الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوادر خطيرة

فرات مهدي الحلي

2009 / 10 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اصدر مجلس قيادة الثورة في العهد البائد تشريعا ينصُ على كتابة البسملة في كل عريضة حكومية تصدر أو تقدم لأي دائرة من الدوائر الدولة إبان فشل الحكومة في تدارك وقيعة الهزيمة بعد غزو العراق للكويت الشقيق و اعتماد النظام على الدين وما سمي آنذاك "بالحملة الإيمانية" ولكن الغريب أن الشركة الوطنية لصناعة الخمور رفعت إلى المجلس استفسارا حول التشريع فاستثنيت بتشريع ثاني .
و فيما لا شك فيه أن ذاك التشريع كانت غايته الأساسية هي استغفال الناس و الضحك على ذقونهم , وكان هذا رأي كل الحاضرين قبل أيام في مقهى الشابندر ببغداد , قال احدنا هو ليس مسلما بأنه كتابة البسملة هي كفر في دينه , و قال أن التعايش السلمي و الديمقراطية لا تعنيان أبدا دكتاتورية الأغلبية , فكل دساتير الكون تقر بالقول و الفعل على حرية العقيدة و الانتماء , فانبرى احد الزملاء قائلا بان البسملة رغم اعتراض صاحبنا غير المسلم قد لا تمثل شيئا أمام ما يكتب اليوم في الكتب الصادرة عن الكثير من الدوائر الدولة العراقية الجديدة و منها كليات التربية و العلوم في جامعة بغداد , فحذفت البسملة و استبدلت بعبارة " أن هذا القران يهدي للتي هي أقوم " و واصل أن هذا أيضا قد تم بتوجيه من سلطات عليا !
واصلنا الحديث حتى توقف احد الإخوة عن عبارة "القران دستورنا" التي كُتبتْ على الجدران الكونكريتية في حي العدل و الجامعة وأحياء أخرى ببغداد بعد أن استطاع الجيش العراقي من فرض الأمن و الانتصار على الإرهاب هناك ...
أن مثل هذه الأعمال " التبشيرية" التي تشوه صورة الدولة المدنية و تنتهك حقوق الغير من الأقليات وحتى الملحدين في العيش في وطن حر تُدعم بصورة أو بأخرى من مؤسسات كبيرة في داخل و خارج العراق ومنها هو التثقيف بهذه العبارات حتى في حديث بعض المثقفين العراقيين في وسائل الإعلام وكل ذلك يتم بدعم أسعار الكتاب الديني , فوفق الاستطلاع البسيط الذي قمنا به بعد مغادرتنا المقهى وجدنا ان سعر احد الكتب الدينية ذو طباعة حديثة و مجلدة تربو على 499 صفحة هو أربعة الآلاف و خمسمائة دينار عراقي أي ما يعادل 3.7 دولار أمريكي فقط هذا إلى جانب النشاط غير المسبوق للكتاب الديني في شارع المتنبي , كل ما ذكر هي بوادر لمجتمع قمعي يرفع شعار الحرية الاجتماعية و الفكرية , و يبشر بمجتمع لا يعرف عن الديمقراطية غير الانتخابات التي تجرى بين حين و أخر .
ولا أريد أنا أو نحن مصادرة حرية المسلمين أو غيرهم في هذا الوطن , ولكن لا نرضى أن نتقوقع تحت عباءة احد السادة و المشايخ حين نقصد أحدى مؤسسات الدولة لطلب غاية ما كعراقيين نحب هذا الوطن و نريد له نظاما متكاملا سياسيا و اجتماعيا , فحرية الجميع مكفولة لكن التعدي على حرية الآخرين و فرض الرؤية الواحدة و التجاوز على الدستور غير مقبول مطلقا , هذا إلى جانب اعتراضنا على موقف أي دستور من الأديان و اعتمادها كمصادر أساسية للتشريع و لا بأس أن أصبحت احد مصادره ...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يهدد بإيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل ما تبعات هذه الخ


.. أسو تتحدى فهد في معرفة كلمة -غايتو- ????




.. مقتل أكثر من 100 شخص.. برازيليون تحت صدمة قوة الفيضانات


.. -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال




.. تحديات بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد.. هل تتجدد