الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجلس الحكم وسلطة التحالف

أبو مسلم الحيدر

2004 / 6 / 2
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


الصراع على أشده بين مجلس الحكم من جهة وسلطة التحالف وهيئة الأمم المتحدة من جهة أخرى.
الملاحظ إن لكل طرف من الأطراف له مبرراته، فمجلس الحكم يرغب بأن يكون لهم دور أساسي في إختيار رئيس الجمهورية، وسلطة التحالف (وهيئة الأمم المتحدة) يرغبون بأن يكون الدور الأساسي لهم.
من المؤكد إن دور البنتاغون في الموضوع العراقي قد إنحسر الى درجة ملحوظة بعد زيادة أعداد الضحايا في صفوف الجنود الأمريكان (وجنود القوات المتحالفة الأخرى) وبعد فضيحة أبو غريب التي كادت أن تطيح برأس رامسفيلد. كذلك الأخطاء التي أرتكبتها القيادة العسكرية الأمريكية في العراق في التعامل مع مشكلتي الفلوجة والنجف بصورة خاصة والمشكلة الأمنية في عموم العراق بصورة عامة.
إن العوامل الثلاثة السابقة ما هي إلا معضلة واحدة، وهي سوء تخطيط القيادة العسكرية والتي تدل وبشكل واضح على عدم وجود خطة أمريكية (تفصيلية) لمواجهة إحتمال الأنفلات الأمني (والذي هو أكثر ما يربك كل الأطراف في الوقت الحاضر).
المشكلة العراقية الآن مشكلة أمنية وهي أيضاً مشكلة تحديد الحدود الواضحة للعلاقة بين قوات التحالف والقوى الوطنية العراقية. هذه المشكلة الأمنية قد يكون أحد عوامل حلها سياسياً، والمقصود هنا هو إن يتم إختيار أشخاص لهم المقدرة على الأستفادة من الخبرات العراقية السابقة (خبرات عصابة صدام) لجلب الأمن والأستقرار. ويبدو إن تفكير قيادة قوات وسلطة التحالف والبيت الأبيض والسي آي ايه قد إتخذ هذا المنحى بتأثير واضح من الدول العربية ذات العلاقات الجيدة مع أمريكا (وبالأخص الملك الأردني) وكذلك بسبب النجاح (الضاهري) لتجربة جلب الأستقرار لمدينة الفلوجة بعد تشكيل لواء (الحزب القائد) في تلك المدينة.
أن المراقب لما يحصل في الفلوجة (تلك المدينة المغلوبة على أمرها) يلاحظ إن القوى الضلامية وقوى التكفير هي المسيطرة على هذه المدينة كذلك من الواضح للعيان إن عمليات التفجير والسيارات المفخخة في المدن العراقية الأخرى قد إختفت في أيام حصار المجرمين في رقعة الفلوجة الجغرافية ولكنها عادت الى الظهور مرة أخرى بعد تشكيل لواء الحزب القائد هناك.
القيادة العسكرية الأمريكية تمكنت من محاصرة بقايا عصابات صدام والمتحالفين معهم من قوى الضلام في حيين سكنيين (فارغين من السكان) في مدينة الفلوجة، وتمكنوا كذلك من قطع الأمدادات التي تصل لهؤلاء المجرمين. ولكن هذه القيادة العسكرية، بدلا من أن توجه ضربة قاصمة ونهائية لتلك المجاميع المجرمة أصغت الى الأعلام العربي والمتحالفين السياسيين مع تلك المجاميع السوداوية، ذلك التحالف المبني على المصلحة المتبادلة (كما كان واضحاً في عمليات خطف الرهائن والمطالبة بفدية مالية حيث يتقاسمها الفرقاء ) تلك المجاميع السياسية التي حاولت إثارة النعرة الطائفية وتحريك الرأي العام العربي عبر أبواق الدعاية والعهر العربية من أجل تحقيق منافع سياسية مستقبلية لها مردود سلبي على مستقبل العراق وبالمقابل أن تقوم هذه الكتل السياسية بضمان ليس حماية تلك المجاميع الأجرامية فحسب وإنما إشراكها في المكاسب السياسية المستقبلية على حساب المصلحة الوطنية.
ان الخطأ الرئيسي والمميت والذي إرتكبته القيادتين المدنية والعسكرية الأمريكية في العراق هو الأنسياق وراء أبواق الدعاية العربية (والآوروبية والمعارضة الأمريكية) والتلكأ في توجيه ضربة قاصمة ونهائية لتلك القوى التي أصبحت بمتناول اليد وأصبح القضاء عليها قاب قوسين. عوضاً عن ذلك، راحت تلك القيادات تكافيء هؤلاء الضلاميين وتمنحهم الصفة الرسمية للعيث فساداً في مدينة الفلوجة بعد أن دمروها بنيران أسلحتهم وروعوا بناتها وأبنائها وأستخدموهم كدروع بشرية، شكلوا لهم جيشاً بعثياً ليكونوا قادرين على تنفيذ (شريعتهم السوداء) على الناس الأبرياء وجلدهم في الساحات العامة (على الضن والشبهة) تحت حماية حراب وبنادق البعثيين ومن يعترض يكون مصيره الذبح على أيدي الضلاميين وبالسكين البعثية.
بعد التجربة الناجحة لتلك المجاميع الأجرامية في الفلوجة، ولكون هذه المدينة تقع ضمن المثلث السني، ولكي لا تكون النظرة العامة على إن السنة فقط هم من قام بهذا العمل، حاولت تلك العناصر الضلامية إستغلال المتمردين على القانون في الوسط والجنوب الشيعي ونقلت أسلحتها وأفرادها (بعد تحررها من الحصار في الفلوجة) وقامت بأرباك الأمن في بعض أحياء بغداد والنجف وكربلاء والكوفة والناصرية. حدث ما حدث في تلك المدن، فتم ترويع الأبرياء والآمنين وتدمير تلك المدن وتهديد المراجع الدينية والأجتماعية وضرب العتبات المقدسة والأعتداء عليها. إنها عملية ضغط واسعة من أجل فرض شكل معين للحكومة الأنتقالية المقبلة التي ستتسلم السلطة في 30 حزيران القادم.
إن أحداث منطقة الفرات الأوسط والجنوب قد أربكت القوى السياسية العراقية وذلك لعلمها بأن غالبية المنساقين لتنفيذ هذه التحركات هم أناس مغلوبون على أمرهم ومنساقون وراء الدعايات المضللة (ويبدو إن الخبرة البعثية في التعبئة الجماهيرية وقيادة العقل الجمعي قد تم إستعمالها إلى إقصى طاقاتها في تزييف الحقائق وإستغلال االضروف المعيشية والأمنية المأساوية وإن زمن إيفاء دين كوبونات النفط قد حان بالنسبة للفضائيات وأبواق التزييف العربية والغير العربية) فراحوا لا يعرفون ماذا يفعلون ولا كيف يتصرفون وما بعض الأصوات التي تنادي الى تحويل هذه المجاميع المسلحة الى منظمات سياسية (بعد تجريدها من السلاح) إلا كارثة لايقل تأثيرها المستقبلي عن تأثير (حل الفلوجة ولوائها البعثي) وذلك لكون هذه المجاميع ذات قيادات مخترقة من قبل البعثيين والضلاميين (كما جاء في تصريح لأحد أقطاب المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق)
إن حداث الفلوجة والنجف وكربلاء وما رافقها من دعاية إعلامية واسعة وضغط شديد ومركز من دول الجوار وصراع القوى في الأدارة الأمريكية وفضيحة أبو غريب(والتي تم توقيتها في وقت يدعو إلى التشكيك والتسائل) وشخصية المبعوث الأممي وتآريخه وتآريخ علاقاته وأفكاره المسبقة قد ركزت فكرة إعادة شخصيات من النضام السابق أو قريبة عليه لضمان إستقرار الأمن في العراق، إن مثل هذا الأجراء سيؤدي وبدون شك الى عكس ما كان مرجوا من مجمل الأحداث السابقة وسيولد كثير من المشاكل الجديدة بدلا من القضاء على أو حصر المشاكل الراهنة.
إن أفضل حل للعراقيين الآن هو ما كان قد دعا له قبل أشهر عدة السيد علي السيستاني من إن نقل السلطة يجب أن يكون بطريقة صحيحة أي طريقة الأنتخاب إما وقت نقلها فليس مهماً الآن. فلنأجل نقل السلطة ولتتبنى سلطة الأحتلال مسؤولية الأمن (وبناء قوة أمنية وطنية بمشورة عراقية) والأدارة (إعادة كافة الوزارات والمؤسسات الوطنية إلى العمل وتدريب كادر متخصص لها) ولنستعد من الآن لأجراء الأنتخابات والتنافس بشكل طبيعي وديمقراطي والعمل على تهيئة الأنسان العراقي لهذه الممارسة الغريبة عليه، إن هذا الحل قد لايرتضيه غالبية العراقيين ودافعهم في ذلك الرغبة في التحرر والأستقلال ولكن هذا سيكون ظاهريا فقط في ضل الضروف الراهنة ولكن الأستقلال سيكون أقرب للتمام في حالة نقل السلطة الى حكومة منتخبة وبقوى أمنية عراقية صادقة قوية وبإدارة وطنية متدربة تدريباً جيداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشهد مرعب يظهر ما حدث لشاحنة حاولت عبور نهر جارف في كينيا


.. شبح كورونا.. -أسترازينيكا- تعترف بآثار جانبية للقاحها | #الظ




.. تسبب الحريق في مقتله.. مسن مخمور يشعل النار في قاعة رقص في #


.. شاهد| كاميرا أمنية توثق عملية الطعن التي نفذها السائح التركي




.. الموت يهدد مرضى الفشل الكلوي بعد تدمير الاحتلال بمنى غسيل ال