الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب مفتوح إلى من يهمه الأمر في حكومة غزة وحركة حماس

محمد أيوب

2009 / 10 / 21
القضية الفلسطينية


ترددت شائعات منذ أول أكتوبر عن قرار بإزالة التعديات في منطقة حي الأمل في خان يونس، وتردد ذكر شخصين مقصودين بهذا الأمر، لم أفكر في الكتابة عن الموضوع لأنني لم أصدق أن البلدية يمكن أن تزيل الأشياء الجمالية في الحي أو أن يكون المقصود بالإجراء شخصين فقط، وقد تحدثت مع المهندس محيي الدين الفرا في وزارة الحكم المحلي في الموضوع فأكد لي أن المقصود هو المنطقة الموجودة غرب حي الأمل والتعديات على الأرصفة فقط، وأن الإزالة ستتم تحت إشراف لجنة فيها ممثل عن الوكالة وممثل عن لجنة الحي وممثل عن سلطة الأراضي وممثل عن بلدية خان يونس.
وفي يوم السبت العاشر من أكتوبر فوجئت كما فوجئ الناس بجرافة البلدية تأتي مسرعة من ناحية الكتيبة لتبدأ من غرب الشارع الواصل بين حي الأمل" ب" وحي الأمل " أ " (منطقة الكتبة)، عند الزاوية الشمالية الغربية لمدرسة هارون الرشيد وهي منطقة متوسطة، مع أن المفروض أن يكون البدء من أحد أطراف حي الأمل وليس من منطقة بعيدة عن الأطراف أو أن تبدأ من الشارع الرئيسي في حي الأمل.
وعندما اقتربت الجرافة من بيتي في محاولة لإزالة منظر جمالي لا يوجد أجمل منه في منطقة حي الأمل كلها، سألت المسئول عن الحملة، عما إذا كانت البلدية قد أخطرت كل المقصودين بقرارها بإزالة التعديات، قال إنهم أرسلوا إخطارات للجميع، ولكنه تراجع عندما طلبت منه النسخة التي تثبت أنني تسلمت إخطارا بذلك وقال إنهم ألصقوا إعلانا في المسجد ووزعوا إعلانات في الشوارع، ولما قلت له إن الإعلان غير قانوني ولا يحدد شخصا أو تعديا بعينه أفادني بأنه سيمهلني إلى يوم الأربعاء 14/10/2009م، وقد قاموا بمحاولة هدم جدار عند الجيران فاعترض أحد أبنائهم، وهنا انهالت الشرطة عليه وعلى والديه بالضرب، وقد جاء مراسل فضائية القدس ليرى ما يحدث فضربه أحد أفراد الشرطة، قلت لممثل البلدية: الجرافة ليست قانونا، والعصا ليست قانونا، من الضروري أن تخطروا المخالفين وأن تعطوهم مهلة قانونية كافية يقدمون بعدها للمحاكمة إذ لم ينفذوا ما هو مطلوب منهم، وبذلك يستطيع المواطن الاعتراض أمام المحكمة أو تنفيذ الأمر دون مشاكل، لقد قتل رابين في ساحة عامة ولم يمس أو يعتدي على القاتل أحد، اعتقلوه بهدوء وذهبوا، كما قلت لهم إنني قد بنيت المنطقة أيام الاحتلال ولم يحدث أي اعتراض لأنها تشكل حرما لبيتي، ولما جاءت السلطة هدموا البناء فتقدمت بشكوى إلى السيد ياسر عرفات الذي أصدر أوامره بإحالة الضابط الذي أمر بإطلاق النار علي إلى النيابة العسكرية، وتمت معاقبة الضابط ونقله إلى موقع آخر بعيدا عن حي الأمل، وسمح لي العميد أحمد مفرج قائد المنطقة الجنوبية رحمه الله أن أعيد البناء فقمت بوضع درابزين معدني جمبل المنظر ليمنع تعديات الصبية على الأزهار والأشجار.
في اليوم نفسه 10/10/2009م توجهت إلى السيد رئيس بلدية خان يونس الذي قابلني بصدر رحب واستمع إلى على مدى أكثر من ساعة، أكدت له أنني تحت القانون وأن له أن يعتبرني أقل من أصغر إنسان في المنطقة ضمن إطار تطبيق القانون على الجميع دون تمييز، أما أن يزال منظر جمالي وتترك التعديات الحقيقية التي تشوه منظر الحي فهذا أمر غير مقبول منكم بكل تأكيد، وعدني الرجل أنه لن تتم إزالة أي شيء عندي إلا بعد إزالة جميع التعديات دون أدنى تمييز، وقد وعدت السيد الرئيس وعاهدته بأن أقوم بإزالة الدرابزين حين تتم إزالة جميع التعديات الحقيقة أو حين يراد توسيع الشارع كما تم توسيعه في المرة السابقة في بداية عهد السلطة.
خرجت من مكتب البلدية راضيا، ولكن الناس ظلوا يؤكدون أنني المقصود بالأمر، فتوجهت بكتاب إلى السيد رئيس البلدية فتقبله بصدر رحب وأكدت له أنني تحت القانون، والآن أود أن أتساءل: من المعني بخلق هوة وتوسيعها بين حركة حماس وبين السكان، هناك أشخاص وضعتهم حركة حماس في مواجهة الجمهور يسيئون للحركة قبل إساءتهم لأنفسهم، فقد حدث أنني كنت أوقف سيارتي في ساحة شمال شارع السيقلي، ولما كانت الدنيا ليلا دعاني صاحب محل الشراع إلى وضع سيارتي على باب محله لأنني لن أمكث إلا بمقدار حصول على قرص ليزر، وبمجرد دخولي إلى المحل لحق بي أحد الشباب وسأل: لمن هذه السيارة؟ قلت لي! قال لقد ثقبت الشرطة العجل، خرجت فإذا الإطار خال من الهواء، سألت الشرطة عمن فعل ذلك، أنكروا في البداية وبعد ذلك قالوا إن الضابط هو الذي فعلها، ولما عرفت اسمه قررت أن أتوجه بشكوى للمسئولين، لأنه لم يحل مشكلة حتى ولو كنت مخالفا، بل زاد المشكلة تعقيدا لأنني في هذا العمر لا أستطيع نزع طاسة العجل فكيف أستطيع فك العجل وإعادة تركيبه، وتمنيت لو أنه خالفني أو أنه قام بسحب السيارة على مركز الشرطة مع أنني غير مخالف.
وقد توجهت إلى السيد مدير شرطة خان الذي اتصل بمسئول المرور الذي قال، دون أن يعرف لمن السيارة ومن صاحبها، إنني أقف في الجراج وأنني أعرقل السير، فرد عليه المدير بقوله: صاحب السيارة دكتور محترم ولا يعمل على الخط وقد أكد المدير لي أنهم سيصدرون تعميما بمنع تنفيس عجلات السيارات المخالفة وقد تم ذلك ولم تتكرر هذه الأعمال.
أود أن أشير إلى أن الظرف النفسي والظرف الاجتماعي والاقتصادي غير مناسب لمثل هذه الحملات في ظل حصار اقتصادي خانق أجبر بعض الناس على استغلال الأرصفة للبيع والشراء من أجل الحصول على لقمة عيشهم، من حق أية حكومة أن تزيل التعديات الواضحة والفاضحة والتي تشوه منظر المدينة وتعتدي على الحق العام أو الأراضي الحكومية، لكن من الضروري اختيار الوقت المناسب للقيام بذلك، كان الله في عون الناس، فالجميع يعانون من وضع لا يحسدون عليه في غوانتانامو غزة الذي يعتقلون بداخله أكثر من مليون ونصف مليون إنسان، فهل نزيد من معاناة معاناة أبناء شعبنا.
والغريب أن رئيس البلدية لم يف بوعده، فقد قامت جرافة البلدية اليوم 18/10/2009م بهدم الدرابزين الواقي لأشجار الزينة عندي، ليقوم مسئول لجنة الحي الذي هبط على حي الأمل بالمظلة بالمرور في الشارع الذي يطل عليه منزلي وكأننا مشتاقون لطلته البهية، وقد طلب من الناس المخالفين في شمال حي الأمل وقف عملية الإزالة بعد أن اطمأن إلى هدم المنظر الجمالي أمام بيتي، وبذلك توقفت حرب التتار على دول الجوار، فقد تحرر حي الأمل من تعديات المستوطنين من اللاجئين بعد أن تم تحرير القدس والمسجد الأقصى من تعديات المستوطنين اليهود وتحرير الضفة الغربية من الجدار العازل بفضل مجهودات بلديات قطاع غزة.
www.ayoub.ps








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النيران تلتهم لوس أنجلوس.. ما سر انتشار حرائق أميركا؟ | #ستو


.. إنزاغي مدرب الشهر في الدوري الإيطالي




.. لافتات داعمة لغزة وفلسطين في شوارع كليفتون الأمريكية


.. مظليون يابانيون وأمريكيون ينفذون تدريبات إنزال جوي سنوية




.. حركة حماس تلتقي أمير دولة قطر وتشيد بالجهود التي تبذلها الدو