الكردي في العراق، في مثل هذا الوقت و الظرف الحرج لم تجد امريكا سوى الاحزاب الكردية للاستناد عليها في العراق و تحقيق ما لم تستطع أمريكا و جيشها الجبار تحقيقه. ولا يهمها أن كانت تلك السياسة ستودي الى تأجيج النعرات الطائفية و زيادة الحقد و الكره المتبادل داخل العراق و ما حولة. ولا يهمها أن كان ذلك ضد مبادئ الديمقراطية و الاعتماد على الكفاءة و الاختصاص في إختيار الاشخاص و الافراد للمناصب الوزارية منها و الادى منها أيضا. المهم بالنسبة لأمريكا أن تتخلص من ورطتها و تسيطر على الامور داخل العراق.
والكرد ذلك القوم المغلوب على أمره، كالغريق الذي يمسك بالقشه علها تنجيه من الغرق، لا يهمه السراب ولا يهمه التحايل و المخادعة. لا بل مستعد لتحويل الوهم الى حقيقة ومستعد ان يصدق كذب الدنيا، علها تصلهم الى بر الامان و ينعم بحقوقة التي حرم منها طوال العصور الذهبية و السوداء التي مرت بالعراق و المنطقة.
الان وبعد إتضاح لعبة تنصيب و تعيين الحكومة المؤقته و رئيس الوزراء والوزرات في العراق، وبعد إنتهاء سياسة فرض هذا الشخص و عزل الاخر والاتفاق على خرس الالسنة و بيع الضمائر وحتى إحقاق الحق، الان وبعد أن تدخل السيد الاخضر الابراهيمي بأسم الامم المتحدة وكل الدنيا و بعد ان أعطي له دور الافتاء بإستقلالية و نزاهة هذا التعيين، الان وبعد ان أخذت الامم المتحدة دور رجل الدين و وبدات بأصدار الفتاوي السياسيه حول العراق، في هذا الوقت بالذات حددت للعرب الشيعة و والعرب السنة والكرد بعض المناصب والقوميات والاديان الاخرى في العراق تحولت الى ضمير مستتر.
بداية أود القول بأن ما جرى الان في العراق هو تقسيم طائفي و مذهبي صريح وبموافقة كل الاحزاب و الاطراف التي وافقت وتوافق على هذه التعيينات. فلا الشيعة أعترضوا على منصب رئيس الوزراء لابل طالبوه و فرضوه على العراقيين اجمع،لأنه وبصراحة شيعي الاصل ولايهم كونه فرض من الامريكيين او كونه علمانيا ولا أقول بعثيا سابقا.
و السنة العرب رضوا بتعيين الياور او الباججي رئيسا للعراق لكونهم سنيي المذهب وليس لأنهم من أكفئ الشخصيات في العراق أو من الذين ناضلوا ضد البعث و الصداميين. اذن فالسنة العرب ايضا رضوا بذلك التقسيم الطائفي.
فاين العراقية التي يدعونها واين معاداتهم للطائفية و المذهبية!!! ورضى الكرد بمنصبي الدفاع و الخارجية و النائب كونهم حصلوا على ما لم يحصلوا عليه في زمن صدام ولا يهم ولا يكفي كونهم من اوائل وأكبر المجاميع التي قاتلت صدام كي يحصلوا أو يعكى لهم دور أخر يستحقونه كمناضلين من أجل الحرية.
إن هذه التعيينات كانت المحك و الامتحان الصعب الذي من خلالة تكشفت و أزيحت كل الاقنعة و الادعاءات الكاذبة و الاختفاء وراء الشعارات البراقة. اليوم كان يجب و من المفروض على مجلس الحكم و باقي الاحزاب و التنظيمات المدنية و السياسية أن ترفع صوتها عاليا و تقف ضد التعيين على أساس المذهب و العرق و الطائفة و لكنهم مع الاسف ساكتون لمجرد استلام شيعي لمنصب رئيس الوزاء و سني لمنصب رئيس الدولة. و أقول للذين لا يتفقون الراي معي، ماذا كان سيحصل و ماذا كان سيكون موقف هذه الاحزاب و المنظمات لو كان رئيس الوزراء ورئيس الدولة معا شيعيين او سنيين أو كرديين؟؟؟؟ ماذا كان سيكون ردود فعل هؤلاء لو كان رئيس الجمهورية أو الوزراء كرديين!!! أقول بصراحة و مع الاسف لكانت الدماء تسيل في شوارع بغداد والمظاهرات و الاعتراضات تملئ العراق وسطه و جنوبه.
في هذه المعمعة السياسية، و في هذه المساومات المبدأية، وفي هذا الانفلات الميداني ونبذ مبدا سيادة المصالح العامة العراقية على المبادئ الحزبية و الطائفية و المذهبية الضيقه، في هذه الظروف إعطت أمريكا او هي على وشك إعطاء منصبي وزارة الدفاع و الخارجية الى الكرد.
قد يقول البعض ان ذلك الاختيار جاء لأرضاء الكرد و تعويضهم عن أحدى المنصبين الرئيسيين في العراق اللذان حرما منهما نتيجة للتقسيم الطائفي و المذهبي و العرقي الذي أستندت عليها أمريكا و الامم المتحدة و مجلس الحكم في تعيين الحكومة. ان مثل هذه التفكير واقعي و ممكن ولكن فقط في حالة واحدة، ألا و هو كون العراق و طنا متجانسا من حيث النظر و التعامل مع أمريكا. فلا يخفى علينا أن عرب العراق بشيعتهم و سنتهم هم لا يستسيغون التعامل مع أمريكا أن لم نقل أنهم يكرهونهم. وهم أي عرب العراق يتخذون المواقف من بعض التصرفات و السياسات الامريكية تجاه العراق نظرا لرفض الجماهير العربية التعامل مع أمريكا. وأكبر مثال على ذلك هو الخلاف الحاصل الان بين الاستاذ الحلبي و امريكا. فلا يخفى على أحد العلاقات الجيدة بين أمريكا و الاستاذ أحمد الجلبي. ولكن عندما غيرت الحكومة و السلطات الامريكية سياستها تجاهه (لأي سبب كان) لم يسكت الجلبي ووقف ضد التصريحات و المحاولات الامريكية لتهميش دورة. أذن فأقرب الاطراف العربية المتحالفة مع أمريكا و المتواجدة على الساحة العراقية مستعدة للوقوف ضد أمريكا اذا دعت الحاجة و الخلافات السياسية الى ذلك.
ولو راقبنا عمل الحكومة المؤقتة خلال هذه الفترة لأتضحت لنا الامور أكثر و لعرفنا لماذا عين كرديان في منصب الخارجية و الدفاع. خلال هذه الفترة لم يدافع أغلبية الوزراء العرب العراقيين عن التواجد الامريكي في العراق و لم يكن هناك تعاون وثقه متبادلة بينهم. فالعديد منهم أستقالوا ومن ضمنهم أياد علاوي و الكثيرون منهم انتقدوا أمريكا و سياساتها في المحافل الدولية و الاعلام.
الوزاء الوحيدون الذين كانوا مضظرين لعدم إنتفاد أمريكا أنتقادا جادا وحادا هم الوزراء الكرد. طبعا امريكا تدرك وتعرف هذا الشيئ وتعرف بأن الاحزاب الكردية مجبرة على تقبل كل شئ خوفا من تهميش حقوقهم المشروعة من قبل أخوانهم العرب. لهذه الاسباب و أدراكا منها لتلك الحقيقة أعطت أو ستعطي أمريكا وزارة الخارجية و الدفاع للكرد.
فوزارتي الدفاع و الخارجية هي اهم الوزارات بالنسبة الى أمريكا وربما أهم من منصبي رئيس الوزراء و الجمهورية أيضا. لأن تعاون أمريكا العسكري و عملياتها وتواجدها ستكون بالتنسيق مع وزارة الدفاع و تعامل العراق مع العالم سيكون من خلال وزارة الخارجية و أميركا هي بأمس الحاجة الى وزارة الخارجية أيضا لتحسين صورتها و تقليل الضغط الدولي عليها. وخلال هذه الفترة من حكم العراق أدركت أمريكا بأن هذين المنصبين من الافضل أن يكونا الى كردين.
أود القول بأن أمريكا لم تعين ولم تعطي وزراة الخارجية و الدفاع الى الكرد إرضاء لهم بل لحفظ مصالها ولو رفضت الاحزاب الكردية هذين المنصبين لفرضته عليهم بالقوه كما حرمتهم من منصب رئيس الوزراء و الجمهورية بالقوة والاكراه.
لو كانت الاحزاب الشيعية والسنية المتواجدة في مجلس الحكم ترسم سياساتها حسب مبادئها المكتوبة في برامجها و أنطلاقا من مصلحة العراق كما يقولون لأعطوا أو فرضوا أحد المنصبين الرئيسيين( رئيس الوزراء أو الجمهورية) الى الكرد ليس من منطلق قومي أو مذهبي او طائفي و لكن أنطلاقا من سياسة حق مشاركة كل العراقيين في الحكم. فالطائفية تطبق بفرض أكبر منصب للشيعة لكونهم الاغلبية في العراق و أعطاء المنصب الثاني لثاني مذهب في العراق والنواب الى الكرد لكونهم ثاني قومية في العراق. أن هذا هو أنطلاق خاطئ وطائفي. ونتيجة لتطبقه قسم العراق وأمنت أمريكا مصالحها وتواجدها وحكمها في العراق.
فأين الحرية و الاختيار على أساس الكفاءة عندما يعين مثلا عسكري وزيرا للتربية و محامي لحقوق الانسان وزيرا للاعمار و مسؤول علاقات وزيرا للداخلية و بيشمرجة وزيرا للزراعة و الري وشيخ العشيرة وزيرا للصحة وهكذا. أنها تعيينات لا تمت بالصلة الى اية ديمقراطية.
بفضل هذه السياسة الضيقة الافق لبعض الاحزاب العراقية، صارت أمريكا تضرب ألاف العصافير بحجر واحد في العراق. و هذا كله بفضل أدراكها لطائفية ومذهبية التفكير العراقي. فلو أحترمنا أنفسنا و التزمنا بمبادئ أنسانية عالية لكنا أستطعنا أجبار أمريكا على أحترامنا أيضا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغوطة السورية .. قصة بحث عن العدالة لم تنته بعد ! • فرانس 2


.. ترشح 14 شخصية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إيران نهاية ال




.. الكويت.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصب


.. حماس ترحب بمقترح بايدن لإنهاء الحرب.. وحكومة نتنياهو تشترط|




.. الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.. مزيد من التصعيد أو اتفاق دبلو