الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى السنوية ال 90: صيانة الطابع الاممي للحزب الشيوعي الاسرائيلي صقل هُويته المميزة في المعترك الكفاحي!

احمد سعد

2009 / 10 / 19
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


في الميدان... في الطليعة


في السابع من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر القريب يحتفل الحزب الشيوعي الاسرائيلي ومعه جميع قوى التقدم في بلادنا والعالم، بالذكرى السنوية التسعين لنشوء وتطور الحزب الشيوعي في بلادنا قبل وبعد نكبة شعبنا العربي الفلسطيني. وستحتضن عروس الكرمل، مدينة حيفا، الاحتفال المهيب القطري العربي – اليهودي، اليهودي - العربي وبمشاركة وفود شقيقة بهذه المناسبة.
وبهذه المناسبة الهامة كتب وسيكتب الكثير عن مختلف اوجه نضالات هذا الحزب العريق، وأرى من واجبي كشيوعي ترعرع ونما وتطور في حضن الحزب ان اعبّر واساهم بدوري المتواضع في طرح بعض الافكار التي تعتبر من وجهة نظري وقناعتي التامة حجر الزاوية في صقل الهوية المميزة للحزب في المعترك الكفاحي، والتي اثبتت مصداقيتها رغم جميع التحديات والعواصف التي تعرّض لها الحزب والحركة الشيوعية العالمية. فبرأيي ان المحك الاساسي لتقييم مدى مصداقية أي حزب طبقي ثوري ماركسي – لينيني، مدى مصداقية منهجه ونهجه السياسي والاجتماعي والاقتصادي، المحك الاساسي يكمن في اممية هذا الحزب الذي يخدم المصالح الوطنية الحقيقية ويوحد في صفوفه وعلى قدم المساواة، مختلف ابناء وبنات الوطن وبغض النظر عن هوية الانتماء القومي او الاثني او الطائفي والذي يوحد جميعهم الفكر الايديولوجي الواحد والبرنامج السياسي – الاجتماعي الواحد والمقرر دمقراطيا من خلال مؤتمرات الحزب.
فمنذ نشوئه واجه الحزب الشيوعي في بلادنا وضعا غاية في التعقيد، فعدة قوى عالمية طاغية شحذت انيابها الوحشية لافتراس حق عرب فلسطين بوطنهم الفلسطيني، فالقوى الاستعمارية البريطانية والفرنسية وزعت مناطق النفوذ فيما بينها وفق معاهدة سايكس بيكو في الحرب العالمية الاولى وبعد انهيار وتفكك الامبراطورية العثمانية. وولدت الامبريالية وربيبتها وخادمها الصهيونية العالمية كحركة سياسية عنصرية معادية لاندماج اليهود في المعترك الكفاحي في البلدان الرأسمالية ومعادية لحركة التحرر القومي العالمية. وفي الثاني من تشرين الثاني 1916 صدر وعد بلفور الاستعماري المشؤوم للحركة الصهيونية "باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين". وفي ظل الانتداب البريطاني لفلسطين نظمت موجات الهجرة اليهودية الى فلسطين والى "بناء دولة داخل دولة" تمارس بشكل عنصري احتلال الارض واحتلال العمل واحتلال السوق من خلال تضييق الخناق على العرب الفلسطينيين. ورغم الحواجز الصهيونية العنصرية فقد فرض الواقع الموضوعي التعاون والتقارب اليهودي – العربي، وفي العام 1924 جرى تعريب الحزب الشيوعي وموافقة "الكومنترن" - مركز الاممية الشيوعية وقراره الاعتراف بالحزب الشيوعي الاممي العربي – اليهودي في فلسطين. وقد شهد المعترك الكفاحي النضال المشترك اليهودي – العربي دفاعا عن العمال العرب وضد حواجز الهستدروت الصهيونية العنصرية. كما ناضل الشيوعيون ضد جرائم الاستيطان الصهيوني بطرد الفلاحين العرب من اراضيهم وتواطؤ بعض الاقطاعيين العرب ببيع الارض للحركة الصهيونية وتقاعس وتواطؤ بعض الانظمة الرجعية في مواجهة موجات الهجرة.وناضل الشيوعيون ضد الانتداب البريطاني ومن اجل استقلال فلسطين. ورفع الحزب الشيوعي موقف اقامة دولة دمقراطية فلسطينية يعيش فيها العرب واليهود بمساواة في الحقوق. ولكن الثالوث الدنس الامبريالية والصهيونية وتواطؤ بعض القوى الرجعية قد أجج الصراع بين اليهود والعرب واضحى من الصعب قيام دولة واحدة، ولهذا ايد الحزب الشيوعي قرار التقسيم الصادر عن الامم المتحدة في السبعة والاربعين من القرن الماضي. ولكن التحالف الثلاثي الدنس سبب نكبة الشعب العربي الفلسطيني وحرمان هذا الشعب من حقه في تقرير المصير وتحوله الى شعب من اللاجئين ما زال جرح نكبته ينزف حتى يومنا هذا.



// حكمة الطابع المميزسيكتب التاريخ يوما بأحرف من ذهب الحقيقة الموضوعية ان الحزب الشيوعي بهويته الاممية، خدم الحقوق القومية الوطنية والمدنية للاقلية القومية العربية الفلسطينية بقيادة نضالها دفاعا عن حقها بالبقاء في وطنها وضد سياسة التجهيل ونشر العدمية القومية والمحافظة على هويتها الجمعية، كأقلية لها وزنها النوعي والكمي في المعترك الكفاحي لانجاز حقها بالمساواة القومية والمدنية، للحزب الشيوعي الدور المؤثر والحاسم في بلورة الهوية السياسية الكفاحية السائدة للجماهير العربية. فدور الحزب الشيوعي في رص الوحدة الكفاحية للجماهير العربية وبلورة آلياتها القطرية وممارسة الكفاح المشترك اليهودي – العربي قد جنّب بحكمته نهج المغامرات والمزايدات المأساوي التي لا يستفيد من ورائها سوى سياسة القهر والتمييز والبطش السلطوية. وكم حاولت السلطة الظالمة ومخابراتها منذ ايام الحكم العسكري وحتى يومنا هذا التشكيك بأممية الشيوعيين العرب واتهامهم بالشوفينية القومية. ففي ايام الحكم العسكري البغيض فرض نظام التصاريح لتحديد وتحجيم حركة التنقل على الرفاق الشيوعيين العرب، وموجات الاعتقالات الواسعة اثر كل نشاط كفاحي كانت تشمل الرفاق الشيوعيين العرب، واتهام الشيوعيين انهم اتباع الرئيس جمال عبد الناصر وغيره من قادة حركة التحرر القومي، اضافة الى العمالة لموسكو. وعندما ازدادت جماهيرية الحزب الشيوعي بين اليهود والعرب بعد ان ثبتت مصداقية برنامجه السياسي والاجتماعي وتعمقت الازمة السياسية للسلطة، خاصة في اواسط الستينيات من القرن الماضي، عندما ارتفعت الاسهم السياسية للحزب الشيوعي جرى اختراق الحزب من الداخل بتوجيه الخنجر السام الى وحدته الاممية الفكرية والسياسية والتنظيمية. فقد اخترقت الصهيونية بايديولوجيتها العنصرية عتبة الدار والعائلة الشيوعية. وقد انحرف بعض قادة الحزب بضمنهم السكرتير العام في حينه صموئيل ميكونس وعضو المكتب السياسي موشي سنيه وغيرهما، واخذوا يروّجون لافكار مناقضة للماركسية اللينينية وللاممية البروليتارية مثل اعتبار حركة التحرر الوطني العربية بمختلف تياراتها انها معادية لاسرائيل ولا فرق بين نظام الرئيس جمال عبد الناصر المعادي للامبريالية والنظام السعودي عميل الامبريالية الامريكية. كما بدأوا يروّجون حول الوزن النوعي للرفاق اليهود وترجيح كفته بالمقارنة مع الرفاق العرب وذلك بادعاء احترام وزن الاكثرية اليهودية في الدولة! اذكر انه عندما جاء عضو المركز يعقوب زينبر من المنحرفين الى كادر كفر ياسيف في بيت الرفيق سبع الحاج وكنت موجودا، فانه لاول مرة كان الاجماع من الرفاق برفض البضاعة الصهيونية النتنة التي عرضها. وانشقت هذه المجموعة عن الحزب وانضمت الى الحظيرة الصهيونية وسحبت معها اعدادا كبيرة من الرفاق اليهود، بعضهم عاد الى صفوف الحزب بعد ان انكشف الوجه الصهيوني العنصري لهذا التكتل الذي ايد حرب حزيران العدوانية واختفى من الساحة السياسية سريعا بينما بعض الرفاق الامميين المناضلين وعلى رأسهم خالد الذكر ماير فيلنر الى جانب توفيق طوبي واميل توما واميل حبيبي وروت لويتش وساشا حنين وتمار غوجانسكي وعوزي بورشطاين ويهوشع ايرغا ومنشي خليفة وسليم القاسم وجمال موسى وتوفيق زياد.
وبحكمته السياسية صد الحزب الشيوعي حملات التحريض من دعاة القومية واتهامه "بالأسرلة" بمعنى الصهينة. والحركة الثورية العالمية من الاحزاب الشيوعية وحركات التحرر القومي ومختلف قوى اليسار والتقدم تقدر عاليا الدور الهام للحزب الشيوعي الاسرائيلي الذي حلل وكشف الخلفية الطبقية الفكرية للصهيونية كحركة رجعية عنصرية تمثل مصالح مختلف فئات البرجوازية اليهودية، كشف الخلفية الرجعية العنصرية لأبدية اللاسامية ولزيف مقولة حركة تحرر قومي يهودية عالمية وغيرها، وان الصهيونية ربيبة وعميلة للامبريالية.
بمصداقية منهج ونهج الحزب وبهويته الاممية حافظ الحزب على وجوده ونشاطه رغم الزلزال المدمر الذي اصاب الحركة الشيوعية والثورية العالمية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وانظمة النمط السوفييتي في بلدان اوروبا الشرقية. وبأصالته الطبقية الثورية ينشط الحزب الشيوعي لتقوية الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة ولبلورة اوسع تحالف كفاحي يهودي – عربي لانهاء الاحتلال الاسرائيلي وانجاز الحق الفلسطيني المشروع بالحرية والدولة والقدس والعودة، ولمواجهة الفاشية العنصرية وانجاز المساواة القومية والمدنية لاقليتنا القومية وتحقيق العدالة الاجتماعية. فتقوية الحزب الشيوعي تنظيميا وضمان تطوره الابداعي في المعترك الكفاحي السياسي والاقتصادي – الاجتماعي والثقافي، محك هام جدا في تحقيق الكثير من المكاسب والانجازات في خدمة الصالح العام. ونأمل ان يكون الاحتفال بتسعين سنة من عمر الحزب الشيوعي المتجدد، رافعة ومنعطفا جديا في المعركة المصيرية من اجل السلام العادل والمساواة التامة والعدالة الاجتماعية والاشتراكية العلمية.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد