الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المأسسة بالمغرب:هل سذاجة اقتصاداوية أوحكاماتية؟

بوجمع خرج

2009 / 10 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


المأسسة بالمغرب:هل سذاجة اقتصاداوية أوحكاماتية؟
L’institutionnalisation marocaine :
Est-ce une naïveté de l’oeconomécus ou de la gouvernance ?
*بوجمع خرج/كلميم
إن الملاحظ في الحكامة المغربية هو أن المشاكل بالمفهوم المؤسسي التي عان منها المغرب لازالت هي نفسها منذ ما قبل العهد الجديد. صحيح أن الملك محمد السادس له إرادة طيبة في المشروع الحداثي ويعمل على تجسيد سياسة القرب بتنقلاته عبر المملكة لكن على مستوى الممارسة والتفعيل في الواقع اليومي فالحكامة بالمملكة تكرس الوضعيات المنسوبة إلى بصراوية التدبير الداخلي بل وتفرخ تفاقمات وفي هذا المقال سأحاول ملامسة بعض أوجه الإشكالية في بعض من مرتكزاتها:
1- إدماج الأنثى:
أن يرد الاعتبار للأنثى بنسبة تمثيليتها في المجالس والبرلمان فهذا شيء يستحق وقفة إجلال وتقدير ولكن ليس بالزج بها في شكلانية ديمقراطية فارغة من حيث المضمون التفاعلي المجتمعي والمجتمعي- اقتصادي socioéconomique. ربما كان الأفضل الدعوة إلى فتح المجال لإشراك الأنثى في مشروع يتطلب مرحلة تدبيرية لمدة زمنية معينة (المدى البعيد أو المتوسط أو القريب) وذلك لإعداد ما يليق بإدماجها بشكل تحرري اعتمادا على الذات في علاقتها بالمؤسسي وليس بالتجميل المؤسسي. وطبعا لا أنفي أهمية المبادرة في الكوطة ولكن يجب التعامل معها كمؤقتة وليست كثقافة مؤسسية لأن هذا يكرس بريستيجية النظرة للمرأة وليس خيارا توجيهيا مؤسسيا يطبع على النظرة إلى الأنثى ككيان تكاملي في الواحد الأساسي الكبير الإنساني l’un substantiel.
ولأستحضر كل مبادرات العهد الجيد الطيبة في شأن الأنثى بما فيها "مدونة الأسرة" فللمرأة في الإسلام مواصفات في الشكل والسلوك والتعامل أكيد أنها ليست ثابتة standard ولا تتناقض مع الطبيعة التطورية والتنموية من حيث الجوهر في كونية الأخلاقيات في الكل والجزيء ومنه كان يفترض لإنصافها إعتبارها من حيث هي مستضعفة أي من الجانب الاستقلالي الاقتصادي و الحقوقي الوجودي الوجداني لتمكينها من ولوج المؤسسات اعتمادا على قدراتها الإنتاجية مجتمعيا واقتصاديا وفكريا... بدل فرضها في الكوطا كما لو أنها من مفردات التجميل التسايسي Badge de l’esthétisme politicienne
2- الاقتصاداوية œconomicus :
وفي ما يتعلق بالاقتصاد فهو ذاته في حاجة لتحريره من سذاجة الانخراط في الحداثة الغربية لأن المغرب بقي تقليدانيا على مستوى البنيات العقلانية الاقتصاداوية وإن صحيح هناك مظاهر التحديث على مستوى الشكل. لذلك تكرست المفارقات في المقاولاتية كتفكير وكتفاعلات رأسمالية وانتاجاوية وتضاعفت الفوارق وشلت الإرادات على مستوى أوالية الإنتاج الجماهيري الشعباوي وضاعت الشخصية والهوية الاقتصادية المغربية في رأسمالية غير مواطنة. وفي هذا السياق أكيد أن التحديث أوالحداثة في نسبيته الزمكانية إنتاجا وإنتاجية فإنه في المفهوم يبقى تفكيرا إنسانيا لكل فيه من خصوصيته الإنتاجية و الاستهلاكية وعلى سبيل المثال فا الإنسان الواحي في تحديثه التفكيري لا يمكنه إلا أن ينتج تكنولوجيا وعلوم مغايرة تماما لإنسان القطب الشمالي. وطبعا في هذا فإني لا اقصد الخصوصية من حيث التقليدانية ولكني اقصدها من حيث السياقية انتاجاويا وإنتاجا وخدماتيا علاقة بالمحيط والبيئة التي هي المؤثر الأساس في الثقافات وما تحتاجه أو توظفه إنتاجا واستهلاكا. وفي هذه أذكر الصيغ الخوارزمية في ما يتعلق بأدواتية التفكير والتخطيط... وكذلك الهندسة الكسرية الإسلامية وتجلياتها تفكيرا في الصناعات التي هي اليوم تتماوت في متحفية الإنتاج بحكم سذاجة التصورات والأسلوب الذين يطبعا الإقتصاداوية المغربية وهو ما حال دون تطوير وسائل إنتاجية تنمي الشخصانية المغربية الموروثة علما أن هذه كانت مرجعية عند الشعب الألماني في الشأن الصناعي.
وهكذا فإننا في عدم استنساخنا اقتصاداويا على الشمال أو الغرب فإننا في اختلافنا سنكون من حيث إثبات الذات الواعية الغير الغارقة في سذاجة الاقتصادية المرتبطة حتما بسذاجة الحكامة في فرز النخب على ضوء ديمقراطية لبرستيج سنطور تكنولوجيات وعلوم تشكل إضافة نوعية وقيمية للكل الاقتصاداوي الإنساني.
للأسف أن هذه العقليات القديمة تتجدد وتتكرس في الميثاق الجماعاتي الذي تنقصه شروط إفراز نخب قادرة على تحقيق المشروع الحداثي وفق المفهوم الكوني. فلا التنمية البشرية استقامت ولا التنمية الاقتصادية تبلورت ولا التنمية المؤسساتية تأسست ولا التنمية الصناعية تشكلت ولا التنمية العمرانية خططت ولا التنمية البيئية وظفت ولا التنمية الفكرية قي التنمية المستدامة تمأسست ... فالمؤسسات تبدو كما لو أنها إمارات ومستعمرات تعيش مفارقة للمواطنين كونها لا تخدمهم بتلقائية المفهوم الدستوري. وعن التنمية البشرية فلن أقول أكثر من التقارير الدولية
3 التعليم
فأما عن التعليم فمشكلته ليست أساسا في المدرسة لا من حيث أطرها ولا من حيث بنياتها التحتية بحكم أن مهنة التعليم هي شريفة والعمل فيها لا يمكنه إلا أن يكون أشرف من تلقاء ذاته لأنه تربية وتعلم. فرجال التعليم يقومون بأكثر من ما يجب وإن طبعا هناك حالات لكن هي حالات ولها مبرراتها وعلى سبيل المثال ماذا ينتظر من شباب لم يجد منفذا للعيش غير معلم الإعدادي الأولي رغم أنه يحمل شهادات من أكبرهم؟ ورغم ذلك فكوني مؤطر المدرسين لاحظت على أنهم بمجرد انخراطهم في العملية التعليمية يرتدون وزرة التربوي في المعنى الشريف والمقدس في مفهوم "اقرأ" فتراهم مهمومين بجمالية ووظيفية الدرس الفكرية والتربوية والتلقينية ...الخ
وعموما في هذا السياق وعلاقة بالبرنامج الإستعجالي المغربي الذي عكس عقلية تدبيرية تعاني من مركب نقص التفكير الرأسمالي في سذاجة الإقتصاداوية بحيث اعتقد الجميع على أن الحل كله يكمن في تدفق الأموال على المؤسسات لإعطائها الاستقلالية المادية و إسقاط اللوم على المؤسسة التي انقلبت عليها الآية لتصبح هي المنتظرة من المجتمع لتقديمه مواطنا في الحقيقة لم تحدد له صفة بالمنظور الوظيفي من حيث الغايات المرتبطة بالإدماجية لا على مستوى المصير المجتمعي ولا على مستوى المصير الإنتاجي والإنتجاوي. علما أن المسئول هو المحيط المؤسساتي الذي عجز في احترام حقوقية التشهيدات من حيث التوظيف لا من حيث قيمتها كمورد معرفي عارف ولا كمورد قادر على الإنتاج وتطوير الإنتاجية. فد نقول على أن المسؤولية عموما تعود للنظام الرأسمالي ولكن المشكلة هي أنه في المغرب حتى الرأسمالية في قيمتها الأكاديمية العلمية لم تفعل في ضل السذاجة والتربية الإقتصاداوية بالمغرب.
فأما عن النظرة الساذجة للإصلاح التعليمي فإنها تنعكس بالملموس في المفهوم البيداغوجي والديداكتيكي للأساسي والثانوي في بريستيجية المفاهيم في شأن المواد التعليمية وهي ذاتها التي كانت وراء إعاقة حتى الاستفادة من بيداغوجيا الأهداف في ضل السذاجة الإقتصاداوية. وعموما يمكن القول على أن مشكلة التعليم هي أولا في ألمأسسة بدليل أن المجتمعات مستعدة لتربية وتعليم أبنائها ولو حتى في الحروب في الأنفاق ... كما هم الفلسطينيون وغيرهم من الشعوب الذين صنفوا أحسن من المغرب
*بوجمع خرج: مؤطر – صحافي – مهتم بالشأن العام الوطني والدولي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا بعد الانتخابات.. كيف تنظر إليها دول الجوار؟| المسا


.. انطلاق الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في إيران




.. فرنسا: الفن السريالي.. 100 عام من اللاوعي والإبداع • فرانس 2


.. إسرائيل ترسل وفدا لاستئناف المفاوضات مع حماس بشأن الرهائن وا




.. ستارمر: الناخبون قالوا كلمتهم وهم مستعدون للعودة إلى السياسة