الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يحسبون ذمي .. فقالوا يا شيوعي ؟!

حامد الساعدي

2009 / 10 / 19
كتابات ساخرة


استغرب من حالة الازدواجية التي يعيشها صنف من المجتمع العراقي في سلوكه المتداول في حياته مع الاخرين بزعم انها حياة مستقرة واكثر ايمانا بالمعتقد وابعد ما يكون عن النزعة الاخلاقية حسب ما يراه هذا الصنف، بينما نجده ينسلخ من ادبياته في مواضع النقاش ويذم ويتهم ويهدد بالفناء اذا ما دعاه الامر الى ذلك وهو لا يمتلك اي وعي لاهمية وجود الرأي الاخر وتداول الحوار .
هذا الصنف من بنية المجتمع العراقي يعد (فايروس) اذا بقية ممتطيا صهوة جواده في انتهاك حرية الرأي والتعبير، وكم من الشواهد التي عرضتها لنا السنين الماضية من ارتكاب عصابات الاجرام الطائفية ابشع انواع التعذيب والتنكيل بالشباب والنساء في مدن واحياء تحلق فوقها غيوم القبلية وتمطر على بيوتها بمصادرة حرية الفرد وارغامه العيش نمطا ً رجعيا ً متخلفا ً بصورة اكثر ارغاما من سطوة الفترة المظلمة التي مر بها العراق في زمن حكم الحزب الواحد والقائد الضرورة.
لقد تغيرت ادوات تقييم الفكر بين الوسط الاجتماعي العراقي، وصارت تمثل حالة استطيع ان اسميها بالتقييم (البوليسي) المحتكر بنظرية المذهب اساس سعادة الفرد في حياته، وقد اوقعنا اصحاب هذا الرأي في مطبات كبيرة واهمها حرب المذاهب التي مر بها العراقيون وعانى منها شعبنا وتحمل مرارتها لسنتين على التوالي متكبدا فيها زهقا للارواح والاسترخاص بدم الانسان، ليس لغاية سوى تمسك الاطراف المتصارعة بمبدأ (الصراع من اجل البقاء) التي هي امتداد للنزاع بين الانسان في العصور الغابرة بدءا بملحمة كلكامش مرورا بحروب الروم وحتى غزو المسلمين بلدان كما تسمى (بالفتوحات) حتى تطور الامر مؤخرا ً الى صراع (الدين ضد الدين) .
ولا يختلف اثنان حول من يتحمل مسؤولية ما مررنا به من و تحملنا ان نتجرعه من قسوة ادوات هذا الاختلاف، واعتقد الامر واضح لدى المتابع بأن الانسان هو المدان والضحية في آن واحد في هذه الاوقات، عموما ً ولكي لا اسهب بالكلام الكثير (وخير الكلام ما قل ودل)، هذا الكلام الذي احببت ان يكون وارد في مقدمة مقالي هو جزء من رأيي في حواري مع نظراء من الشباب البسطاء الذين يسكنون (مدينة الصدر) المظلومة وبعد مخاض وعسر في النقاش ومحاولة ً مني لأن اجد مخرجا ينهي مطاف النقاش بين ثلاث على واحد (أنا) قلت لهم : لا اختلف معكم بأنكم مظلومين وقدمتم ارواح بريئة ضريبة انتمائكم لمعتقد ديني، لكنني لا ابرئ ساحتكم من انتهاز المواقف على حساب الانسان مثلما انتهزها المقابل على حسابكم وبالنتيجة انتم متعادلين في الافعال، وبعد مروري بأحوالهم المدنية التي اصبحت شيئا متلاشيا ً بنسبة 85 % دعوتهم الى ان يهتموا بمستقبلهم ويراعوا ضرورة ان يلحقوا بركب المدنية ويصبحوا مثلا ً للشعوب والحضارة، فما كان لاستجابتهم لي سوى حسبهم ان يسقطوني وينكلوا بي بحسب ما يروه فقالوا (افلت يا شيوعي).
فما ابالي .. سوى اسفي وحزني لشباب تلك المدن البائسة الذين اصبحوا مؤخرا ً على كف عفريت التدني الثقافي دون منقذ ينتشل جزءا ً ولو بسيط منهم ليكونوا بذلك قد حققوا شيء بسيط، اما عن ادعائهم اياي شيوعيا فما لي سوى القول : مفتخرا ً بهذا الحزب الذي حمل من (الوطن الحر وشعب سعيد) عنوان بارز لحركته الاصلاحية التي اتمنا لها التوفيق في تحقيق اهدافها التي لا تعارض مبدأ لاي دين اومعتقد اوحزب واعتقد من يقف امام هذا الشعار فهو لا يمثل الا جزء منفصل ويعاني من (الحمى القلاعية) التي تجعل مواقفه مضطربة مع الاتجاهات الاخرى دون استقرار في اي وقت شاء .
ومن الطرائف في الموضوع ان الافراد التي حاورتها قبل ايام كانت تمثل احزابا وتيارات لها حيز ونفوذ لدى شعبية هذه الاتجاهات وكان ابرزهم يحمل شهادة الماجستير : حيث قال لي ان (دين) الشيوعية ..!، لا اعتقده موفقا في مستقبله ما دمت انت وامثالك يحبو لافساد المجتمعات، وما علي سوى ان انبري من خلال نافذتكم الى ان اوضح اللبس في طرح الاخ المحاور الى ان الشيوعية هي نظرية إجتماعية وحركة سياسية ترمي إلى السيطرة على المجتمع ومقدّراته لصالح أفراد المجتمع بالتساوي ولا يمتاز فرد عن آخر بالمزايا التي تعود على المجتمع، وليس دينا حتى اكون دقيقا في الموضوع (بحسب اطلاعي) .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكر
حسن ( 2009 / 10 / 19 - 04:03 )

لقد اثلجت صدري يا حامد الساعدي
شكرا لك ولا تهتم لهؤلاء الهمج

اخر الافلام

.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي


.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-




.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر


.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب




.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند