الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسؤولية بين حذاء غاندي واراضي الوزراء في منطقة المسبح

شلال الشمري

2009 / 10 / 23
كتابات ساخرة


من طريف ما يُروَى عن عظيم الهند "المهاتما غاندي " أنه كان يستقل قطاراً يوماً ما داخل الهند ، وفي إحدى عربات القطار المكشوفة وقف إلى جوارسور العربة يتطلع إلى القرى والمزارع التي كان يمر بقربها القطار ، فسقطت إحدى فردتي حذائه ، فسارع إلى رمي الفردة الثانية ، وبقي حافي القدمين ، فسأله من كان برفقته عن سبب رميه الفردة الثانية ، فقال : لعل أحد الرعاة يعثر عليها فيستفيد من كليهما أما إذا احتفظت بالثانية فسأحرمه من هذه الاستفادة ، ولا ينفعني الاحتفاظ بها بعد أن سقطت الأخرى .
سرعة البديهة وحسن التصرف هذه نستشف منها أن هذا الرجل العظيم يعيش إنسانية مطلقة في كل جوارحه ، انعدمت فيها الأنا وتسري في عروقه المحبة والإيثار لشعبه ، ويعيش في وجدانه راعي الغنم قبل "المهراجا " ويستشعر المسؤولية تجاه أبسط إنسان ، علماً أن في الهند عشرات القوميات والأديان واللغات ليس له حكم مسبق ( الجميع بعثيون حتى يثبتوا العكس ) وانهم سفهاء نتفضل عليهم بمن يسوقهم سوق القطيع بما نختاره لهم من رعاة في القوائم المغلقة العمياء .
( إن موعدنا الانتخابات أليس شهر يناير بقريب )
هذه القصة تذكرنا حينما خرج علينا مجلس الوزراء قطع أراضٍ في منطقة المسبح وبمساحة ستمائة متر مربع ، وعندما استعلمت من أحد دلالي العقارات في منطقة الكرادة عن سعر المتر في هذه المنطقة ، أجابني مشكوراً 1500$ ألف وخمسمائة دولار للمتر المربع الواحد ، أي أن سعر القطعة 600متر مربع هو 900000$ تسعمائة ألف دولار ، أي بسعر صرف الدينار العراقي بمصرف الرافدين والذي هو 1170 دينار للدولار الواحد يساوي 1053000000وللذي لا يعرف قراءة الرقم يغيره كتابة ً "مليار وثلاثة وخمسين مليون دينار عراقي" .
ولكي يطلع المواطن العراقي على سخاء مجلس الوزراء ونضعه في الصورة اتصلت بدلال عقار آخر ، ولكن هذه المرة في منطــقة ( سبع البور ) واستعلمت منه عن أسعار قطع الأراضي في هذه المنطقة فأجابني بعد وابل من ( الغزالات ) ان أقصاها لا يتعدى 18000000 ثمانية عشر مليون دينار عراقي للقطعة 200متر مربع وحسب الموقع .
وبمقاربة بين حظ الوزير وحظ المواطن من عباد الله اتضح بعد القسمة أن ثمن قطعة أرض الوزير تعادل قيمتها 5. 58 ثمانية وخمسين ونصف المرة ضعف قيمة قطعة أرض عباد الله ، فيا أولي الأمر نذكركم بما ألزمتم به أنفسكم ( بجمرة ) عقيل بن أبي طالب ، ولكي لا يُفسَّر الكلام المذكور آنفاً ، أو يُوظَّف كدعاية انتخابية سوداء ، أو للتشهير بطرف ومناصرة آخر ، وهذا ما تقوم به الأطراف المتنافسة في إعلامها ، حيث نصبوا المآتم تباكياً ونشيجاً ونحيباً ولطماً وشقوا الجيوب وقرعوا الطبول ونقروا الدفوف على الشعب الذي يفترش الأرض ويلتحف السماء ، فإنهم قد استحوذوا على القصور والفلل والضياع والمزارع التي تساوي أضعاف قطع أراضي السادة الوزراء عدداً وثمناً في داخل المنطقة الخضراء وخارجها ، ولكن الفارق هو سوء التوقيت الذي وقعت فيه الحكومة ألف "عفواً" مليار مبروك لسادتنا أصحاب المعالي الوزراء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف