الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين حدية العقيده وشمولية الثقافه

عبد العزيز الخاطر

2009 / 10 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


خصوصية العقيدة وشمولية الثقافة
في اعتقادي أن تحديد العلاقة بين العقيدة والثقافة أمر مهم وضروري لنجاح أي تجمع لمواجهة مشاكل العالم الاثنية منها أو الطائفية أو الدينية بشكل عام فاجتماع الدوحة الأخير للمجموعة رفيعة المستوى لتحالف الحضارات عليه فيما أعتقد أن يولي مثل هذا الأمر اهتماماً خاصاً حتى في اجتماعاته القادمة وأن الأديان هي احد مكونات الثقافة إضافة الى أبعاد أخرى. والثقافة في أحد تعريفاتها هي الجانب الغير مادي للحضارة والعنف المسيطر اليوم على العالم نتيجة لجوء البعض الى العقائد بحدودها الضيقة وغياب ثقافة هذه العقائد لأسباب عديدة. وحتى تتضح الصورة أحاول أن أجد الفرق بين العقيدة والثقافة في ما يلي:

1 ـ العقيدة ثابتة ولا تتغير فيما أن الثقافة متغيرة وتأخذ بالتراكم عبر الزمن.
2 ـ ما لا تستوعبه العقيدة تستوعبه الثقافة لشموليتها فمرتكبو الكبائر في الاسلام مثلاً تطبق العقيدة عليهم الحدود ولكن الثقافة الاسلامية لا تخرجهم من دائرة الاسلام.
3 ـ لا يمكن إقامة حوار بين العقائد ولكن يمكن ذلك بين الثقافات.

يتعامل الغرب الذي استوعبت ثقافته أديانه الى درجة التفريغ مع العالم الاسلامي وكأن الاسلام أصبح ثقافة في عالمه ولا يدرك أنه لا يزال عقيدة ولم يتحول الى ثقافة إلا في حدود ضعيفة وضمن نخب معينة. ولو أدرك مثل هذا الأمر لما اقترب من محظورات تصيب العقائد في مقتل مثل “الرسوم الكاريكاتورية الأخيرة” لو أدرك ذلك فإني على يقين أنه لن يتجرأ على مثل هذا العمل والدليل على ذلك أن ناشر الصحيفة الدانماركية صرح بأن القصد من ذلك هو اختبار قدرة المسلمين على التحمل وهو بعد ثقافوي عندما يتحول الدين الى ثقافة عامة تخف حدة التوترات وتتحول العقيدة من الجمود الى التحرك ومجاراة الحياة والعصر.

في اعتقادي ان اجتماعاً مثل اجتماع حوار الحضارات عليه أن يتبنى ليس فقط البعد عن تجريح العقائد وضرورة احترامها بل والعمل على اخراجها من دوغمائيتها وتحويلها الى ثقافة عامة انسانية والمعروف ان الاسلام وحده الذي لا يزال يحتفظ بعقيدة صارمة ومحددة ولم تنتقل ثقافته بعد الى جل أبنائه وشعوبه لأسباب عديدة منها الاستبداد الداخلي وعنف الخارج. ان الثقافة الاسلامية لو قدر لها الانتشار والتمكن في الأرض لاستوعبت الداخل بكل أخطائه ونواقصه والخارج بكل اختلافه ومغايرته. فقيام ثقافة اسلامية صحية تمنع من الارتداد الى حدية العقيدة وجزيئياتها وكذلك قيام فهم حقيقي لدى الآخر “الغرب” لأوضاع شعوب هذه المنطقة يرتكز أساساً على دراسة لهذه الأوضاع ودفعها نحو التحسن بصورة لا تحبط وتزيد من حنق الشعوب بل وتعتمد على جس نبض الشارع الاسلامي لا نبض القائمين على أمره لأن الاختلاف بين النبضين شاسع بل ومميت أيضاً، كما أن الاشكالية التي يجب مقاربتها أيضاً هي في أن الرد الأميركي على عنف وتطرف بعض معتنقي العقيدة جاء على شكل تدمير لثقافة المنطقة “اجتياح أفغانستان واحتلال العراق” مما زاد من تشرنق العقيدة وتصلب أطرافها داخل نفوس أصحابها.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي يربط الحوثيين بحركة الشباب الصومالية؟ | الأخبار


.. نتنياهو يحل مجلس الحرب في إسرائيل.. ما الأسباب وما البدائل؟




.. -هدنة تكتيكية- للجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة ونتانياهو ي


.. جرّاح أسترالي يروي ما حصل له بعد عودته من غزة




.. حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. والترددات على تطورات الحرب في غزة