الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آهات من الشجن العراقي

مصطفى حسين السنجاري

2009 / 10 / 18
الادب والفن


آهات من الشجن ا



يا عراق
يا أحلى ، ويا أبهى الأسماءْ
حضنك -رغم الخوف والداءْ،
ورغم الأعداءْ-
أشهى وألذّ من حضن النساءْ

يا امرأة تعيشُ في دمي،
أشربُها بلا فمِ.
كالقطِّ الأليف ،
كالطفل الرضيع،
في أحضانها أرتمي....

يا وجها يكتنز كل وجوه الغالين،
ويجسِّدُ كل قصائد العشق البابلية،
وطلاسم السحر السومرية،
ويزرع -في كل مساماتي-
الغاما عاطفية.

يا وطنا ما غادرتُه كالباقين،
لأفرَّ بجلدي من زحمة الدبّاغين،
بل علّقته على كتفي،
مثل حقائب التلاميذ،
معبّأةً بالأناشيد، والكتب المدرسيةْ.

وحملته مثل جراب الطرّارين،
في أزقة الأنترنيت،
أستجدى له خبز الحب، والعافية
في زمن الجدب العاطفي.

وأنا أصطنع الغربة فيه-
مثل المجنون- كي أشتاق إليه،
وأهذي باسمه
عراق....
عراق....
عينك :عيني، وعمري
وراؤك : روحي
والألف:أبي،
وأمي، وأخي، وأختي، وأنا.
والقاف,,قلبي ،وقبري

يا وطني....!!
يا قطعة من عدن ِ،
جراحاتك.... تؤلمني،
ودموعك تحرقني ،وتغرقني،
والأنياب التي تنهش
في لحمك .. تنهش في بدني.

يا وطني،
أسكن فيك بالإيجار..؟؟
وأنت تسكنني...!!

أنا - يا وطني -
محب من الطراز الفريدْ.

أعشق بكل عنف الثوار،
ولا أدري ما أريدْ..!!

أدفع كل عمري
- لأجل عزك يا عراق -
لمن يذبحني من الوريد إلى الوريدْ.

أنا كالبلبل الكسير،
كالمحب الأســــير،
بترانيم حزني ..سعيدْ

في بلادي ..!!
موتى .. يدفنون موتى،
في صمت بليدْ.

وآلام زيدْ
- في بلادي -
لا يُهدّئُ روعها ،غير آلام عبيدْ

والشعر في بلادي،
مثل الماء، والهواء
ولكن .. بلا خمرة بيت القصيدْ

أنا صيّادٌ يا وطني
في فيافي نائية،
في ركن بعيدْ،

غادره الغزلان،
لم يبق غير الوعول ..!!
فأي شـــــــــــئٍ أصيدْ؟؟

للثعالب أوجار،
وللطيور أوكار،
وكل عاشق عراقي
- على باب كلِّ كهف ٍ-
باسط ٌ ذراعيه بالوصِيدْ..!!

في بلادي..
تتوهَّج ((الأنا))
ولْيضرِبْ ((الآخرُ)) رأسه.. في الحديدْ

في بـــــــــلادي..َ
القـــــتل متّصلٌ،
والسلبُ متّصلٌ،
والخوف متّصلٌ،
والجوع متّصلٌ،
وما نفد الرصيدْ..!!

والمجد في بلادي
للمحتل، والمحتال،
والسارق العتيدْ،

والعاشق المسكين،
يتلذَّذُ بالشجن الفراتيِّ،
صابرٌ وعنيدْ،

يجترُّ حزنَه وصبرَه،
والأملُ المذعورُ - في ضميره - طريدْ

لا زال في المقعد الخلفيِّ،
- من قافلة الزمان -
قَـــــــــــعيدْ..!!

يدعو ..علَّ الصيفَ القاحلَ
يمطرُ .. فالمطرُ مفيدْ.

أو علَّ شتاءً ،أي شتاءٍ..
يأتي بسلال الخير،
عبرَ البريدْ.

أو علَّ يولد - من رحِم ِالصَّبر ِ
المُخَضْرَمِ - صبحٌ جديدْ.

ما أتعسَ مَنْ صامَ العمرَ،
وما تقَيّأ الزمانُ بعيدْ.

أحلى ما في وطني
أنك حرٌّ في أن تقول
ما تشاء،
متى تشاء،
كيف تشاء....
ولكن ،لا أحد يسمع النداء
فالكلام هنا, مثل الغناء
في الطاحونة القديمة،
هـــــــــــــــواء
وخــــــــــــواء
وهراء...!!!!

مصطفى حسين السنجاري











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يامصطفى انت الانسان
عراقي ( 2009 / 10 / 18 - 22:54 )
ليست لدي كلمات اخذت قصيدتك وخزنتها في حاسبتي علني اعود الى هدوئي واقراءها واقراءها غير انني لااكتمك انني بكيت وابكي ربما لاول مرة في السنوات الاخيره فرحا وتباهيا بابن لوطننا من اين جاءنا هؤلاء الغجر الذين يجترون ليل نهار اننا مجموعات وطوائف وعروق واديان ومروق متخاصمين على اشبارمتنازع عليها وانا ومصطفى لم نكن يوما في اي جانب بين المتخاصمين ولكني يامصطفى سافتش عنك حتى القاك واقبلك
فمن اصدقائي غبد الله كوران وكنا سوية عام 56 في موقف السراي ويطغي جنب يطغه وتو طدت بيننا صداقه ثم ودعنا الرجل
والمد لله اليوم بشخصك يامصطفى اجد خليفة لكوران الانسان العراقي تحياتي لك من محلة الصبخه الكبيره في البصره
معالف الف دعاء لك بالصحة والتوفيق


2 - شكر على تعليق
مصطفى حسين السنجاري ( 2009 / 10 / 19 - 10:59 )
شكرا سيدي على هذه الرقة والعذوبة العراقية
فقد لمست تعابيرك شغاف القلب
وشكرا لهذه الثقة التي أوليتنيها
ويبدو أنك قارئ مهيب وحبيب
فشكرا لك سيدي
ولك كل التقدير


3 - صدقت َ يا رائع
حميد أبو عيسى ( 2009 / 10 / 20 - 00:48 )
! دعوني أخاطبْ شعاع َ الضياءِ: لماذا الضياءُ عديمُ الضياءِ؟
! لماذا النخيل ُ عطاشى ودجلة ْ نبوع ٌ سخي ٌّ، عظيم ُ العطاءِ؟
لماذا الحقولُ، لماذا الكرومُ أ ُحيلت ْ صحارى وأرضُ النماءِ
تسامتْ خضارا ً،ثمارا ً،زهورا ً ولحنا ً شجيّا ً طريبَ الغناءِ؟
! لماذا الخـراب ُ عـنيدا ً يحـل ُّ بـداري مُـمـيتا ً وِشـاج ِ الأخاء ِ؟
دعـوني أنادي بصوت ِ الجدودِ : عـراقي سيبقى برغم العداءِ
عـريقا ً، أبيـا ً، سـليما ً، معـافى ويبـقى منارا ً فـريد َ السـخاءِ
حميد أبو عيسى

اخر الافلام

.. فنان إيطالي يرسم برج إيفل في حقل زراعي احتفالا بدورة الألعاب


.. الكينج وكاظم الساهر وتامر حسني نجوم حفلات مهرجان العلمين فى




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يتحدث عن كلمات أغنية ع


.. عوام في بحر الكلام - الشاعرة كوثر مصطفى تتحدث عن أعمالها مع




.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 8 يوليو 2024