الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عوافي للشبع ماء صافي

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2009 / 10 / 18
الادارة و الاقتصاد


تطالعنا بين حين وآخر تصريحات لأطراف حكومية في مركز القرار عن المباشرة بمشاريع عملاقة للماء الصافي في العراق وأنها ستغطي احتياج هذه المدينة أو غيرها بما يجعلها غير معرضة لنقص المياه،وان هذه المشاريع أحيلت على هذه الجهة أو تلك ولكن تمر السنين والأعوام والمشكلة باقية دون حل،والناس تشكوا العطش وشحت الماء ،ونتساءل أبن هو التخطيط في أنشاء هذه المشاريع وأين المتابعة لانجازها ،لقد وجدنا من خلال متابعتنا لمشاريع المياه أن العمل فيها يجري ببطء لأسباب كثيرة في مقدمتها عدم تسليم المستحقات المالية أو أحالة المشاريع الى شركات لا تمتلك الخبرة في هذا المجال أو شركات حديثة لبعض المغامرين ممن يتركون العمل قبل الشروع أو بعد الشروع به ويهربون لجهة مجهولة أو يختفون عن الأنظار مما يشكل هدرا للوقت والمال فتقوم المؤسسة المعنية بإحالتها الى مقاول آخر ولا يراعي في مثل هذه الأمور الخبرة والرصانة والحصانة والمصداقية لتلك الشركة فيتكرر الأمر ويبقى الناس بانتظار مشاريع هامة لم تكتمل بسبب ضعف الجهات المسئولة وعدم أهليتها لاختيار الأصلح لتنفيذ الأعمال بناء على حسابات خاطئة تهدف للمنفعة الشخصية للمسئولين عن الإحالات الذين لا يتوخون المصلحة العامة بقدر التفكير في مدى استفادتهم من هذا الطرف أو ذاك.
وآمر آخر لاحظناه في بعض المشاريع الصغيرة التي نفذت من قبل بعض الشركات لإيصال الماء الى المناطق الريفية بإقامة مشاريع صغيرة يستفاد منها أبناء المناطق ولكن ما يحدث أن هذه المشاريع لم تحسب حساباتها بشكل جيد فتتوقف عن العمل لأسباب تافهة ولا يستفاد منها الذين وجدت لفائدتهم مثل عدم توفر المولدة أو مد خط كهربائي للطوارئ أو عدم توفر الوقود لها أو عطل المولدة وعدم تشغيلها أو تعيين عاملين من المرتبطين بهذا المتسيد أو ذاك وهؤلاء لا يعملون في أوقات منتظمة فيؤدي الى توقف تلك المشاريع أو عدم توفر الماء أصلا في تلك المناطق بسبب شحت المياه وانقطاعها عن الأنهار التي أقيمت عليها أو استغلال المضخات من قبل العاملين لمشاريعهم الزراعية لأنهم من الأقوياء والمتسيدين في المنطقة وأمور أخرى كثيرة مما يفقد هذه المشاريع الفائدة المرجوة منها ويبقى المواطن بانتظار رحمة السماء التي أغلقت أذانها عن سماع صراخ المستصرخين وأدعية المؤمنين فمنعت عنهم حتى المطر مما جعلهم حائرين الى من يلجئون بعد أن أهملهم من على الأرض وتناساهم من في السماء والغريب أنهم لا زالوا يرددون ما قاله جدهم الجاهلي:
ونشرب إن وردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا
وأحلفكم بالعباس أبو رأس الحار يوجد من لم يصلهم حتى الماء الكدر فاضطروا لحفر الآبار واستخدام مائها (المج) في الأكل والزراعة وري الحيوانات ولا أدري متى تصدق الأحلام ونرى بلاد ما بين النهرين مكتفية بماء الشرب الصافي،وأن لا يقول ملوكها كما قالت ملكة فرنسا عندما رأت الناس يطالبون بتوفير الخبز فقالت (لماذا لا يأكلوا الكيك) فقد كثرت معامل المياه المعلبة وانتشرت في أغلب المدن العراقية وسيضطر المواطن العراقي بسبب الحاجة ،الى شراء الماء ويشرب (مي البطالة) ولا أدري من أين سيشتري البطالّة ماء البطالة وهم لا يجدون عملا يرد غائلة الجوع عنهم.
وأخيرا بعد كتابة المقال فوجئنا أن مدينة الحلة أنقطع عنها الماء ليومين متتالين بسبب بقعة زيتية تسربت من أنابيب إيصال الوقود لمنظومة كهرباء المسيب ،ولا ندري من هي الجهة الواقفة خلف هذا التسريب ،الذي لو لم تنتبه إليه الجهات المعنية لأدى الى إصابات هائلة بأمراض سرطانية،يذهب ضحيتها مئات المواطنين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - متى تتوقع ان تنطلق - انتفاضة العطش -
مارسيل فيليب / ابو فادي ( 2009 / 10 / 18 - 13:12 )
فالماء عصب الحياة ، وعامل لنشوء الحضارات في حالة توفره ، كما أنه عامل من عوامل انتهائها في حالة ندرته ... وحتى الأمن لا يمكن أن يتحقق بدون توافر عنصر الماء ... فلا يمكن قيام مدنِيةً بغير مورد ماء دائم ، كما هو صعب قيام تجمع عمراني بعيدًا عن مصادر المياه الصالحة للشرب بشكل دائم .

ترى هل ستعود وظيفة السقَّاء إلى الظهور مرةً ثانيةً بعد أن أصبحت من حكايات التراث ... ربما لكن بشكل جديد ومن ( إنتاج حكومتنا الوطنية الرشيدة وفي زمن العراق الديمقراطي الجديد ) .




2 - بنص حبيبي
ذياب مهدي محسن ( 2009 / 10 / 18 - 14:58 )
من اجل الأستثمار ادليك ياصنو القلب والدم المتآلق على آبار فيها من عذب المياه ومن الممكن استثمارها الحجي ابيناتنه اكو آبار كبيره وممتده من قرب الرحبه في بحر النجف الى الحدود السعودية على الطريق القديم للحج البري ونسميه درب الصبات الذي رصفه من اجل جعله طريق استراتيجي الشهيد عبد الكريم قاسم وفي هذا الطريق الذي كان في زمن الرشيد حيث مكه وطريقا الاقرب ونفس الطريق الذي سلكه الامام علي والحسين وكل العراقيين الذاهبين الى الحجاز والآياب المهم امرة العلويه الهاشميه النجيبه كلش مثل حكومتنا الست زبيده قدس الله سرها بحفر مابين شمره وشمرة عصه بئر كبير وبقربه مصلى وغرف استراحه المهم هذه الأبار واسعه وكبيره وعميقه وفيها مياه كثيره انا مطلع عليها قبل عقدين (ذاك اليوم؟)المهم اول بئر يبعد عن النجف حوالي 20 كم واسمه بئر الوعير وبعده اشويه ابعد واسمه بئر أم اكرون وبعده ومنها اسمه الحمامات والى حد السعوديه وحتى في الاراضي السعويه خويه خوش شغله انت الدليل واكو من ربعنا الامشاهده قجقجيه ومن الممكن ان نستثمر هذه المياه او من نبع قرب اشبجه اسمه الكطاره مبارك وفيه فوائد للناس وكذلك قرب الشبكه بحيرة فيها مياة ارتوازيه وهي ايضا كبيرة واسمها الصوكعه تبعد حوالي 100 كم عن النجف فأذا مررت وقررت الاستثمار اول ما تو


3 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 10 / 18 - 17:13 )
العزيز ابو فادي
هل هي انتفاضة العطش لوحدها أم أن هناك أنتفاضات كثيرة تستحق أن تأخذ طريقها في المستقبل القريب أن البلاد رغم ما يجري فيها من تطورات لا زالت عاجزة عن معالجة الكثير من الملفات الساخنة وفي مقدمتها الخدملت والفساد الذي أخذ يتمدد يوما بعد يوم لعدم أتخاذ أجراآت رادعة بحق المفسدين وهناك الكثيرين منهم لا زالوا بعيدين عن أيدي العدالة ويمارسون فسادهم دون خوف أو وجل ودوائر الدولة مليئة بالفاسدين لأن امتدادات الفساد أبتدأت من القمة باتجاه القاعدة وهذا هو الفساد الأخطر


4 - الحبيب الغالي
ضياء حميو ( 2009 / 10 / 18 - 18:03 )
الحبيب الغالي ابو زاهد
كم هو رائع كتاباتك عن الهم اليومي للناس ، صراحة صارت جزءا من مجساتي لمعرفة الواقع الذي يعيشه اهلنا، اشد على يدك على هذة الهموم المعرفية التي تبثنا اياها.
هذا من جهة ومن جهة اخرى اتمنى عليك ان تسدي لي معروفا في احد رفاق الدرب عندكم في مركز الحلة اسمه ابو ملاذ انقطعت اخباره عني فجأة منذ شهر ولايجيب لا على تلفون او ايميل،واقلقني كثيرا،اتمنى ان كنت تعرف اخباره ان توصلها لي برسالة على ايميلي الخاص..وبمناسبة الايميل ارسلت لك اكثر من رسالة ولم اتلق الرد ارجو ان لايكن هنالك خطأ في الارسال او الاستلام
محبتي
ابو لانا


5 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 10 / 18 - 20:16 )
من عكب دجلة وفراتي ونهر صدام الجبير
تريد يذياب الغلامي ننتظر وشلة البير
العزيز ذياب آل غلام
تحياتي وحمدا لله على لامتك بعد هذا الأنقطاع
إنها لسخرية الأقدار أن لا يرتوي العراقي من الماء وهو يملك نهرين كبيرين هما دجلة والفرات وأن يعيش وسط الجفاف ولا تستطيع دوائر الماء توفير الماء الصالح للشرب في الوقت الذي تصرف مليارات الدولارات كما يقال لإنشاء مشاريع الماء الصافي والمأساة الكبرى أن نستورد مياه معدنية من الكويت والسعودية التي لا تمتلك أي مصدر للمياه وعلى حكايتك يمكن راح نرجع للآبار .


6 - العزيز ابو لانه
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 10 / 19 - 09:01 )
شكرا لمرورك الكريم وتعليقك عن الموضوع أما بخصوص الرسائل فلم تردني أي رسالة منك وكيف تعقل أني لن أجيبك عنها وآخر رسالة منك كانت عن موضوع تقييم نتائج الأنتخابات.
اما ابو ملاذ فلم أتوصل لمعرفته وسأتابع الأمر وأزودك بالنتيجة
مع تحياتي وشكري للحوار المتمدن الذي فتح لنا هذه النافذة النافعة للتواصل

اخر الافلام

.. العالم الليلة | إسرائيل تصعد غاراتها على لبنان.. ومنافسة محت


.. شبكة الـ CNN الاخبارية تحاور معالي الشيخ سلمان بن خليفة آل خ




.. كشاف | الاقتصاد أولا.. هل يصبح قطاع الكريبتو متحكما في السيا


.. وزارة البترول تؤكد عدم وجود أى تعديل جديد فى أسعار الغاز للم




.. المنافسة تشتعل في الأمتار الأخيرة.. أين سيقضي ترمب وهاريس “ا