الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المأزق الإسرائيلي : ماذا بعد المصادقة بالأغلبية على تقرير كولد ستون ؟

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2009 / 10 / 19
السياسة والعلاقات الدولية


و أخيرا سقطت كل الحسابات الضيقة ؛ و تم التصويت بالأغلبية على تقرير القاضي ريتشارد كولد ستون ؛ و بشكل لم تكن تتوقعه إسرائيل؛ التي اعتادت على سياسة غض الطرف عن جرائمها ؛ التي تتجاوز منطق القانون الدولي .
الرد الإسرائيلي كان طبيعيا؛ حيث استمر في التنديد بهذا القرار؛ معتبرا إياه تشجيعا على الإرهاب الدولي !!
لكن الرد الذي يستحق أن نقف عنده ؛ هو رد السلطة الفلسطينية ؛ التي يبدو أنها أخذت العبرة من هفواتها السابقة ؛ و رحبت أخيرا بالمصادقة على التقرير ؛ و هو رد لا يمكن إلا أن نصفق له بحرارة ؛ لأنه توريط لإسرائيل من جديد ؛ و في نفس الآن فرصة جديدة تفتح أمام الإخوة الأعداء ؛ للعودة إلى مائدة الحوار ؛ لإنهاء الانقسام ؛ و توحيد الصف لمواجهة التحديات المقبلة .
إن المصادقة على التقرير بأغلبية ساحقة ؛ تعتبر اختراقا للصف الداعم للكيان الصهيوني ؛ و هو الحائط الذي وقف سدا منيعا؛ في مناسبات سابقة أمام أي قرار ؛ يمس الدولة الصهيونية .
و أهمية هذا التصويت تتجاوز أحداث غزة لما بعدها ؛ لأن المتابع للصحف العبرية ؛ يدرك تماما المأزق الإسرائيلي ؛ بعد هذا الاختراق العربي الغير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ؛ حيث كان الفيتو الأمريكي دائما بالمرصاد لأي قرار دولي ؛ يسعى إلى محاسبة إسرائيل على عدوانها .
و هذه فرصة أمام العرب عامة والفلسطينيين خاصة ؛ لفضح الهمجية الصهيونية على الملأ ؛ و إنهاء تهمة معاداة السيامية ؛ التي توجه لكل من أراد فضح العدوانية الصهيونية ؛ على شعب أعزل إلا من حجارة و صواريخ بدائية ؛ لا يمكنها أن تهدد صراصير الجدار العازل ؛ بله القوة العسكرية الصهيونية المدعومة دوليا .
و هي فرصة كذلك لإنهاء مستقبل اليمين الصهيوني المتطرف؛ الذي يستغل مآسي شعب محاصر للحصول على أصوات الناخبين؛ قصد نشر العدوانية و التطرف و العنصرية في المنطقة ؛ بهدف تحقيق أهداف سياسوية رخيصة ؛ لا يمكن مقارنتها بالدمار الذي يعم المنطقة ؛ و يهدد شعوبها في كل حين ؛ و من بين هذه الشعوب الشعب الإسرائيلي ؛ الذي يستحق سياسيين أكفاء يدعمون السلام ؛ و يحققون له الأمن المفقود .
لقد حان الوقت ؛ أن يستيقظ الضمير العالمي من غفوته ؛ و ينهي جميع الأساطير المؤسسة لكيان اسمه إسرائيل ؛ و بدل الانتقام من العرب على ذنب اقترفته أوربا –ألمانيا- يجب إنهاء المحرقة الجديدة ؛ التي يؤسس لها الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية ؛ تحت حماية دولية ؛ لا تلتزم أدنى معايير الشرعية و العدالة ؛ التي أسس لها ميثاق الأمم المتحدة.
و نحن حينما ندعو إلى الاحتكام للشرعية الدولية؛ فإننا نهيب بالأمة العربية -الإسلامية؛ إلى المسارعة لإنهاء آخر بؤر الاستعمار في العالم؛ لأن الحق ينتزع و لا يمنح.
و يعتبر هذا التقرير مناسبة سانحة لتحرك عربي – إسلامي؛ في اتجاه؛ جرجرة قادة العدوان الصهيوني؛ سياسيين و عسكريين أمام المحاكم الدولية؛ لإحقاق العدالة؛ و هو هدف نبيل؛ يتماشى مع الإرادة الدولية الجديدة؛ التي تم التعبير عنها في الاجتماع الأخير للأمم المتحدة.
و في الأخير لابد أن نؤكد على استغلال هذه الفرصة الجديدة ؛ من طرف الأشقاء الفلسطينيين ؛ لإنهاء الانقسام و توحيد الصف ؛ قصد ربح الوقت في الصراع مع اليمين الصهيوني المتطرف ؛ الذي يصر على موقفه المتصلب المؤطر باللاءات المعرقلة لأي حوار مرتقب .
و هذه فرصة من ذهب ؛ يجب على المفاوض الفلسطيني الموحد أن يتلقفها بأقصى سرعة ممكنة ؛ قصد تحقيق أكبر قدر من التنازلات الممكنة في المفاوضات ؛ التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ؛ و التي يصر الرئيس الأمريكي باراك أوبا ما من خلالها ؛ على ربح الرهان؛ و تحقيق ما يمكن أن يؤهله مستقبلا لاستحقاق الثقة الدولية ؛ التي منحته جائزة نوبل للسلام ؛ دعما لنواياه الحسنة ؛ في إنهاء بؤر التوتر في العالم ؛ و أخطر هذه البؤر الصراع العربي الإسرائيلي ؛ الذي يجب أن ينتهي في أقرب وقت ممكن ؛ عبر رد الحقوق لأهلها ؛ و محاسبة القادة الصهاينة على جرائمهم وعدوانيتهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يترأس اجتماعا بمشاركة غالانت ومسؤولين آخرين


.. متحدث باسم حماس لـ-سكاي نيوز عربية-: إسرائيل ما زالت ترفض ال




.. بعد فشل الوساطات.. استمرار التصعيد بين حزب الله وإسرائيل| #غ


.. المراكب تصبح وسيلة تنقل السكان في مناطق واسعة بالهند جراء ال




.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه