الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعارض ماركس مع المادية الدِّياليكتيكية - 2

أنور نجم الدين

2009 / 10 / 20
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


إنَّ النَّقص الأساسي في المادية الدِّياليكتيكية، هو كون هذه الفلسفة لا تميز بين منهجي العلم والفلسفة، فهي تارة تفسر الظواهر من خلال أحكام العقل والدِّياليكتيك، وتارة أخرى من خلال منتجات العلوم الطَّبيعية، وهي بهذا المعنى، لا تتلمس إطلاقاً الأسباب التَّاريخية للانفصال بين العلم والفلسفة، فهي إذاً، بعيدة كلَّ البعد، عن التمييز بين منهج المادية التَّاريخية، والمنهج الفلسفي للمادية الدِّياليكتيكية، فالفلسفة تبحث عقائد وأفكار مجردة، أمَّا المادية التاريخية فتبحث العالم، بناءً على أمور ووقائع تاريخية، وبصورة تجريبية.

وهكذا، ففي البعد التَّاريخي، أو الصِّناعي، لا يبقى شيءٌ من الفلسفة، سوى (حب الحكمة)، فنظام العلم، أو الطَّريقة التَّجريبية، ليست كالنِّظام الفلسفي للبحث عن العالم، حيث إنَّ نظام العلم يعتمد على التِّقنيات التي تحدد حياتنا ومعارفنا سوية، الأمر الذي يعطينا مفتاح فهم علاقتنا بالطَّبيعة بالذات، وهو النُّقطة التي تنطلق منها المادية التَّاريخية في أبحاثها في التَّاريخ المادي، فنقطة الانفصال بين منهج المادية التَّاريخية وكلِّ المناهج الأخرى، تبدأ من الانقطاع عن كافة الأطروحات التي "لا تستقصي علاقة الإنسان الفعلية بالطَّبيعة، المعينة بالصِّناعة والعلم الطَّبيعي، بل ينادي بعلاقة وهمية للإنسان بالطَّبيعة – كارل ماركس، الأيديولوجية الألمانية".

وهكذا، وعلى العكس من الفلسفة الطبيعية، التي تتلخص مسألتها المركزية في علاقة المادة بالوعي، نجد أنَّ موضوع المادية التَّاريخية، هو النَّظر إلى العالم من وجهة نظر علاقة الإنسان التاريخي بالطَّبيعة. هنا، وهنا بالتَّحديد، نجد الفرق التَّاريخي بين الفلسفة الطَّبيعية، والمادية التَّاريخية، وفي نقده لفلسفة الطَّبيعة عند فيورباخ، يقول ماركس:

"ومن هنا (أي في فلسفة الطَّبيعة) فإنَّ علاقة الإنسان بالطَّبيعة تنفى من التَّاريخ، الأمر الذي يترتب عليه التَّعارض بين الطَّبيعة والتَّاريخ، ونتيجة لذلك، فإنَّ أنصار هذا التَّصور للتَّاريخ، لم يتمكنوا من أنْ يروا في التَّاريخ إلاَّ الصِّراعات الدِّينية، ومختلف أنواع النِّضالات النَّظرية - كارل ماركس، الأيديولوجية الألمانية".

لذلك ليس من المستغرب، أنْ يتلخص الصِّراع الفكري الفلسفي الأساسي في التَّاريخ، لدى أنصار فلسفة الطَّبيعة، ومن ضمنهم الماديين الدِّياليكتيكيين، في مسألة أولوية المادة، والإلحاد، والتَّخلص من الدِّين والعبادة، وعلمنة العقل البشري، فكأنَّ تخلف المجتمع، يعود في الأساس إلى تخلف الفكر، والإيمان بالله، وهذه هي في الأساس الفيورباخية الحقيقية. ولدحض هذه التَّصورات الخاطئة عن التَّاريخ، يلخص ماركس المفهوم المادي للتَّاريخ، من خلال نقد صبيانية الفلسفة الألمانية، في أشخاص ممثليها هيغل وفيورباخ، والذين يريدون تحرير البشر، من خلال تحررهم من قيود الأفكار، على الشَّكل الآتي:

"اصطنع البشر باستمرار، حتى الوقت الحاضر، تصورات خاطئة عن أنفسهم، وعن ماهيتهم، وعمَّا يجب أنْ يكونوه .. ألا فلنحررهم إذن من الأوهام، والأفكار، والعقائد، والكائنات الخيالية التي يرزحون تحت نيرها، ألا فلنتمرد على حكم هذه الأفكار، ألا فلنعلِّم البشر أنْ يستبدلوا بهذه الأوهام، أفكاراً تقابل ماهية الإنسان كما يقول أحدهم، وأنْ يتخذوا منها موقفاً نقدياً كما يقول الآخر، وأنْ ينزعوها من رؤوسهم كما يقول الثَّالث، و - أن الواقع القائم سوف ينهار.

إنَّ هذه الأوهام البريئة، والصِّبيانية تشكل لب الفلسفة الحديثة للهيغليين الشباب – كارل ماركس، الأيديولوجية الألمانية".

وهكذا، فالمسألة لدى المادية التَّاريخية، ليست نزع الأفكار من رؤوس النَّاس، وعلمنة العقل، وليست المادية التَّاريخية، هي التي تبشر بالمجتمع الالحادي، وعلمنة الأفكار والمدارس.

وتجب الأشارة إلى أن المادية الدِّياليكتيكية، تعزز على الدَّوام النَّظرة التي تميز بين الطَّبيعة والتَّاريخ، أي تنظر إلى الإنسان بوصفه مغايراً للطبيعة، وإذا لم يكن الأمر كذلك لدى هذه الفلسفة، لما كان من الضروري لدى الماديين الدِّياليكتيكيين، تقسيم مادية ماركس التَّاريخية، إلى المادية الدِّياليكتيكية، والمادية التَّاريخية، ونسبتهما إلى كارل ماركس في شكل مذاهب فلسفية مختلفة، فالماديون الدِّياليكتيكيون، لم ينقطعوا قط عن الفلسفة، فالمادية الدِّياليكتيكية تنتمي في الأساس إلى فلسفة الطَّبيعة، إذا ما نسبناها إلى مادية فيورباخ بالذات، وهي بهذا المعنى، يتلخص نقصها الأساسي، في الفصل بين الطَّبيعة والتَّاريخ، أي الفصل بين علاقات الإنسان الواقعية بالطَّبيعة من خلال موضوعها الفلسفي الأساسي، وهو المادة، وهي بهذه الطَّريقة، تضع الطَّبيعة في التَّناقض مع التَّاريخ (أنظر كارل ماركس، الأيديولوجية الألمانية) - سنعود إلى هذا إلى هذا الموضوع في حينه بالتفصيل -

وهكذا، وعلى العكس من فيورباخ، وحتى على العكس من أنجلس، والذي يميل في أبحاثه إلى الفكر الفلسفي الألماني، والفلسفة الطَّبيعية بالذَّات، تبحث المادية التَّاريخية، تاريخاً هو في الأساس طبيعي، أي تبحث البشر دون عزل أي جانب من جوانب تطور تاريخه، وعلاقاته، وأفكاره عن بعضها البعض، وعن القوانين الطَّبيعية لحركة التاريخ، لذلك ليس من المستغرب ألاَّ نجد المصطلحات الفلسفية الوهمية الخاصة بالمادية الدِّياليكتيكية لدى كارل ماركس ولو لمرة واحدة، لأنَّ ماركس ينتقد بالتَّحديد، الموضوع الذي تعتبره المادية الدِّياليكيتيكية، موضوعها الفلسفية الأساسي: أولوية المادة كما يطرحها فيورباخ، وقوانين المعرفة كما يطرحها هيغل!

مصدر المادية الدياليكتيكية:

في واقع الأمر، لا يمكننا حتى تسمية (المادية) (الدِّياليكتيكية) بفلسفة خاصة تبحث ميداناً خاصاً، ولا يمكن نسبتها إلى أي فيلسوف في التَّاريخ، لأنَّها ليست لديها موضوعات خاصة لذاتها، حيث إنَّها خليط من الفلسفة التَّأملية والعلوم الطَّبيعية، من الإغريق القديمة إلى أوروبا الحديثة، فتركيبها مشوه في الأساس، لأنَّها لا تعرف أي منهج يجب الاعتماد عليه، لذلك خلق أنصار هذه الفلسفة وباسم كارل ماركس، فلسفة من كلِّ المناهج الفلسفية والعلمية المتناقضة، وهذا ابتداءً من أبيقور، وديمقريطس، وأفلاطون، وأرسطو، عبر سبينوزا، وهيغل، وفيورباخ، ونيوتن، وداروين، إلى أنجلس وماركس، فكأنَّ مادية ماركس، خيط غير منقطع من الأفكار، ومجاميع مختلفة في عدد محدد من المجالات الفلسفية والعلمية، التي يمكن قبولها من مثقفي المادية الدِّياليكتيكية.

وهكذا، أنَّ أول نزاع بين المادية التَّاريخية والمادية الدِّياليكتيكية، هو أنَّ هذه الأخيرة هي فلسفة، تبحث العالم من وجهة نظر مادية القرن السابع عشر ودِّياليكتيك هيغل بالذَّات، وعلى شكل خيط جامع لكلِّ الفلسفات والعلوم الطَّبيعية، فمن جهة تستعير المادية الدِّياليكتيكية، الدِّياليكتيك الهيغلي، والذي يعود تاريخه إلى الإغريق القديمة، إلى زينون (336 – 264 ق.م)، ومن جهة أخرى، تستعير المادة من فيورباخ، والتي يعود تاريخها إلى الإغريق القديمة أيضاً، إلى ديمقريطس (460 – 370 ق.م) بالذَّات، أمَّا ميدان إثبات كلِّ هذه المتناقضات الفلسفية، هو العلوم الطَّبيعية التي تظهر في الأساس في التَّناقض مع منهج الفلسفة.

مصدر المادية التَّاريخية:

إنَّ مصدر المادية التَّاريخية، هو العلوم التَّاريخية والاقتصادية، وليس الفلسفة أو حتى العلوم الطَّبيعية. إنَّ الأساس المادي للمادية التَّاريخية، هو التَّطور الصِّناعي، وليس الفكر الفلسفي، هو الصِّناعة الانجليزية، وليس الفلسفة الألمانية، هو التاريخ، وليس المادة والدياليكتيك، فتاریخ البشریة، یجب أنْ یدرس ویعالج دائماً، في علاقته بتاریخ الصِّناعة والمبادلة (ماركس)، ولیس للتَّجريدات الفكرية أدنى قیمة إذا ما أخذت بحد ذاتها، منفصلة عن هذا التَّاریخ. هذه هي أرض المنهج المادي للتَّاريخ، المتناقض مع المنهج الدِّياليكتيكي الذي يجري عبر رؤوس البشر، لأنَّ الدِّياليكتيك، هو قانون هيغلي لتجريد الفكر عن الواقع. وإذا ما أردنا القيام بالتَّحقق من صحة هذه الفكرة، فكرة علاقة البشر بالتاريخ، فلا نعود إلى مادية فيورباخ، أو ما يسمى بقوانين نظرية المعرفة الهيغلية (الدِّياليكتيك)، أي قانون وحدة المتضادات، وتغيرات الكم إلى الكيف، والنَّفي النَّفي الهيغلي، بل ونعود بالضَّرورة إلى عللها التَّاريخية، أو القوانين الطَّبيعية، الواقعية لوجوده، والأسباب التَّاريخية لتغيره.

وهكذا، فللتَّحقق من صحة أي فكرة من الأفكار، وحتى صحة المنهج المادي للتَّاريخ، لا نعود إلى آليات عقلية لقياس الفكر، كالمنطق الصُّوري ونظرية المعرفة الهيغلية (الدِّياليكتيك)، بل نعود إلى التَّاريخ وقانونياته الطبيعية، الواقعية بالضَّبط. أمَّا نظرية المادية الدِّياليكتيكية، فقد خلقت ميداناً فكرياً مستقلاً عن الوقائع التَّاريخية، من خلال اللجوء إلى هيغل بالذَّات، وهذا للتلاعب بالأفكار كيفما يشاءون، فالدِّياليكتيك أصبح ميداناً فلسفياً لفصل حركة الوعي عن ميدانه الفعلي، وخاصة من خلال تقسيم المجتمع إلى (البناء التَّحتي، والبناء الفوقي) وجعلهما ميدانين مختلفين للنَّشاطات الإنسانية، والنَّظر إليهما من خلال قوانين مختلفة، قانون للتَّاريخ، وقانون للمعرفة، ولقد خلقت المادية الدِّياليكتيكية بهذه الصورة، عالماً مستقلاً للأفكار، هذا وعلى العكس من المادية التَّاريخية التي ترى أنَّ الفكر لا يتمتع بأي مظهر من مظاهر الاستقلال الذَّاتي، وليس له أي تطور خاص به، بل يتحرك ضمن شروط وجوده في العمل الإنتاجي، فالعمل الإنتاجي، والأشكال التَّاريخية لتقسيمه، هي التي تشكل مسرح التَّاريخ وميدانه التَّجريبي للأبحاث في التَّاريخ، وإنَّ ما يجعل المادية التَّاريخية متعارضة مع الدِّياليكتيك الهيغلي، أو مع نظرية المعرفة، هو أنَّ تاريخ الطَّبيعة وتاريخ البشر يشترطان بعضهما بعضاً ما وجد البشر، لذلك فقوانين المعرفة، هي نفس القوانين المادية، الطبيعية الفاعلة في الطَّبيعة والتاريخ، منقولة إلى أو منعكسة في الدِّماغ من خلال التَّجربة، فالمعرفة تحديدات تجريبية، تتحرك ضمن نمط إنتاج الحياة وشكل التَّعامل المقترن به، فلا يكون هناك قانون للمعرفة، وقانون للتَّاريخ، فالمعرفة هي التَّاريخ، والتَّاريخ هو الطَّبيعة.

الخلاصة:

إذا استثنينا الدِّين، فتحرك الفكر الإنساني ومعارفه عن التَّاريخ، ضمن الأشكال الآتية: الفلسفة، والعلوم الطَّبيعية، والعلوم التَّاريخية، ولكلٍّ منهما، منهج خاص بتفسير العالم. أمَّا (المادية) (الدِّياليكتيكية) فتعتبر فلسفة مشوهة في الأساس، فهي خليط من تأملات الفلسفة الإغريقية القديمة، والفلسفة الألمانية (الفلسفة الطَّبيعية والفلسفة التَّاريخية)، والعلوم الطَّبيعية، والعلوم التَّاريخية، فالمادية الدِّياليكتيكية، أي مادية فيورباخ ودياليكتيك هيغل، تعيش على أوهام الفلسفة الطَّبيعية للقرن التَّاسع عشر، خاصة من خلال كتاب أنجلس (أنتي دوهرنغ) والذي ينتقده أنجلس نفسه جذرياً قبل قرن وربع القرن، وفي عام (1885م) اعترف أنجلس بخرافة مواضيعه وتناقضه مع منهج المادية التَّاريخية، فأنصار هذه الفلسفة المعوقة، يلعبون ببعض مقولات فلسفية لمادية القرن السابع عشر والثَّامن عشر، المادية الميكانيكية التي تندمج في آخر تحليل مع العلوم الطَّبيعية وبالأخص مع مدرسة نيوتن الفيزيائية، ومادية ديكارت، وسبينوزا (الذرة، والحواس، والمغنطيس) ومادية القرن التَّاسع عشر، فيورباخ، ومفاهيم دياليكتيكية عقيمة لهيغل، ينقلها لهم أنجلس بالذَّات. أمَّا أداة ألعوبتهم، فهي بعض منتجات العلم، والذي يناقض هيغليتهم قبل كلِّ شيء، فالمادية الدِّياليكتيكية هي الهيغلية - الفيورباخية التي انتقدها ماركس في حينه لا كمناهج فلسفية فحسب، بل وحتى في مصطلحاتها الغريبة التي دمجها الاشتراكيون والشُّيوعيون الألمان، مع أوهامهم الخاصة عن الاشتراكية والشُّيوعية أيضاً، فدحض ماركس في حينه أوهام فلسفة (المادية) (الدِّياليكتيكية)، فلسفة هيغل وفيورباخ، ومعها جهالة الشُّيوعيين الألمان، الذين قاموا بمزج الفكر الشُّيوعي مع الهيغلية – الفيورباخية:

"لقد ظهر، جنباً إلى جنب مع الشُّيوعيين الألمان، عدد من الكُتَّاب الذين تبنوا بعض الأفكار الشُّيوعية الفرنسية، والإنجليزية، ومزجوها مع مقدماتهم الفلسفية الألمانية الخاصة ....
وذلك من جهة أولى من جراء جهلهم بالمؤلفات والنُّصوص المسجلة فيها، ومن جهة ثانية من جراء مفهومهم الخاطئ المشار اليه عن الأدبيات الاشتراكية والشُّيوعية – فهم يحاولون إيضاحها بالاستنجاد بالأيديولوجية الألمانية، وعلى الأخص أيديولوجية هيغل وفيورباخ ....
وحين يفعلون ذلك يغادرون ميدان الواقع، ميدان التَّاريخ، ويرجعون إلى ميدان الأيديولوجية، ويستطيعون عندئذ وبدون صعوبة، في جهالتهم بالعلاقات الفعلية، أنْ يستبدلوها بعلاقة وهمية – كارل ماركس".

وهكذا، فمن المستحيل أن يستنجد كارل ماركس بالأيديولوجية الفلسفية الألمانية، هيغل وفيورباخ، حيث أنهم يستبدلون العلاقات الفعلية للبشر بعلاقات وهمية، وعلى عكس هيغل وفيورباخ، يعتمد ماركس على المواد التَّاريخية والاقتصادية، لكشف القوانين المادية للتَّاريخ، بدل الفلسفة، والمنطق، والدِّياليكتيك، فالعمل التَّجريبي بدل الفلسفة، هو ميدان أبحاث كارل ماركس، فالمنهج المادي للتاريخ، ينطلق من نفس الأساس الذي يبدأ منه العمل التَّجريبي، وهو القوانين المادية، وليس القوانين الدِّياليكتيكية، فكيف يبحث ماركس القوانين الاقتصادية؟ أمن خلال دراسة التَّاريخً، أم من خلال الأفكار الفلسفية؟ وكيف يتحقق أصلاً علماء الاقتصاد مثل ماركس، من الظواهر التَّاريخية؟ أمن خلال القوانين الضَّابطة للإنتاج الرَّأسمالي، أم من خلال نظرية المعرفة (الدِّياليكتيك)؟ من المستحيل كشف القوانين المادية للتاريخ من خلال الدِّياليكتيك، لأنَّ القوانين الطَّبيعية، المادية، في الطَّبيعة كالتَّاريخ، تتحرك مادياً، لا دياليكتيكياً، ويجب كشفها مادياً، لا دياليكتيكياً.

وأخيراً، ما بقي في أطروحاتنا، فهو المفاهيم الخاصة لفلسفة المادية الدِّياليكتيكية، وتعارضها الجذري مع المادية التَّاريخية، كالبناء التَّحتي والبناء الفوقي، وأطروحات الماركسية في مدرستها الرُّوسية بالذات، أو أطروحات بليخانوف حول علاقة المادة بالوعي، وأطروحات لينين المشوهة حول المادة والدياليكتيك، والتي لا تتجاوز عصر الذَّرة، والحواس، والمغنطيس، أي المادية الميكانيكية للقرن السابع عشر، وإندماجها مع دياليكتيك هيغل، الأطروحات التي تحارب جذرياً وعلى طول الخط، منهج ماركس المادي وطريقته في البحث.

وسوف نحاول إكمال الموضوع في المستقبل القريب.

أنظر: تعارض ماركس مع المنهج الدِّياليكتيكي http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=188126










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ