الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باراك حسين اوباما وعثمان بن عفّان

كامل علي

2009 / 10 / 20
كتابات ساخرة


شاهدت ندوة ثقافية في احدى قنوات التلفزيون التركي حول الانتخابات، احدى المشاركات في الندوة وتعمل عارضة ازياء ابدت رايا مشاكسا حول اسلوب الانتخابات، قالت: ليس من الصحيح ان يتساوى صوتي مع صوت راعي غنم جاهل.
قامت الدنيا ولم تقعد، الصحافة وقنوات التلفزيون ومعظم وسائل الاعلام دخلت في معمعة من النقاش حول هذا التصريح الخطير لعدة ايام بين مؤيّد ومعارض ثمّ خفتت الاصوات وانتهى الموضوع بدون خسائر في الارواح والاموال.
لي صديق ادلى بدلوه حول تلك المعممة وقال:
- اعتقد بان المراة جانبت الصواب بعض الشيء في طرحها.
قلت له:
- كيف؟ الا توضح ما تقول؟
- انّ الاكثرية في مجتمعات الدول المتخلفة والنامية من الجهلاء ولا يملكون وعيا وثقافة كافية تؤهلهم لاختيار ممثليهم الذين سيحققون مصالحهم ومصالح شعوبهم في البرلمان، لذا اقترح ان يتم مضاعفة صوت المواطن المثقف الواعي بعدة اضعاف، وكمثال يكون صوت خريج الجامعة معادلا لمائة ضعف صوت المواطن الجاهل.
- ولكن ليس كل من تخرّج من الجامعة بالنتيجة هو انسان واعي او مثقّف، هنالك العديد من الناس لا يحمل حتّى شهادة الابتدائية ولكنّ ثقافته ووعيه افضل من بعض حملة الماجستير او الدكتوراه، كما انّ تطبيق ماقلت صعب عمليا ويخالف مبدا العدالة والمساواة.
- ولكن كيف يمكن حل هذه المعضلة بما يحقق مصلحة الناس؟
- اعتقد انّ الحل الامثل هو نشر الوعي والثقافة ويجب ان نبدا من البيت والمدرسة وهذا يحتاج الى جهود حثيثة وسنين طويلة.
- مارايك في الانتخابات الامريكية؟
- الامريكيون يدّعون بانهم منبع الديموقراطية ولكن هل نتائج الانتخابات في ذلك البلد تعكس رغبة الشعب الامريكي حقّا؟ الجواب كلّا، لانّ الاموال الطائلة التي تصرف على الحملات الانتخابية لاي مرّشح من قبل الشركات الراسمالية الكبرى لا تصرف لوجه الله وانّ المرّشح الفائز يكون مرغما على مراعاة مصالح تلك الشركات.
- ماذا سيحدث بعد انتخاب اوباما؟
- باعتقادي لن يحدث تغيير جذري لان الجلاوزة الذين سيحيطون به كاحاطة السوار بالمعصم لن يدعوه يحقق افكاره الاصلاحية حتّى وان كان يؤمن بها حقا.
- هل تستطيع ان تفصّل اكثر؟
- ساضرب لك مثالا من تاريخنا، بعدما بويع عثمان بن عفّان للخلافة ارتكب خطا جسيما بتقريب ومحاباة بني اميّة وفضّلهم خلال تعيينه للولاة للامصار المفتوحة وعيّن مروان بن الحكم الداهية مساعدا له وحاملا لاختامه، بينما ابعد بقية الصحابة وبالاخص الصحابة الذين كان يحملون افكارا اشتراكيّة كالعدالة والمساواة كعلي بن ابي طالب وياسر بن عمّار وابوذر الغفّاري وسلمان الفارسي.
بنو اميّة لم يتغلغل الايمان بالاسلام في نفوسهم باستثناء عدد قليل منهم وكانوا يرومون ارجاع سلطتهم ونفوذهم الذي سلبه منهم الاسلام والانتقام لقتلاهم في معركة بدر الكبرى.
هؤلاء الجلاوزة بقيادة مروان بن الحكم ووالي الشام معاوية بن سفيان خططوا للسيطرة على الخليفة عثمان بن عفّان واصبحوا الحكّام الحقيقين ومن وراء الستار لذا لم يتمكن الخليفة من تطبيق مباديء الاسلام كالعدالة والمساواة بالرغم من ايمانه بهذه المباديء وهناك اسباب اخرى تتعلق بشخصية عثمان بن عفّان كالطيبة والتسامح المفرط، لكل هذه الاسباب ثار عليه الصحابة وقُتلَ واُسْتعمِل قميصه المضرّخ بالدم من قبل بني اميّة كرمز للمطالبة بدمه ولكن هدفهم الاساسي لم يكن الثار وانما الوصول الى السلطة.
- حسنا ومارايك بالانتخابات في العراق.
- بالنسبة للانتخابات الماضية والتي ولدت من رحمها البرلمان الحالي فان النتيجة كانت مخيّبة للامال وهنالك عدة عوامل ادّت الى ان يكون البرلمان المنتخب هزيلا نوعا واداء، من هذه العوامل:
1- تفشّي الجهل وقلة الوعي بين الناخبين اضف على ذلك عدم تعوّد الشعب العراقي على مثل هذه الامور لعدم ممارستها من قبلهم منذ الاف السنين فنحن في هذا الامر اشبه بطفل بدا بالحبو.
2- عدم ايمان الاحزاب الدينية الشيعية والسنيّة والاحزاب القومية العنصرية بالديموقراطية الصحيحة بدليل ما صاحب الانتخابات من تزوير وسرقة صناديق الاقتراع وتبديلها ومنع او عرقلة وصول الناخبين الى بعض صناديق الاقتراع باستخدام قوة مليشيات تلك الاحزاب وهذه المماراسات موثّقة وتم تقديم الاعتراضات والشكاوي بشانها الى الجهات المعنية بالموضوع.
3- نظام المحاصصة المثبّت في دستور بريمر وعملية التوافق التي هي احدى دعائم الحكم الحالي ادّى الى غض النظر عن الانتهاكات التي مورست في الانتخابات.
- ولكن الا يوجد حل لهذه المعضلة؟
- لا داء بدون دواء، ولكنّ حل المعضلة لايمكن تحقيقه بين ليلة وضحاها لانّ الشعب العراقي يحتاج الى فترة طويلة لاستيعاب هذه الممارسة الديموقراطية وبالتالي تطبيقه بالشكل الامثل، كما يجب تقوية حكومة المركز ليتمكن من بسط نفوذ القانون على جميع ارجاء العراق ويجب ان تكون ادوات بسط السلطة من قوات الامن الداخلي والشرطة والجيش غير منتمين الى الاحزاب السياسية.
انّ الورقة الانتخابية في عالمنا اليوم باستثناء بعض الدول اصبحت وسيلة لتغيير الحكّام الذين يظلمون شعوبهم او يقترفون اخطاء جسيمة ابّان حكمهم واصبحت بديلا عن استعمال القوّة والثورة على الحكّام لتنحيتهم عن كراسي الحكم بالقتل او النفي.
انّ ايّ حكم لا يحقق العدالة والمساواة بين افراد الشعب مصيره الى الزوال مهما طال الوقت او قصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تللسقف
يوسف حنا بطرس ( 2009 / 10 / 19 - 22:52 )
من قال لك ان القرد قد انتخب من قبل الشعب الامريكي ..كلا القرد انتخب من قبل cia و elector collage
وهو الان في طريقه لتحطيم امريكا وشكرا


2 - مجرد رد بسيط
Hakim amin ( 2009 / 10 / 20 - 05:40 )
أن السيد يوسف حنا عند وصفة أوباما بأنة قرد-قد أكد بأننا لازلنا نحمل جرثومة الصفوة والالتعالى وألغاء الاخر--وأننا خير أمة أخرجت للناس
كفانا عهرأ---ولنبدأ بتنظيف أدرارنا أولا

اخر الافلام

.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج