الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوضى سياسية عارمة

جمال المظفر

2009 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


شهد العراق فوضى سياسية عارمة بعد تفجيرات وزارتي الخارجية والمالية لم يشهد مثلها تاريخ العراق السياسي لاالقدبم ولاالحديث ، لاندري من يصرح ومن هو المخول بالتصريح ، فكل جهة تلقي بالتهم على جهات ودول لاتناسب سياساتها وانتماءاتها وولاءاتها ، هناك من يتهم سوريا وهناك من يتهم ايران او السعودية والبعض يتهم القاعدة والبعثيين وبات الخلاف بل التقاطع مابين السياسيين كبيرا ، واصبح الكل يتاجر بالدم العراقي ..
بعد التفجيرات مباشرة اعلن رئيس الوزراء نوري المالكي ان خلافاتهم هي سبب تلك الاحداث ، وهذا اعتراف خطير لمايحمله من دلالات كبيرة وعميقة عن الثغرات الامنية التي رافقت الصراع السياسي والتي استغلها الارهابيون لتنفيذ تلك العملية ، وبعدها مباشرة وجهت الاتهامات الى سوريا التي كانت في يوم ما ملاذا للسياسيين بما فيهم رئيس الوزراء ، فيما برأ عدد من السياسيين سوريا واتهموا تنظيم القاعدة بالحادث طبقا لبصماتها الواضحة في مدى التدمير واستهداف المدنيين ، ثم الاعلان المتأخر لدولة العراق الاسلامية بمسؤوليتها عن تنفيذ العملية والذي عقد الامور اكثر وزاد الطين بلة ...
المواطن العراقي في حيرة من امره ، هل هو في دولة ام في سوق هرج ، ولماذا المتاجرة بالدم العراقي ، وان ماجرى يؤكد حقيقة واضحة ، ان زيارة رئيس الوزراء الى سوريا كانت فاشلة والالما حدث هذا التصعيد بعد عودته مباشرة ، ولربما كان رد الرئيس السوري حافظ الاسد للمالكي بانه لن يسلم المعارضين البعثيين مثلما لم يسلمه الى صدام يوم كان مطلوبا هو سبب اثارة هذا التصعيد ...
وازاء كل مايجري يقف الامريكان موقف المتفرج لايحركون ساكنا وكأن الامر لايعنيهم وفق مبدأ ( نارهم تاكل حطبهم ) ولربما هم في قمة السعادة لان سوريا باتت قاب قوسين او ادنى من الادانة وبذلك تستحق الضربة العسكرية وفقا للاتفاقية الامنية ...
كنا نتمنى ان يكون التعامل بهذا الحزم مع جميع الدول التي تدعم وتضخ الارهابيين وتمدهم بالسلاح ، لا ان يتم غض الطرف عن دول بعينها وتقوم الدنيا ولاتقعد عندما يتم الاشارة لها بدعم الارهابيين ، فسياسة الكيل بمكيالين مرفوضة امام الدم العراقي جملة وتفصيلا ...
دول الجوار بدون استثناء مدانة بدعم الارهاب ، وللغرابة فان هناك جهات تعد هذا الدعم مساعدة للشعب العراقي حتى لو كانت عبوات ناسفة اولاصقة اوصواريخ وقنابل ..
اما الامر الاخر الذي رافق احداث الاربعاء الاسود فقد اشر فشل الدبلوماسية العراقية وعدم قدرة القادة على حل الامور بالطرق السلمية وانما وفق مبدأ التصعيد الاعلامي ، وكأن الحلول الدبلوماسية تتم عبر الصراخ الاعلامي ..
ازمات عدة كشفت فشل الدبلوماسية العراقية ، ملف التعويضات الذي تطالب بها الكويت والازمة مع سوريا ومشكلة المياه مع تركيا وتردي العلاقة مع السعودية والازمة مع اقليم كردستان وقضايا عدة لامجال لحصرها والا بماذا نفسر تناقض موقف مجلس الرئاسة مع موقف مجلس الوزراء بشأن تدويل القضية مع سوريا ومطالبة ثلاثي الهرم الرئاسي بضرورة حل الامور بالطرق الدبلوماسية وعد ما اقدم عليه رئيس الوزراء بانه قفز على مجلس الرئاسة لانه شريك اساس في ادارة البلاد ويجب استشارته في قضايا مصيرية تخص البلد ..
نحن بحاجة الى سياسيين موحدي الخطاب ، لاانفعاليون ، وان لايكون التهويل الاعلامي عاملا في ادخال العراق بازمات جديدة هو في غنى عنها ، على الساسة ان يوحدوا خطابهم وان لايبعثروا الاصوات الداعمة لهم ، وما البرود الذي ابداه مجلس الامن الدولي مع مطلب العراق في تشكيل المحكمة الجنائية الا دليل على ضعف الموقف العراقي جراء تناقض تصريحات المسؤولين ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام