الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة نصية الى صديق العمر علي السعدي : دعك من السياسة واكتب في الحب والغزل

كريم الثوري

2009 / 10 / 20
الادب والفن



لا ياحبيبتي البتول
فليس منكِ
ان تكوني كالسياسة
فينعتوك بالكياسة
ويطلبوا منك انسداحا
في ملفات القضايا الراهنة
مقطع من قصيدة لرفيق الحياة والمعتقل الشاعر الملحمي كاظم عبادي الذي أصابه الجنون في عراق الثمانينيات يوم كنا ثلة ممتنعة إتخذت البيوت والطرقات ملآذات كسيحة لمقاومة النظام الدكتاتوري أذكر منهم المرحوم المسرحي كريم جثير وشهداء العمل اسياسي (رحيم عبعوب وسمير زيارة )وموسى الخافور وجعفر درويش وآخرين لم اعد اتذكر اسمائهم غير شخابيطهم في الذاكرة وفي هذه الملحمة الشعرية اسرني كاظم في المعتقل إنه كتب بيتا مخصوصا لرفقتنا التي سيفرطها الزمن الجميل رغم غلاظته قال فيه:
أبكي عليك ‘ فليس غيرك ينتهي أجله ‘ كانهم يتهامسون ‘ أنت ارتضيت المهزلة...
***
أجدني مجبولاً من هامتي التي ما برحت مشدودة تستخرجهم واحداً تلو الآخر أولئك الواقفون على طولهم في المرآة المائلة وهم يستجوبوني فمازلت حياً يرزق بقدرة قادر وأنا أتكلم عن جيل أدبي آخر سينفرط لاحقا تشكل في عقد التسعينيات يوم كنا وكانوا في لبنان العناء والحب والصخب وظنك العيش اذكر منهم مدين الموسوي الذي كان يدير مجلة قصب والمرحوم علي البهادلي صاحب البيت الثقافي العراقي الذي أثار لغطا يومها والدكتور عزيز التميمي صاحب رواية تميمة الميعاد والكاتب والناقد ناصر الحجاج والقاص طالب ياسر والكاتب عبد الباقي شنان رئيس تحرير مجلة النافذة الذي هرب من سوريا ونفد بجلده الى لبنان والتشكيلي شاكر الطيب يوم قرر البعض ممن ذكرت بتشكيل امسيات اسبوعية في البيوت نتناول فيها النصوص المختلفة وقراءتها بإعتبارها فسحتنا الاخيرة لنتنفس من خلالها ونطرد متعلقات الحياة المتخشبة .
يومها كان الصديق الشاعر والقاص على السعدي يعيل عائلته المتكونة من خمسة أنفس ، من كتابة المقالات في صحيفتي السفير والنهار اللبنانيتين وإعداد وتقديم البرامج الثقافية والفكرية في إذاعة لبنانية ، مع نشاطات ثورية وأدبية في فصيل فلسطيني ارتبط معه منذ الثمانينات ، وكان مُغاير لنا بامتياز ، فطموحاته لا تضيق بحدود الجغرافيا ، بل كان يسعى التمهيد الى العراق ليكون محطته الأخيرة للانطلاق نحو العالم وليس منكوصاً مثلنا ننساب مع الريح ما مالت ، كنا المحدود وكان الممدود حتى تفرقت بنا الأمصار – وإذا الأحباب كل في طريق- لكنه آثر البقاء في لبنان للانطلاق أبعد من حدود القارات التي فرقتنا ، فامتدت كتاباته الى جريدة الحياة اللندنية والآداب اللبنانية والخليج الإماراتية وغيرها ، كما شارك في تأسيس الإتحاد العام للكتاب والصحفيين العراقيين في المنفى ومجلة المسلّة الثقافية .
انقطعت أخباره ، وحين زيارتي بيروت قبل سنتين ، عرفت انه قرر العودة الى العراق والعمل من هناك .
كانت له تقاطعات مع بعض الصحف اللبنانية ( خاصة السفير ) التي أشكلت على مقالاته تماشيا مع السائد العربي في رؤيته للمشهد العراقي .
وقد إستطعت الإتصال به لاحقاً ، فوجدته يفتش كعادته عن أصدقائه ويتحرى عنهم وعرفت موقعه رئيس تحرير وصاحب امتياز لصحيفة عراقية، وبعد جدل وجدال ، عرفت إنه قرر أن يجمع كل سنين ضياعه ليؤججها في العراق ، ليس تماشيا وإنما خطوة بخطوة ، وهكذا كان اسم الجريدة التي أصدرها – خطوة- نحو الحقيقة
اليوم هو محاصر ومحارب، فمقالاته النارية والتصدي لقاتلي الحلم ومحاولته إعادة الإعتبارللعقل العراقي ضد التسطح واللامعقول ، قادته الى مستشفى الإنعاش في لبنان لترميم قلبه المتهدل ، حتى انه ترك كتابة القصة والشعر واشتغالات النصوص المسرحية ، بعد أن خطفه السياسي بالرغم منه ومازال يحاول بجهد التأسيس لما هو ابعد من المقالة السياسية العامل عليها اليوم وبكثرة ، الى تأسيس مركز للدراسات والبحوث الفكرية والستراتيجية، وفي آخر اتصال به قبل يومين قال لي : يمكن أن أموت في أية لحظة ياصاحبي، فاكتب قصيدة نعيي منذ اليوم .
كريم الثوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا