الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لتكف غرابين البعث عن النعيق .... 2

حميد غني جعفر

2009 / 10 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لقد ذكرنا في الحلقة السابقة أن الواجب الوطني والمسؤولية الأخلاقية هي التي تحتم علينا كشف الحقائق أمام الأجيال الجديدة ، من أجل إطلاعها على السجل المخزي للبعثيين منذ ثورة الرابع عشر من تموز عام ألف وتسعمائة وثمانية وخمسين وحتى التاسع من نيسان عام ألفين وثلاثة ، وأستئنافاً لحديثنا السابق نقول عن غرابين البعث أن المدعو صالح المطلك كان عضو فرع في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي ، وقد منحه الطاغية المقبور صدام مع ثلاثة آخرين من رموز النظام الدكتاتوري الدموي وهم كل من قصي صدام حسين وعلي حسن المجيد ومحسن الشيخ راضي 2000 دونم من الأراضي الزراعية ذات الإنتاجية العالية في مزرعة الناي ( شمال الخالص / العظيم ) ، وقد كانت حصة المطلك 200 دونم ، وتقدر إيراداتها السنوية وللموسمين الصيفي والشتوي بمليار ومائتي دينار عراقي ، فضلاً عن منح المطلك ومحسن الشيخ راضي البيوت الزجاجية في الراشدية بإيجار رمزي لمدة عشرين سنة .
إن المطلك وإن كان عضو فرع في حزب البعث فإنه لم يكن من السياسيين إطلاقاً ، بل كان من عشاق الهوى والليالي الحمراء والسهر في الحفلات التي تحييها الغجريات ، وكان يقضي يومه مخموراً يجوب البساتين والمزارع مرتدياً ( الدشداشة ) و يتحزم بمسدس دلالة على القوة والعنجهية التي كانوا يتباهون بها أزلام النظام المقبور ، ونظراً لسلوكيته الطائشة والماجنة تم تنزيله إلى عضو شعبة في الحزب المذكور ، ومن ثم تم طرده نهائياً من الحزب ، بيد أنه ظل وكيلاً لإدارة ومتابعة أعمال ( ساجدة خيرالله طلفاح ) .
أما بالنسبة الى رمز السلفيين المتخلف المدعو محمود المشهداني فلنا عودة إليه لاحقاً ، وهنا نقول للمطلك والمشهداني ومن لف لفهما ، من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة .
وعود على بدء نعود لأحداث ما بعد ثورة الرابع عشر من تموز عام ألف وتسعمائة وثمانية وخمسين الدامية المروعة ، ونتساءل من المسؤول عن ذبح ثورة الرابع عشر من تموز من الوريد الى الوريد ، ومن عمل على التفريط بالأستقلال الوطني ، ومن مهد الى عودة الاحتلال الأجنبي المقيت عام ألفين وثلاثة ، وكل ذلك قد جرى حتماً عبر بحر من الدم والمقابر الجماعية سيئة الصيت ؟ كل هذه التساؤلات والوقائع والحقائق التاريخية الدامغة نطرحها لكي نسمع الجواب عليها ، وبغية إطلاع الجيل الجديد عليها ، لا سيما من أشخاص عاصروها واكتووا بنارها ، فضلاً عما كتبه الكثير من الباحثين في مجال التاريخ عن حقائق ناصعة عن الثورة ورجالاتها ونهجها التقدمي وإنجازاتها الكبرى ، وعند ذاك سوف تدرك الأجيال وعموم الجماهير الحقيقة ومن ثم ستحدد موقفها بمسؤولية عالية ولتقف بوجه عودة البعث الذي لم يجلب لشعبنا وبلادنا سوى الدمار والخراب .
نقول بإيجاز أن ثورة الرابع عشر من تموز _ كما هو معروف _ هي ثمرة نضال شعبنا العراقي وما قدمه من تضحيات جسام من قبل كل قواه الوطنية والتقدمية المعادية للأستعمار ، حيث ألتحمت في جبهة الإتحاد الوطني عام ألف وتسعمائة وسبعة وخمسين والتي مهدت للثورة التحررية العظمية ، من خلال التنسيق بين أطراف الجبهة وبين لجنة الضباط الأحرار بقيادة الزعيم الوطني الشهيد عبدالكريم قاسم .
وللحقيقة والتاريخ نقول وبكل صراحة وأمانة أخلاقية بأن حزب البعث مع قوى قومية أخرى كانوا طرفاً في جبهة الإتحاد الوطني ، نقول هذا حسب ما تمليه علينا ضمائرنا وأخلاقياتنا ، فنحن لسنا سراقاً للمواقف أو الحقائق أو نعمل على التقليل من شأن الآخرين كما هو ديدن البعثيين ودعاة القومية الزائفة ، والتي تعمل على قلب حقائق التاريخ وتزويرها وغمط دور الآخرين وبالذات دور الشيوعيين في الثورة ، والمهم هنا نريد القول أن حزب البعث وقوى قومية أخرى كانوا شركاء في جبهة الإتحاد الوطني ، وكانت ممثلة بشخص العقيد عبدالسلام محمد عارف في لجنة الضباط الأحرار ، كذلك باقي الأحزاب حيث يوجد لها ممثل في لجنة الضباط الأحرار ، وغاية الأمر هنا هو محاولتنا الكشف عن دور حزب البعث ودعاة القومية التخريبي والنهج الخياني لهذه القوى ودورهم في تخريب وعرقلة مسيرة الثورة ووضع العصي في عجلة الثورة ، وخلق حالة من الفوضى والإرباك بشتى السبل والأشكال من خلال الاعتداءات على المواطنين ومن ثم الاغتيالات وأنتهاءًً بالتآمر على الثورة ونهجها التقدمي بدعم مادي ومعنوي من دول إقليمية معروفة ، وسنذكر بعض الأحداث المهمة والمدونة في مذكراتنا الشخصية منذ سنتين والتي حرصنا على طيها في هذا الظرف العصيب خدمة لمصلحة شعبنا وقواه الوطنية ووحدة الكلمة والموقف التي نحن بأمس الحاجة إليها اليوم .
نقول عند سماع البيان الأول للثورة أنفجر بركان الغضب للشعب العراقي بكل أطيافه ومكوناته المتآخية ، وهب الشعب كله وأحتل الشوارع تأييداً للثورة وابتهاجا بها معلناً عن التفافه حول الثورة وقيادتها ، وقد عبروا عن مشاعرهم تجاه هذا النصر الحقيقي على حكم جائر قد كبل الشعب والوطن بالأغلال والمعاهدات والاتفاقات الجائرة وامتهنوا كرامته وغيبوا إرادته الوطنية ، وبفعل تلك العواطف العاصفة صدرت عن البعض ( المجهول ) أفعال مدانة ومستنكرة ، ومن غير الممكن في حينها تحديد مسؤولية تلك الأفعال أو الجهة التي قامت بها ، كما لم يكن من الممكن أيضاً كبح جماح تلك العواطف المتأججة أو السيطرة عليها ، لكن البعثيين والقوميين المزيفين ومن لف لفهم قد أرعبهم ذلك النهوض العارم للشعب العراقي والتفافه حول قيادة الثورة ، فضلاً عن التعاطف الجماهيري الكبير والمنقطع النظير مع الحزب الشيوعي العراقي لما له من تاريخ ناصع ومشرف ، وحيث كان يشكل رأس الرمح في نفيضة القوى الوطنية والتقدمية في قيادة نضالات الشعب العراقي ، فضلاً عما قدمه من تضحيات جسام من أجل قضية الشعب والوطن والتي جعلت منه مركز جذب وأستقطاب أوسع الجماهير ، ناهيك عن كونه الأقدم والأوسع جماهيرية والأكثر ثقلاً في الساحة آنذاك ، وهذا بحد ذاته قد أرعب القوى الرجعية من البعثيين والقوميين المزيفين ومن لف لفهم .
ونتيجة لإفلاس السياسي للبعثيين ومن على شاكلتهم فقد عملوا على اختلاق وفبركة الأكاذيب والأباطيل في مصانع الغرب ضد الشيوعيين واتهامهم بأعمال لا صلة لهم بها لا من قريب ولا من بعيد ، بل كانوا ( الشيوعيون ) الأبلغ لدرجة الإنسانية نبلاً والأرفع شأناً من أعدائهم ، فعملية السحل بالحبال جرت في الظرف المشار إليه أنفاً ، وهي عملية سحل عبدالآله ونوري السعيد ، فما ذنب الشيوعيين في ذلك ، وهل أن الشيوعيين كانوا لوحدهم في التظاهرات ؟ لقد خرج الشعب كله إلى الشوارع بما فيهم البعثيين والقوميين ، أذا لماذا يتهم الشيوعيين دون غيرهم بهذا العمل الشائن ،يقيناً أنه اتهام خبيث ومقصود وهدفه الإساءة للشيوعيين ليس إلا ، هذا وسنواصل الحديث في حلقة قادمة

* لقد ورد أسم كاتب المقال في الحلقة الأولى بأسم جبار صالح القطبي ، والصحيح هو حميد غني جعفر لذا أقتضى التنويه










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا هل أنت ضعيف في الكتابة
جيفارا ( 2009 / 10 / 18 - 21:54 )
أخي .. أخي ؟؟؟؟؟ لماذاهذا ألختلاف في ألاسماءمن حميد غني لجبارقطبي أين ألامانة ألعلمية يا ولدي ؟؟ كيف تريد أن نقرأ موضوعك الذي أنخبط في ألحابل في ألنابل. ونثق بأمانتك ألعلمية أذا كان لك أسمين....صحيح يا ولدي . ماذا هل أصبحت ثورة تموز . مودة .شئنا أم أبينا ثورة تموز كانت يادي بريطانية ألخفية فيها؟؟؟؟؟كل ألدلائل تشير ألى ذلك .لادفاعآ عن أحد ألكل مسؤلون عن ألوضع ألذي وصل ألية وطني ألعراق . أن كنت لاتدري فأعلم ألان. تتكلمون كثيرآ عن ثورة تموز. تعرف لماذا؟؟؟؟..كي تدارون سؤت عملكم ؟؟ماهي سؤت عملكم؟؟ هي دخولكم مع ألاحتلال .فأرجو أن لايخرج لنا كل مرة شيوعي يتكلم عن فضائل ثورة تموزفأعلم ياولدي أنت وصالح ألمطلك وحميد مجيد وعدي وقصي ومؤرخيين تاريخ ألزعيم ألاوحد وتأريخ ألقائد ألضرورة ومعكم عمار ألحكيم وألمشهداني ووووووووو. وكل العابرون في هذا ألكلام ألعابر أنكممسؤلون عن ذبح ألعراق.حتي أنت لاتنسي يا ولدي .وأعلم ومن باب ألنصح أن لتأريخ. أذان وعيون ولسان


2 - ألإنصاف أولا وأخيرا
تانيا جعفر الشريف ( 2009 / 10 / 19 - 08:38 )
أخي الكاتب بأسميك السابق والحال وربما اللاحق (هذا لا يهم) عزيزي قولك موضوعي ولكنه يفتقد إلى الإنصاف فذكرك لمزارع ساجدة وعلي المجيد وسواهم صحيح ولكن أليس من باب اولى التعريج ولو ضمنا إلى ما بات يعرفه القاصي والداني(المنصف) إلى المزارع والأملاك(العقارات ) التي يملكها ارباب النظام الحالي المجلسيون خاصة وبيت الحكيم خصوصا والسيد عمار على الأخص ... ومن باب عدم شك البعض بنواياك سيدي المحترم وارجو أن تقرا تعليق الشيوعي جيفارا على موضوعك فهو يغنيني عن الإفاضة بالمزيد وتقبل محبتي واحترامي
ملاحظة./ كل الأسماء التي وردت في مقالتك من طيف واحد مما يفاقم الشك بالنوايا تحياتي


3 - قول على قول
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 10 / 19 - 10:17 )
الأخ جيفارا والأخت تانيا جعفر الشريف
الخطأ الحاصل في الاسمين والذي أشار إليه الأخ الكاتب نتج عن أمر خارج أرادته وسيوضحه لأني أعرف هذا الشخص وهو مناضل حقيقي وجندي مجهول ومن الملتزمين بسياسة الحزب والسائرين بركابه منذ نعومة أظفاره أنه المناضل –جدو- اللقب الذي أطلق عليه في سجن الحلة بعد ملحمة الكاظمية أعقاب انقلاب شباط الأسود 1963 وكان آنذاك بعمر 16 عاما فأطلق عليه السجناء ممن يكبرونه سنا لقب جدو أي أنه جدهم تحببا له واستلطافا به وهو أحد الأبطال المشاركين بعملية حفر نفق الهروب في سجن الحلة وتسلسله الثالث في قائمة الهاربين لأنه كان من جماعة اللجنة المركزية فكان الهارب الأول حسين سلطان والثاني مظفر النواب والثالث حميد غني جعفر وما يكتبه من الذاكرة ونتيجة معاصرة للأحداث لا رجما بالغيب وهو منحاز الى حزبه الشيوعي العراقي الذي تعشقه شابا وواكبه لحد الآن وهو في المراحل المتأخرة من الشيخوخة لذلك قليلا من الصبر معه فالرجل يعتمد على غيره في طباعة مقاله لذلك يخالط الطباعة بعض الخطأ أما أفكاره فهي أفكار شيوعية خالصة يصر عليها ولن يتنازل عنها وهو الذي لم يترك الحزب في أحلك الظروف وعمل في مقرات الحزب بعد الجبهة ولا زال يعمل في صفوف الحزب ولن يغادره حتى يذهب بسفره الأخير الى العالم الأخير أنه شي


4 - ألسيد محمد علي
تانيا جعفر الشريف ( 2009 / 10 / 19 - 13:07 )
شكري لتوضيحك واعتزازي بك وبه مناضلا وهذا حقيقة لايعنيني قدر أن يكون حياديا في نقده لسراق العراق من البعثيين ومن تلاهم ولكما خالص محبتي


5 - الدقة مطلوبة
البراق ( 2009 / 10 / 19 - 14:59 )
الشكر للاستاذ محمد علي على التوضيح بحقيقة الرفيق حميد وهنا ارى المهم ان نكتب بموضوعية ونقول الحقيقة خصوصا بما يتعلق بثورة تموز 1958 وبالرغم من ذكر الكاتب لاشتراك البعث والقوميين بالجبهة الوطنية وهذه حقيقة لايمكن ان ينكرها ايا كان فان تحميلهم لمسؤولية ماجرى لا يصب في خدمة الحقيقة والتاريخ. وانا لست مدافعا عن البعث او القوميين او الشيوعيين اقول لقد نشرت مقالة في تموز الماضي اي قبل اشهر قليلة على موقع كتابات للدكتور جعفر المظفر تحدث فيها عن المسؤول عن كل ماحدث للعراق بعد ثورة تموز 58 وكان منصفا جدا في تحديده الدقيق لذلك فارجو العودة لها وعدم الانسياق الى توجيه الاتهامات لهذا الطرف او ذاك خدمة للعراق وللحقيقة التي ننشدها جميعا


6 - شئ من الموضوعية
هيـــثم القـــّيم ( 2009 / 10 / 20 - 12:41 )
الأستاذ حميد المحترم .. أبتداءاً أقول أنا أحترم كل شخص يؤمن بمبادئ معينة ويبقى ملتزماً بها مهما أختلف معه في الرؤية والقناعات.. واسمح لي أن أقول : أن التاريخ يكتبه اشخاص وليس العصافير...!! وعليه فقد كُتب الكثير الكثير عن ثورة 14 تموز والكثير مما كُتب فيه من المتناقضات والتقاطعات ما يجعلنا نحتار أين الحقيقة والكل يــدّعي انه صاحبها وهـــذا ينطبق على كل أحداث التاريخ ..فالذي يكتب التاريخ هو أبن بيئته وظروفه وقناعاته ورؤيته للأحداث ..لذلك لا يستطيع أحد أن يقول أنه يمتلك الحقيقة النهائية...!!! هـذا شئ والشئ الآخر أقول أنني بعد الأحتلال بأشهر كتبتُ عدد من الشعارات حول الحرية والديمقراطية نُشرت في حينها في أحدى الصحف.. واحد منها يقول( ليست الديمقراطية أن تـُـقيّيم نظاماً سابقاً.. بل أن تـُقوم نظاماً قائماً..!) ما أريد قوله على شكل سؤال : هل النتيجة التي كسبها الشعب العراقي لحد الآن تستحق الثمن الذي دفعناه...؟؟

اخر الافلام

.. وسام قطب يقلد المشاهير ويصف بعضهم بكلمة ????


.. إيرانيون يعلقون على موت رئيسي • فرانس 24 / FRANCE 24




.. آفة التنمر تنتشر في المدارس.. ما الوسائل والطرق للحماية منها


.. مصرع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في تحطم مروحية




.. مصرع الرئيس الإيراني.. بيانات تضامن وتعازي ومواساة ومجالس عز