الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفيق العمر : قصة

محمد العرباوي

2009 / 10 / 18
الادب والفن



أصبحت عاجزا عن الحركة عجوزا أمشي على عكاز بعدما كنت فتى فتيا لدي أحلام أحققها وأمل أتطلع إليه , ها أنا تحولت إلى شيء بلا فائدة ، تلاشى العمر، ضاع الأمل ، غطى المشيب جسمي ، أصبحت شيخا هرما متطلعا مهموما، إلى المستقبل ومصير الهرم ، ونضجت معي أفكار الشيخ الهرم منذ القدم ، كأني رضعتها من ثدي الأم ، كبرت معي في الدهن ، تذوقت طعمها مع تقدمي في السن ، حتى صرت لا أنفع ولا أضر ، أتطلع إلى مؤانسة الغير ، فتذكرت وتألمت من شدة الحسر ، أن لا صديق ولا خل ولا رفيق ، لا أمل، لا ابتسامة ، ولا وعد صديق ، أين الماضي وعهد الأيام سابق ؟ لا صديق وفى ولا خل صدق ، لم يبقى شيء من هذا وذاك سوى قلمي وكلماتي حبر على ورق ، لا أحد ولا ملجأ في شدة الضيق سوى قلمي الذي واعدني فكان وعده حق ، وهذا ماجاء به القرآن ونطق به سيد الخلق ، اقرأ بسم ربك الذي خلق ، فكان سبب حفظ الكلمات على الورق .

قلمي يأنس وحدتي في صمت الليل ، عفوا سأحاور قلمي :إليك أيها الرفيق الأبدي كلماتي ، خدها ولا تأتي إلى أن تجد ردا لسؤالي ، خبـروني إذا اشتد بالشيخ الهرم الحزن والألم ، ماذا يفعل ؟ أناجيك يا قلمي ، افعل ما فعله الأخلاء ، تحرر مني ، أنت أسير أناملي ، أرضيت بسجني ، لن أدعك لا في النهار ولا حتى في الليلة الظلماء ، إلى أن تنفذ من ذاكرتي الأفكار السوداء، وأستعد للرحيل ،وإلى قدري السماء .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب


.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس




.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد


.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد




.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد