الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحيــة إلى العفيف الأخضر مثقفاً منسجماً مع ذاته

إبراهيم إستنبولي

2004 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تحيـة لك يا سيدي
إن مقالتك تدفعني لطرح السؤال التالي :
أين تكمن المشكلة : هل في كون مجتمعاتنا لا يمكنها أن تنتج سوى هكذا نخب ثقافية وفكرية تتحدث شفهياً عن الحداثة و تطرح الديموقراطية نظرياً لكنها في الواقع تمارس كل أنواع الإلغاء و القمع تجاه جميع الأطراف التي تختلف معها وهي ، أي النخب ، في معظمها تتعامل مع الشأن العام و مع قضايا الوطن فقط من خلال مصالحها الشخصية الضيقة .. وكثيرا ما تكون حتى غير أخلاقية في مواقفها و في سلوكها .. وهي تمارس النفاق الثقافي والسياسي ...
أم أن النخب هي ، ولكونها غير " نظيفة " القلب و لا تنسجم أقوالها مع أفعالها ـ لذلك فقد ابتلينا نحن بهكذا أنظمة سياسية دفعت الأمور في طريق نشوء مجتمعات تعتنق العنف مبدأً والقهر طريقاً في الحياة .. ؟
أم إن العنصرين مترابطان و متبادلا التأثير ديالكتيكياً ؟
بالفعل ، إنه لأمر يحتار المرء معه : لماذا نحن بقينا عاجزين عن إنتاج و ممارسة متطلبات الحداثة ؟ أليست المشكلة في الإسلام كتنظيم للدولة قبل أن يكون إسلام دين ؟ وإذا كان الأمر كذلك ، فما العمل كي نخرج من هذه الهاوية العميقة ؟. ذلك أن المثقفين كأفراد كثيراً ما يرفعون ثقافة الاختلاف والديموقراطية شعارا وهدفاً ، لكن عند أي احتكاك مع التجربة نظهر عقوقنا تجاه هذا الأسلوب في التفكير والحياة الذي من خلاله فقط تمكنت الأمم الأخرى ، والغرب خصوصاً ، من امتطاء ركب الحضارة التي نستهلك كل منتجاتها دون أن نتمثلها ؟!
يبدو لي ، يا سيدي ، أن اغلب مثقفينا يتخذون من مبدأ التقية أسلوب حياة وتفكير و ممارسة في تعاطيهم مع هموم الوطن ، ومع الشأن العام ، أي أن المثقف العربي يمتطي صهوة الثقافة إما لكي يشبع جوع " الأنا المتضخمة بشكل مرضي " . فيصبح هذا الإشباع هدفاً بذاته لذاته ، و إما لتحقيق مآرب ومصالح شخصية ضيقة وتافهة كموظف عند أية سلطة ترمي له بعض الفتات الثقافي أو المعنوي أو المادي .. و مرة أخرى ومن جديد لكي تتحقق الأنا المريضة ؟!!.
بكلمة إننا حتى الآن بحاجة لجهود كبيرة لمثقفين عمالقة منسجمين مع أنفسهم قولاً و فعلاً .. فجلّ المثقفين العرب عمل عند سلطان جائر أو شارك السلطة حاكماً غير عادل أو غير عاقل .. هذا راح يمجد ملكاً وذاك يفخّم برئيس دمر بلداً وشعباً .. وما زالت الأمور تسير على هذا المنوال منذ حوالي أربعة عشر قرناً .. أو حوالي ذلك ..
أم إن العقل العربي ببنيته و بآليات تفكيره لا يحتمل الصدق في التعامل مع الآخر ولا ينتظر منه سوى القتل وسوى الغدر ؟ أو إن العقل العربي لا يمكنه أن يسمح باي شكل من أشكال الاختلاف والتسامح ، و لا يقبل سوى الإيمان الأعمى و التعصب أسلوبا للحياة مما ينتفي معه العقل كأداة للتفكير ؟ أو ربما لأن الله في الإسلام لا يمكنه أن يقبل باي إلهٍ آخر إلى جانبه ، بينما الإله الهندوسي يقبل بوجود آلهة عدّة ؟ وهكذا كل مثقفٍ منا يحسب نفسه واحداً أحدا و يطالب أن لا يكون شريكاً له ؟
إن الأمر ، يا سيدي في كل ذلك .
فما العمل ؟
كيف الخروج من هذه العتمة الثقافية إلى النور المعرفي ؟
إنني اعتقد ، يا سيدي ، أن إلهَنا ، بل إلههم ، قد أوشك على النهاية .. و أن فجر إلهٍ جديد قد أوشك أن يبزغ ..
و إن يكن بعد حين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة