الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايها العراقيون ان هذه الكتلة ستفوز في الانتخابات

فراس الغضبان الحمداني

2009 / 10 / 19
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


تعد الانتخابات في البلدان الديمقراطية واحدة من اهم الفعاليات التي يعول عليها الشعب لاحداث متغيرات كبرى في حياته .

فانتقال سلطة من الحزب الجمهوري الى الديمقراطي في امريكا او صعود المحافظين وهبوط العمال في بريطانيا فأن لذلك دلالات كبيرة في حياة المجتمع والافراد ، لان تغيير الوجوه يصاحبه تغيير في السياسات المرتبطة بحياة الوطن والمواطن .

هذا ما يحدث في البلدان المتمدنة التي عرفت الحرية منذ قرون ، ولكن البلدان التي مازالت في مرحلة الانتقال للديمقراطية وفي ظل بيئة معروفة الابعاد مثل العراق فأن المرء يتابع المشهد الانتخابي ، فيرى ان الوجوه ان تبدلت وان استمرت في مواقعها ، فلا يحدث اي تغيير يذكر في حياة المواطن .

ان الديمقراطية في هذه البلدان لعبة والرابح الوحيد فيها المرشح ، الذي يحاول وبكل شراهة ان يكتسح كل ما في طريقة ، واكدت لنا التجربة ان هذا الاكتساح ليس تأكيدا لعقيدة او تحقيقا لرسالة وانما المطلوب ان يلمع المرشح صورته وينفخ كرشه ويراكم ثروته ويغالي في تطرفه المذهبي والعشائري ، لان العشيرة وابناء المذهب هم الذين يرشحونه ويلمعون صورته ، ولكن عند توزيع الغنائم يأخذ حصة الاسد والاخوة والحبايب والاقارب حصة الغزال والمنافقين من المستشارين والاعلاميين حصة الارانب .

وهذه الشلل تساند المرشح وهو في البرلمان وتنسق اموره وهو في الوزارة او بالسفارة ، حيث يتولون عمليات ترتيب الصفقات والعقود وتهيئة الليالي الحمراء في المنطقة الخضراء او في فنادق النجوم الخمس في بلدان العالم التي يسافرون اليها بدولارات الناخبين وعامة المواطنين .

ويبدوا ان شلة الحفاة والنصابين سياسيا قد اجادوا لعبة الانتخابات ووجدوها ( دسمة ) تستحق الركض واللهاث لانها تنقلهم من الشوارع الى المواقع وتلبسهم البدلات الانيقة او العمائم المعطرة ، بعد ان كان البعض منهم لايستبدل ملابسه الداخلية الا في المناسبات الكبرى والاحداث الجسيمة .

ان هؤلاء ومعهم شلة من الحريم ماكانوا يحلمون بكل هذا الثراء لولا بركة القوائم الانتخابية واللعبة الديمقراطية وهذا الامر ممتع وشيق لاسيما ان الاخوة والاخوات حصدوا هذه المكاسب وهم لم يبذرون حقلا او يحصدون زرعا ، فليس منهم من عارض صدام او اعتقله وطبان ، بل كانوا ربما من المقربين اليهم والمعتمدين في كتابة التقارير على جيرانهم المتهمين بالمعارضة ومعاداة القائد الضرورة .

سبحان مغير الاحوال الذي حول الرفاق الى الى اناس وطنيين وينتشرون في الاحزاب والكتل السياسية ، واغلبهم غنوا لصدام ومشوا وراء برزان الا ماندر ، ومن هذه الندرة كوكبة الشهداء التي لم تقبض اسرهم دولارا او منصبا ووظيفة تعوضهم حرمان السنين .

ان الديمقراطية العراقية اصبحت مزادا يفوز فيه اصحاب الصوت العالي والذين يورقون في الليالي وينافقون وينسقون بهذه وذاك ويرمون المباديء والقيم في سلة المهملات ويخدعون بسطاء الناس للحصول على اصواتهم بأسم علي او عمر وبأسماء أخر مثل العربي والكردي والتركماني والكلدوآشوري .


وهذه الاقوام والطوائف لم تقبض من هذه الشلل الانتخابية ولاكثر من ست سنوات عجاف غير الشعارات والتصريحات الفارغة ، والدليل على مانقول ان حياة هؤلاء تغيرت 360 درجة وانتقلوا من القطاعات البائسة واصبحوا بين ليلة وضحاها في المنطقة الخضراء وقاموا يتبخترون بين باريس ولندن وفينا ، والناس تعرف حقائقهم ووقائعهم وكيف كانوا واين اصبحوا الان .

بأختصار ان العراقيين كفروا بهذه الديمقراطية التي تشابه عندهم الدكتاتورية حيث تهيمن فئة قليلة وتعبث وتسرق بالمال العام ويحرم الملايين من العراقيين الشرفاء ، وان التغيير في الوجوه والاسماء لا بالافعال ... فهنيئا لكم ايها العراقيين لان الفائزين في الانتخابات المقبلة حتما سيكونون كتلة الحرامية الجدد .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التغيير حصل ولكن !!
ابراهيم خلف حمادي المشهداني ( 2009 / 10 / 19 - 17:22 )
لو استعرضنا الكتل السياسية التي تستعد للانتخابات المقبلة فسنجد تغيرا ولكن اين ؟ في الاسماء وكلها تنصب في الوطنية والتغيير ولكن اين برامج التغير التي يتحدثون عنها ؟لم نقرا برنامجا واحدا يتحدث عن التوجهات الاقتصادية وستراتيجياتها عن البطالة وكيفية معالجتها بالملموس عن العملية التربوية وكيفية النهوض بها عن صحة المواطن الذي اصبح عرضة لما هب ودب من الامراض وعن المؤسسات الصحية التي يندر ان تجد جهازا من اجهزة الكشف التي استخدمت في الدول المتقدمة في ثلاثينات القرن الماضي وحين يقف المواطن في صف المنتظرين لهذه الاجهزة فعليه ات ينتظر لاربعة اشهر وربما يغادر الدنيا خلال هذة الفترة اين الموقف من القطاع الزراعي الذي يكاد ان يصبح في خبر كان برامج الاسكان لاشيء من ذلك كلهوالله يكون في عون المواطن اذي كان ولازال يعيش على ايقاع الشعارات النانة ولكن ليست الوحدة والحرية والاشتراكية !


2 - تسير الرياح بما لا تشتهي السفن
nfsa ( 2009 / 10 / 19 - 21:36 )
الايام القادمة ستكون حاسمه في حياة الشعب العراقي.لقد سئم العراقيين من مرارة العيش بلا خدمات ومن الامراض التي تفتك بهم وباطفالهم ولا من يبالي بهم وبحياتهم التي اصبحت جحيما لا يطاق.انتظروا طويلا وعولوا على من وضعوا ثقتهم بهم ولكن خاب ظنهم الى الدرجه التي جعلهم يكفرون بكل شي.الايام القادمه ليست ببعيدة فهل سيغيرالعراقيين هذه المرة ويقولوا كلمتهم ام سيبقوا خانعين لاحول ولا قوة؟هناك اراء تقول بان العراقيين اصبحوا على درجة من الوعي والمعرفة بقيمة صوته وسوف يعاقب من خان الامانة وهناك من يقول بانهم ما زالوا لم يصلوا الى ذلك الوعي وان ما يهمهم الحصول على المال فقد تعودوا على ذلك .اتمنى ان يختاروا هذه المرة الناس الكفوئين ليكون الشخص المناسب في المكان المناسب.

اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|