الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرحان الزعبي يلعن المعارضة السورية من زنزانته الانفرادية ويبعث برسالة لرياض الترك : - أنا ابن ست ولست ابن جارية - !!

ناديا قصار دبج

2004 / 6 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بعد تحقيق ميداني شمل الأردن وسورية وبعض مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية دام قرابة ثلاثة أشهر ، وشاركت فيه كاتبة هذه السطور ، إلى جانب الزميلة ملك بيطار ـ خبيرة السجون منذ أن حاول يحي زيدان اغتصابها بزجاجة ببسي في حماة (وليس في سجن أبو غريب ) عام 1980 (!!) ، كشف " المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية " عن وجود أقدم سجين سياسي في العالم كانت اختفت آثاره قبل ثلث قرن ، وأنه لم يزل على قيد الحياة في زنزانته الانفرادية في أحد فروع شعبة المخابرات العسكرية السورية الواقع في " شارع المخابرات " ( أو حي البرامكة ـ أول طريق كفرسوسة ) .

فرحان الزعبي ، وهو اسم السجين ، حطم الرقم القياسي العالمي في سنوات الاعتقال الذي كان مسجلا حتى بضعة أسابيع باسم "عماد شيحة " المعتقل على ذمة المنظمة الشيوعية العربية منذ العام 1975 . وهو أيضا سجين سوري . ومن " المستحيل " أن يكون غير ذلك ، لأن الأرقام القياسية العالمية في عدد سنوات الاعتقال الانفرادي والتعذيب ، والفساد والتهريب ، وسرقة الأموال العامة ،وعدد السجون والزنازين والمفقودين ، وتعديل الدساتير ، وبقاء لصوص المال العام وديناصورا ت الحزب والدولة في مناصبهم ، محجوزة باسم المملكة العربية السورية حصرا . ذلك لأن سورية اكتشفت ـ حين مجيء البعث إلى السلطة ـ أن الأرقام القياسية في عدد براءات الاختراع والمدارس والمشافي ومحاكمة الفاسدين والمفسدين وسقوط الرؤساء والحكومات عبر صناديق الاقتراع تم حجزها كلها باسم دول أخرى ، فقررت التخصص في هذا النوع من التفوق الأممي !

حين نشرنا ملف " الشهيد / الحي " فرحان الزعبي قبل أسبوع من الآن ، كنا نعتقد أن قضيته ستتصدر عناوين مطبوعات المعارضة السورية ومواقعها الإلكترونية ( وليس ـ بالطبع ـ عناوين " البعث " و " تشرين " و " الثورة " ) . وكنا نعتقد أيضا أنه ما من حزب ومنظمة لحقوق الإنسان في سورية إلا وستصدر بيانا تناشد فيه السيد الرئيس ـ على عادتها ـ بإطلاق سراحه أو على الأقل السماح لأسرته بزيارته بعد 34 عاما من إلقائه في الجب . وكنا نعتقد أن كتابنا الأشاوس ، وقد أصبحوا أكثر من القوات المسلحة وأجهزة الأمن ، سيجدون الفرصة في تدبيج المقالات عن هذا الحدث .. السوري بامتياز ! لكن سنكتشف أن الكاتب العراقي داود البصري وحده من بين الجميع ( رغم أنه مولود في العراق وليس في درعا أو دمشق) من أخذته النخوة فكتب اليوم في زاويته الأسبوعية في " إيلاف " عن " النظام السوري وحكاية أقدم سجين في العالم " . واتضح أن الجميع مشغولون بسجين اعتقل لبضع ساعات وأفرج عنه ، وآخر منع من المغادرة ، وثالث سحب منه جواز سفره ، ورابع قوموا الدنيا ولم يقعدوها بعد من أجل إطلاق سراحه ، رغم أن " تحت مؤخرته لم يسخن بعد " !! وتأكد ، وهو أمر مؤكد منذ أن استشرت عقلية " الدكنجي " في منظمات حقوق الإنسان السورية ـ أن هناك " سجناء خيار " و " سجناء فقوس " و" سجناء أولاد ست " و " سجناء أولاد جارية " !

منظمة حقوق الإنسان الإسلامية مشغولة بإصدار البيانات دفاعا عن المجاهد أبو مصعب الزرقاوي ومقتدى الصدر، ومنظمة حقوق الإنسان القومية مشغولة بالانتهاكات الأميركية لحقوق سلالة صدام حسين في سجن أبو غريب، أما منظمة حقوق الإنسان اليسارية فمشغولة بالتنديد بالإمبريالية الأميركية وجرائم حربها في العراق !

يوم أمس ، وفيما يشبه الكابوس ، وجدت نفسي أزور فرحان الزعبي ( أبو غياث ) في زنزانته . قلت له " أنا ذاهبة إلى سورية ، ماذا توصيني يا أبو غياث " . قال " قولي لرياض الترك إن قضيتي أهم من التفاهات الفلوجية التي ينشرها الموقع الإلكتروني لحزبه . وإذا كانوا امتنعوا عن نشر أي خبر عن قصتي لظنهم أنني من جماعة المرحوم أحمد محفل أو بدر الدين شنن ، أكدي لهم أنني لست من جماعة أحد . وقولي له أيضا أنا ابن ست مثل بقية سجناء المصادفة الذين يغطون أخبارهم ، ولست ابن جارية . وقولي لأيمن عبد النور كلنا شركاء ... في الزنازين وليس في الوطن يا باشا . وأنا أهم من هؤلاء القتلة والمجرمين واللصوص الذين ترسل لهم بطاقات التهنئة بمناسبة نجاحاتهم الاقتصادية .. في استيراد لحوم البقر المجنون لتصنيعه مرتديلا في مصانعهم .. الماسية " !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء ومعاناة نفسية وذكريات جميلة.. تفاصيل مراحل مختلفة عاشته


.. فرنسا تدعم مسعى الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق قاد




.. ما رمزية وتداعيات طلب مذكرة توقيف بحق نتنياهو؟


.. إيران تبدأ تشييع رئيسي.. ومجلس خبراء القيادة يعقد أول اجتماع




.. الحوثيون يعلنون إسقاط مسيرة أمريكية في محافظة البيضاء| #الظه