الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع العراق الجديد !!

ناجي نهر

2009 / 10 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


البعض من المحللين السياسين يتعب نفسه وقرآءه بكثرة ما يسطره من تفاصيل مكررة ومصطلحات فلسفية معقدة فى وصف وتحليل الحالة السياسية العراقية التي اصبحت معروفة لدى المتلقي البسيط من خلال ما تخللها من فواجع واهوال لا توصف ,ومن خلال مقارنة هذه الفواجع والأهوال المدمرة بما يجري من تقدم وتطور فى الوعي الحضاري العالمي الذي لا بد وان انعكست شذرات منه فى وعي الأنسان العراقي ,والذي ينبغي من المحلل او الكاتب العلماني ان لا يتجاهل أثره ودور وسائل الأتصال المذهلة فى سرعة ايصاله . فبمقتضى قوانين الطبيعة وحركة تطورالمجتمعات فالتحسن فى واقع العراق الجديد وغيره حتمي ولا بد منه ,ولكن الأشكالية ستبقى فى تحديد [ متى وكيف ] سيتم فيها ذلك التطور المرتقب منذ سنيين. اما الأشكالية الثانية فستتوضح بتصوري من دقة الأجابة على السؤآل المركزي,هل من تحسن قريب فى واقع العراق الجديد يرتجى؟ وفى حالة كحالة العراق الجديد فان الأجابة على هذا السؤآل المركزي سيكون ذا علاقة وثيقة بالأجابة على سؤآلين آخرين هما : - ما درجة استقلالية القرار العراقي فى المجالات السياسية والأقتصادية بخاصة؟ وما درجة أثر الحداثة المعاصرة بالآيديولوجية الطائفية والشوفينية ؟ فمن واقع العولمة الأحتكارية وبسبب ثقافتها الأستغلالية الأستبدادية وممارساتها اللا إنسانية ضد دول وشعوب العالم الثالث فقد تخلفت هذه الدول عن ركب الحضارة وتحول قادتها بمحض إرادتهم الى عبيد وجندرمة لحراسة مصالح المستغلين وبالضد من مصالح شعوبهم ,لذا فالتحسن المرتجى لايبدو قريبآ وممكنآ فى الزمن المنظور ,هذا اولآ وثانيآ فأن فاعلية الديمقراطية ستنعدم فى ظل الهيمنة الدينية والشوفينية كما هو واقع فى الحالة العراقية . وثالثآ فأن الشعب العراقي يتحمل بهذا القدر أو ذاك وزر واقعه المأسآوي المعاش بسبب عدم استفادته من سمة العصر الحضارية والحركة التنويرية الواسعة الأنتشار ومن وعيه المعروف وتجربته النضالية الثرة ولم يكن بقادر بعد على التخلص من عاداته وتقاليده البالية وغير المناسبة لثقافة عصره ولم يكن بقادر على تغيير ما بنفسه من أمراض وثقافة جاهلية متخلفة وارتضى ان يكون مغلوبآ على امره ومسلوبآ للأرادته النضالية المعروفة عنه ,فستكان ولم يمتلك قراره بإرادته الحرة وبما يتناسب مع حضارة عصره ,ولم يحاول التمرد والأنتفاض ضد ممارسات وافعال قواه السياسية التي هي فى الغالب قوى انتهازية انشغلت بجمع الغنائم من مال الشعب وإبتعدت عن قرآءة واقع الحياة ومتغيراتها وإرتضت لنفسها بالقبول المذل للأجنبي وشروطه المهينة . فقادة العراق الجديد لم يأخذوا العبر من الماضي البعيد والقريب كما فعلت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فى الأنتفاضة الشعبانية عام 91/م حيث كاد النظام الدكتاتوري العفلقي أن يسقط لكن بوش الأب أعاد له الحياة بسبب عدم تمكن وكالة المخابرات المركزية آنذاك من تهيئة البديل المضمون عنه الا بعد أحد عشر عام من العمل والتحري والتجارب والسيناريوهات والدراسات الكثيرة المتنوعة ,لحين ما وجدت ضالتها فى التوقيع مع المعارضة لعراقية فى مؤتمر لندن سئ الصيت صك أحتلال العراق الجائر مطلع عام 2003/م,الذي كان من أهم بنوده الموافقة على إسقاط النظام الصدامي بأحتلال العراق عسكريآ وتسليم الحكم الى رموز تلك المعارضة الموقعة على ذلك الأتفاق بشكل جماعي بدلآ من تسليمه الى فرد تخشى من أن يهز ذيله يومآ ما بوجهها كما فعل صدام الجبان ,ومن جهة أخرى لكي تترك هذه الرموز تتصارع فيما بينه من اجل احتكار السلطة ومغانمها . وللحقيقة والتاريخ ينبغي الأشادة بموقف الحزب الشيوعي العراقي لذي كان لوحده االمعارض بقوة لذلك الأحتلال والمحذر من مغبة تداعياته ونتائجها الوخيمة المدمرة ونزيف الدم العراقي البرئ الذي سيراق بغير حدود وبذلك التقييم المستندة على تجارب نضاله السابقة مع العم سام أصاب كبد الحقيقة. واما ما نسمعه اليوم من ضجيج مفتعل وعويل كاذب من بعض الذين تسلطوا على العراق الجريح فما هو إلا محاولة مفضوحة لتبرير الممارسات القرصنية والأجرامية المتوحشة التي إرتكبوها بحق الشعب هم ومليشياتهم المسلحة. ان مأساة العراق الجديد تكمن ,بأن إستراتيجي واشنطن واللوب الصهيوني العالمي الذين يمتهنون بخسة ,سياسة فرق تسد ومنهجية المحاصصات الطائفية والشوفينيات القومية ويشجعون على بقائها فى السر والعلن سوف يعارضون اية تغيير ايجابي لهذا الواقع المأساوي ضمانآ لمصالحهم الأستراتيجية ,ولذا ينبغى أن لا يتوهم البعض منا أن ديمقراطية ما من تلك التى يطمح لها شعبنا ستتحقق على أيدي المحتلين او يتوهم ان قادة المحاصصات ومزوري الأنتخابات وأصحاب الحكم والنفوذ الأنتهازي وسراق قوت الشعب سوف يكفون عن افتعال الأزمات المختلفة وعن إجهاض المشاريع الهادفة وتدميرها , بأسم فتوى الحقوق والواجبات . أن العجيب فى أمرقادة عراق اليوم وأسيادهم الذين نسوا بسرعة قياسية ما آل إليه أمثالهم من الحكام الذين تجبروا وإستهانوا برأي الشعب ونسوا أن التناقضات والأزمات حينما تستفحل ويشتد أوارها وضغطها على الشعوب فسوف تلد المتغيرات الأيجابية بأنواعها وستلد مناضلين بأفكار وخطط وأهداف جديدة وآليات تنظيمية وتطبيقية مبدعة قادرة على التغيير برغم انوفهم وانوف اسيادهم.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات