الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغنية كسوط يجلد نفسه ..

عبد العظيم فنجان

2009 / 10 / 22
الادب والفن




كمفتاح ٍ دخلَ قفلكِ : فتحه وانكسر .

كراية ٍ ممزقة ، لا تريدُ أن ترفرفَ إلا في مؤخرة جيشٍ غامضٍ ، ليس له أول ، رغم أن وجهكِ هو المقدمة : وجهُكِ الجميل ، وجهُكِ النادر تكراره ، الذي يتقدمُ ، الذي يتأخرُ ، من أجلي ، كي أكون الى جواره ، فلا اقدّمُ خطوة ، ملتفتا الى الوراء ، الى حيث العشبُ المحروق يستعيد اخضراره ، كلما غسلتُه بنظرة .

لن أنحتَ إلا هيبة الحريق :
ساُخيطُ الثغرات في ثياب النار التي التهمتْ حياتي ،
لكنني لن أحتفي إلا بخذلانكِ :

لن أكتبَ عن عبقرية جمالكِ المتماسك كقلعة رومانية ، فأنا شاعرٌ مختلٌ ، أنفرُ من كل قناعة أكيدة ، لا أرى في العالم الذي تطوفينه ، بحثا عمّن يشبهني ، إلا حبلَ غسيل ، منشورة عليه أقنعة زائفة ، أما الجوهر فصدفة لا تحصل إلا صدفة ، فيما الحبُ هو المعجزة ، لكنها لا تحصلُ وأنتِ تجعلين من نهديكِ زهرتين اصطناعيتين ، ومن فمكِ تفاحة ً هزيلة ًتزعمين أنها منهوبة من الجنة ، كما أن اناقتكِ الباذخة ، إذ تنتقين اللعابَ الذي تستفزه بَشَرةُ أثوابكِ ، لا تعكسُ إلا اختلالكِ الباطني ، أما حبكِ المتأرجح بين احبكَ واحبكَ فلا يعادله في الاقامة ، بين طيّات ذاكرتي ، إلا ظل المشنقة في ساحة اعدام ، إذ يترنح الحبلُ سكرانا ، وهو يمسكُ بعنق الغبار في يوم عاصف .

لا أكتبكِ الآن ، الا من أجل أن افسّر كيف تطهّرتُ عندما بكيتكِ ، كيف هشّمتُ وجهكِ ، وجهكِ الجميل النادر تكراره ، وكيف تقيأتُ نبرات صوتكِ ، صفاتك الألف ، ثم كيف تحرَرتُ ، فحوّرتكِ عائدا بكِ الى الأصل : هكذا صارت خسارتي شعرا وهزيمتي اغنية ، لأنني لم أجدني إلا طافيا على السطح ، بعدما غصتُ في عمقكِ ، بحثا عن السرّ الذي ينبجسُ منه دوارُكِ ، وهو يطيحُ برؤوس الآخرين ، فيسيرون في نومهم ، كإطلاقات طائشة ، لا تعرفُ أهدافها ، لكنها تصيبُ وترتدُ عائدة الى مشاجبكِ المكتظة بالزحار .

ها أني في قارب مثقوب - البحر غاضب جدا من فرط حنانه - هاربا بحصتي من الهزيمة ، بحصتي من أغلاطي الجميلة ، فرحا بفرصتي في معانقة الاعصار ، و بانقلاب القارب صوب عمق آخر ، كمَن عثر على الوجه الهارب للزمن ، وهو يعبركِ ، تاركا لكِ المسرح المكتظ بأوهامكِ ، كي تلعبي دوركِ الهزيل ، دوركِ الهزيل الهزيل الهزيل تماما ، وأنتِ تبحثين عمّن يشبهني في العالم ، لكن بشرط أن لا يكون شاعرا مختلا ينظر الى العالم كحبل غسيل ، وأنتِ منشورة ٌ عليه كقناع زائف :
أنتِ السوطُ الذي لا يجلد الا نفسه عندما لا يجد أحدا في حوزته ، كحبل الاعدام الذي يخنق حفنة الغبار في يوم عاصف ، يتأرجحُ فرحا ، عندما يكون الفراغ وحده في الساحة ، فيما أنا الآهة ، الآهة التي تبحث عن قلبٍ ممزقٍ بصدقٍ : قلب خاض الهزيمة ولاكته بأسنانها .

هذا القلب ، وحده ، يـتـّقنُ معنى الآهة ، ويعرفُ كيف ، متى ، وأين يعزفها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شاعر مخلخل
سعد جاسم ( 2009 / 10 / 23 - 23:58 )
...لأنك شاعر حقيقي فانت بالضرورة مختل ..وأعني مخلخل للبنى السائدة
وواحد من حاملي الشعلة الشعرية التي تضئ ظلام هذا العالم
. .. أحييك شاعرا خلاقاً عبد العظيم فنجان
محبتي
سعد جاسم

اخر الافلام

.. الفنان أحمد عصام أشهر لاعب فايرووركس: اتحسدت بسبب فرحي ومادف


.. وفاة الممثل الكندي الشهير دونالد ساذرلاند عن عمر يناهز 88 عا




.. الفنانة اللبنانية العالمية ميريام فارس تشعل أجواء كازينو لبن


.. سألنا الناس في مصر: ما رأيك في تصريحات الفنان بسام كوسا حول




.. -خانه التعبير-.. الناقد الفني أسامة ألفا يدافع عن تصريحات ال