الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروع منبر الحرية.. خطوة في اتجاه ترسيخ الديمقراطية في الوطن العربي

نجاح العلي

2009 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


رغم قصر فترة انعقاد أعمال الجامعة الصيفية لمنبر الحرية التابعة لمنظمة اطلس والتي انعقدت مؤخرا في مدينة حريصا اللبنانية واستغرقت ثلاثة ايام بمشاركة عدد كبير من الشباب من مختلف البلدان العربية (العراق، مصر، المغرب، البحرين، الاردن، لبنان، اليمن، السودان، السعودية، سوريا) وكان الحضور العراقي هو الاكبر اذ كان عدد المشاركين 10اغلبهم من اقليم كردستان من بين 42 مشاركا، الا ان مشروع منبر الحرية هو خطوة في الاتجاه الصحيح ولبنة اساسية لبناء صرح الديمقراطية والحرية في عالمنا العربي.
الجامعة الصيفية التي عقدت تحت شعار"العالم العربي حلول جديدة لإشكاليات قديمة" بعد تجربتها الاولى في المغرب (منتجع المهدية)، شارك فيها عدد من الشباب من مختلف بقاع العالم العربي، للتعبير عن ارائهم وتطلعاتهم لمستقبل اكثر حرية وازدهارا جمعتهم مظلة منبر الحرية للتحاور بشكل حضاري في كل ما يخص الحريات في العالم العربي.
وجاءت ابحاث الدكتور نوح الهرموزي والدكتور إدريس لكريني من المغرب، الدكتور محمد حلمي من مصر، الأستاذة سنية بهات من مصر، الأستاذ عزيز مشواط من المغرب، والشاعرة الامريكية مرح البقاعي، لتغني محاور اللقاء بالكثير من الافكار والمعلومات اذ تم عرض عدد من أوراق العمل؛ تناولت واقع الشباب العربي، وحرية الإعلام وحرية المرأة ومحاربة الإرهاب والأسباب التي تدعو له، ومناقشة موضوعات تهتم بشؤون الدين وتقديم مقاربات منهجية في النص الروحي والتاريخي والفكر السياسي الإسلامي، وتقديم معان للحرية المنشودة لتفعيل عملية التغيير الثقافي والاجتماعي.
وتقديم مقاربات ومنهجيات شمولية لمعالجة قضايا الواقع العربي المتشعبة والمعقدة بهدف وضع الحريات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كحجر الأساس لكل محاولات التغير، وكان ذلك عن طريق القاء المحاضرات واقامة ورشات عمل لاعطاء فرصة اكبر للمشاركين بأن يعبروا عن ارائهم .وقد كان للحضور المتميز لعدد من الصحفيين و الباحثين قد أضفى على النقاش ثراء متميزا، مما عزز من قوة الحلول المقترحة من طرف الأكاديميين والمحاضرين.
الدكتور نوح الهرموزي رئيس مشروع منبر الحرية واحد المحاضرين شارك في مبحث عن فتح آفاق جديدة أمام الشباب العربي لتعميق النقاش وتلاقي المنهجيات والرؤى المتنوعة جاءت فكرة انشاء هذه الجامعة بمشاركة باحثين مرموقين من مختلف التخصصات ومن بلدان عربية عديدة ليقدموا تصوراتهم ورؤاهم لإشكاليات العالم العربي، وقد جاء هذا النشاط مكملاً لفعاليات الجامعة الصيفية بالمغرب والتي انعقدت في يوليو المنصرم وقد تم تفعيل الشعار الذي رفعه منبر الحرية خلال فعالياته وهو "محاولة مقاربة إشكاليات العالم العربي من خلال مقاربات ومنهجيات متعددة ومختلفة تؤمن بالحرية والحوار و المبادرة والإبداع سبيلاً لتجاوز مآزق العالم العربي اقتصادياً، اجتماعيا ،سياسيا وثقافيا .
الدكتور محمد حلمي (أستاذ الفلسفة السياسية من مصر) أشار إلى ثلاثة أبعاد لملتقى الجامعة الصيفية، قائلا: أول هذه الأبعاد؛ البعد الإنساني على اعتبار أن الجامعة تضم مجموعة من المشاركين ومن مختلف البلدان العربية فتخلق نوعا من التواصل الحضاري والفكري ونقل العادات والتقاليد التي تخص بلدانهم، واشار الى ارتباط البعد الثاني بالناتج العلمي الذي يحصل عليه الشباب وهذا مرتبط بتنوع المحاضرات والمحاضرين القادمين من مختلف البلدان العربية ومن خلال آلية إدارة الجامعة، بعيدا عن مبدأ التلقين وبما يعرف بالتغذية العكسية بمعنى أن المشاركين هم جزء أساس من الجامعة الصيفية، أما البعد الثالث فيهدف إلى التواصل الحقيقي ما بعد الانتهاء وذلك بتبادل الخبرات والمعارف عبر شبكة الانترنت.
ومما جاء في محاضرة الدكتور ادريس لكريني:" أن هناك علاقة قوية متبادلة بين الممارسة الديموقراطية واستقلالية القضاء؛ فالديمقراطية تظل بحاجة ماسة إلى قضاء مستقل قادر على مقاربة مختلف القضايا والملفات بنوع من الجرأة والنزاهة والموضوعية؛ بعيدا عن أي تدخل قد تباشره السلطات الأخرى؛ مثلما يظل القضاء من جانبه بحاجة إلى شروط موضوعية وبيئة سليمة مبنية على الممارسة الديمقراطية تعزز من مكانته وتدعمه وتسمح له بتحقيق العدالة المنشودة وترسيخ المساواة أمام القانون؛ بعيدا عن أي استهتار أو انحراف بالقوانين.
ويضيف:" إن استقلالية القضاء تقتضي عدم وجود أي تأثير مادي أو معنوي أو تدخل مباشر أو غير مباشر وبأية وسيلة في عمل السلطة القضائية؛ بالشكل الذي يمكن أن يؤثر في عملها المرتبط بتحقيق العدالة، كما يعني أيضا رفض القضاة أنفسهم لهذه التأثيرات والحرص على استقلاليتهم ونزاهتهم.
الشاعرة الامريكية سورية الاصل مرح البقاعي تقدمت بورقة عمل حملت عنوان "زنبقة السلام .. مقصلة الحرب" ومما جاء فيها :"في منطقة من العالم تقع في القلب من الخارطة الجيوسياسية الدولية، منطقة تنتقل ذبذبات حراكها، بسرعة الضوء، لتؤثر في مجرى الأحداث العالمية، سلبا وإيجابا.. منطقة تجمع بين أبنائها لغة واحدة ـ واللغة هي من أقوى الروابط القومية في العالم، إن لم تكن الرابط الأوحد.. منطقة يشكّل جيل الشباب فيها ما يقارب 60% من تعداد شعوبها.. منطقة دفعت من استقرارها وحياة أبنائها ومستواهم المعاشيّ أثمانا باهظة في أجواء ضبابية من حالة "اللاحرب واللاسلم"! في هذه المنطقة الأعلى سخونة في العالم، ما أحوجنا إلى الدفع بثقافة "السلام"، وترسيخ مقوماتها وأسبابها.. السلام القائم على احترام حريات الأفراد وتمكين حقوق الإنسان وتفعيل العدالة الاجتماعية والسياسية."
المشاركون على اختلاف مستوياتهم التعليمية والفكرية اغنوا النقاشات بمشاركاتهم المتميزة ومداخلاتهم المثمرة وتوصلوا الى توصيات مفادها ضرورة سن قوانين جديدة تعطي للمرأة حقوقها وتمكنها من المشاركة السياسية، بالإضافة إلى تفعيل دور الإعلام لخدمة قضايا الشباب، وتحديد مفاهيم الوطنية والحرية، وتقرير المصالح العليا للوطن بدقة، واعتبار التنوع الديني تنوعا ثقافيا، وإطلاعهم على الحقوق المعتمدة دوليا الهادفة لحماية حرياتهم وحقوقهم الأساسية، وتحفيز دور الاقتصاد لحماية الملكية الفردية والمبادرة الشخصية باعتبارهما مبدأين أساسيين للحرية الاقتصادية بالعمل على توعية جيل الشباب بعدد من المفاهيم من خلال نبذ الطائفية والعنصرية.
ما اعجبني وشدني كثيرا للجامعة الصيفية هو عقد المحاضرات في جلسات صباحية ومساءية فضلا عن تخصيص اكثر من نصف الوقت للمداخلات التي كانت مثمرة وبناءة وهذا ما لم اتلمسه في ورش العمل والندوات التي حضرتها مسبقا، وكنت اتمنى ان يكون وقتها اطول لان موضوعة الحرية موضوع طويل ومتشعب ويرتبط باكثر من محور لايمكن ان تستوفيه ثلاثة ايام، فضلا عن غياب التمثيل لبعض الدول العربية مثل دول المغرب العربي تونس والجزائر وحتى ليبيا فضلا عن دول الخليج العربي مثل الامارات والكويت، كما كان بالامكان الاستئناس بابحاث بعض المشاركين وهم باحثين وتدريسيين وكتاب مرموقين.
*اعلامي واكاديمي عراقي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احدى المشاركين في منبر الحرية
عربية اسماعيل الجنابي ( 2009 / 10 / 20 - 10:31 )
بالفعل كانت الجماعة الصيفية لمنبر الحرية في لبنان غنية كثيرا ومثمرة جدا بالرغم من ضيق الوقت الذي انعقدت فيه الجماعة لكن كانت نتائجها ممتازة على كل الاطراف المشاركة والمحاظرة ايضا لكننا افتقدنا العديد من الاخوة العرب الذين لم يشاركو بالجامعة لكي تكون عبارة عن وطن عربي شاب مصغر كالجزائر وتونس وليبا وبعض دول الخليج لكن نأمل في الجامعات القادمة ان تكون افق المشاركة اوسع وان تكون في اطكثر من بلد عربي
عربية الجنابي
العراق

اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج