الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقف والسياسي

رشيد كرمه

2009 / 10 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


خلال أمسية ٍأدبيةٍ نظمتها رابطة الأنصارالشيوعيين في مدينة يوتبوري ـ السويد سُلطَ الضوء مجدداً على حيثيات تشكل (مجتمع مشاعي) في لحظات الأنتقال الى المرحلة(الإشتراكية) وهذه مفارقة كبيرة , ولكنها ليست نادرة وليست نشاز،إذا ما تفحصنا إرادة وقدرة وعناد الإنسان، فما بالك وعناد الشيوعي والشيوعي العراقي على وجه التحديد.ومن هنا أدعو لقراءة وتفحص التأريخ الذي صنعه رفاق فهد في جغرافية معقدة وفي ظروف أعقد،محلية وأقليمية وعالمية،حيث إلتحف الناس الهواء وأفترشوا الجبال وتغذوا بالحب وعاشوا مع الرعب والخوف متسلحين فقط بنظرية العدالة الأجتماعية وبأحلامٍ إنسانية محضة قد تبدو للبعض مجرد خيال، ولا أعتقد أن ثمة مثلبة في ذلك ,ويبدو لي أن الوقت الحالي مناسب تماماً لرفع الستارعما كان مخبأً لسببٍ من الأسباب, كما أن ولوج التأريخ(تأريخ تشكل قواعد رفض الدكتاتورية)سواء في كوردستان العراق أو أهواره سيفضي لا محالة الى مساحات أوسع لفضاء الحرية وسيطلعنا بالتأكيد على إمكانيات أدبية كان من الممكن أن يتعرف عليها العراقيات والعراقيون منذ زمن،على أية حال وكي لا أستغرق وقتاً أقول لقد فعل حسناً ألأديب والشاعر( عباس سميسم)في ولوج ليلة من الليالِ الألف وليلة لبغداد الأزل الجادة دائماً فهو ربطٌ ودلالةٌ بمحلها وحكايا النصيرالمثقف(علي عبد العال*) ضيف الأمسية تشبه حكاية الليلة351 وهي حكايانا نحن الحالمون إذ قال في معرض تقديم الضيف لجمهور الأمسية وجلهم من متعلمات ومتعلمين مرتبطين بهذا الشكل وذاك بالوطن وهمومه:مافتأ(علي عبد العال)يجوب المنافي بحثاً عن كنزه عبر صرخة القلم النازف المتشوق للحرية تارة والمتعطش للخروج من دائرة الألم والحلم تارة أخرى ,وأجدُ في هذا المقام أن السؤال والأحتجاج على مقتل(ابو يوسف)الشهيد البرئ لازال قائماً،بل لازال الحزن والحادثة كأنما اللحظة وهذا وفاء يتمتع به الشيوعيين العراقيين،زد على ذلك أن تقاليد جديدة بدأت تُؤسس من لدن المثقفين العراقيين أزاء صرامة السياسي(الحزبي)وهنا كما أعتقد جوهر الخلاف بين المثقف والسياسي وتحديدا في تفاصيل(مقتل علي بن ظاهر ومتاهته)حيث ينحاز المثقف للضحية وينتصر له ويستمد قوته من الثقافة التي يمثلها ويحملها في جنباته وأهمية هذا النوع من المثقف تتوقف على الدور الذي يقوم به كأنسان متعلم أولاً, ومشارك في تأسيس مرحلة تأريخية معينة ثانياً،يقابلها موقف السياسي المؤطر بقيود التنظيم وميله الدائم للحياد وهنا لابد من أن يكون حياداً سلبياً إذ تم فيه خلق حالة جفاء ما كان لها أن تكون أصلاً ، لأن المثقف يعمل بأصله وهذا ماذكره الضيف الأصيل (علي عبد العال)سواء في أمسية الأنصار الشيوعيين أو على الفضائيات العراقية، فالمثقف الشيوعي يرتبط مع بيئته وأهله بوشائج من الصعب الإفلات منها ولقد جاء في إهداء المجموعة القصصية:لقد مات علي بن ظاهر،بيد أن دمه يطالبني دوماً أن أشرح ملابسات موته التي حدثت دون أي منطق أو معقولية. والحقيقة أن الكثير مما حدث إبان تشكل قواعد الأنصار في باهدينان أو غيرها يستوجب الكتابة عنها وهذا ما يعزز موقفنا من إرساء قيم أكثر ديمقرطية قد تضفي على بنيان الحزب المنعة وتمده بجماهير قوية تحمل تقاليد رفقة الطريق, الطريق الجاد والصعب دوماً.
الهوامش
ـــ*(علي عبد العال)قاص عراقي من مدينة الديوانية عاش أحداث مقتل رفيقه ( أبويوسف)في شتاء 1980 في كوردستان العراق تم كتابة المجموعة القصصية عام 1984, وصدرت في الأسواق عام 1996
السويد 17 اكتوبر 2009 رشيد كرمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟