الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تهويمات
يحيى علوان
2009 / 10 / 21الادب والفن
( 1 )
شَيّعتُ ذيـولَ الظُلمَـةِ بجـوقَـةِ كمنجاتٍ غَجَـريـةٍ ، لا أَسـرَعَ منهـا قـوسُ
باغانيني * ، مـؤمـلاً النفسَ ، بعـدَ قليلٍ ستُفرِغُ الحيـاةُ مـا بجُعبَتِهـا ِمن
نشـيد ، ولـن تعـودَ هنـاكَ مسـاحـةٌ للمـوازنـةِ بين تفـاؤل الإرادةِ وتشاؤمِ الذكـاء ....
ستطُـلُّ الحيـاةُ بثـوبٍ جـديـد ..
لكـن ، بِعَثـرةٍ فقط ، يسبِقُ هاجسـي خُطـوتـي ، فإذا بـه خُلـوٌ من صياحِ
ديـكٍ ، صـافِيَ الإبهـامِ ، يطلَـعُ صُبـحٌ ، بلا ضـوءٍ باهِـرٍ ، فـارِغَ الكلماتِ ،
مثـلَ محّـارةٍ أسلَمَتْ قيـادَهـا للريـحِ والمـوجِ .... تبحـثُ عـن لؤلؤةٍ تُـزكّـي وجـودَهـا ....
مثـلَ ضبـابٍ ، يَهبِـطُ علَـيَّ ضًجَـرٌ باهِتُ الطـعمِ ، منقـوعـاً بِظُلمَـةِ شُطوطِ الليـلِ ،
يُكـذِّبُ مـا بكتـابِ الطوالِـعِ عـن صُبـحٍ بهـيٍّ سيشرِقُ ، يُسـقِطُ صَـدَأَ العقـودِ الغاربـةِ ...
.. سأحفُـرُ ًبئـرا ، أدفُـنُ فيهـا سماءَ ، كـنتُ اُطِــلُّ مـن ثقـوبهـا علـى
بـلادٍ عـرِفتُ أرضَهَـا ، ذرَّةً ذرّة ، ورافِداهـا كُـلَ القَطـرِ ، أَعـرِفُ
مِلحَهــا حَبَّـةً ، حَبَّـة ، يجـرحُ الأرضَ ، فيُـوقِـظَ القحـطََ واليبـاب .. بـلادٌ
معـابِدُهـا خلاخيـلُ للـدِعَـةِ والتَـَأمُُّّـلِ ، قِبابهـا آنيَــةٌ لنجـومِ اللـه ، وِديـانُهـا ، أَفــواهٌ قـابضـةٌ علـى فتنـة الأسـرار ...
أيـنَ هِـيَ فـي هـذا الصبـاح الأغبـر ؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* باغانيني ، عازف الكمان الإيطالي ، ذكره إنجلس في "دور العمل في تحول القرد إلى إنسان" في مدحه لدور العمل ، الذي طوّرَ يدَ القرد لتبلغ الطبيعة واحدةً من ذراها بخلق يد باغنيني الذي كان أمهر عازفي الكمان . ( ي. ع. )
( 3 )
مَـنْ يَهُشُّ عَنّـي أَنسـامَ نِسـيانٍ يَتَمَطـّى مثلَ ثُعبـانٍ يستيقظُ تـوّاً تحتَ
شمسٍ شتوِيَّـةٍ ...؟
مَـنْ يُعينُنـي اُمسِكُ بهُـدُبِ الـذكـرى ؟
سَقَطََ الجـدارُ ، فبَعثَرَتِ الريـاحُ كـلَّ أشيائي ، كيفَ أَلُمُّهـا ؟
أينَ أُعلِّـقُ قصاصاتيَ الصغيرةَ ، أستعينُ بهـا علـى النسيان ، والجـدارُ مُنهـار ؟
أَيـنَ أُعَلِّـقُ اللوحـاتِ والصُـوِر ... فالجـدارُ مُنهـار ؟
أيـنَ أُسـمِّرُ ظِلِّـي ، يؤنِسُ غربَتي ... والجـدارُ مُنهـار ؟
أَيـنَ ألصَـقُ حُـزني يَقـرُصُنـي ، لَهَفـي يَلهَثُ ، فَـرَحـي يَشرِِقُ بـي والجـدارُ مُنهـارْ ؟
أيـنَ أُعلِّـقُ مـرآتـي ، تصطـادُ قَمَـراً يتلَصَّصُ من الشباكِ ، والجـدارُ مُنهــار ؟
مَـنْ يَستُرُ عُـرييْ أمـامَ عيـونِ الجـار ، فالجـدارُ مُنهـار ؟
أيـنَ اُعلِّـقُ أَزهـاريَ الأولـى ، جَفّفْتُهـا فـي كُتُبـي ، انتظـارِِاً لأَميـرَةٍ
لـمْ تـأتِ ...
أيـنَ أُعَلِّــقُ كـلَّ هـذا والجـدارُ مُنهــار ؟
مَـنْ يحمِـلُ إِلَــيَّ صنـدوقَ جَـدَّتِـي الصنـدَلَ ، مُـرَصَّعـاً بمساميرَ كرَويّـةَ
الرأسِ ، أَضـُمُّ فيه مـا كنتُ أُعِلَّقُـه قبـلَ أنْ ينهـارَ الجـدار ؟!
........................
........................
علـى مَـنْ سيتكيءُ الـراءُ بعـدَ أَن سَقَطَ الجــدارُ وانهــار ... ؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس
.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا
.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ
.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين
.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ