الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحشُ يهاجم العراق اسمه -المخدرات-

سعد صالح

2009 / 10 / 21
حقوق الانسان


من الطبيعي إن تلجأ الدول المحتلة التي تغزوا بلد أخر إلى استخدام كافة الأساليب التي تؤدى إلى القضاء على الروح الوطنية التي تدفع بأبناء البلد الى مقاومة الاحتلال، خاصة اذا كان الغازى يملك خبرة فى المجال كما هو الحال مع أمريكا ، لكن ليس من الطبيعى ان يساهم من يفترض انهم امناء على المجتمع كبعض المسؤولين، فى غض النظر عما يجري، والوقوف موقف المتفرج، وربما المشاركة فى ما يحصل، اذ حين يكتمل تحالف الفساد بين العاملين على الاتجار بالمخدرات، والمسؤولون الذين يبحثون عن العمولات فى بلد تكاد تعمه الفوضى، فعلى المجتمع السلام .!
لأميركا سجل اسود فى استخدام المخدرات كسلاح لا يقل خطرا عن الاسلحة الاخرى المستخدمة، وما حرب الافيون التى شنتها أميركا وبريطانيا ضد الصين، الا نموذجا يؤكد هذه الخبرة القذرة.
فى النموذج الثاني، يمكن ملاحظة ان بريطانيا وامريكا فى احتلالهما لأفغانستان، استخدمتا نفس السلاح، حين قامتا بتسهيل تجارة المخدرات بل وشاركتا فيها، وحين عملتا على ادخال كافة المعطيات التى تؤدى الى الانفلات والدخول فى عالم الجريمة والرذيلة، تحت مسمى الانفتاح الديمقراطي. هذا الامر، يبدو انه يتكرر فى العراق تدريجيا، حيث تفصح الارقام التى تتحدث عن الشبان الذين سقطوا فى فخاخ المخدرات بأن الامر كارثة بامتياز، فى بلد لطالما كان يفخر بخلوه من هذه الافة المدمرة، وهذه مسألة حقيقية.
لا يكفى ان تقوم بعض المواقع او وسائل الاعلام بالاكتفاء بنشر الاحصائيات والتقارير الخاصة بهذا الجانب، اذ يحتاج الامر الى اكثر من ذلك بكثير، كما لا يكفى ان نقوم بتشخيص الحالة وحسب، اذ يجب العمل على اجتثاثها، قبل ان يصبح الامر اكثر صعوبة مع تنامى انتشار هذه الظاهرة، فالظاهرة التى لم تكن موجودة قبل الاحتلال، وجدت بعد دخول قوات الاحتلال الأمريكى البريطاني، حين سمح لمروجى المخدرات بأنواعها المختلفة بإدخال سمومهم إلى العراق الذى كان من البلدان الخالية من هذا الوباء قبل مرحلة الاحتلال من بعض بلدان الجوار.
انعدام الرقابة، ليس بسبب تردى الوضع الأمنى فى البلد طيلة السنوات الماضية وحسب، وانما لأن هنالك رغبة للمحتلين فى انتشار هذه الافة، ولذلك فقد سُمح للذين يتعاطون المخدرات أو الذين يتاجرون بها بممارسة أعمالهم دون أن يتعرضوا لأية ضغوطات، الأمر الذى ساهم فى زيادة أعداد المدمنين فى العراق بشكل خطير رغم عدم وجود إحصائيات دقيقة فى هذا المجال لكون ظاهرة الإدمان وتعاطى المخدرات من الظواهر التى يستهجنها المجتمع العراقي، لذلك فإن الكثير من المدمنين لا يكشفون عن إدمانهم، كما أن ذويهم أيضا لا يكشفون عن إدمان أبنائهم، لأن ذلك سيجلب العار لهم عند المجتمع، بحسب تشخيص بعض الاطباء العراقيين العاملين فى معالجة ظاهرة الادمان.
ومؤخرا أبدت الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات في العراق قلقها المتزايد حول نشاط عصابات تهريب والاتجار بالمخدرات داخل العراق هذا ولقد سجلت الإحصائيات ورغم حداثتها وجود أكثر من 6037متعاطيا للمخدرات بجميع أنواعها وذلك في جميع المحافظات وتأتي في مقدمة هذه المحافظات (محافظة كربلاء التي سجلت 679 متعاطيا ) (محافظة ميسان 286متعاطيا ) ، إما ( محافظة بغداد وصل عدد المتعاطين 717متعاطيا ) ( محافظة كركوك 240متعاطيا )هذا ويعتبر المصدر إن هذه الإحصائيات مازلت غير دقيقة بسبب افتقارها للبيانات الرسمية .
ولقد أفاد المصدر وهو عضو في الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات بالعراق إن الحرب خلفت فوضى وانفلات امني مريع حيث كان ذلك سبب في تنشيط حركة مافيا المخدرات الدولية بالعراق ولقد عملت هذه العصابات على جعل العراق محطة ترانزيت نحو دول الخليج ودول إقليمية أخرى.
هذا وتفيد التقارير صادرة عن مكتب مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة إن هناك ممرين أو طريقان رئيسيين للمخدرات الي العراق الذي أصبح يعتبر مخزن للتصدير تستخدمه عصابات مافيا المخدرات مستفيدة من حدوده الطويلة التي بها ثغرات واسعة ومخترقة من الناحية الأمنية بسبب عدم وجود قوات أمنية كافية من اجل حراسة ومراقبة امن هذه الحدود .هذا وتقوم بعض العصابات الإيرانية وبعض عصابات الأفغانية التي تعمل في مجال تهريب والاتجار في المخدرات باستخدام .

- (الممر الطريق الأول) ويمر عبرالحدودالشرقية التي تربط العراق وإيران(يستخدم هذا الممر العصابات الإيرانية والأفغانية ) .
- (الممر الطريق الثاني ) ويمر عبر وسط آسيا الي إقليم كردستان وصلا الي أوروبا الشرقية (وتستخدم هذه الطريق عصابات مخدرات من منطقة وسط آسيا ) .
وبالإضافة الي عدد من الممرات البحرية الواقعة على الخليج العربي الذي يربط دول الخليج مع بعضها البعض .
ولقد ذكر التقرير إن العراق لم يعد فقط محطة ترانزيت للمخدرات وإنما تحول الي منطقة توزيع وتهريب المخدرات وأصبح معظم تجار المخدرات في شرق آسيا يرسلون بضاعتهم نحو العراق ومن العراق يتم شحنها الي الشمال حيث تركيا والبلقان منها الي أوربا الشرقية . ومن العراق يتم شحنها الي الجنوب والغرب حيث دول الخليج وشمال أفريقيا .
هذا ولقد ذكرت بعض المصادر إن عصابات تهريب والاتجار بالمخدرات أصبحت أكثر تنظيما وانتشارا وخطراً وتسير وفق قواعد وأسس من التنظيم والهيكلة على درجة عالية من الكفائة والدقة كما أصبح لها شبكات تجند مجموعات من العراقيين كما تستخدم السلاح في القيام بنشاطها .
هذا ولقد وجه المسئولون في مكتب الأمم المتحدة الاتهام حول عمليات التهريب المخدرات للعراق الى ( إيران ). وإيران فضلا عن كونها تعاني من مشكلة المخدرات ( الإدمان ) وباتت إيران تشكل معبرا لتهريب و الاتجار بالمخدرات بكافة أنواعها الي العراق .
وعن تزايد أعداد المرضى المدمنين أكد الطبيب باسم دواد في مستشفى ابن رشد المستشفى الوحيد في العراق الذي يتولى علاج حالات تعاطي المخدرات والذي يعد من أكبر مؤسسات العلاج النفسي في العراق ، ومقره بغداد أن “حالات تعاطي المخدرات ارتفعت أعدادها بعد عام ،2003 ومعظم المتعاطين رجال يتناولون مواد مخدرة وعقاقير طبية كتلك التي تستخدم لتخدير المرضى في غرف العمليات ولتخفيف الآلام أن حالات الإدمان زادت بنسبة 75%.
ورغم أن هذا المستشفى كان يستقبل العديد من حالات الإدمان على المخدرات وحبوب الهلوسة في عهد النظام السابق، إلا أن الوضع العام للإدمان بات أكثر انتشارا من قبل، وأصبح منظر المراهقين والأطفال في الشوارع أكثر بشاعة، خاصة وهم يقومون بشم مواد مخدرة بدائية عالية السمية، مثل البنزين والتنر وغيرهما، وبات بعضهم، وبإرشاد جانحين كبار، يتعلم كيفية صنع مواد أخرى غير مألوفة تعطي نفس الأثر. وبينما كان التعاطي يقف عند حدود عمرية بين 17 ـ 18 سنة، أصبح يشمل الآن فئات يعمر 14 عاما وربما أقل، وبالطبع تعد هذه إحدى نتائج تحول البلد إلى ساحة تعبث بها مافيا الجريمة. يضاف إلى ذلك أن وصلت الحال في العراق إلى قيام أول سوق علني لترويج المخدرات في بغداد، وتحديدا قرب ساحة التحرير ومنطقة البتاوين، وتحت مظلة الحرية والديمقراطية التي منحت لهذه التجارة الفاسدة شيوعا غريبا.
ويشاع في أوساط صحية عراقية، أن بعض جنود قوات التحالف يتعاطون المخدرات ويروجون لها. وفي هذا الصدد كشف أحد الأطباء العاملين في لجنة إتلاف المضبوطات أن مركز التطوير التابع لوزارة الصحة الذي كانت تجري فيه عمليات الإتلاف بحضور مندوبين عن الوزارات المعنية، كان يحتوي على ما يقارب 800 كيلوغراما من المخدرات المرسلة من شعبة المخدرات في وزارة ألداخلية وبعد دخول القوات الأميركية إلى العراق تعرض المخزن إلى عملية تفتيش، وتم أخذ المخدرات إلى جهة مجهولة بدون إعلام وزارة الصحة بذلك.
وتقول راند (اسم مستعار)- اضطرت، بعد مقتل والديها، الانتقال عند عمها/ خالها المدمن على المخدرات- أجبرها على بيع المخدرات لتوفر له حاجته من هذه المادة مجاناً. وبعد ذلك أصبحت هي نفسها مدمنة على تعاطي المخدرات. قبل أسبوعين تم اغتصابها من قبل تاجر مخدرات، وأخبرها بأنه أشترى سكوت عمها/ خالها بإعطائه كمية كبيرة من الكوكايين. رتبت أمرها وهربت، وبعدئذ عثرت وكالة محلية على هذه الطفلة المجروحة المحطمة. كانت محظوظة بدرجة كافية لتجد شخصاً لمساعدتها.
أن هناك تزايد واضح في أعداد المدمنين على المخدرات في العراق بالإضافة إلى انتشار المزارع الخاصة بالمخدرات. وتتراوح أدوات ترويج السموم البيضاء إلى داخل العراق بين تجار رأسماليون يطمحون للربح في مجتمع استنزفته الحروب والطائفية مستغلين ضعف الأداء الأمني الحكومي علاوة على أدوات حكومية تسهل عملية دخول المخدرات للعراق من إيران مستغلة مناصب لها في السلطة لتتقاضى من تجار كبار ودول عمولات خيالية ، كما تلعب التسهيلات التي يقدمها مهربون محترفون عبر الحدود دورا في دخول المخدرات إلينا.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات| هل تصبح فلسطين عضوا في الأمم المتحدة بعد التصويت السا


.. -أين المفر؟-.. تفاقم معاناة النازحين في رفح




.. الغرب المتصهين لا يعير أي اهتمام لحقوق الإنسان في #غزة


.. الأونروا: أوامر إسرائيلية جديدة بتهجير 300 ألف فلسطينى




.. رئيس كولومبيا يدعو لاعتقال نتنياهو: يرتكب إبادة جماعية