الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطاع الطرق

جمال المظفر

2009 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


من المتعارف عليه ان مصطلح قطاع الطرق يطلق علي اللصوص الذين يعترضون القوافل والاشخاص ويسرقون اموالهم وامتعتهم ومن ثم يحصلون علي الاموال من دون عناء ، حتي الجهد العضلي الذي يقومون به لايعد تعبا لان القرصنة هواية ومهنة سهلة المنال لاتحتاج الي راسمال او دكان سوي شراكة اللصوصية ..
اما في العراق فقد اختلف المعني الاصطلاحي لقطاع الطرق تزامنا مع التغيير الديمقراطي والسير علي خطي الحداثة الامريكانية ، فمصطلح قطاع الطرق اخذ منحي سياسيا ، وصار ملاصقا للسيا سي في حله وترحاله ، فكل مسؤول في العراق هو حكومة ومن حقه ان يلعب شاطي باطي ، ولان لدينا في العراق الديمقراطي الفدرالي التعددي القسمات والبسمات والانتماءات والولاءات والفهلوات مسؤولين كثر، ولذلك فان حكوماتنا كثر ، ولكل حكومة فتوات وبودي كاردات ومن حقها ان تظهر قوتها وسيادتهاعلي عباد الله ، تقطع الطرق وتسرق حقوق المواطنين في افضلية المرور ، لان من يدعي القانون عليه ان يحترم القانون وان يكون قدوة للاخرين ونموذجا يحتذي به لا ان يقفز عليه ..
لاكثر من مرة تصدر الامانة العامة توجيه لمجلس الوزراء قرارا بمنع المسؤولين من قطع الطرق او تجاوز حماياتهم علي عباد الله المساكين ممن ابتلوا بالاحتلال ونتاج الاحتلال ومناصريه ، وقال الشعب الحمد لله فقد شعرت الحكومة اخيرا بمعاناتنا مع مواكب المسؤولين التي لاتعد ولاتحصي ، واحد رايح وواحد جاي والثالث رونك سايد والرابع يمتطي الرصيف والخامس يحلق والسادس يطوط والسابع يعيط علي مستخدمي الطريق لانه مستهدف في الشارع وعليه ان ينفذ بجلده ، وبعدما كانت العملية السياسية محطة تقاطع للسياسيين باتت التقاطعات (المرورية) طبعا مكانا لالتقاء الساسة ،كل واحد منهم يريد ان تكون له الافضلية في المرور حتي لو كان علي اجساد العراقيين لانه يحمل صفة (مسؤول) حداثوي ومنزل من السماء ومن حقه ان يحلق عاليا في احلامه ورغباته ..
مجلس الوزراء الذي اصدر التعليمات بعدم قطع الطرق او السير بالاتجاه المعاكس (رونك سايد) استثني موكب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ، والسؤال المحير هو ان دولة رئيس الوزراء الذي دخل الانتخابات بشعار (دولة القانون) والذي نتمني ان يكون شعاره ملائما للفعل المنظور وان يكون رؤساء الجمهورية و الوزراء والنواب اول من يلتزمون بهذه التعليمات وان يتعاملوا مع القانون بحذافيره ، فمثلما الكل سواسية امام القانون ، فعلي مواكب رئيس الوزراء او الجمهورية ان يتعاملوا مع القانون والنظام ، لا ان يقطعوا الطرق اويسيروا بالاتجاه المعاكس ليقول الشعب (ثلثين وثلث تنعام) للمسؤول الفلاني الذي وقف في الترفك لايت او اوقف موكبه لان شيخا اوامرأة عجوز تريد عبور الشارع لاان يتعرض الشعب الي الاهانة بفضل الحمايات الباسلة التي تشهر اسلحتها علي كل من يستقل الشارع ..
احترام القانون واجب علي الجميع ، من قمة الهرم الي قاعدته ، وان لايستثني احد لانه لو استثني احد المسؤولين فالاخرين حتما لايلتزمون لانهم يرون انفسهم حكومة ، الوزير حكومة والمدير العام حكومة واقارب الوزير حكومة وحاشية المدير حكومة ، الكل حكومة (حسن حكومة) و(عباس حكومة) و(عبود حكومة) و(فرهود حكومة) اما المسكين (مظلوم حكومة) فلاحول ولاقوة له غير ان يندب حظه العاثر في اليوم الذي ولد فيه عراقيا وترعرع عراقيا وظلم عراقيا ومات مهضوما عراقيا ..!!
رحم الله شاعرنا الكبير معروف الرصافي الذي علمنا درسا لن ننساه وترسخ في عقولنا وبقينا نردده مع انفسنا علي مدي سنين طوال :
انا بالحكومة والسياسة اعرف
الام في تفنيدها واعنف
علم ودستور ومجلس امة
كل عن المعني الصحيح محرف
ولنا في الشارع لقاء يااولي الالباب لنري افعال المسؤولين التي لاتسر العدو ولا الصديق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام