الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أين نريد أن ننتقل؟!

سالم اسماعيل نوركه

2009 / 10 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في يومنا هذا الكثير من نهج ومنهج وسلوكيات الأمس يعيش بيسر وكأن الأمس مازال مستمرا إلى الآن وقائما على قدم وساق في السياسة والاقتصاد وإدارة شؤون الدولة والبعض يسعى ليجعل من الدستور (حائط نصيص) يمكنه القفز عليه بسهولة وهو في محل رفض من قبل الكثير من ساسة اليوم ومنذ البدء به كان كذلك بدليل وضعت مادة تؤكد على ضرورة تعديله ونحن لسنا ضد إجراء التعديلات عليه متى ما وجدنا ضرورة لذلك أما التعديلات التي الهدف منها عودة نهج ومنهج وسلوكيات الأمس عبر بوابات اليوم فهو لا بد أن ترفض وبشدة .
نحن اليوم في مرحلة انتقالية وإن طالت بعض الشيء بين مرحلتين انتقاليتين ،مرحلة الاستقرار الموهوم المبني على غمط الحقوق وكم الأفواه وزج الآخر في غياهب السجون ،المرحلة التي كان الدستور والقوانين تتلخص في توجيهات (القائد الضرورة)وإذا قال القائد قال العراق!
والمرحلة الديمقراطية الفتية والتي نريد فيها استقرارا سياسيا مبني على الحقوق واحترام الآراء وتقبل الآخر وسيادة القانون ذالك الذي يصيد المجرمين الكبار كما يصيد المجرمين الصغار وإلا ليس بقانون وعندما نتحدث عن فصل السلطات فلا نريده على الورق فقط وإنما في الممارسة أيضا وفي ظل الديمقراطية من المفترض والمفروض إن الضعيف قوي حتى يؤخذ الحق له والقوي ضعيف حتى يؤخذ الحق منه وبعكس هذا وغيره من الأمر الأعوج نعود رويدا رويدا إلى الأمس ربما من بوابة حق يراد منه الباطل ,
في وضع كالوضع العراقي لا الديمقراطية نجاحها مضمون ولا عودة الدكتاتورية محال لأنها تجربة قابلة للحياة والموت وخصوصا إن علمنا بأنها تجربة يراد لها الفشل بسبب قوى داخلية وخارجية ومن المؤسف إن الأجندات الخارجية الظالمة لها مواطئ قدم في داخل البلد بدليل بسيط إن أطراف عراقية ترى إن فعل س من الدول لا يشكل خطرا مثلما يشكل فعل ص من الدول وأطراف أخرى يرى العكس والخاسر الأكبر في كل التدخلات السلبية التجربة العراقية فلا يعقل أن نتصور إن الأنظمة التي لا تريد لهذه التجربة النجاح في أي موقع جغرافي كانت بالنسبة لموقع العراق تعمل لنجاح هذه التجربة من أية بوابة كانت ,
بالأمس وأقصد الفترة قبل الحرب العالمية الأولى 1914 _1918 يوم كان الترك والفرس يتصارعان على الأرض العراقية ونحتل تارة من قبل أحداهما وتارة أخرى من قبل الأخرى كنا نحن العراقيون الخاسرين نتيجة لكلا الاحتلالين واليوم أي تدخل من طرف أية دولة كانت من بوابة خلق توازن داخلي يضر بكل العراقيين والآن الأجندات الخارجية تعمل أكثر من الأمس للتأثير في نتائج الانتخابات كما تدخلوا بالأمس ويتدخلون لعرقلة الحلول العراقية لمشاكل الأمس ,
ما دفعني لكتابة هذا الموضوع هو إن البعض يرى في مشاكل الأمس مكسبا له أو هكذا يتصور لهذا يدافع عن أجندات ونهج ومنهج الأمس من بوابة الحرص على وحدة العراق والكل يعلم إن زمن تحقيق الوحدة بالقوة وعدم إنصاف الآخر لا يتحقق ويشهد التاريخ إن دول عديدة تستخدم القوة لتحقيق الوحدة المزعومة وتشن حروب داخلية وعبر مراحل متكررة دون أن تتحقق لها ذالك وبأسلحة فتاكة لانها تسلك طريق الحرب بدلا من طريق السلام وتهرب من الحلول النابعة من التاريخ والوقائع والحقائق خذ مثلا ما حصلت في تركيا وتحصل مع الكورد او ما تحصل في السودان وما تحصل في اليمن وما حصلت في العراق في الزمن الماضي حيث النظام بدلا من بحثه عن الحلول السليمة بحث عن حلول مؤذية وبغباء منح في اتفاقية جزائر سيئة الصيت أشياء ملموسة وتنازلات مشينة مقابل شيء غير ملموس ،كل هذا حصل هروبا من الحل السليم والهروب من الحلول مع الأسف يطل علينا من بوابات اليوم مع الأسف خذ مثلا ما حصل في كركوك من تعريب وتغير ديموغرافي للمدينة وبإقرار الجميع من ترحيل لسكانها وجلب الوافدين اليها وبسياسة مقصودة ولزمن لا يستهان به وبتسخير أمكانية دولة وتغير أسماء أحيائها والنقل الوظيفي منها واليها وبدلا من الذهاب إلى الدستور وإنصاف المظلومين والذين أخرجوا من ديارهم ظلما ،البعض يسعى بكل الوسائل لاستمرار إجراءات الأمس ولا أدري لماذا الخشية من الحلول الصحيحة أليس من حق من رحل قسرا من مدينته العودة اليها والمساهمة في التصويت ؟ألسنا نسعى لبناء دولة ديمقراطية أم أننا نسعى في هذه المدينة إلى نسب وتناسب لا وجود لها في الواقع لتمرير حماقات الأمس ؟أم لان المدينة نفطية وإن الكورد سيذهبون بها إلى المريخ؟أليس في باقي أجزاء الإقليم أيضا نفط ؟,
من حق المواطن العراقي السكن أينما يشاء في أرض العراق بشرط أن يكون بمحض إرادته لا أن يكون هذا الإجراء ناتج عن سياسة الدولة لإغراض سياسية وبإمكانيات دولة وبهدف تغير طبيعة السكان كما حصل بالأمس ,
نحن اليوم في مرحلة انتقالية فإلى أين نريد أن ننتقل؟ هذا ما سوف يجيب عنه منهج ونهج وسلوكيات اليوم كما أجابت منهج وسلوكيات الأمس حيث دخلنا في حروب داخلية وخارجية وتراكمت الأخطاء وكان تاريخ 9 -4 -2003 إجابة حقيقية عن كل حماقات الأمس,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن