الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذا غيب الحاكم زادت البلطجة والعنف

سيد يوسف

2009 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


قد يغيب الحاكم عن شعبه إذا انغمس فى الشهوات أو مصالحه الشخصية أو العائلية، وقد يغيب الحاكم عن شعبه إذا بلغ أرذل العمر، وقد يغيب الحاكم عن شعبه حين يضعف بفعل الشيخوخة فينهض ورثته فى الاستخفاف به وتأخيره عن المشهد السياسى.

وإذا غيب الحاكم فإن الفوضى هى العنوان المعبر عن حال الناس وواقعهم ومن ثم فقد نرى كما هو الحال استعانة القادرين بالبلطجية ومسجلى الخطر من أجل تأديب الخصوم ولقد رأيت أن قد تشكلت بعض العصابات – بالفعل- فى بعض المدن بهدف تأديب الخصوم لمن يدفع أكثر .

ويزداد اللجوء إلى تلك العصابات أو غيرها حين لا تنفذ أحكام القضاء ورحم الله عمر بن الخطاب حينما أوصى أبا موسى الأشعري قائلا: إن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فافهم إذا أدلي إليك فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له...والحق أنه لا قيمة لأحكام القضاء إذا أهملت وكان مصيرها الإهمال مهما تكررت تلك الأحكام.

وكلما زاد الغباء كلما دفع النظام الحاكم الناس دفعا إلى العنف، وكلما زادت بلطجة النظام الحاكم كلما استقرت البلطجة كنهج عام فى البلاد مما يؤدى بالضرورة إلى تفسخ المجتمع وانهياره وابحثوا عن مظاهر ذلك فى الانتخابات وما انتخابات طلاب الجامعة- المتكررة والمتجددة- عنا ببعيد.

وانتشار العنف فى المجتمع له عواقب وخيمة يعرف ذلك الثقات وقد نشر ذلك مرارا وتكرارا ومن ثم فلا حاجة لتبيان ذلك ...وقد يكفينا أن نشير إلى أن سياسة لى الذراع التى ما فتئ ينتهجها أصحاب المطالب الفئوية أو الشعبية الخاصة قد تكرس شعور الإحباط ومن ثم تخلق على المدى البعيد مظاهر لم نكن نألفها للعنف تتجلى فى العنف داخل الجامعات وفى الإضرابات وفى الانتخابات وأخيرا فى خلق مجموعات يمكن تسميتها كما هو مألوف بالعصابات يمكن استئجارها أو الاستعانة بها عند تناحر الأهالي ( وهى ظاهرة خطيرة تسترعى الانتباه لها جيدا لا سيما وأنها لم تعد توظف سياسيا فقط وإنما اجتماعيا أيضا).

والمحزن أن الأجهزة الأمنية فى بلادنا لم تعد تؤدى وظيفتها الاجتماعية بقدر ما أنها لم تعد تهتم إلا بالوظيفة السياسية وحفظ أمن النظام الحاكم وما خلا ذلك فهناك فراغ عريض تسده العصابات الناشئة...وابحثوا عن ذلك فيما يعرف بالتحرش الجنسى أيام الأعياد أو حتى بشجار العائلات القوية لا سيما فى الصعيد المصرى أو حتى فى التخلى عن واجب الدولة فى حماية غير المسلمين أذا أعلنوا إسلامهم وما قضية وفاء قسطنطين عنا ببيعد.

صدر مسئولينا – حتى ذوى الشيخوخة- ضاق بنقد الداخل فانصرف عنا وغاب عنا وأرادت شلة التوريث هذا الغياب فغيب عمدا فكثرت الشكوى( أصحاب المعاشات- الضرائب العقارية- كادر المعلمين- كادر الأطباء- عمال المحلة- عمال السكك الحديدية- نقابة المهندسين-القضاة- أساتذة الجامعات - إداريو التعليم- الصيادلة- أصحاب المقطورات…وغيرهم).

نحذر - كما كل حكيم- من استمرار هذه الأوضاع فإنها لا تبقى كيانا مستقرا حتى لمن يرغب فى الوراثة وإنما تخلق فوضى قد لا تحمد عقباها حتى وإن بدا هذا الشعب كثيرا غير مقاوم للسلطة فالحكمة تقتضى ألا نتحدى من ليس لديه شيء يخسره.

ونوصى بالتصالح بين فئات المجتمع عبر تشريعات يمكن تنفيذها وبالشفافية وبالإصلاح السياسى أما وقد يعلم كثير من الناس أن هذا وهم فى ظل حاكم مغيب وصبية لا يعلمون شيئا فإن استمرار التعالى على جموع الناس فى بلادى لن يثمر سوى الفوضى وكما إن التعالى لا يجدى نفعا فإن البلطجة الأمنية ضد المواطنين لن تجدى أيضا نفعا فكثرة العنف تجريء الناس على الأمن فاستمرار تصدى الأمن للمشكلات الاجتماعية يؤذن بانهيار البلاد وحينها لا ينفع الندم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: نظام ري قديم للمحافظة على مياه الواحات


.. مراسل أوكراني يتسبب في فضيحة مدوية على الهواء #سوشال_سكاي




.. مفوضية الانتخابات العراقية توقف الإجراءات المتعلقة بانتخابات


.. الصواريخ «الطائشة».. الفاشر على طريق «الأرض المحروقة» | #الت




.. إسرائيل.. انقسام علني في مجلس الحرب بسبب -اليوم التالي- | #ر