الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوغاريت

لؤي عجيب

2009 / 10 / 17
الادب والفن


وطارت بعيداً
اسراب الطيور المهاجرة
وكانت لها عندنا
محطة ...
الشمس
والماء ....
الدفء
والزرع....

وأوغاريت
يقف أعلى التلة
ويرمي بسهامه
في كل الإتجاهات ....

.... ..... ..... .....
لقد مر أوغاريت من هنا يوماً ....
..... .... .... .....

وعند الكورنيش الجنوبي لمدينة اللاذقية.... حالياً.....
تجول يبحث عن فتاة تشاركه احتفاله الليلة
بخروج ألذ نبيذ من مدينته إلى البحر ليغزو به الشعوب الأخرى
وهناك طلب ود فتاة ....
تدخن الأركيلة وتشرب الشاي
وتجلس في إحدى مقاهي الرصيف ... سابقاً....
تتضحك وتتحدث مع صديقاتها
وبأطراف عينيها تراقب المارة
تميل بوجهها عن أوغاريت الذي أمتلأت عينيه بها
وتنظر إلى شاب يترجل من سيارته الجيب الحديثة
تنتظر التفاتته لتسارعه بإبتسامة وتذبيلة عيون....
لكن أوغاريت المعجب... قطع عليها بداية الصيد
عندما مد يده باتجاهها راكعاً على الأرض و طالباً ودها...
نظرة سريعة إلى سيارة الجيب ومن ثم إلى أوغاريت ... وثيابه الغريبة....
وابتسامة سخرية .... ومن ثم قهقة مع صديقاتها .. رشفة شاي وشفطة أركيلة والدخان يعلو رأس اوغاريت المذهول ....
وضعت خمس ليرات في يده ... فظنها ذكرى منها
بادلها بابتسامة وحاول لمس يدها ليقبلها
لكن يدها المتمرسة... كانت أسرع بالصفع....
انتصب على قدميه
وفتح يديه للسماء وصرخ عالياً
أوغارو .....
ياحقول القمح
يا سفن الأمل
وميناء الحياة
أوغارو....
يا ميدان الأبطال والمغامرين
والمزارعين ....
قد أصبحت النساء تصفعك و ترد طلبك .... يا ...أوغارو....
في أي حياة ملعونة أنت .....
علت قهقهات البنات
وصاحب الجيب إلتفت إلى الفتاة .....
وعاد إليها يشاركها المرح ....
نظرأوغاريت المصعوق إلى الفتاة وصديقها
وإلى أمواج البحر التي تعلو وتنخفض
لملم خيبته ...
وجر أذيال المهانة ...
وركب التاكسي حيث أنزلته عند الجامعة
نظر بتفاؤل إلى الشباب والصبايا
وإلى الشلل المتنوعة بالألوان والأشكال
والضحكات والتمتمات
والعيون الحزينة والإبتسامات و....
ولمح فتاة تسير وحدها
طاردها بعينيه
وقرأ سمرتها التي تشبه حقول القمح الساحرة في أوغارو كما قال...
وعندما لمسها من كتفها
نظرت إليه من الأسفل للأعلى
وصرخت في وجهه ووصفته
بالمجنون
الأحمق
الغبي
والجاهل
صرخ أوغاريت عاليا... ملىء حنجرته
أماه ....
أوغارو غبي وجاهل
أماه...
النساء تسخر من ابنك
أماه...
أعيديني إلى الحياة ثانية ....

صرخات أوغارو
هزت الجميع
حتى أن السرافيس المتجهه إلى جبلة
القرداحة
الحفة
وحتى الشيخ ضاهر
توقفت جميعها
لترى الأبله الذي تجرأ على جميلة الجامعة....
وبعد خروجه زاحفاً على الرصيف
مهزوماً من المعركة
مصدوماً من البشر وتجرأهم عليه
أخذ سيارة أجرة
واتجه شمالاً
إلى تلته
حيث ترك
قوسه وسهامه....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح