الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعقيبات نقدية

حسين رشيد

2009 / 10 / 21
الادب والفن



تنشر يوميا عشرات المقالات النقدية في مختلف فنون الادب والفن، البعض منها يكون بشكل مجاني مسرف في المدح وإعلاء شأن الكاتب او الفنان من خلال تناول أعماله. كما ان صفة (ناقد أو ناقدة) اخذت تطلق بشكل مسرف ايضا، فالبعض ممن يتناول عرض كتاب او قراءة في مجموعة شعرية او قصصية تجده بين فترة وجيزة اعتلى سلم النقد بسرعة فائقة. للاسف الشديد اخذت هذه الظاهرة غير الصحية تعشش في الثقافة العراقية وتفرخ كل يوما ناقد وعشرات المقالات النقدية التي تغيب عنها الرؤية الفنية النقدية البناءة والمثمرة في جني حصاد ابداعي ادبي وفني رفيع.

إن نظرة شاملة لكل ما ينشر من مقالات ودراسات نقدية، باستثاء البعض منها لاسماء نقدية معروفة لا تتعدى اصابع اليدين، تكشف لنا عن أزمة فهم وظيفة النقد بين النتائج والوسيلة، وأكثر من هذا، الخلط بين شخصية باحث في تاريخ النظرية النقدية والأدبية، ودارس للاتجاهات والمدارس النقدية، والمهتم والمثقف بتطورات الحركات النقدية بأبعادها المختلفة إيديولوجياً واجتماعياً وثقافياً واقتصاديا وسياسيا قبل أن تكون أدبية بين نقد سردي ونقد شعري، ومنها نقد النقد..

ان للصحافة دورا كبيرا في أغناء النقد، من خلال التعقيبات النقدية على ما ينشر ويكتب بهذا الخصوص من دراسات ومقالات، اذ أن من الممكن ان يتطور الرد او التعقيب على مقالة ما الى جدل وحوار ومن ثم يتطور الامر ربما الى نشوب معارك نقدية ينتج عنها نقد مستوفٍ الشروط ، نقد مثقف يستند في رؤيته الى تطور مدارس واتجاهات النقد الحديث وما وصلت اليه الحركة النقدية في العالم.

ان لغياب ظاهرة التعقيبات النقدية في الصحف والمجلات العراقية اثرا كبيرا في الركود الثقافي الذي نعاني منه، اضافة الى عملية خلط الأوراق والأسماء الابداعية مع بعضها من خلال الممارسة النقدية، من دون التوقف لعملية فرز علمية ولو بشكل نسبي حتى يمكن من الانتباه لتجربة ابداعية مهمة وتحديدها والاهتمام بها والعمل على متابعتها وانضاجها بشكل علمي ومهني خاضع لدراسة مسبقة.

كذلك الحال بالنسبة للدوريات الادبية واثرها في اغناء مسيرة النقد الادبي والفني وتطويره، اذ أن معظمها يعتمد على نشر النصوص الشعرية او السردية من غير متابعتها في اعداد قادمة مثلما كان معمولاً به في مجلة الاداب اللبنانية وغيرها من المجلات التي تصدر في مصر ودول أخرى، واذا كانت هناك دراسات فمعظمها سطحية واحياناًٍ تخضع للمجاملة، مع غياب تام لدورية ثقافية تعنى بالنقد وتطويره وتقديم دراسات عالمية جديدة في هذا المضمار المهم والحيوي في دفع عجلة الثقافة، مع غياب شبه تام للدراسات والمقالات المترجمة، وهذه نقطة تسجل على المهنيين المتخصصين بالترجمة، اذ يذهب الكثير من جهدهم وعملهم منصباً على ترجمة النصوص الادبية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال


.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا




.. بطريقة كوميدية.. الفنان بدر صالح يوضح الفرق بين السواقة في د