الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن المسكون

الحكيم البابلي

2009 / 10 / 22
الادب والفن


لاشيئ يُغذي وينمي الخوف والرعب أكثر من الجهل . وأينما يكون المجتمع الجاهل ، تتواجد معهُ الأساطير والخرافات وحكايات الجن والعفاريت بأنواعها المُفزعة والمُضحكة على حدٍ سواء
في بداية الخمسينيات ، كانت مدينة بغداد تحوي العديد من البيوت المسكونة بالجن والعفاريت .. حسب زعم الناس في ذلك الحين . في أيام طفولتي تلك كانت عائلتنا تسكن منطقة ( سبع قصور ) التابعة لضاحية الكرادة الشرقية . وحسب مودة ذلك الزمان فقد كان في محلتنا واحدة من تلك البيوت المسكونة بالجن . كانوا يسمونه ( بيت أبو النبكة / كاف فارسية ) ، والنبكة أو النبقة هي شجرة السدر . وكانت النبكة الموجودة في حديقة ذلك البيت المسكون كبيرة عملاقة تغطي أغصانها مساحة كبيرة من الحديقة المهجورة المليئة بالحشائش والنباتات البرية ، كذلك تُغطي جزءاً كبيراً من سطح ذلك البيت
تقول الروايات أن إمرأة طيبة كانت تسكن ذلك البيت مع ولديها الشابين ، وتشاء الصدف السيئة أن يحب كلا الأخوين إبنة عمهم الشابة الحلوة ، وبسبب ذلك تنمو خلافاتهم وتتعمق في جذرها وتتطور الى إشتباكات جسدية عنيفة غالباً ما كان يتدخل الجيران لفضها
في ليلة ما ، وخلال أحدى المشاجرات ، يقوم أحد الأخوة بطعن الأخ الأخر عدة طعنات بسكين المطبخ ، ويلاحقه الى خارج الدار ويذبحه من الوريد الى الوريد عند شجرة النبق العملاقة . حدث كل ذلك في ليلة شتائية عاصفة ممطرة من ليالي بغداد في الأربعينيات . وقيل أن الأخ القاتل إختفى تماماً ولم يسمع لهُ خبر بعد ذلك الحادث أبداً ، وزعم بعض سكان المنطقة أنه إلتجأ الى الجن وأصبح واحداً منهم . ويحكي بعض الجيران أنهم كانوا يسمعون صراخ الأم الهستيري المرعب في الليالي الشتائية الممطرة حين تزورها ذكريات ولديها ويُهاجمها الشوق بلا رحمة ، وقيل أنها هجرت ذلك البيت بعد سنتين زاعمةً أن روح ولديها تطوفان في البيت مع الجن والعفاريت ، وإنها ترى شبحا ولديها أحدهما يركض ودشداشته ملطخة بالدماء ، والأخر يتبعه وبيده سكين المطبخ الطويلة وهي تقطر دماً
أما الناس الذين كانوا يعيشون حول بيت ( أبو النبكة ) فقد راحوا عبر السنوات التي تلت تلك الحادثة يرددون حكايات وشائعات مُفزعة لا يعرف أحد مدى صحتها عن ذلك البيت المسكون ، حيث أن أخباراً من هذا النوع هي حديث لذيذ للعامة يتداولوه بشغف وينموه ويهولوه حتى يُضاهي الخرافة غرابةً وخيالاً
يقول الجيران أنهم كانوا يسمعون أحياناً أنيناً وعويلاً كعواء الذئاب ، مُقترناً بضحكات هستيرية خشنة تقشعر لها الأبدان . ويتهامس آخرون عن كون الحجر يرتد الى راميها إذا قُذفت بأتجاه ذلك البيت ، ويُقسم البعض بأغلظ الأيمان أنهم كانوا يسمعون في الليالي الشتائية المُمطرة أصوات إحتفالات غريبة تُصاحبها أصوات دفوف وصنوج ودمامات وغناء بألحان ناشزة مُزعجة وأصوات حادة ولغة غريبة بأصواتها
كذلك زعم بعض هؤلاء الناس - وجلهم من الأميين - أن شجرة النبق تضاعف حجمها بعد أن إرتوت جذورها من دماء الأخ المذبوح ، وتقول الشائعات أن من كان يأكل من نبق تلك الشجرة كان يصيبه الأسهال وحالة من الغباء لمدة يوم أو أكثر . ولطالما إستغل صبية وأطفال محلتنا تلك الشائعة لصالحهم حين كانوا يزعمون لذويهم أنهم أكلوا من نبق شجرة البيت المسكون ، ولهذا أصابهم الغباء وسقطوا في الأمتحان المدرسي لذلك الأسبوع أو الشهر ، كان الأهل يبتلعون الكذبة على مضض لأنهم من خلقها ، فيعنفوا أولادهم وينهوهم عن أكل نبق تلك الشجرة الملعونة وكأنها شجرة آدم وحواء
أما أنا فبعد سقوطي في إمتحان درس الحساب كالعادة ، حملتُ كذبة ( الغباء النبقي ) وبتردد الى والدي الذي كنتُ أعرف أنه ( مفتح باللبن ) ، أو كما كانت تقول عنهُ والدتي ( راضع وية الجني ) ، وكان نصيبي علقة ( بسطة ) عراقية شديدة أطارت من رأسي كل عفاريت الكذب وحذلقات الجن

********************
تمر الأيام بلا أحداث كبيرة على تأريخ محلتنا ، وذات يوم تنتشر في المحلة مفرزة شرطة كانت تُلاحق أحد المُتهمين بالشيوعية يومذاك ، كان إسمه ( حمزة ) ، من سكنة المنطقة ، ويقول شرطة المفرزة أن إخبارية وصلتهم تفيد بأن حمزة كان يسب الحكومة والملك ونوري السعيد أثناء تردده على مقهى الطرف
كان حمزة رجلاً أمياً من عامة الشعب ، بسيط المدارك وعلى شيئ من الغفلة ، كان كل ما يفهمه عن الشيوعية هو إنها نظام سيأخذ أموال الأغنياء ليوزعها على الفقراء بالتساوي ، وإن مقام الوزير سيكون كمقام الفراش ، وكان في أثناء الليل يقوم بألصاق المناشير المُحرضة على الثورة فوق جدران البيوت وأعمدة الكهرباء ، وكان يقول لأطفال المنطقة مُباهياً بأنه سيكون مُختار محلتنا بعد الثورة
وهكذا راحت شرطة المفرزة تطارد وتلاحق حمزة من شارع لشارع ومن منعطف لأخر الى أن حاصروه وشددوا عيه الكماشة أمام البيت المسكون . وكما تقول خطبة طارق بن زياد ( البحر من ورائكم والعدو من أمامكم ) ، وعلى هذه الصورة وجد حمزة نفسه في موقفٍ لا يُحسد عليه ، أمامه شرطة نوري السعيد وبأيديهم أحدث ( الصوندات والتواثي ) ، والكلبجات تتلامع في أحزمتهم . وخلفه كان يجثم بهدوء وعفرتة ( بيت أبو النبكة ) ، بنوافذه المكسرة الزجاج وشكله الكئيب الغامض ونبقته العملاقة وبابه الداخلي الخشبي المفتوح على مصراعيه كفك عفريت يتربص الطريدة
فكر حمزة للحظات ، وأظنه فضل عفاريت الجن على عفاريت الحكومة ، فلم يكن منهُ إلا أن عبر سور الحديقة الواطئ ودلف بلا أدنى تردد الى عمق ظلمات البيت المسكون
أسقط في يد مفرزة الشرطة . لم يصدقوا أن حمزة من الجرأة والشجاعة لهذه الدرجة المجنونة . وقفوا أمام البيت المسكون وعلامة إستفهامٍ كبيرة فوق وجوههم البلهاء . كانوا ينتظرون قرار وأوامر مفوض الشرطة الذي وصل بسيارة جيب وترجل منها وعصاه الغليظة في يده . كان يتضح من شكله أنه أبن ذوات ، قصير القامة ، يميل الى البدانة ، أحمر الوجه ، مُنتفخ الأوداج وكرشه الصغير يتهدل بكسل فوق نطاقه الأسود اللماع العريض ، وأكثر ما كان يثير الضحك في هذا الرجل كان صوته الأنثوي الرفيع النبرات ، ولهجته المصلاوية ، وصلعته اللماعة التي تجلس على مقدمتها وفوق الجبهة بالذات خصلة شعر مشعثة حمراء
كان الناس قد تجمهروا في الشارع خلال دقائق ، فهذا حدث خطير وكبير ومثير في تأريخ محلتنا ، وحتى عرس الملك لن يكون أكثر إثارةٍ منه
جاء الناس من كل حدب وصوب ، وتحول الشارع الفرعي الهادئ خلال وقتٍ قصير الى مهرجان عام ، فهذا بائع الكبة وقد نفدت بضاعته بسرعة فهرول على عجل ليأتي بأحتياطي الكبة المخزون في بيته ، وهذا بائع اللبلبي ( الحمص ) يقف بفرح قرب عربته الخشبية المزوقة بألأمثال الشعبية والتعاويذ الدينية ( محروسة سبع الدجيل ) وهو ينادي بأعلى صوته ( يلبلبي ويلبلوب .. وبعانة ترس لجيوب ) ، وهنا بائع العمبة ( أم الشريس ) والصمون ، ، وهناك بائع السميط ، وهذا أبو الفشافيش وقد عسكر بمنقلته وأدواته فوق رصيف الشارع ومهفته تتسارع يميناً ويساراً فوق جمرات فحم المنقلة التي تشبه جمرات عيون العفاريت التي كانت ترافق ليل طفولتنا . وها هم شباب المحلة وقد إرتدوا أجمل دشاديشهم وعيونهم تحط بشراهة ونهم فوق أجساد شابات المحلة وهن يتمايلن ويتغنجن بدلال بصحبة أمهاتهن ، أما أنا وأطفال المحلة فقد أحضرنا من بيوتنا دفوف ومقارع وقدور وأواني نحاسية مختلفة الأحجام والأنواع ورحنا نقرع ونغني ونصفق ونرقص ونتقافز كالسعادين على لحن الأهزوجة الشعبية الشهيرة التي رحنا نكررها بلا ملل
حمزة كمز كمزة ضرب طوب كتل خمسة
حمزة كمز كمزة ضرب طوب كتل خمسة
كان رجال الشرطة الأربعة يحاولون إسكاتنا كي يصغوا لأوامر مفوض الشرطة الذي راح بصوته الأنثوي المُضحك ولهجته المصلاوية يأمرهم بالدخول الى البيت المسكون وإلقاء القبض على حمزة قائلاً
- إدخلوا علينو ، إبسطونو .. وقتلونو .. وِفْجِخونو .. وجغجغونو .. وبهذلونو .. وِنعَلو إمو وأبونو
إجتمع رجال الشرطة فيما بينهم ، كانوا مرتبكين وقد تطيروا هلعاً وخوفاً ، وبسرعة قرروا الأحجام عن الدخول الى البيت المسكون ، تقدم العريف ( مهاوش ) من مفوض الشرطة وأبلغه رفض رفاقه . ضاق مفوض الشرطة برفضهم ذرعاً ، ولجأ الى اللين ووعد كل واحد منهم مبلغ 100 فلس إذا هم نفذوا أوامره ، ومرة أخرى يجتمع العريف مهاوش مع رجاله المفزوعين ويتقدم بعدها العريف من مفوض الشرطة ليخبره بأن كل شرطي سيتبرع للمفوض بمبلغ 150 فلساً إذا هو تقدمهم في عملية الأقتحام . تثور ثائرة مفوض الشرطة الذي راح يكيل لرجاله كل أنواع السباب بلهجة ( القيق والقاق ) وبصوته الأنثوي الذي أثار ضحك الناس حول مسرح الأحداث
ومرةً أخرى يحتل المشهد أطفال المحلة وهم يترنمون بأهزوجتهم الشعبية التي اضاف لها أحد شيوخ المحلة مقطعاً جديداً يليق بالمناسبة فصارت
حمزة كمز كمزة ..... ضرب طوب كتل خمسة
حمزة إنكلب جني ..... طارت روحة وبقة رمسة
وأخيراً يحل المساء ، ويقرر مفوض الشرطة إنقاذاً لماء وجهه .. محاصرة البيت المسكون الى صباح اليوم التالي ، عسى أن يعض الجوع معدة حمزة ويخرج مستسلماً . لكنه لم يكن يدري بأن الطعام والماء قد تم تهريبهما الى حمزة قبل حلول الظلام
مر الليل ببطئ شديد لأننا لم نستطع النوم ، كنا فوق سطوح بيوتنا نتمدد على أسرتنا تارة ، ونراقب مفوض الشرطة وأزلامه يفترشون بطانياتهم فوق رصيف الشارع تارةً أخرى ، بينما راح حمزة يعكر صفو وهدوء الليل وهو ينهق كالحمار مرة ، ويمعمع كالخراف مرةً أخرى ، ويصرخ ويعفط ويولول بأصوات مُضحكة محاولاً إرعاب وتخويف رجال الشرطة طمعاً في إحتمال هربهم خوفاً
قرابة الفجر يأس حمزة من محاولاته البائسة لتفريق الحصار حول البيت المسكون ، وإلتجأ الى آخر سهمٍ في جعبته فراح يغني ويسب الحكومة ربما إيماناً منه بالمثل الشعبي ( لمبلل ميخاف من المطر ) ، وراح صوته يعلو من باطن البيت المسكون ليشق سكون الليل
أنعل أبو الحكومة ..... آمين
وبجاه الله وسماعين ..... آمين
موت الكرف شرطتنة ..... آمين
نكسوا والله عُكلنة ..... آمين
بعد أن كرر حمزة تلك الكلمات عدة مرات ، راح الناس من سكنة البيوت المجاورة ينهضون من أسرتهم الصيفية فوق السطوح ويطلوا بدشاديشهم من خلف أسيجة السطوح ، وشيئاً فشيئاً بدأوا صغاراً وكباراً يشاركون حمزة غنائه ولعنته وتحديه للحكومة وشرطتها ، وراحت أصواتهم تنتقل مع نسيم الليل العذب المشبع بالرطوبة والندى ، ليصل الى شوارع مجاورة ومحلات قريبة
أنعل أبو الحكومة ..... آمين
وبجاه الله وسماعين ..... آمين
موت الكرف شرطتنة ..... آمين
نكسوا والله عُكلنة ..... آمين
لا أعرف ماذا كان شعور حمزة في تلك اللحظات ، وهو يسمع أبناء محلته ووطنه يساندوه ويتعاطفون معه وهو في ظلمات موقفه وظلمات البيت المسكون ؟ لكنني أتصور بأنه في خلال تلك اللحظات الحرجة العصيبة من حياته كان مستعداً لمواجهة كل سرايا شرطة نوري السعيد ، وكل جحافل الجن والعفاريت والمردة والغيلان
ضاع الصوت الأنثوي لمفوض الشرطة بين أصوات غناء الناس وهو يطلب منهم أن يكفوا عن سب الحكومة والشرطة ويتهددهم بالويل والثبور وعظائم الأمور ، وعندما يأس من ذلك عمد الى مسدسه الكبير وأطلق في الهواء عدة عياراتٍ نارية . وبقدرة قادر إختفت كل الرؤوس المُطلة من فوق سطوح المنازل بسرعة عجيبة . وقف على أثرها مفوض الشرطة بزهو وهو يتلمظ إنتصاره الميمون بعد نهارٍ ملئه الفشل ، زم شفتيه وأعاد مسدسه الى قرابه وهو يجيل نظره فوق السطوح يميناً ويساراً بتحدي ، وراح صارخاً وبكل ما أسعفه صوته الأنثوي من حدة وعنجهية معززاً إنتصاره الباهت
- كليب ولاد الكليب ... ينعل أبوكِم وبو الخَلَفكِم
لم يتجرأ على إجابته أحد ، إلا أن رقية صغيرة هوت من حيث لا يدري وإستقرت مهشمة على أرضية الشارع قرب قدميه . ساد الشارع صمتٌ عميق شامل لم يكن يقطعه غير نقيق الضفادع بين الحين والأخر ، ولم يُسمع صوتٌ آخر الى أن إنبلج الصباح

**********************************
تجمهر الناس على جهتي الشارع وحول سياج البيت المسكون قبل أن تشرق الشمس بقليل ، وكأن سوق عكاظ قد تحول الى شارعنا الفرعي ، وكان جميع الباعة المتجولين يتوقعون يوماً دسماً وكما يقول المثل ( مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ ) . أما مفوض الشرطة فكان يحاول وبكل أدب الطلب من أصحاب البيوت السماح له بأستعمال مرافقهم الصحية لقضاء حاجته الصباحية ، إلا أنهم رفضوا طلبه بتعمد وبحجة وجود نساء في بيوتهم ، مما إضطره وعلى عجل للذهاب الى أقرب جامع لقضاء حاجته ، بينما البعض يقهقه تشفياً
إنتصف النهار ومفوض الشرطة لا يزال يفكر بطريقة يُخرج بها حمزة من بيت ( أبو النبكة ) . وفجأةً توقفت سيارة شرطة ثانية وترجل منها ضابط شرطة وقور الملامح أبيض الشعر متجهم الوجه وعلى أكتاف بدلته الكاكية اللون تنام عدة نجمات لماعة . كان برفقته ثلاثة شرطة كبار الأجسام مكفهري الوجوه تنم عيونهم عن شرورٍ وسوء نية
تقدم الضابط الأنيق عدة خطوات وهو يضع يده اليسرى خلف ظهره بينما يتدلى من يده اليمنى سوط قصير رفيع مصنوع من الجلد الأسود اللماع . هرع مفوض الشرطة وازلامه مرتبكين ووقفوا أمام الضابط وقدموا له التحية العسكرية بحزم وقوة وبساطيلهم الثقيلة تدق أرضية الشارع بشكل مبالغ فيه وهم يصرخون : سيدي
سألهم الضابط بهدوء عن الحادث ككل ، وراح مفوض الشرطة يشرح بالقيق والقاق ما حدث يوم البارحة ، وأوضح بأن شرطته خافوا من إقتحام البيت المسكون وخاصة لأن الوقت كان ليلاً . إغتاظ ضابط الشرطة وصرخ بأعلى صوته : ولك لو جايبين حساوي ( بغل ) هم جان دبرهة أحسن منك .
راح الناس يضحكون ويقهقهون تشمتاً وعندما إلتفت الضابط نحوهم بغضب سكتوا وتراجعوا عدة خطوات . عاد الضابط الى هدوئه وراح يتكلم بصوتٍ عالي أظن أراد إيصاله الى الناس وإلى حمزة بصورة خاصة . أمر أتباعه أن يُنزلوا عدة صفائح من النفط الأبيض من سيارته ويرشوها فوق جدران البيت المسكون وحديقته
بعد دقائق إنتهوا من رش المكان بالنفط الأبيض ، تقدم الضابط من سياج الحديقة الواطئ وراح يخاطب حمزة بصوتٍ عالي
- إسمع لك ، كلب ، تطلع بالعيني والأغاتي تطلع ... ما تطلع راح إنطلعك مشوي مثل الكباب ، عندك خمس دقايق .. وقد أعذر من أنذر ، وإذا ما طِلَعِت ما راح يتلحكلك لا طنطل ولا سعلوة ، ولا لينين ولا ستالين
إنتهت فترة الخمسة دقائق ولم يخرج حمزة ، تقدم الضابط وبيده حزمة يابسة صغيرة من أغصان الأشجار وراح يُضرم فيها النار من ولاعته ، دخل الى حديقة البيت المسكون ، ساد بين الناس صمتٌ عميق لم نكن نسمع في خلاله غير صوت طقطقة إحتراق حزمة الأغصان بيد الضابط وأصوات إبتلاع كل واحدٍ منا لريقه
رفع الضابط يده بالأغصان المحترقة عالياً وبدأ يعد بصوته الجهوري : واحد ... إثنين ... ثلاثة ... ، وقبل أن ينطق بالرابع ظهر حمزة على عتبة الباب الداخلي للبيت المسكون بثبات ورأسه مرفوع الى أعلى بشموخ وبطريقة مسرحية أجبرت بعض الناس المحتشدين الى إفلات ضحكات قصيرة شبه مكتومة
تعجب أغلب الذين يعرفون حمزة ، حيث لم تكن هذه الأمور من صفات شخصيته ، وخاصةً لأنه يقف أمام واحد من عتوية الحكومة الملكية . مشى حمزة بكل هدوء ووقار عبر حديقة البيت ، مجتازاً ضابط الشرطة الذي إرتسمت على وجهه إبتسامة ساخرة . وقف حمزة على رصيف الشارع ، وأدار وجهه لعدة جهات متفحصاً جموع الناس الذين إبتلع الصمت ألسنتهم ، وفجأةً صرخ بأعلى صوته : يحيا الوطن
وكأن نبياً حل بين جموع الناس الذين راحوا يصفقون ويهتفون ويهزجون ويتقافزون طرباً لهذه الشجاعة وهذا التحدي ، بينما النساء يهلهلن ويصفقن ويلقين أشعاراً شعبية . وفجأةً ينهال مفوض الشرطة بعصاه الغليظة ضرباً عشوائياً على رأس وجسد حمزة ، وحذا حذوه عدة أنفار من الشرطة ، فألقوا المسكين أرضاً وأشبعوه ضرباً ورفساً وتكديماً
ثارت ثائرة الناس وجن جنونهم وإشتبكوا مع رجال الشرطة بالأيدي ، وراحت الحجارة تنهال فوق رؤوس الجميع من كل الجهات ، وعلت أصوات الناس بكل أنواع الشتائم وأقذعها ، وبدأت بعض النسوة يهزجن بغضب : الخاين شعبة نكص إيدة ........ الخاين شعبة نكص إيدة
مرت دقائق قصيرة وقد ساد فيها الهرج والمرج ، تحركت سيارة الجيب مبتعدةً عن الجموع ، كان يعتليها أحد العرفاء الذي أزاح قماشاً كاكياً من فوق مدفع رشاش وراح يُطلق خرطوشاً من العيارات النارية في الهواء . أصاب الهلع الشديد الناس المدنيين ، وكان صراخهم يصم الأذان ، وخلال بضعة ثواني تبخروا كلهم ولم يتبق في الشارع غير الشرطة وضابطهم وحمزة الممدد فوق أرضية الشارع وهو يسبح بدمه غائباً عن وعيه ، وعلى بعد أقدام منهم كان البيت المسكون يجثم بهدوء في مكانه المعهود تظلله شجرة النبق العملاقة ، يحيطه صمتٌ مُطبق ، فحتى الجن والعفاريت هالهم ما شاهدوه في ذلك اليوم

******************************
تم الأفراج عن حمزة بعد إندلاع ثورة الرابع عشر من تموز . يقول ناس المنطقة التي تحولنا منها قبل الثورة بأن حمزة عاد الى محلته ، وكان يتواجد دائماً في مقهى المحلة ، صامتاً هادئاً كئيباً لا يُكلم أحداً ، وعيناه تحملقان أبداً في أفقٍ بعيدٍ غير مرئي ، وكأنه لم يكن موجوداً بين الناس ، وفوق جسده كانت تنام بضع ندوبٍ وأخاديد لجروحٍ قديمة
قال بعض الناس أنه فقد عقله في تلك الليلة المرعبة الرهيبة التي قضاها داخل البيت المسكون . ويقول آخرون أنه فقد إتصاله بالحاضر عبر كل عذابات سجن ( نقرة السلمان ) ، وكما تقول الأغنية القديمة :
نوبة يكولون إنصدع ...... نوبة يكولون إنجن
نوبة يكولون صابتة ...... بالراس جنية

***************************
يقول القادمون من العراق الى مهاجرنا هذه الأيام ، أنه لم تعد هناك اليوم بيوتٌ مسكونة بعد أن صعدت أسعار الأيجارات والعقارات حد الذروة . وهكذا نجد ان الجن والعفاريت والسعالي والطناطل وأرواح الموتى لم تكن إلا خيالات وسخافات أوجدها جهل الناس عبر عصور الغباء ، وإن الجن والعفاريت الحقيقيين هم نحنُ ولا أحد غيرنا ، فعندما يعبر أي كائن بشري حدود إنسانيته يتحول الى عالم الجن والعفاريت الذين يفتكون بالطيبين من البشر
اليوم وبعد مرور خمسين سنة على ذلك الحادث المُضحك المُبكي ، أتذكر كيف كُنا نقف متأملين غموض ذلك البيت المسكون ( بيت أبو النبكة ) ، كان واحداً من بيوت شارعنا وحارتنا ، وكم من المرات سال لُعابنا لنبق شجرته العملاقة
كُنا نقف صغاراً خارج أسوار البيت المسكون ، لا نتجرأ على دخول حديقته وإعتلاء نبقتهِ ، كُنا نتصور أن فيالق الجن تسرح وتمرح في غرفه وأروقته على هواها
واليوم نقف كباراً خارج أسوار وحدود الوطن ، نحمل جنية حبه التي أقفلنا عليها رؤوسنا ، ونراه ... تعيثُ فيالق الجن والعفاريت في مدنه وقراه ، وتُقدمُ القرابين البشرية في طقوسٍ وثنية على مذابح آلهته الغبية
أه يا أنتَ ... يا جذري
يا اُمي ....
يا جرحي ....
يا ألمي .....
يا شجرةَ النبق العملاقة ....
أيها الوطن المسكونُ بالشر ....
نحنُ مسكونون بكَ الى الأبد
تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مرحباً بالحكيم
رعد الحافظ ( 2009 / 10 / 22 - 08:41 )
أخيراً إستجبت لألحاح أصدقائكَ وأنا منهم بأن تكتب للنشر, سوى تعليقاتكَ الرائعة , التي نطاردها ونترقبها دوماً
هل تدري يا أخي حكاية البيت المسكون والجنية تكاد تكون في أعماق عقلي الباطن كأنها شيء حقيقي مثبت بالتجربة والبرهان العملي , بالرغم من إدراكي في عقلي العادي بأنها محض أوهام , لكني سأربط لك بين الأعتقادين وأسبابهم لدى الغالبية مستعيناً كعادتي بمعلمي الأول د. علي الوردي
أولاً :أروي لك الحدث الفعلي ..كان عمري بين السابعة والتاسعة أثناء تلك الفترة التي كنت أسمع أصوات المياه الجارية بتدفق قوي من حنفية الحمام في بيتنا في منطقة القناة ببغداد, كان ذلك اواسط الستينات من القرن الماضي
أصحى ليلاً والدنيا صيف ..والجميع نائم في السطح وصوت المياه المتدفقة مستمر..أنظلر حولي فأرى الجميع يغط في نوم عميق..اتفقدهم ثانيةً لأتأكد
فأجدهم حولي..طيب من يستحم في الأسفل هذه الساعة؟ لا أفهم
يشرح العلامة الوردي هذه الحالات كما يلي
للأنسان عقل ظاهر ملموس يقع ضمن الدماغ يقوم بجميع تصرفاتنا اليومية
والتي تتبع المنطق والعلم والتجربة العملية الملموسة وجميع تفاصيل الحياة
وعقل باطن غير ملموس مسؤول عن كل خوارق اللاشعور او مايسمى اليوم الباراسايكولوجي بفروعهِ المختلفة
المسألة المهمة ..أن ا


2 - أخي الكريم
قارئة ( 2009 / 10 / 22 - 11:01 )
طبعاً لا علم لدي بالحاح الأصدقاء عليك بالكتابة , لكن كان يراودني أمل أن تكسر الحاجز ذات يوم وتدخل فالبوابات قد شُرّعتْ والبساط قد فُرش , ولم يتبقّ اٍلا حضور صاحب الحفل الذي تأخّر . أهلا وسهلا , ها قد استبدلتُ البساط بالسجاد الأحمر , فعلى الرحب والسعة . القاعدة عندي الحضور , و لاءات ثلاث للغياب . شكراً للسيد رعد الحافظ على تولّيه دور البطولة لهذا الظهور


3 - اهلا بكم
عيساوي ( 2009 / 10 / 22 - 12:10 )
اهلا بكم العزيز الطيب الحكيم...
جعلتني اعيش في نفس الاجواء والشوارع باسلوبكم وعباراتكم. كانت في قلبي نشوة وانا اعيش احداث القصة، اعيش كل فقرة بضحكها او غضبها او حزنها.

شكرا لك كتابتك لنا


4 - مليحة
jone ( 2009 / 10 / 22 - 13:56 )
والله خوش حكووي من ايمة عوجاي جبتها بس قلي اغحموا لبوك حمزة خوش غجال زتونوا بالسجن وطلع بس هسع كم حمزة عدنا الدني خخبت اخو ومي مليحة ...


5 - الحكيم السينمائي
شامل عبد العزيز ( 2009 / 10 / 22 - 15:29 )
أهلين سيدي الكريم . جعلتني أعيش لحظات كنتُ قد عرفت منها الشي الكثير . لم أكن متواجداً في زمن الباشا نوري إلا من خلال ما نقرأه . أي الماضي .عندي صديق أشترى أحد البيوت التي يقولون عنها بأنها مسكونة بسعر بخس وحوله إلى جنة مليئة بالحوريات والجمال بدلاً من العفاريت والجن والسعلوة . لا جن ولا شياطين إلا في رؤوسنا . تحياتي أخي الكريم . مع التقدير
وبالمناسبة راح أزعل عليك لانك تحكي على أهل الموصل ورعد منهم


6 - بداية جميلة جدا
ياسمين يحيى ( 2009 / 10 / 22 - 15:42 )
اخي الكريم الحكيم البابلي لطالما اعجبت بتعليقاتك الجميلة والعقلانية والآن بمقالك الرائع هذا الذي يحمل قصة ممتعة ويناقش افكار متخلفة وخرافات تسكن عقول الناس بسبب تأكيد الاديان التي يؤمنوا بها لها . انا ياسيدي لا اصدق بوجود الجن والعفاريت ولكن تحيرني امور كالمبصرين والسحرة فهم يعرفوا اشياء عن الانسان لايعرفها الا هو ويستطيعوا عمل اعمال كالتفرقة بين الازواج وجعل انسان يحب انسان آخر وهذه الامور يعترفوا انها تحدث بمساعدة الجن لهم فكيف افسر هذه الامور وقد اثبتتها بعض الحالات التي سمعت عنها من ناس موثوقين وايضا مشاهدتي في القنوات الفضائية لبعض المبصرين المقتدرين الذين يشرحوا للمتصل حياته واسراره وماسيحدث له بعد خلال السنة القادمة لايمكن أن تكون هذه موهبة . . بداية جميلة وموفقة فقد استمتعت جدا بقصة حمزة واستفدت من فكرة المقال رغم استمرار حيرتي في موضوع الجن والعفاريت . شكرا لك اخي وأتمنى تعتبرني أخت وصديقة كما صديقك واخاك أخي رعد الحافظ . /ياسمينا


7 - هل انقرضت الجن؟
عبد القادر أنيس ( 2009 / 10 / 22 - 16:48 )
تسليتنا الوحيدة، في ليالي الشتاء الطويلة القارسة كانت حكايات الكبار، خاصة الأمهات، حول الجن والعفاريت وحول أحداث يروونها لك ويقسمون أنها حدثت فعلا. كانت هذه الحكايات تزيدنا ارتجافا على الارتجاف الذي كان يسببه له البرد في حجرات تنعدم فيها التدفئة بعد أن تضطر الأم إلى إخماد نار الموقف حرصا على التبن أو الوقيد (زبل الأبقار المجفف في الصيف). وقلما تجد شخصا لم ير الجن في الوادي أو بعض الخرائب أو عند العنصر كلما أخذ بهائمه لتشرب.
اليوم حلت وسائل ثقافية جديدة محل القديمة، فبعد الإذاعة جاء التلفاز ثم غزت مختلف الألعاب الإلكترونية عقول الأطفال والشباب. لقد انقرضت الجن والعفاريت التي كانت تستبد بليالينا وأحلامنا ونحن أطفال.
ففيم يحلم أطفالنا وشبابنا اليوم؟
المؤسف أن الشعوب الأخرى استغلت هذا التراث الخرافي في السينما والمسلسلات والرسوم المتحركة، أما نحن فقد صرنا مستهلكين لها، أو على الأقل أطفالنا وشبابنا، لقد حل بوكيمون وهاري بوتر محل جننا، كما عوّض زورو وروبن هود وسوبرمان أبطالنا الخرافيين .
كم أتمنى لو يتصدى المختصون بالدراسة لمدى تأثير كل ذلك على عقول ناشئتنا. لقد عطلت الخرافات التي تلقينا في الصغر تطور الوعي عندنا، فما مدى تأثير هذا البديل الجديد؟
تحياتي للأخ البابلي على قصته


8 - جائزتان في يوم واحد ؟
صلاح يوسف ( 2009 / 10 / 22 - 16:57 )
اليوم كتب الناقد والأديب كامل النجار مقالته الرائعة عن صنم محمد، وفي نفس اليوم يتحفنا الحكيم بقصة امتزج فيها الألم بالفرح بالحنين. كم أنت عاشق يا حكيم. كان بودي أن أرد على ملاحظات الأخت ياسمين، لكن أخشى أن يقلل ذلك من بهجة الاحتفال بهذه الملحمة. عموماً أنا لم اؤمن بالجن إلا طفلاً صغيراً، وبعد أن كبرت بحثت عنه في شتى أرجاء البلاد دون جدوى. المشكلة والورطة أن الناس كلها تؤكد وجود الجن ( طبعاً بسبب ذكره في القرآن )، بينما أنا نسفت ذلك الأمر مبكراً جداً.
أعتقد يا حكيم أن فترة الأربعينات لم تكن الكهرباء قد انارت الشوارع، وفي أجواء الظلام تنمو الخرافة ويصبح كل شبح لشجرة أو ظل ما يفسر على أنه جن، لا سيما في ليالي الشتاء حيث زئير الرعد وخرير المطر.
قصتك اليوم مشحونة غنية بالأفكار والشجون، بالألم، بالفرح، بالحب، بكل ما يغزونا ويؤرقنا.
تقديري واعتزازي
صلاح


9 - ردود الى المعلقين الورود
الحكيم البابلي ( 2009 / 10 / 22 - 17:35 )
الودود رعد الحافظ
أشكر كل من دفعني للنشر في موقع الحوار المتمدن ، وعلى رأس القائمة أنت يا صديقي رعد ، كذلك كنت أنت من سحبني من الموقع القديم الذي كنتُ أكتب فيه الى هذا الموقع الجديد في كل شيئ
أما عن العقل الظاهر والعقل الباطن فالمُحير في عالمنا الشرقي هو إصراره على لبس زبون وعباءة القديم الغيبي ورفضه لبس البدلة والجديد العلمي ، وما دام مؤمناً بالغيب والسعلوة والطنطل والجني والعفاريت ولا يستطيع أن يراهم في وجوه وممارسات وكيان حكامه الجهلة الطغاة ورجال دينه المُشعوذين المُقرفين ، فسيبقى عالمنا الشرقي هذا بيتاً كبيراً مسكوناً بالشر والعقم والقحط
هنيئاً للبعض عالمهم هذا ، وطوبى للأبرياء والطيبين الضحية من أبناء هذا الوطن . السؤال هو : متى تشرق الشمس ؟
تحياتي
**********************
السيدة قارئة
شكراً للسجاد الأحمر ، إنما هو كرمٌ ولطف منكِ سأحاول جاهداً أن أستحقه وعن جدارة
لأسباب كثيرة تركتُ الكتابة لمدة 10 سنوات ، ولكن جنية الحرف والفكر إستكثرت عليَ كسلي هذا ، كذلك فعل بعض الأصدقاء
الكتابة مسؤولية وإلتزام وهي ليست من صفات الشخص الكسول ، وأعترف أنني كنتُ كسولاً لسنوات ، والسبب المباشر هو إحساسي يومئذٍ بكوني وكل من يتعاطى الكتابة ، إنما نكتب على الرمل أو فوق


10 - ردود ..... الى المعلقين الورود # 2
الحكيم البابلي ( 2009 / 10 / 22 - 20:33 )
الصديق شامل عبد العزيز
في زمن نوري السعيد ( الباشا ) كنتُ طفلاً صغيراً .. ( لقد فضحتني يا أبن عبد العزيز ) ، وأتذكر أن أغلب الناس كانوا يتحججون ويتذمرون ويتباكون على الأوضاع بصورة عامة يومها ، والتي تبدو لنا اليوم عندما نتلمظها فكرياً ترفاً وحلماً نتمنى إستعادتهما وبأي ثمن !! ، وكما يقول الشاعر
رب يومٍ بكيتُ منهُ فلما ....... صرتُ في غيره بكيتُ عليهِ
أما عن صديقك الذي أشترى بيتاً مسكوناً وحوله الى جنة ، فهنا ( مربط الفرس ) ، فالبعض الذي يسيره عقله ومعرفته يحول المزبلة الى حديقة ورد والبعض الأخر - للأسف - يحول وطناً كان حقلاً لأقدم وأعرق حضارة الى مزبلة دينية تعاف عنها حتى الغربان
أما عن ( المصالوة ) فقد قالت لي عصفورة النبكة مؤخراً بأن جنابك أيضاً مثل رعد الحافظ ( قيقو ) ، ولكي لا يزعل أحد ، أعترف لكم بأن جدتي من جهة الأب كانت مصلاوية ، وهذا يجعلني ربع قيقو
ودعني أقدم لكم جميعاً هذه الطرفة عن بخل القيقو
الوالد المصلاوي يوصي أبنه كل يوم بأن لا يركب الباص ، بل يركض خلفه الى أن يصل البيت ، وبهذا يكون قد وفر 10 فلوس ( أيام الخير ) ، بعد أيام يقول الولد للأب : بابا .. اليوم ركضتُ خلف التاكسي ووفرتُ 500 فلساً
تحياتي
***********************
العزيزة وردة الي


11 - اهلا بالحكيم البابلي
سعدموزان ( 2009 / 10 / 22 - 21:08 )
مقال رائع واتمنى لك الاستمرار .


12 - بيت أبو النبكة
فاتن واصل ( 2009 / 10 / 22 - 22:15 )
ألفنان البابلى .. حملت كاميرا غاية فى الدقة والحساسية ونقلت لنا زمانا ومكانا تربينا جميعا فيهما .. ومكثنا بجواربيت أبو النبكة وجرينا ذعرا من أصواته وخشخشاته وقرقعة اخشابه .. شممنا رائحة الرطوبة وداست أرجلنا المتسللة أوراق أشجاره الجافة شاهدنا من خلال عدساتك البانورامية قلوب الطيبين وسمعنا بشغف من خلال كلماتك أصوات البائعين حك أكتافنا زحام المارة الذين تجمعوا حول البيت المسكون .. ذقنا النبق وعضت أسناننا حباته التى تسبب الغباء .. شكرا على الملحمة الجميلة فلقد إستطعت بكل إقتدار ان تزرعنا داخل المشهد وتجعلنا جزءا حميما منه .. أنا أستطيع أن أجزم أنى رأيت بيت أبو النبكة


13 - ردود ....... الى المُعلقين الورود # 3
الحكيم البابلي ( 2009 / 10 / 23 - 00:14 )
الصديق عبد القادر أنيس
تحية لك سيدي من إنسان مُعجب بقلمك الخلاب وفكرك الرزين
كلا سيدي أنيس ... الجن لم تنقرض ما دام هناك الثلاثي الأزلي ( الدجال الذكي المستفيد ، الوهم والغيب والخرافة ، المُستهْلِك الجاهل ) وهذا هو مرضنا الأول والأكبر
في ذاكرتي عشرات الصور المُخيفة التي كانت تقض مضاجع طفولتنا ، بعضنا لا زال يعيش كوابيسها رغم النضوج المُفترض ، وبعضنا حولها كما في الغرب الى تسلية وفوائد وحتى أرباح ومشاريع تجارية وإقتصادية
أنا شخصياً إستعملتُ وحولتُ هذا الخزين الذي أعتز به الى نقد بناء ولاذع أحياناً عن طريق السخرية المُضحكة في بعض مسرحياتي المُتواضعة ، ولا زال منه الكثير في دهاليز ذاكرتي
كلامك عن فكرة تحويل هذه القصة الى فلم مُمتع لهُ صدى في نفسي ولكن بصورة أكثر بساطة وواقعية ، لأنني كنتُ قد بدأتُ قبل فترة زمنية بوضع الهيكل العام لها كمسرحية ذات فصلين فيها حياة ومشاهد وتصوير للمجتمع يومذاك ، أكثر بكثير مما في القصة التي طرحتُها اليوم ، ورسمتُ كل الشخوص المسرحية الحالية وأضفتُ لها أصناف جديدة وحياة أشمل للمجتمع البغدادي في الخمسينات . لكنني توقفتُ للأسف عن تكملة المشوار بعد إنتهائي من الفصل الأول ، وبسبب توقف فرقتي المسرحية التي كانت ديمومتها تؤثر على عملي التجاري ومت


14 - ردودك أروع
رعد الحافظ ( 2009 / 10 / 23 - 01:09 )
فعلاً ردودك أروع من القصة الرائعة... يا حكيم
لكن لماذا لم تنتبه لستينات تعليقي وإنتبهت لأربعينات سيف العقلانية المسلول؟
أنا أعرف السبب : لأن شامل حكى لكَ عن مصلاويتي العتيقة , فقلتَ في نفسك
ول أبوي هذا ما أغيد أتحاغش بينو...عبالك بس إنت تعرف تحجي موصلي؟
والآن أريد توجيه تحية الورد للورود الثلاثة من المعلقات : السيدات والأخوات
قارئة وياسمينا وفاتن واصل, فأنتم البسمة الجميلة والعطر الفواح في الحوار
بينما أشرب كأس بصحة المعلقين الرائعين عيساوي وجون وصلاح وشامل وعبد القادر أنيس وسعد موزان وكل القادمين
فعلاً كانت فرحة حلوة طلتك علينا يا صديقنا الحكيم ...لكن أرجوك لاتجعلها زورونا كل سنة مرة...إتحفنا بمخزونكَ فهو لن ينضب


15 - ردود ......... الى المعلقين الورود # 4
الحكيم البابلي ( 2009 / 10 / 23 - 04:41 )
الصديق سعد موزان ، تحية طيبة
ومهما إدعيتُ من ضعف ذاكرتي - زوراً وبهتاناً - فلن أنسى أن أول إنسان رحب بيَ كمعلق في موقع الحوار المتمدن كان شخصك الكريم ، لن أنسى أسمك ، وأراني رغم عدم معرفتي بك ألمس في إنسانك النبل والكرم والخلق الحسن ، وكما توصيني وتطلب مني في تعليقك أعدك بأنني سأواصل المسيرة والأستمرار مع كل الأخوات والأخوة المتفتحين للحياة وللشمس
ولكن ...... أين إستمرارية تعليقاتك يا صاحبي ؟ ، لأنك في هذا تشبه رجل الدين الذي يوصي الأخرين بالصلاة ويكتفي لنفسه بركعة واحدة شهرياً
أتمنى أن أكون قد رسمتُ إبتسامة ولو صغيرة على وجهك أيها الطيب
تحياتي
************************
فارسة الفكر والذوق فاتن واصل ، تحية سيدتي
صدقيني ، ومرة أخرى صدقيني ، أنت كُنتِ أكثر دقةً من الكاميرا التي أحملها منذُ صباي ، والتي صورتُ بها حوادث بيت أبو النبكة
تعليقك كان دقيقاً للغاية ومعبراً كموسيقى تصويرية لقصتي هذه ، وكم أتمنى لو قمنا بكتابة عمل مشترك ، حيث أجد في حصاد كل منا ، الكثير من القواسم المُشتركة
بالنسبة لي فأن الحروف مدخل الى عالمٍ سحري جميل كالذي في أحلامنا ، وأحتاج ربما لألف سنة كي أتجول في مروجه وبساتينه وجنائنه وأنهاره الصافية ، ودائماً أجد بعض الزهور البرية والأ


16 - ردود ....... الى المعلقين الورود # 5
الحكيم البابلي ( 2009 / 10 / 23 - 08:30 )
العزيز رعد الحافظ ، أو أبو الرعود كما أسميك دائماً ، كونك تُرعدُ عندما تشاء وحسب الظروف
أما عن ( الأربعينات ) و ( الأربعينيات ) ، فينطبق عليَ المثل القائل ( من حفر بئراً لأخيه وقع فيهِ ) ، لأنني كنتُ قد نبهتُ أحد الزملاء - ولعدة مرات - حول أهمية التمييز بين ( ال 4 عينيتين ) وبقدرة قادر وقعتُ أنا في نفس الخطأ سهواً ، ولم يكن من هذا الصديق إلا أن خابرني اليوم وبعد أن قرأ قصتي متشفياً ومناكداً ومتهكماً وهو يقول لي : يُداوي الناسَ وهو عليلُ ، كان يضحك من كل وجدانه ، ولم أشأ أن أفسد عليهِ متعته وفرحته وأنتصاره .. بل شاركته الضحك وحتى أنني تحيزتُ لصفهِ ضد نفسي بقولي
لا تنهَ عن خلق وتأتي مثلهُ ....... عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ
شكراً لألتفاتتك الجميلة في تقديم الورد للورود الأخوات المعلقات
وبالنسبة للكأس التي ستشربها بصحة الأخوان المعلقين ، فأعتقد أنهم جميعاً سيرفعون كؤوسهم ويبادلوك الأنخاب ، أما صديقنا صلاح يوسف فسيشرب نخبنا جميعاً ، رافعاً ( القرابة ) بكاملها ، ولن يتركها إلا بعد أن يأتي على كل ما فيها
تحياتي أيها الصديق الوفي
*****************************
الصديق مُصلح المعمار المحترم ، تحية وسلام
أنا من النوع الذي أقبل أي تعليق ، ولهذا تركتُ أمر قبول أو رفض أ


17 - أنا معك
شامل عبد العزيز ( 2009 / 10 / 23 - 09:32 )
تحياتي مرة ثانية أنا معك في دعوتك لفارسة الفكر والذوق السيدة فاتن واصل فأنتما تشكلا ثنائي رائع ( مو مثلي ومثل رعد مخربطين ) علماً بأنهم يطلقون عليها أي السيدة واصل ملهمة شامل عبد العزيز في الحوار وأنا سعيد بذلك . لذلك أتمنى على سيدتي العزيزة الاستجابة . للجميع أقول تحياتي علماً بأن رعد الحافظ ما يعغف يحكي مصلاوي مليح وأنت أحسن منو بالرغم من أنك ربع قيقو
للجميع محبتي وتقديري


18 - تعليق ثان
صلاح يوسف ( 2009 / 10 / 23 - 10:23 )
صديقي الغالي حكيم، صدقني لم أبالغ حينما وضعتك مع قامة عالية مثل الدكتور كامل النجار، فنجاحك الذي حققته في رسم مشاهد القصة وإيحاءاتها وشخوصها يؤهلك دون مجاملة لهذه المرتبة. شاهدنا بلاهة المفوض وإجرام الضابط وفرادة الرائع حمزة وتضامن البسطاء. ذكرني مجرد الاسم ( حمزة ) بحمزة آخر في رواية لشمرون الياسري، وهو أيضاً شخص شيوعي دخل السجن بعد تظاهرات احتجاجية ضد الحكومة، وهناك بدأ حمزة يتعلم القراءة والكتابة على يد أحد الرفاق، وبالطبع أول بداية كانت لحمزة مع اسمه هو، فعندما كان ينسى وضع النقطة كان الأستاذ يقول له: هذه حمرة وليست حمزة، وعندما كان يسهى فيضع النقطة أعلى الكلمة كانت تقرأ خمرة، وإذا وضعها تحت تصبح جمرة !!! تخيلت بأن حمزة سيقلع عن تعلم القراءة والكتابة بعد الفواجع التي تحدثتها هذه النقطة الضئيلة.

أخي الحكيم، أتفق معك بأن ياسمين بنت يحيى امرأة بألاف بل بملايين الدراويش الذين يصلعمون على محمد آلاف المرات يومياً دون جدوى. لقد اتجازت ياسمين جدار العقيدة الفولاذي، وما قلته أنت لياسمين يساعدني الآن في توضيح ما قصدته. ما عنيته أن ياسمين تمارس الكتابة الناقدة للإسلام بشدة، وقولها أنها تؤمن بالجن يضع علامة فارقة مذهلة على منظومة وعيها برمتها، إذ كيف تحارب الخرافة وأكاذيب الأنبياء ثم


19 - هذا كرم أكبر مما أستحق
فاتن واصل ( 2009 / 10 / 23 - 10:37 )
شرف تمنحنى إياه استاذ الحكيم البابلى .. أتمنى ان أصل إليه وأستحقه فى يوم من الأيام أنت اليوم فاجئتنا بهذه الملحمة نتمنى ألا تتوقف ولا تجعل الكسل يتغلب علينا فى المعركة .شكرا من صميم قلبى لأخى الأستاذ رعد الحافظ الإنسان والأستاذ الفاضل شامل عبد العزيز الذين دوما كانوا يشجعونى ويدفعونى لأكتب حين يتغلب على التقاعص والكسل ..دمتم لى أخوة أفاضل أعزاءطالما تعلمت منكم الكثير ..والإبنة العزيزة ياسمين أجدها فرصة طيبة أن نلتقى فى بيت أبو النبكة فتكونى الزهرة اليانعة نلتف حولك جميعا ونحبك .


20 - هذه قصتي الله بدالك
مصلح آلمعمار ( 2009 / 10 / 23 - 10:51 )
شكرا جزيلا استاذ الحكيم على ردك الجميل وآلمنصف وآلحقيقة كنت قد عبرت في تعليقي المحذوف عن شدة اعجابي بطريقة سرد قصتك الممتعه وآالتي صورت فيها بجدارة الأحداث بأدق التفاصيل وخاصة بائع العمبة ( أم الشريس ) والصمون الأكلة التي كنت احبها وآحيانا كان البائع يضع (عروك) داخل الصمونه ، وتذكرت عربات الشلغم في الشتاء وذكرت في تعليقي المحذوف بأن قصتك تنفع كسيناريو لفلم وثائقي ارشيفي لتلك الحقبة من الزمن ، ولكون المرحوم والدي كان يحب شخصيات العهد الملكي فدخلت قليلا في السياسة لذلك الزمان ويبدو انني (طوختها شويه في تعليقي) وكان لي مشرف التحكم بآلمرصاد ووضع (الكلبجه) بيدي وحذف تعليقي وآنا انتظر كفالتك للأفراج عني من نكرة سلمان مع الشكر وآلتقدير


21 - على قدرِ أهل الكتابة ..تأتي التعليقات
رعد الحافظ ( 2009 / 10 / 23 - 11:38 )
كتبتُ تعليق طويل وإختفى قبل إرساله لا أعرف السبب فغابت معه بسمتي
المهم أردتُ القول أن تعليقات الاحبة كانت مدهشه وجميلة ورقيقة
تعليق صلاح الثاني ..فظيع
تعليق مصلح المعمار..قريب من القلب ..لماذا لاتلحوا عليه ليكتب مقالات نتجمع حولها جميعاً
تعليق عبد القادر أنيس وفاتن واصل الذي فرحت بأخوتنا فيه.. مفرح للجميع
وبعناد شامل سأورد هذه النكتة على جماعتي من الموصل
قالت البنت لصديقها..عبر الموبايل
أرجوك إطلبني أنت سينفذ رصيدي حالاً..فأجابها
ألم أقل لكِ من البداية أنّ علاقتنا لايمكن أن تستمر
تحياتي للجميع


22 - مره اخرى
سعد موزان ( 2009 / 10 / 23 - 12:08 )
في هذا المقال قراءت كلمات مضى وقت طويل لم اسمعها وهذه الكلمات لا يفهمها سوى العراقيين لكنني اقول رغم بساطه الحياه سابقا لكنها كانت جميله واحلى من حياتنا الان.اخي الحكيم البابلي شكرا على كلماتك الرقيقه وشكرا لكل المعلقين لكني احب ان انبه المعلقين ان شجره النبكه توجد فقط في بغداد والمحافظات الجنوبيه اما في الموصل فلا اعتقد توجد هذه الشجره واعتقد ابو سيف الورده اعرف بهذا الموضوع يااخوان ما اطيب النبك.


23 - الى الأستاذ الفاضل رعد الحافظ المحترم
مصلح آلمعمار ( 2009 / 10 / 23 - 12:48 )
اشكر شعورك الطيب تجاهي وآلحقيقة انتم خير شلة اخرجت في موقع الحوار ، وآكتفي يا عزيزي بآلمشاركه في التعليقات فهذا ما يناسبني في الوقت الحاضر ومعكم يحلو الكلام مع التقدير


24 - ردود ........ على المعلقين الورود # 6
الحكيم البابلي ( 2009 / 10 / 23 - 17:46 )
العزيز إبن العزيز شامل الخير
تحية ...... الأن عندنا تشير عقارب الساعة الى ال 11 قبل الظهر ، وأعتقد أنها الساعة السابعة مساءً عندكم ، ألا ترى بأننا معشر العراقيين اليوم نعيش في أمبراطورية كبيرة لا تغرب عنها الشمس ؟!! . الفضل لأبو عُدي ، ولا أعرف لحد الأن إن كانت مكرمته هذه نعمة أم نقمة ؟
بالنسبة للسيدة فاتن واصل فأنا أقصد ما قلتُ عن العمل الأدبي المُشترك ، ويكمن السر في تعليقها رقم ( 12 ) الذي فيه الكثير من الأبداع والحس والتصرف في دقة المعنى وذوق في إختيار الكلمات وشفافية تسكن القارئ وتحتويه . الكتابة الأدبية ذوق وإلهام وطقوس وغياب في المجهول لأستحضار مفردة واحدة جميلة ، وكل هذا يكون فينا أو لا يكون ....... هل قرأتَ أشعار ابراهيم البهرزي المنشورة على صفحات هذا الموقع ؟
يتولد عندي إحساس بأن السيدة فاتن واصل لم تستغل خزين ما تملك بالدرجة المطلوبة لحد الأن
تحياتي
****************************
سيدي صلاح يوسف .... سلام
أشكرك مرة أخرى وأشكر جهدك في رسم الصورة الجميلة لي في داخل رأسك .. ألف شكر
رغم أن بداياتي كانت في كتابة القصة القصيرة ، ورغم تعدد قراءاتي لكنني للأسف لم أقرأ قصة شمران الياسري وبطلها حمزة ، علماً بأن قصتي ( الوطن المسكون ) كتبتها ونشرتها في أيل


25 - حياتي
شامل عبد العزيز ( 2009 / 10 / 23 - 18:15 )
الحكيم العزيز وأنا لم أقصد غير العمل الأدبي ولا أقصد العمل السينمائي هذا إذا خطر على بالك العمل السينمائي ولكن أنا قلتُ ثنائي رائع في الأدب أنت وملهمتي السيدة فاتن واصل مع التقدسر للجميع


26 - من أجمل القصص التي قرأتها في الآونة الأخيرة
لجين ( 2009 / 10 / 23 - 19:24 )
جذبتني هذه القصة منذ البداية، شدتني إليها بقوة حتى النهاية مع أنني لست ممن يسهل اجتذابها إلى الأدب وفنونه بسهولة
التفاف أعلام الحوار المتمدن من حولها وأحاديث الكاتب الطلية ، أضاءت أجواء القصة وزادت في متعة القارئ. تمنيت أن أكون عراقية لأفهم المفردات الصعبة من اللهجة العراقية ولا سيما الموصلية


27 - ليلٌ وسمكٌ وعرق وإرهاب !
صلاح يوسف ( 2009 / 10 / 23 - 19:53 )
أمضيت الليلة الفائتة مع بعض الندماء، نشرب العرق ونتعشى السمك المشوي. بالطبع كنتم جميعاً محور الحديث لوقت ليس بالقصير. ناقشنا الهم الأكبر. كيفية التصدي لطاعون التخلف والشياطين الزرق التي باتت تسكن كل ركن وكل زاوية من الوطن. تراءت لنا جنازة الشهيد كامل شياع! ومضة الفرح الوحيدة منذ نهار الأمس كانت أثناء قراءتي لقصتك الطريفة يا سيد حكيم.
لكن ألا ترى أنك قد قسوت علي بأمرين: الأول، عبرة السلحفاة والأرنب، ولكن إذا كان ذلك يرضي ياسمين، فسأقبل بكل صدر رحب بهذا التقريع، وأؤكد أنني داعم لياسمين مثل باقي الإخوة، وأن ملاحظتي لها لم تتعدى الحرص عليها وتمني الأفضل لها. على أي حال، لو كانت ياسمين غاضبة، فإنني سأبات ليلتي حزيناً، ولها أقدم اعتذاري ولها حق القبول أو الرفض.
أخي حكيم، يبدو أنني سأنسى الأمر الثاني، وهو إيرادك لتاريخ القصة، وتأكيدك على أنك لم تقرأ قصة الياسري. يا سيدي العزيز لقد ذهبت بعيداً جداً، فالمتعة التي حصلت عليها من حمزتك هي التي ذكرتني بحمزة الياسري، بينما الأحداث والسيناريو بعيدة كل البعد عن قصتك ولا علاقة مطلقاً بين القصتين رغم التطابق العفوي لاسم حمزة.
عموماً أنا لا أذكر حتى اسم الرواية ولا تاريخها، ذلك لأن مكتبتي لم تكن يوماً ملك خاص بي، فالأصحاب يستعيرون منها وفي ال


28 - السيدة لجين
شامل عبد العزيز ( 2009 / 10 / 23 - 21:14 )
تحياتي سيدتي الكريمة الشرف لنا أن تكوني عراقية . نعم اللهجة العراقية صعبة على غير العراقي أما اللهجة الموصلية فلا اخفيك سراً فهي صعبة جداً ورعد لحد الآن لا يعرف هذه اللهجة على شكل مثالي بالرغم من كونه مصلاوي وحجتهُ أنه ترك الموصل وعمره 5 سنوات ( سوف يقول لماذا هذه الأسرار ) علماً بأنها شيء عادي . على كل حال أمتعنا الحكيم البابلي وتمتعنا بهذا الحوار الرائع من كاتب حكيم
أخي رعد أرجوك لا ترد ...
تحياتي للجميع


29 - 10/10
حارس الفنار ( 2009 / 10 / 24 - 01:24 )
ملهمي العزيز. لم يثر مشاعري عمل ادبي، بين بهجة و حزن، بين عطف و غضب، بين حنين و شوق، لباع من الزمان، مثلما فعل عملك اليوم
.
تذكرت من خلال سطورك رائحة و طعم الوطن، و يا ازكاها من رائحه و يا اطيبه من طعم. و نقلتني كلماتك الى نبضات قلب ذاك الوطن ببطولة الاهبل، جبن جبابرة السلطه، حنين اهل المحلة على بسيطهم الاسير، روح نكتة اهل المدوره من رجال و نساء و فرعنة اطفالهم
.
حتى يوم اشهد عملا مماثل ستتعلق كلماتك في ذهني مثل المعلقات على جدار الكعبه.
مزيدا حكيم بابل، مزيدا.


30 - ردود.......... الى المعلقين الورود # 7
الحكيم البابلي ( 2009 / 10 / 24 - 03:03 )
الصديق مصلح المعمار
تحية أخرى واخرى واخرى
ماذا تقصد بجملة : ( سأكتفي بالمشاركة في التعليقات ) ؟
الشلة وراك يا أبن المعمار ... وإحنا معاك والزمن طويل
وفي النهاية سنراكَ محمولاً على الأكتاف والهوسة حواليك تصرخ : جابوا للعاصي إمجتف ................ جابوا للعاصي إمجتف
تحياتي
****************************
الأخ شامل عبد العزيز ..... تحية
لا زلنا نقرأ في نفس الصفحة ، والذي فهمته من تعليقك كان نفس ما قصدته أنت يا صاحبي
كذلك شكراً لأجابتك الحلوة للسيدة لجين
حبي وتحياتي
*****************************
الصديق صلاح يوسف .... تحية
بودي لو أسميك أبو نؤاس الموقع
أما عن عنوان تعليقك ( ليلٌ وسمكٌ وعرقٌ وإرهاب) فيصلح عنواناً لموضوع أدبي صاخب او قصيدة ماجنة تقول للعالم ( طز ) ونص
أما في حكمتي عن السلاحف والأرانب فلم أقصد منها أي تقريع يا سيدي صلاح ، ولسبب بسيط ، إذ كيف أقَرِعُ من اؤمن بأنه من بيارق الطليعة ؟
ولا زلتُ أطلب منك محاولة إيجاد إسم تلك الرواية للياسري ، لأن القليل الذي ذكرته عنها أثار إهتمامي
تحياتي
*******************************
السيدة المحترمة لجين
تحية عطرة ، آسف لتأخري في الرد على الأطراء الجميل
إذا كانت قصتي


31 - بهالوكت أكو جان وطناطل من صدك ، وإذا متصدك شوف الأخبار
زيد ميشو ( 2009 / 10 / 24 - 03:40 )
أتذكر وآني من صغري شلون أفند هالقصص إللي يحجوها النسوان ، ومو بس النسوان ، حتى أقراني والأكبر منهم ، بس من جانو يتراهنون وياية حتى أدخل ببيت يكولون عنه مسكون ، ماأعرف شلون أفلت ، حالي حال غيري . بس بصراحة مجنت أخاف من سي إسمة جن بس من مقالبهم . وياريت على أيام الجن إللي منشوفة ، أحسن من هالشلاتية إللي بتلينة بيهم وسوا العراق كلة مسكون ، ومسكون من صدك من قصص خرافية
ومو بس القصة ، حتى الردود إلهة نكهة خاصة


32 - الوطن المسكون
فارس أردوان ( 2009 / 10 / 24 - 05:44 )
عزيزي الحكيم
في الزمن الجميل كان يوجد في كل محلة أو محلتين بيت مسكون بالأرواح والجان يثير الخيال والخوف . أما في الزمن المسروق .. زمن الهمج والرعاع والقتلة وأنصاف البشر ، أصبح الوطن كله مسكون بالشياطين والجزارين ، ومعظم بيوت العراقيين مسكونة بأرواح الأحباب من أخوة وآباء وأبناء وأصدقاء ، والذين إستشهدوا أو قُتلوا بأيدي هؤلاء الرعاع والهمج
ولا زال الحنين اليهم يعصر القلب ، وذكراهم تُثير الألم والمواجع ، ولا زالت ملامحهم منقوشة في الذاكرة
عزيزي الحكيم
لا زال هناك في الوطن بيوت مسكونة بشموسٍ صغيرة ستشرق يوماً وتنير الوطن وتشع بالدفأ والمحبة والأمل
وستبقى بيوت أهلنا مسكونة بأرواحهم الطيبة والخيرة
وستبقى سوالف وقصص عجائزنا عن الطنطل والسعلوة والجني وفريش الأكرع تُدفئ ليالي الشتاء الباردة وتثير خيال صغارنا وضحكاتهم البريئة
تحياتي لك وإلى حمزة الذي كمز كمزة ضرب طوب كتل خمسة


33 - أريد التوقف فلا أستطيع
رعد الحافظ ( 2009 / 10 / 24 - 06:05 )
أصدقكم القول أحبتي ..في مجمع الحكيم الذهبي البابلي
كلما أتصفح مقالات الحوار أجد نفسي أمرّ في طريق عودتي الى قصة الحكيم
هاهنا حيث الأدب الرفيع والخلق الجميل والصحبة الحسنة
وما زاد فرحي , أني وجدتُ أسماءً جديدة تراءت لي لأول مرة على صفحات الحوار...ربما كانت قديمة ولكسل أو عيب فيّ لم أكتشفها سابقاً؟
وربما هي جديدة على الساحة فعلاً؟
إقرؤا تعليق رقم 30 حارس الفنار وستفهمون فرحتي
كيف تجتمع هذهِ المفردات الشاعرية بسرعة لدى معلق ؟ هل من تفسير سوى كونهِ شاعراً ؟
يا أخي حارس الفنار أنا سعيد بأكتشافي كتابتك اليوم , أكيد قصة البابلي لها الفضل في تعرفنا عليك..تقبل تحياتي
الأخت الزهرة لُجَينْ , لايهم كونكَ لست عراقية ..الزهرات الآخريات هنا قارئة وياسمينا وفاتن واصل , لسن عراقيات أيضاً(عذراً فقط بالنسبة لقارئة لستُ متأكداً),لكنهم ينطقون بالضاد مثلنا تلك اللغة التي أعتبرها شخصياً أعز مانملك
في الواقع من تراثنا وإرثنا الحضاري وتأريخنا المهلهل والمجلجل
لغتنا العربية فيها من الشاعرية ما يجعلنا قريبين لبعضنا أكثر من قطريتنا وأدياننا الخرافية وسواها..لا أقول ذلك لوراثتي حب العربية من المرحوم والدي المختص بها وكانت الصدفة فعالة أيضاً في ذلك بحيث أب وأم زوجتي
السابقة وأم أ


34 - تعقيبات
ياسمين يحيى ( 2009 / 10 / 24 - 09:35 )
استاذي العزيز الحكيم البابلي شكرا لك على كلماتك الرقيقة واعتباري أبنة واخت لك وهذا فخر لي وشرف اعتز به أتمنى أن تستمر في الكتابة لأن اسلوبك جدا ممتع وجميل وانا سأستمر في القراءة لك حتى لو لم استطع التعليق لأني في هذه الفترة جدا منشغلة لذا قد لا اجد وقتا للتعليق والمتابعة. /
الاخت العزيزة الغالية سيدة فاتن واصل : سيدتي لا أعرف كيف اعبر لك عن مدى حبي واحترامي لك وامتناني على كلماتك الناعمة والرومانسية شكرا لك يارائعة وانا لا اريد أن تقولي ياابنتي حتى لا اكبر عمرك لأني متأكدة بأنك بعمر الزهور مهما كان عمرك لذا ناديني بأختي . تحياتي لك/
‏ سيدي صلاح يوسف المحترم : اولا انا احترم واقدرك جدا ولايمكن أن ازعل منك وانا حتى لو زعلت فصدقني زعلي مايطوك كثير والدليل زعلي من استاذ شامل الذي لم يسمتر سوى ايام ثم قمت بالاتصال به هاتفيا وتصالحت معه لأني أعرف جيدا نقاوة وصفاء قلوبكم ونفسياتكم وأنت لم تقسى علي ابدا ولكنك فهمتي غلط انا قلت بأني لا اؤمن بالجن ولكن تحيرني امور المبصرين والسحرة ولكن هذه الحيرة لايمكن أن تجعلني اصدق بدين لأن الاديان واضحة وصريحة بتناقضها مع العقل والمنطق والانسانية ايضا لذا حتى لو آمنت بوجود مخلوقات اخرى مهما كانت جن او غيرها لا يمكن أن اؤمن بالاديان ولإله الذي اوجد


35 - هل من جواب ؟
دوسر ( 2009 / 10 / 24 - 10:48 )
السيد الكاتب البابلي
موضوع ممتع جداً ومثل ما قلت حلو لو صار مسرحية تضحك
من أين أتت هذي الأشياء مثال جني وعفريف وغول وسعلوة وطنطل هل هي من الدين لو خرافة لوقصص ؟ والرجاء أكتب بعد
مشكور


36 - الى السيد حارس الفنار
الحكيم البابلي ( 2009 / 10 / 24 - 16:51 )
تحية طيبة صديقي
أعجبني أسمك الدال على المعاني العميقة الجميلة ، اسم يدل على النبل والأهتمام ببقية البشر
بين ركام وتداعيات وتشظيات مجتمعنا العراقي الحالي نجد اننا لم نعد نملك الكثير ، والقليل المتبقي هو الذي نقتات عليه اليوم كما الجمل الذي يلجأ الى خزين سنامه عبر رحلته الصحراوية العجفاء
عندما أعود بذاكرتي الى سنين حياتي في بغداد ، أحاول أن أتذكر حلوها وجميلها رغم المر القبيح الذي يأبى إلا أن يبتسم لي ساخراً وهو يناكدني قائلاً : أما آن لك أن تنسى ؟
تحياتي سيدي وعسى أن تبقى حارساً لفنار الأمل الذي تتعلق بديمومته أرواح الكثير من أبرياء هذا الزمن السيئ


37 - السيد زيد ميشو
الحكيم البابلي ( 2009 / 10 / 24 - 17:02 )
تحية وسلام
الذين إبتلى بهم عراقنا أكثر بكثير من معنى ( شلاتية ) ، لأن التعامل مع هذه الشخصية وتقويمها وإعادة تأهيلها لم يكن بالأمر الصعب ، ولكن أصعب من الصعب أن نقوم بتقويم وإعادة تأهيل أخطبوط السرطان الذي يحتاج الى عملية إستأصال جذرية
أن ما يجب أن يدان دائماً وأبداً هو العنف والجريمة التي تتسلل دائماً من عباءة الكبار الذين ينطبق عليهم قول المسيح ( أنتم ملح هذه الأرض ، وإذا فسد الملح ، فبماذا يُملح ؟ ) . نحنُ بحاجة الى معجزة أرضية سيدي
تحياتي


38 - السيد فارس أردوان
الحكيم البابلي ( 2009 / 10 / 24 - 17:21 )
تحية طيبة
أفهم كلامك عن أملكَ في الشموس الصغيرة التي ستشرق يوماً لتنير الوطن وتملأه دُفئاً ومحبة وأمل
أحياناً يفسد الحقل وتمتلأ أرضه بكل أنواع القوارض ، ويفسد كل زرع ويصبح أي جهدٍ طاقة مهدورة . المطلوب تطهير الأرض من تلك القوارض وقلع القديم بغية زرع الجديد من البذور ( غير المغلية ) على حد تعبير السيدة وفاء سلطان . وهذه مهمة تلك الشموس الصغيرة الواعدة التي تكلم عنها شخصكم الكريم
تقول الحكمة : ليست العبرة في أن لا نسقط ، بل في أن ننهض كلما سقطنا
تحياتي


39 - السيدة المحترمة ياسمين
صلاح يوسف ( 2009 / 10 / 24 - 17:30 )
شكراً لأنك وجدتي وقتاً للتعقيب، بينما كنت أعتقد أنك غاضبة مني. عموماً لا تناقض مع رفض الأديان واحتمال الشك بمخلوقات أخرى ( فضائية مثلاً ؟ ). أنا أقصد المخلوقات الخرافية التي اخترعتها الأديان مثل الجن والملائكة. قلت أنك من أناس تثقين بهم أن بعضهم يمكن أن يفرق بين المرء وزوجه ( آية في قرآن محمد )، وهذا ما عنيته بوباء المعتقدات القديمة.
أثناء إشاعات الناس عن الجن، حدث معي أنني قلبت الدنيا بحثاً عن شخص يريني الجن أو يريني تأثيره، حتى وصل إلى مسامعي حديث عن قدرة شخص على إحضار الجن ليطرحوني أرضاً. دخلنا إلى الغرفة شبه المعتمة وقد جلس صاحبي أرضاً بينما اخذ الشيخ يرغي ويزبد ويرطن وينادي الجن ( اطرحوا هذا الآدمي أرضاً ). الحق أقول انني ساعتها قد ارتبكت قليلاً ولكني تماسكت حتى النهاية. بعد أن عجزت جميع حيله وألاعيبه التي لا تتعدى الضغط على أعصاب الشخص المستهدف، توقف عن مناداة الجن وسألني وفي عينيه خبث شديد: هل تؤمن بالجن ؟؟؟؟
قلت له الجن ورد في القرآن. لكني لم أره في حياتي ولهذا أنا عندك.
قال: هل تصلي ؟؟؟
أجبيته بالنفي.
قال الجن الذي أتعامل معه جن مؤمن، وهو لا يخرج لغير المؤمنين. اذهب وصلي أسبوع ثم عاود الحضور.
بالطبع لم أعود لأنني تأكدت من إفلاسه ومن أكاذيبه. المهم في هذه ا


40 - الصديق رعد الحافظ
الحكيم البابلي ( 2009 / 10 / 24 - 17:31 )
تحية ثانية وثالثة ورابعة ...... جميل الروح والمعنى كان تعليقك الأخير
أن كلمات مثل صديق وأخ وعزيز لم تعد معبرة بالنسبة لي عند وصفك ......... لأنك أكبر من ذلك
يا لك من أنسان يجتمع الكل حوله كالمغناطيس ، هو نقاء الروح والمعدن يا أبا سيف
حبي وتحياتي


41 - السيدة ياسمين يحيى ... وللمرة الثالثة
الحكيم البابلي ( 2009 / 10 / 24 - 20:29 )
تحية طيبة سيدتي
مرتين يرفض الرقيب في الموقع ردودي على تعليقك الثاني ، ولا زلتُ لا أعرف السبب ، لأن الموقع لا يريد إجهاد كيانه في شرح السبب الذي يعني الكثير بالنسبة لمن تم حجب تعليقه ، وربما لا يعني أي شيئ على الأطلاق بالنسبة للرقيب ، وكل هذا مدعاة لظهور علامات إستفهام كبيرة جداً - قديمة وجديدة - يتجاهلها الموقع دائماً كونه صاحب القرار ... الوحيد
كل ما ذكرته في تعقيبي على تعليقك سيدتي هو خمسة سطور لمقطع من قصيدة لعبد الوهاب البياتي تتكلم عن شموخ الأنسان مع نفسه ، ورفضهِ إلا أن يكون مُنتصراً رغم الهزيمة . وربطتُ المعنى بثوار أرضيين عددتُ بعض أسمائهم ، فأين كانت مُخالفتي لقواعد النشر ؟
والمشكلة أن من يقرأ قرار الموقع في الحجب والذي يقول ( لم يُنشر التعليق لمخالفته القواعد ) ويربط هذا الحجب بأسم الشخص المُوجه له التعقيب أو التعليق المحجوب والذي هو في حالتنا اليوم ( السيدة ياسمين يحيى ) سيتصور حتماً بأنني قد أسأتُ قولاً لهذه السيدة !! وهو العكس تماماً
يؤسفني أن أتطرق لحقيقة أنه رغم جمال وروعة وشعبية هذا الموقع فهو يساء لهُ وبطريقة غير مباشرة ومن خلال أمور أصغر من الصغيرة ، ربما بسبب عدم وجود الرجل المُناسب في المكان المُناسب
تحياتي سيدتي ، وأرجو المعذرة لهذا التشويش وا


42 - الى السيد/ة دوسر
الحكيم البابلي ( 2009 / 10 / 24 - 21:34 )
تحية طيبة
تتسائل في تعليقك رقم ( 36 ) عن أصل ( غول ، عفريت ، سعلوة ، طنطل ) وهل هي خرافة أم قصص ؟
عندي مصدر واحد قد يكون كافياً ووافياً لبعض هذه التساؤلات وليس كلها ، لأن كلمة ( طنطل ) في إعتقادي هي مفردة عراقية حديثة وليست بقدم بقية المفردات
يقول الكاتب العراقي السيد علي الشوك في كتابه ( جولة في أقاليم اللغة والأسطورة ) ص 151 : من ( الجن ) أشتقت كلمة ( الجنون ) العربية وقد إختلف الباحثون حول أصل كلمة ( جن ) العربية ، فمنهم من يردها الى كلمة (جينيَس اللاتينية . وقد أشار ( بندلي جوزي ) الى أن ( الجن والمجنون ومشتقاتها ، وربما الجنة وجمعها جنات ، كلها من جينيَس
ولعل ثمة ما يدعو الى الأعتقاد بوجود علاقة بين كلمة الجن و جينيَس ، فاللفظتان مُتطابقتان . كما أن مفهوم ( العبقرية ) التي تذهب اليه الكلمة اللاتينية .. لهُ مقابلة في الميثولوجيا العربية حول الجن . فعبقر : موضع كانت العرب تزعم أنه كثير الجن ، ونسبوا إليهِ كل حاذق أو جيد الصنع ، ومنهُ جاءت كلمة العبقرية في العربية . إلا أن هذا لا ينسحب بأي حال من الأحوال على ( الجنة ) لأن هذه الكلمة سامية مأخوذة من السومرية ، وتعني : ( ارض مسورة ) أو حديقة
ومع أن المستشرق الألماني ( نولدكة ) لم يُرجح كون كلمة ( الجن ) العربية

اخر الافلام

.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت


.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال




.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب