الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرهان فقط على الجماهير العربية وقواها التقدمية الوطنية

جورج حزبون

2009 / 10 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


في لقاء له مع فضائية الجزيرة، أفاض محمد حسنين هيكل في نعي الوضع العربي، وسواء عن قصد أو بدونه، فإن من مهمات هذه المحطة مهاجمة الجميع، دفاعا عن نهج سلفي تأخذ به في كافة برامجها، تنشر الإحباط دون بديل، وتعرض لذهنية دينية، وتهاجم كل المظاهر الاجتماعية في العالم، وتركز علي الرؤية الاسلاموية سواء دفاعا عن حزب الله( وتدافُع مرسليها هناك ومديرها )(بن جدو) وعن حركة حماس في فلسطين، وما يماثلها في العالم، مع التركيز عن المتخلفين الاسلاماوين في أوروبا.
واضح أن هذه المحطة مبرمجة بدقة، إلا أن ألأمر لا يخلو من بعض الفقرات، ولكن المؤسف أن يشارك هيكل في زفة الجزيرة، وكان عليه أن يدرك أن ألأمور ليست مرتبطة بالأنظمة العربية التي ارتكز بحثه عليها وكأنها قدر، مهما كان دورها وأبعاده، وإن إغفال دور حركة التحرر العربي وإبراز الحركات الأصولية فقط كبديل يصبح الأمر على طريق (الإسلام هو الحل) .
صحيح إن حركة التحرر العربي تعيش مرحلة ردة، لكن التكالب عليها ليس بسيطا،فبعد نكبة حزيران (( هيكل هو من اختار لها تسمية نكسة حزيران)) وإثر هذا الزلزال الهائل‘ أخذت تعيد حركة التحرر ترتيب أوضاعها، وكان وضعت ثقلها خلف (م ت ف) حيث وجدت فيها رأس الحربة في إحداث التغيير سواء على الصعيد المحلي أو القومي، وظلت القضية الفلسطينية باعتبارها قضية أمن قومي عربي هي بوصلة النضال ومعياره، وأغرقت الأنظمة العربية (م ت ف) في معارك جانبية على طريق إنهاكها وإنعاش النزعة البيروقراطية بدعم من البترودولار، وكانت الحرب الأهلية اللبنانية بالواقع حرب الأنظمة، تحركت هذه الأنظمة بإمكاناتها التي وفرتها الطفرة النفطية بعد حرب أكتوبر 73 ودعمت الحركات ألإسلاموية ألأصولية، تماما كما فعلت أمريكا الشيء نفسه في أفغانستان لمواجه الإتحاد السوفيتي في حينه.
وكانت كامب ديفيد وزيارة القدس، وخروج (م ت ف) من بيروت إلى تونس تعبيرات عن احباطات تحيق بحركة التحرر العربي التي وجدت نفسها في حالة دفاع عن النفس،الأنظمة تقمعها والحركة الأصولية تحاربها والجماهير منكفئة، وفي هذا المناخ رفع الفلسطينيون شعار ( القرار الوطني الفلسطيني المستقل) وأصبحت حركات التحرر،حركة تضامن، وانطلقت الانتفاضة الفلسطينية، وأحدثت قلقا في الأنظمة العربية ورافعة لحركات التحرر، إلا أن إشكالية الداخل والخارج في فلسطين أدت إلى تسريع مفاوضات خلفية، خشية بروز قيادة بديلة فكانت (أوسلو) وهناك يجب ملاحظة انهيار الإتحاد السوفيتي وغياب الدور المساند الهام لحركات التحرر، وهنا انتعشت الحركات الإسلامية، والتي حفزته قيام ثورة الخميني، والمجاهدين الأفغان، وبرزت حماس وحزب الله وزاد ذلك في تراجع المد الوطني والقومي والتقدمي.
إن التركيز على الأنظمة حين قراءات الواقع القومي العربي فيه أيضا الكثير من الغبن، فنحن نعيش إرهاصات مرحلة جديدة، فالمد الإسلاماوي وصل أعلى ما يستطيع وهناك مؤشرات بالتراجع بالمعيار الديمقراطي كما أشرت لذلك انتخابات الجزائر والسودان والأردن ولبنان، والصراع الداخلي في مصر مع أهمية المراجعات الفكرية سواء في السجون أو الخارج وأيضا المهم أن حرب لبنان 2006 وغزة2008 بينت محدودية الرهان على هذه الحركات مهما أوتيت من دعم عسكري ومالي، وأنها لن تقدم نصرا ولن تقيم إلا مجتمعات (ماضوية) وتراجع حضاري وفكري وعلمي ومستقبلي، وفي قراءة تجربة حماس سواء في حكم إمارة غزة أو مفاوضات الوحدة الوطنية ما يؤكد أن تلك الحركات تستخدم الديمقراطية للمرور نحو التمكن.
وبذلك لا يجوز الاستمرار بالوقوف في الدفاع فقد أصبح هناك وميض علينا أن نحوله إلى ضرام حين تتحول بالضرورة حركة التحرر إلى الهجوم مستفيدة من تجاربها السابقة وطرحت برنامج مرحلي للأمن القومي والاجتماعي العربي وأن تخرج اللقاءات بين الأحزاب والقوى عن نظام العلاقات العامة.
لقد أصبح واضحا أن البعد القومي العلماني هو وحده القادر على مناطحة أنظمة التخلف والانطلاق نحو الخيار الديمقراطي للنهوض بالشعوب العربية التي ظلت أسيرة للاضطهاد منذ عقود، ومع انتهاء الحقبة العثمانية، اعتقدت أنها ستبدأ عهد جديد، دون أن يخطر ببالها أن تنقل إلى الحالة الاستعمارية الجديدة، ونشوء الدويلات العربية التي قدمت الخاص على العام الوطني، وحققت غاية اتفاقات سيكس بيكو ووعد بلفور الذي سبقه (روتشيلد ومونت فيوري) حين طالبوا بريطانيا بعد دخول محمد علي إلى سوريا( قبل إقامة إسرائيل)إن وجودها سيحد طموح الإمبراطورية العربية. إن قيام الجبهة الوطنية العريضة لحركات التحرر العربي تضم كافة شرائح المجتمع والطبقة العالة مطلب ملح وآني، وإن إسقاط دور الحركات الأصولية لا يعني معاداة الدين، بل العكس فالدين زفرة المظلومين، وليس مكانه السلطة، والتسلط، والاستعباد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله