الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحل الفلسطيني في تضاد الأطراف

بوجمع خرج

2009 / 10 / 20
القضية الفلسطينية


إن القضية الفلسطينية تحتاج إلى نهج خطة تعتمد في الأساس كهدف لها إيصال الفلسطينيين إلى ما يمكنهم من التحول من مجرد بيدق في اللعبة الشرق أوسطية إلى فاعل قادر على تنشيط وبناء الاستراتيجيات اللائقة لرد الاعتبار ليس فقط للوضع العربي والإسلامي ولكن للوضع الإنساني بشكل عام بحكم أن الإشكالية الشرق أوسطية تشمل الكل العالمي.
ومن هذا المنطلق كان يفترض أن تحقق الوحدة الفلسطينية. لكن الواقع أصبح يفرض نفسه في كيانين مختلفين من حيث طبيعة المتجهة المعتمدة في تطوير وتنمية العمل التحرري بفلسطين. وهكذا تعددت المتغيرات الإستراتيجية والتكتيكية نظرا تدخل أطراف متعددة في الحركية العامة للشرق الأوسط الذي أصبح بدوره مرتبطا بالشرق الكبير كما هو مؤمرك حاليا (نسبة إلى أمريكا).
وعلى ضوء هذه المعطاة اعتقد على أن تقرير كولدستون كرس الهوة أكثر بين الفلسطينيين وهو ما يصعب معه توجيه العمل الدبلوماسي سواء منه العربي أو الدولي أو الفلسطيني بمعناه أنه رغم كشفه مرة أخرى حقيقة الفنية الاحتيالية التي تشتغل بها الدبلوماسية الإسرائيلية في إلباس باطلها بحق الشرعية الدولية إلا أنه يعزز الموقف الإسرائيلي في غياب محاور فلسطيني قوي لا فقط بوحدته الوطنية ولكن بتوحيده في السياق التحريري والتحرري. ولعل هذا هو اخطر ما أوقعت فيه القضية الفلسطينية بحكم الإزدواجية المتاضادة والتي فشل السيد أبومازن في تفاديها باحتواء الكل على اختلاف فصائله وهو ما يعني قتل المشروع الفلسطيني الذي لا يمكنه إلا أن يكون مرتبطا بالكينونة الفلسطينية وجوديا ووجدانيا.
ورغم ذلك يمكن أن تتحول هذه الوضعية الدرامية إلى وضعية ايجابية في سياق تنافسي. فقط أن هذا يحتاج إلى غير الفلسطينيين والاسرائيليين الذين لا يمكنهم إلا أن يكونوا في ضل هذا المعطى تنفيذيين علما أن هذه الحالة الذهنية التسايسية هي التي هيمنت على الساحة منذ على الأقل مؤتمر أنابوليس. أقول على الأقل لأن منظمة فتح دخلتها منذ لقاء "أسلو".
وعلى ذكر أسلو لقد كنت أحد مهندسيه منذ لقاء الطائف المتعلق بإعادة بناء لبنان 1989 لذلك أقول على أنه لم يكن فاشلا ولكنه أجهض لسبب بسيط هو أن الإسرائيليين أدركوا مدى الامتياز الفلسطيني التسايسي والدبلوماسي حينها كان رجال وجب علينا الوقوف إجلالا لأرواحهم وأذكر منهم السيد ياسر عرفات والحسن الثاني وفهد بن عبد العزيز وآخرون وإن ليسوا محمديين ولا قرآنيين (لا أقول مسلمين وفي هذا حديث آخر عن الإسلام) كإسحاق رابين وفرونسوا ميتران... وطبعا الوقوف أيضا للسيد بيل كلينتون والسيد الشاذلي وآخرون اشتغلوا في الظل. وللإشارة ليس العربي أو المسلم من اغتال إسحاق رابين وليس بيل كلينتون من حاصر ياسر عرفات...
لذلك ونحن نترقب اللقاء الذي سينظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس في نهاية شهر أكتوبر 2009 والذي سيتمحور حول وضعية القدس ، بحيث سيشكل فرصة لتبادل الأفكار والآراء بين نخبة من قادة الفكر والسياسة في العالم أؤكد على أن الحل يكمن في طبيعة التضاد القائم بالشرق والذي لا يمكن تغييره لأنه التزام.
فلا داعي إذن لأن يوجه اللوم من داخل الأمريكاويين لسوريا أو لإيران أو لمنظمة تعاون شنغهاي ... ولا داعي لتوجيه اللوم من داخل الغير الأمريكاويين لأمريكا أو لبريطانيا أو للإتحاد الأوروبي ... خاصة وأن الاختلاف الدولي الحالي استطاع التفاهم على أعلى مستوى كما هو الحال في شأن الأذرع الدفاعية الأمريكية بين موسكو وواشنطن وبين الصين وأوربا...
فأما عن الكيفية فهي في اللغة الشطرنجية والفنية الدفاعية التي تعمل على إنهاء اللعبة بما يسمى "بات"Pat أي لا غالب ولا مغلوب. وللإشارة لا يمكن إلا أن يكون هناك لا توازن كبير بين مجموع القطع الشطرنجية الأمريكاوية والقطع الأخرى في هذا "بات"Pat (!!!!) مما سيحافظ على امتياز أكيد للإسرائيليين نظرا لأنهم اختلطوا بالصناعات الدولية الكبرى المتطورة بل وحتى بالفلاحي والعلمي. إنهم جزء لا يمكن فصله عن السياق الدولي المنتج للطائرات وللأسلحة وللتكنولوجيات....وهو ما سيمكنهم من فارق كبير في السلم الاقتصادي الذي يقترحه بنيامين نتانياهو في حالة ما تتمكن لجنة القدس من إيجاد حل إطار ولكن طبعا هذا يحتاج إلى التجرد من العاطفية في ذكاء هادئ والذي يشبه الخيار الأمريكي الذي هو القوة الناعمة smart power
فإسرائيل تمكنت حسب أخبار اليوم 19-10-2009 من التفاهم مع الأمريكيين في شأن المستوطنات علما أن هذه المسرحية تتجاوز حتى السيد أوباما الذي زإن صحيح أنه كانت وراء افرازه لوبيات صهيونية ... وحتى خطابه بالقاهرة أعدته مجموعة من الصهيونيين لكن حسب رأيي الشخصي لم يفهم في المسكوت عنه سوى من طرف جائزة نوبل. وبعجالة فالسيد أوباما ليس سوى خطأ مطبعي في الحكامة الأمريكية إلا أنه إيجابي ومقصود.
لذلك أؤكد جزما على أن الحل صحيح يحتاج إلى لقاء لجنة القدس ولكن ليس لتجاوز طرف من الأطراف الفلسطينية لأن ذلك كان هو أساس عرقلة سلام أسلو في البداية وهو ما استغلته إسرائيل لإجهاضه. ولعل كل الإشكالية تكمن في كيفية إيجاد مركز اهتمام في تركيبة انسجامية أو متناغمة. وإذ أقول متناغمة استعارة فأن هذا يعني إيجاد ما يسمى "الشوكة الرنانة" في الموسيقى أو ما يسمى بالغربية le diapason أو tuning fork
وهو ما يحولنا سياسيا ودبلوماسيا إلى منطق فن التصميم الدبلوماسي le design diplomatique وعلى الخصوص ما يسمى بتنظيم الشغالة السياسية l’ergonomie politique أي تكييف أدوات الاشتغال و طبيعة الحركية العولمية في ضل الأزمة التي تعرفها بحيث أنه أدنى خطأ سيؤدي حتما إلى التصادم وهو ما تسعى إليه إسرائيل الحالية لأنها بوشية التصور والأجرئات(نسبة إلى جورج بوش) ولا تتصور تفاهما مع إيران ولا مع سوريا طالما الغموض يحيط قوتيهما. هذا التشنج هو ذاته الذي يحاول البعض تعليق المعطف الدبلومسي عليه بتوجيه التهمة مباشرة لإيران وسوريا في شأن عرقلة المصالحة بين الفلسطينيين علما ان السيد أبو مازن لم يغتنم فرصة الخطاب الذي وجهه من جنين في تفادي التقييم والتقويم الذي طبعا محور خطابه.
ويبقى السؤال هو كيف؟
طبعا لا يمكن لي أن أنشر ملابس قضية من أكبرهم هكذا في العراء علما أنه يوجد بين كلا الأطراف المتنازعة متطرفون لا يؤمنون إطلاقا بالتفاهم بين الدينات ويعيشون التصادم لا أقول الحضاري ولكن التدايني بشكل حساس جدا.
وشخصيا لست لأنفيهم أو لأتجاوزهم وابرر مواقفهم بطبيعة السيرورة البشرية المتضادة والمتناقضة من طبيعتها فقط أن دراماتيتها تعود لتقصير بيداغوجي تربوي وكما قال "لوباسكو" لا شيء في الإنسان حيوني ولكنا سيئي التربية. وشخصيا أقول فقط أننا لم ننضج بعد تربويا رغم التقدم الذي حققته البشرية على مستوى التطورية ذاتها وإن هي مهددة بالحرب الخبيثة
فأما عن "كيف" فيبدو لي أن منهجية الإدماجية ليست بالمستحيلة خاصة وأن التضاد الحاصل داخل الفلسطينيين المرتبط بالمحيط الدولي لا يعني التنافي وإن هو جدالا لكنه يمكن أن يكون لأجل تنافسية قوية أكثر أنسنة. أي أقل درامية لأن التصادم لابد منه فقط أنه يمكن احتواءه في هذا التصور بأقل مأساة... يتبع
*بوجمع خرج من مهندسي الطائف للبنان وأسلو لفلسطين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا بعد الانتخابات.. كيف تنظر إليها دول الجوار؟| المسا


.. انطلاق الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في إيران




.. فرنسا: الفن السريالي.. 100 عام من اللاوعي والإبداع • فرانس 2


.. إسرائيل ترسل وفدا لاستئناف المفاوضات مع حماس بشأن الرهائن وا




.. ستارمر: الناخبون قالوا كلمتهم وهم مستعدون للعودة إلى السياسة