الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاريع الحركات والاحزاب -الطائفية-..نقيض-دولة الوطن والمواطن-!؟

محمود حمد

2009 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


مشاريع الحركات والاحزاب "الطائفية"..نقيض"دولة الوطن والمواطن"!؟
محمود حمد
تعد المشاريع الانعزالية التي تضمرها ـ او تُعلنها ـ الحركات والاحزاب الطائفية على اختلاف اصولها ومشاربها والوانها وادعاءاتها وشعاراتها ..نقيضا جدلياً لبناء دولة الوطن والمواطن ، وخطرا يهدد وجود الوطن ويفرغ ـ الهوية الوطنية المشتركة بين جميع العراقيين ـ من مضمونها التاريخي التنموي المُنتِج..
للاسباب الموضوعية التالية:
1. الموقف من الغزاة والمحتلين:
• اباحت المشاريع الطائفية التواطئ مع الاجنبي لاحتلال الوطن واستباحة الشعب وتدمير البنية الاساسية للدولة ـ الذي تعد الطائفة جزءا منه ـ من أجل تحقيق ( المصالح الضيقة والقصيرة النظرللطائفة)!.
• تستقوي الحركات الطائفية بالاجنبي على اخوانهم في الوطن لفرض مشاريعهم الطائفية التمزيقية!
• يعتبر الطائفيون غزو ـ الجيش الاجنبي المنتمي لدولة الطائفة التي تماثلهم ـ تحريرا للارض من رجس المحتلين ( ابناء الوطن الذين يختلفون عنهم في الطائفة )!!!.
• يبرر الطائفيون ـ شرعياً ـ تدخل الدول المجاورة الدموي بشؤون العراق اذا كانوا من مواليهم!
2. تدافع تاريخ الوطن مع تاريخ الطائفة:
• ان تاريخ الوطن هو تاريخ الامم والشعوب التي تعيش على رقعة الارض ذات الحدود الجغرافية المعلومة التي تحمل اسم الوطن..
• اما التاريخ وفق رؤية الطائفيين فهو تاريخ الطائفة ..ونفي ماعداه وماقبله وماحوله من تاريخ الامم والشعوب والاقوام التي انشأت حضارات على الرقعة الجغرافية التي تحمل اسم الوطن اليوم..
3. وهمية جغرافية الوطن ـ الكل ـ ..وجذرية جغرافية قرى الطائفة في الوطن..وفق ثقافة الطائفيين!!:
• الجغرافيا ..هي حدود اقليم الوطن المعترف بها دوليا بكل تضاريسها وثرواتها الطبيعية ..ومفاهيم السيادة التي ترتكز عليها ..وبالتالي ..نشوء قيم الانتماء لها وما ينتجه ذلك من مفاهيم وثقافات ومشاعر ترتقي الى حد الاستشهاد دفاعا عن جغرافية الوطن..
• وعند الطائفيين فان جغرافية الطائفة تكمن في مواطن ابناء الطائفة اينما تكون في العالم..فقرية تقطنها الطائفة في بلد اخر بعيد اقرب الى نفس الطائفي من وطن يقطنه مواطنوه من غير طائفته!
• تشكل جغرافية الوطن عائقا موضوعيا امام مشاريع الحركات الطائفية الساعية لاقامة امارات للطوائف على فتات الوطن الممزق!
4. التشكيك بوحدة اقليم الوطن:
• لأن الطائفية لاتؤمن عقائديا بالحدود الوطنية الاقليمية للبلدان بل بجغرافية مواطن عيش الطائفة ـ وان كانت تدعي في العلن ان الوطن هو امتداد الارض حسب الانتماء الديني ـ ..فانها تضمر تقسيم الاوطان وتجزئتها وتفكيكها حسب قرى ومدن واقاليم الطوائف لضمان اقامة الامارة ذات اللون الطائفي الواحد لان ذلك يوفر الارض التي يجتمع عليها :تاريخ ، وثقافة ، ونفسية ، وخطاب ، وعقيدة ، وسلاح ، ونمط السلطة الطائفية التي يسعون اليها.. ولو بدماء مواطنيهم ـ من غير طائفتهم ومن طائفتهم ـ وبحماية :
دبابات الغزاة الأجانب ومفخخات الارهابيين الواردين او المُنَتجين في بيئة التخلف!..
• في وقت تتمسك " دولة الوطن والمواطن " بمبادئ احترام الحدود الاقليمية للوطن بغض النظر عن طبيعة القوى السياسية الحاكمة..وتسعى القوى الديمقراطية لترسيخ مبادئ التداول السلمي للسلطة وفق معايير الكفاءة لتنمية المواطن وتعميرالوطن.
5. ثقافتان متباينتان ومتنازعتان :
• الثقافة الوطنية هي نتاج الجهد الفكري المشترك الذي ابدعته الامم والشعوب والاقوام المشتركة في العيش والبناء على اقليم الوطن الجغرافي عبر التاريخ..
• وعند الطائفيين لاوجود لثقافة غير ثقافة أئمة ومشايخ وامراء الحركات الطائفية التي ينتمون لها ..وماعداها كفر وتضليل وخروج على الطاعة وافساد للعقول..
6. نفسية الانغلاق ومشاعر العزلة:
• تشترك الامم والشعوب والاقوام التي تعيش لجيل او اكثر من الزمن بمشاعر نفسية مشتركة تجاه بعضهم البعض نابعة من نمط علاقات العيش المشترك وتلاقح الثقافات وانفتاحهم على بعضهم البعض..وينعكس ذلك في آدابهم وفنونهم وعاداتهم ونمط حياتهم..فنجد تشابك وتفاعل ونمو تلك الخصائص النفسية الوطنية المشتركة بينهم على اختلاف اصولهم القبلية ولغاتهم القومية ومواقع سكنهم في اقليم الدولة..
• فيما تكرس الطائفية الإنكفاء الى المشاعر المتعصبة الضيقة نحو ـ موروث ـ الطائفة المندثر..وتحرص على تعظيم السدود القاتمة الفاصلة والعازلة عن مواطنيهم من ابناء الطوائف الاخرى بشتى الذرائع..
7. تناقض الاقتصاد الوطني المنفتخ على العالم مع اقتصاد الطائفة البدائي:
• يعد الاقتصاد الأساس المادي المشترك بين مواطني اي بلد على امتداد جغرافية اقليم الوطن..وبالتالي فان عناصر الاقتصاد البشرية والمادية والتشغيلية تشكل نسيجا متلاحما لايمكن تفكيكه والاخلال بمستلزمات تكامله وانفتاحه على الاقتصاد العالمي وفق الاحتياجات الوطنية العامة التي تخدم مصالح جميع مواطني البلد..
• في الوقت الذي تنحو مشاريع الحركات الطائفية الى انشاء الـ ـ جيتو ـ الاقتصادي الإستئثاري الإستلابي الطائفي المنغلق في الرقعة الجغرافية التي تقيم فيها الطائفة على حساب الاقتصاد الوطني المتوازن!
8. تناقض الرؤيتان وتعارض منهجي الممارسة:
• ترتكز رؤية الحركات الطائفية الى استدعاء الماضي لحكم الحاضر خلاف ما تسعى اليه الوطنية من تحليل الحاضر واستحضار ملامح المستقبل لتأمين احتياجات الحاضر والتمهيد للمستقبل..
• فيما تمارس الحركات الطائفية لتحقيق هدفها :
فرض نمط العلاقات الانتاجية البدائية التي كانت سائدة في الماضي ـ قبل اكثر من الف عام ـ على طبيعة العلاقات الانتاجية التي تحكمها درجة تطور قوى الانتاج في الحاضر..
وتنتهج ابشع اشكال التعسف وسفك الدماء وتكفير الآخر واقصائه عن الحياة لتمهيد الساحة لإقامة إمارة الماضي الانعزالية الصحراوية القاحلة على انقاض دولة الحاضر المنفتحة الدائمة التطور والمنتجة..
9. مجتمعان متدافعان:
• تتميز الحياة المجتمعية الوطنية بإشتراك مختلف المكونات العرقية والدينية والفكرية في انتاج نمط من العلاقات المجتمعية الانسانية المشتركة التي تميز سكان الوطن الواحد عن سكان الاوطان الاخرى بغض النظر عن جذورهم وثقافاتهم ومواطن سكنهم داخل الوطن..
• بينما تتشبث الحركات الطائفية بالاشكال الانعزالية المنكفئة على الذات لافراد الطائفة والحرص على تواصل وتواتر اللقاءات المنغلقة لافراد الطائفة واستحضار واحياء اساطيرها وسحرها وطقوسها ومفاهيمها ومفرداتها التي نبذتها ثقافة العلاقات المجتمعية الوطنية المنفتحة على ثقافات شعوب العالم.
10. نمطان مختلفان للاسرة والزواج..
• وفي هذه الحلقة تبرز اكثر اشكال العلاقات الاجتماعية تخلفا وتخندقا طائفيا..فالطائفة تحتمي بالانكفاء العنصري على الذات للحفاظ على ـ النوع ـ الطائفي مما يشكل جيوبا سكانية وأسرية منغلقة وطاردة لنمط حياة المجتمع الوطني..وبيئة منتجة للارهاب وللاوبئة الاجتماعية والبيولوجية!
11. الموقف المصيري عند اندلاع الحروب والخلافات بين البلدان..
• في الازمات الكبرى التي تتعرض لها العلاقات بين البلدان ذات النسيج الطائفي المتنوع كحالة العراق..يشكل الطائفيون مصدر قلق على مصائر الاوطان لانهم يستمرؤون التخلي عن مصالح الوطن والمواطنين مقابل تبرير عدوان الدولة ذات الصبغة الطائفية المماثلة لطائفتهم..
• بل انهم يتسترون على الاعمال المخلة بوجود وطنهم ومصالح شعبهم ـ وهم جزء منه ـ لحساب مصالح الدولة التي تماثلهم طائفيا..مما يشكل اكثر مصادر الخطر على سيادة الوطن واستقرار المجتمع.
12. الدولة الوطنية والدولة الطائفية..
• ان تجربة العراق في حكم " دولة الطوائف " انتجت صورة بشعة لاشكال الدولة القديمة اوالحديثة المتعارف عليها..
• لانها انتجت دولة دموية وفاسدة ومتواطئة مع الغزاة..
• وهي نموذج للكيان السياسي المفكك والمتناحرالذي يغوي الطامعين والارهابيين والفاسدين للتدخل بشؤون الوطن ونهش سيادته وسلب ثرواته وإمتهان كرامة مواطنيه!
• خلافا لدولة الوطن والمواطن..التي تعتز وتحترم وتحمي مواطنيها ، وتحرص على سلامة الوطن من كل اشكال استلاب السيادة..
13. "الحكومة الوطنية" و"الحكومة الطائفية"..
• لم يشهد تاريخ الشعوب ـ ومنها الشعب العراقي ـ حكومة طائفية لم تسفك دماء الشعب وتجر الوطن الى الكوارث..
• لانها تعبر عن رؤية انعزالية..وثقافة كراهية للآخر..واحتقار لمصائر الناس..وفق عقيدة تقديس الموت بشريعة قتل الآخر او اقصاء النافذين من الموت من مخالفيهم..
على حساب حق الحياة وقبول العيش المشترك مع الاخر كأحد اهم سنن الكون والطبيعة والمجتمعات المتمدنة..
14. الحركات الطائفية تقدس السلاح وتهمش العقل:
• تحرص الحركات الطائفية على الاستحواذ على السلاح بمختلف الوسائل والطرق ـ النظيفة او القذرة !!ـ وتدجيج مجتمع الطائفة بثقافة وسيكولوجية القسوة والعنف والتخويف من المخالف في الرأي ،لضمان عدم تفكك التماسك العقائدى المعبأ بالضغينة للاخر..وتهميش اهل الفكر والعقلاء من ابناء الطائفة الذين يدقون ناقوس الخطر من نهج الحركات الطائفية التدميري..
• فيما تشترط الدولة الوطنية ان يكون السلاح بيد مواطنين محترفين لحماية المواطن دون تمييز ولصيانة اقليم الوطن..واقامة المجتمع السلمي المتسامح.
15. الثروة..والغنيمة:
• تعد الثروات ـ الطبيعية وغير الطبيعية ـ بالمفهوم الاقتصادي الوطني والدستوري ملكا للشعب بكل افراده وعلى امتداد التراب الوطني..
• اما بالنسبة للحركات الطائفية فان الثروات لاتعدو ان تكون غنائم يتنازع عليها امراء الطوائف وهي في عقيدتهم : من حق الامراء الاكثر قوة بينهم والاكثر مولاة لمصالح الاجنبي المحتل!
16. المواقف المصيرية بين مصالح الوطن ومصالح امراء الحركات الطائفية..
• فضحت السنوات التي سبقت الاحتلال واعقبته مدى خطورة المواقف التي اتخذتها وتتخذها الحركات الطائفية من الخلافات بين العراق والدول المجاورة بما في ذلك تلك التي تتناول تورط بعض الدول في المذابح التي يشهدها العراق منذ الغزو وسقوط الدكتاتورية والى اليوم..
• فالحركات الطائفية تصاب بالصمم عندما تمسك اجهزة الامن بالارهابيين القادمين او الممولين والمدربين في الدولة المجاورة المثيلة لطائفتهم ..ويعلوا زعيقها عندما يكون القتلة قادمين من الدولة المجاورة الاخرى المخالفة لطائفتهم!..وهم بذلك يتخذون الموقف الذي لا اسم له غير ( الخيانة الوطنية)!
17. ان مشاريع الحركات الطائفية نقيض لمشروع " دولة الوطن والمواطن " ..
• وهي مشاريع خطيرة رغم عقمها وانحلال مقومات تنفيذها..
• لكنها استنزفت وستستنزف المزيد من دماء وثروات وزمن العراقيين..
• وستبقى سببا لبقاء الاحتلال باشكال متعددة ..
• ومصدرا كارثياً لتدخل الدول المجاورة والبعيدة بمصائر ومصالح العراقيين..
لهذا ..
فان الناخب العراقي مدعو لاتخاذ الموقف الصائب لمصلحته ومصلحة الشعب والوطن..من خلال نبذ الطائفية ونبذ الحركات والمشاريع الطائفية..










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الطائفية والعنصرية نتائج طبيعية للوطنية والعكس صحيح
إنسان فقط ( 2009 / 10 / 19 - 18:25 )
الاخ الكريم
ان الوطنية هى اصل الداء الذى أصاب الانسانية جمعاء وهى التى أفرزت الطائفية والعنصرية والعكس صحيح أيضا
اننا نعيب على الغرب انه يكيل بمكيالين فى حين ان هذا فى الاصل من عمل الوطنيين اللاانسانيين
ففى حين يسعى الوطنى الى وحدة ورفاهية شعبه فقط يسعى الطائفى ايضا لذلك لا فرق بينهم فىذلك وهوما جرعلى البشرية الحروب والكوارث والجوع ولا أريد ان أطيل عليك وباختصار اما ان نؤيد الدولة الوطنية وبذلك يكون لكل مجموعة بشرية حتى لوكانت اسرة واحدة ان تقيم دولة مستقلة محتكرة الارض والثروات دون غيرها من البشر
او ننبذ الدولة الوطنية وبالتالى يكون موضوعيا نبذنا للطائفية وكل أشكال العنصرية والدعوة الى الوحدة الانسانية التى لا تفرق بين احد من البشر
لقد قمت باعادة صياغة مقالك مع استبدال كلمة الطائفية بالوطنية والوطنية بالانسانية وستجد عند قرائته ان اصبح موضوعيا واكثر نفعا للانسانية ونبذ جميع اشكال العنصرية التى تفرق بين بنى البشر اولاد آدم عليه السلام
مشاريع الحركات والاحزاب -الوطنية-..نقيض-الوحدة الانسانية-!؟

تعد المشاريع الانعزالية التي تضمرها ـ او تُعلنها ـ الحركات والاحزاب الوطنية على اختلاف اصولها ومشاربها والوانها وادعاءاتها وشعاراتها ..نقيضا جدلياً لبناء الانسان و

اخر الافلام

.. تونس: ما حقيقة هبوط طائرات عسكرية روسية بمطار جربة التونسية؟


.. ليبيا: ما سبب الاشتباكات التي شهدتها مدينة الزاوية مؤخرا؟




.. ما أبرز الادعاءات المضللة التي رافقت وفاة الرئيس الإيراني؟ •


.. نتنياهو: المقارنة بين إسرائيل الديمقراطية وحماس تشويه كامل ل




.. تداعيات مقتل الرئيس الإيراني على المستويين الداخلي والدولي |