الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحث عن سقف

عدنان شيرخان

2009 / 10 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كدأب ابناء جيلي وقلة حيلتهم الابدية ازاء متطلبات الحياة، تلقى صديق شبابي وخريف العمر لطمة من صاحبة الدار التي استأجرها منذ اكثر من عشرة سنين، تلخصت بطلبها اخلاء الدار بالطرق السلمية والتراضي مهددة من طرف خفي ولكن بحزم بالمحاكم والمحامين والعشائر. وخلال ايام معدودات تحول الرجل الذي يقترب سريعا من عقده السادس الى ركام انسان محطم، اين يذهب بعائلته التي تتكون من زوجة تشاركه معاناته مرض السكري وتزيده بضغط الدم المرتفع دوما، وثلاثة اولاد اثنان منهم يدرسون الهندسة وعلوم الحاسبات في جامعة بغداد، اصغرهم في الصف المنتهي من الثانوية، دمرت متطلبات دروسه الخصوصية استعدادا لمعركة امتحانات البكالوريا الفاصلة ميزانية العائلة، بعد ان قضت على آخر دينار كانت تتدخره لليوم الاسود الذي حل سريعا. لم يفلح صديقي طوال حياته ان يجد وظيفة ثابتة تؤمن له دخلا لمواجهة متطالبات اسرته، او راتبا تقاعديا يعنيه اذا عجز عن العمل.
يحملني صديقي جادا وهازلا مسؤولية ما آلت اليه اموره، وبعين مغرورقة بالدموع قال لي قبل ايام والحيرة تأكل اركانه " ليت امي لم تلدني، وليتني لم ألتق بك ابدا". شتم اليوم الذي تعرف فيه عليَ، متسائلا من اين ظهرت لي، واشبعت رأسي بافكارك وآرائك المظلة، لولاك ولولا عادل رحمه الله للبست الزيتوني مع اللابسين، وحصلت على وظيفة مهمة قبل ثلاثين سنة، وحصلت على قطعة ارض ابنيها دارا اورثه لابنائي واحفادي، ولولاك وحدك بعد ان رحل عادل قبل سقوط صدام بشهور كمدا بالسرطان، لانتميت الى احد الاحزاب التي ظهرت بعد اندحار النظام السابق، ولكانت احوالي غير التي انا فيها.
وقفت حائرا عاجزا امام صديقي وامكانية مساعدته، والمصير الذي يتهددته، ربما يزحف نفس المصير نحوي غدا، فلقد فشلنا سوية اسوة بابناء جيلنا في امتلاك مترا مربعا في العراق. ذهب عمرنا سدى وهباء بين عقود من الخدمة العسكرية والاحتياط، حروب وحصار ورعب (جمهورية الخوف) استوطن اعماقنا، كنا نفشل في اول ورقة من طلب المعلومات التي يجب ان يمليها المتقدمون لوظيفة حكومية.
ولكن قلبي يرنو بحسرة الى رحم هذه الامة، واسئل نفسي دوما : هل بأمكانها انجاب رجل آخر مثل عبدالكريم قاسم، الذي احس من اعماقه معاناة شعبه، نظر يوما الى سكان الصرايف خلف السدة والالم يعتصر قلبه، وقال مع نفسه لان آتاني ربي سلطة .. وفي غضون سنوات معدودات من حكمه بنى مدينة الثورة ودمر الصرايف واصبحت اثرا بعد عين، ولم احد يعد يذكر خلف السدة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ذاك إنسان وهذا اليوم إنسان
غازي صابر ( 2009 / 10 / 20 - 19:38 )
أتضامن معك ايها الكاتب والأنسان ، وأتسائل معك إذا كان ما قام به الزعيم الراحل عبد الكريم من إنجازات ضخمه خلال حكمه والذي دام أربعة سنوات يعد مفخره له وللفقراء من شعبه ، ومع هذا يقول عنه البعض إنه كان حاكماً دكتاتورياً ؟
فماذا قدم الحكام الجدد للفقراء وهم يرددون كل يوم إنهم جائوا من أجل الفقراء ؟ ست سنوات مرت وهم يرددون أنهم حكام الديمقراطيه ، وحقوق
الأنسان فأين هي حقوق الأنسان ، حقه في السكن الأنساني ،والمأكل والملبس
والصحه الأنسانيه ؟
لو إعيدت فقط الأموال التي سرقت ، والتي نهبت بعلم الحكومه والمسؤلين، وإنفقت على الفقراء والمعوزيين لما بقي فقيراً فيه ،
وأين حق هذا المواطن من توجيه مجلس الوزراء بتوزيع أراضي مميزه للوزراء ونوابهم ؟
في الختام لأنك إنسان فلا تستطيع أن تغفل هموم الأنسان .
غازي

اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد