الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-أنا-... أذكى شخص في العالَم

محمد أبوعبيد

2009 / 10 / 20
كتابات ساخرة


وظيفة " الأنا" هنا للدلالة على الكل الشعبوي ،إذا جاز التعبير، ومن دون أي استثناء ، والحالة المقصودة هي الشعوب العربية ،بعيداً عن " الأنا" الشخصية ، وأعوذ بالله منها . ثمة حالة هستيرية ، لعلها أخطر من أنواع الإنفلونزا ، قديمها وجديدها، أبتلى العرب أنفسهم بها بإنفسهم ومن دون معرفة مَنْ نقل عدواها إلى الآخر ، وهي " الأنا " الكلية كما سلف ، والتي باتت تتجلى في داخل معظم أفراد المجتمعات العربية.
هذه الحالة (البلية) باتت تجعل من الفرد العربي الحَكَم أو الخبير َفي مَنْ يتفوق على مَنْ مِنَ العرب ، بمعني أي شعب عربي يتفوق على الآخر ، وأحياناً في أمور قد يكون من البلية أيضا التفكير بها على تلكم الشاكلة ، كأمور الجمال ،عِلْماً أن أموره نسبية ، أو أمور الاستمتاع بالحياة ،بعد المرور، طبعاً، على تقييم نِسَب الذكاء والجسارة والمهارة والطهارة ...إلى ما لا نهاية من الصفات والتوصيفات.
إذا اجتمع عدة أفراد ،ممن لم تصبهم العقلانية بعد، من جنسيات عربية مختلفة ، يبدأ الاشتباك الكلامي الذي قد يصل أحيانا إلى شفير العراك الجسدي، فالفرد المنتمي إلى هذا المجتمع يكافح لاقناع أنداده العرب الآخرين أن مجتمعه هو المتفوق على مجتمعاتهم ، وبالتالي هو كفرد متفوق على من حوله من أفراد نظراً لانتسابه للمجتمع الذي يتغنى به ، وفي المقابل يعيد أنداده الكَرّة من جديد ، كما لو كانوا يسددون كُرة كل في ملعب الآخر.
الطريف أن كل فرد من هذه الفصيلة المتبجحة ، يتباهى بأمور ليست حكراً على مجتمع عربي من دون الآخر ، فإذا ، مثلا ً ، انُتخِب شخص متحدر من أصل عربي عضواً في برلمان أوروبي ، أو عُيّن في منصب كبير في الولايات المتحدة ، يصبح وكأن مجتمعه العربي الأصلي هو المجتمع الوحيد الذي أنجب ،في نظر أفراده، هذا الفذ ،ولو تم البحث في مَواطن أخرى ،لتبين أنه لا يكاد يخلو مجتمع عربي من أفذاذ وصلوا وتبوأوا مناصب عليا في الأصقاع غير العربية ، منها ما وصل إلى حد المناصب الرئاسية . وإذا صدر بحث علمي باسم عالِم من أصل عربي ، تحركت عجلة التبجح ،التي لا تتوقف أصلاً على مسالك التباهي العربية ، ويصبح كل أفراد مجتمع هذا العالِم علماء فمجتمعهم لا ينجب إلى العلماء " حيث القرعة بتتباهى بشعر بنت خالتها " ، وفي نظرهم أن المجتعمات العربية الأخرى لا تنجب إلا العمالة الرخيصة ، أو مجرد موظفين غير مبدعين ، وهذا الأمر منطبق على كل المجتمعات العربية بلا استثناء.

حتى الجمال الذي هو رباني ، ولا يختاره المرء على ذوقه كما لو كان تصميماً أو زياً ، فتستعر الحروب العربية عليه ، وكل مجتمع يحتكر الجمال ،خصوصاً الأنثوي ، له ،بينما إناث العرب الآخريات مجرد عدم ذكور ، ويتناكف أفراد العرب بسببه كما لو كان من صنيعتهم ، متناسين أنه من شأن الخالق مهما تدخل مبضع جراح التجميل ، والخالق وضع الجمال على اختلافه في كل خلقه ، حيث لكل خَلْق ذوق.
ليس الفتى من يقول كان أبي ، إن الفتى من يقول ها أنا ذا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل