الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قشرة البرتقال/ 10 شرنقة وعذابات

حامد مرساوي

2009 / 10 / 24
سيرة ذاتية


من المعجب تتبع نتوءات الحب عبر ملامحه الجميلة كما عبر عذاباته المحزنة الموازية. وكأن من قال "الحب حلاوته فعذابه" لخص معادلاته المركبة في هذه الجملة الجامعة المانعة.
هبكما حبيبان جالسان على ربوة، تتأملان قصتكما الملتوية في الزمان والمكان، كما في التواءات الجهاز العصبي في كل واحد منكما. ثم تخيلا نفسيكما أمام محللين من أصناف واختصاصات متعددة.
ما الذي سيراه المحلل السيكولوجي؟
ما الذي سيراه المحلل السوسيولوجي؟
ما الذي سيراه الأنتربولوجي؟
ما الذي سيراه المحلل البيولوجي؟
سنجد أنفسنا أمام أربع حكايات. أربع خرافات. وأمام قصة حياة واحدة ذات وجهين. وجهها. وجهه. عذاباتها. عذاباته. حماقاته. حماقاتها. جمالياتها. اشتياقاته. ولهها. ولهه.
سيطلب القارئ من القاص أن يغير السرعة نحو ربح الوقت لإعطاء الفرصة للقصة كي تحكي عن نفسها. بدل البطء المزعج والمقدمات الملتوية. هي ليست مقدمات ملتوية. فقط محاولة أفضل لاختيار زوايا المعالجة. محاولة لإشراك القراء في التأمل الذاتي لقصة سعاد وأحمد من زاوية داخلية.
لو تمعنا في غرامياتهما، لحصلنا على نموذج من المحبة بين مواطنين في المجتمع المغربي، الذي يمر بانتقال شامل من المجتمع المغلق المحنط ضمن مؤسسة الزواج، إلى مجتمع مفتوح على الحرية الفردية، حالة الدودة التي تعيش شرنقتها لتتولد منها الفراشة الحرة في الفضاء بجناحي الحرية.
في كل من أحمد وسعاد بقايا دودة المجتمع المغلق، وملامح الفراشة المتحررة في فضاء المجتمع المفتوح على الحرية الفردية. ولحظات الشرنقة مجسدة في عذابات متنوعة التمظهر. عذابات محض غيرة وتأويل ذاتي مغرض، من جهة ومن أخرى. تارة تتأوه. تارة يزمجر. كل يختار لحظته ليتوعد حبيبه بالهجر أو ليبدي حقنة من اليأس القاتل أو من هدر الطاقة أو من التشبع والقنوط من رد فعل ما....
عبارات كما لو كان الرشاش يلقي ذخيرته على الحبيب الخصم ليرذيه ذليلا أمام جبروت الغيرة في لحظات من سمومها المؤذية. عبارات في الخانة السرية الحميمة من قنوات الفييسبوك. أو رسائل الهاتف المحمول لحظة انقطاع الاتصال عبر السمع المباشر. أو رسائل صوتية ملئها الحزن أو التوعد أو اليأس أو تأويل لسلوك موضوع سوء فهم. أو تصادف مغرض لمواجهات بالصدفة أو بسبق الإصرار والترصد.
تأتي العبارة جسورة ملئها الغيرة، ثم يتحول التعبير إلى ملاكمة بخلفية ربح الجولة بالنقط المنطقية وبإغفال الحبيب الخصم، لتصيد نتوءات تعبيره قصد استخراج خلاصات مغرضة من ظلال المعنى أو من سياق المبنى اللغوي.
غالبا ما تخفي تلك المعارك الكلامية رغبة في استخراج مكنون المحبة في صيغه المختلفة. كما لو كان الحب قنفودا. والمغاربة مولعون بلعبة إخراج رأس القنفود من جلبابه الشوكي، عبر الإمعان في تعذيبه، بحكه مع صخرة أو مع أي سطح صلد للتمكن من إيلامه وإرغامه على الاستسلام. هنا تبرز حكمة المغاربة في القول السابق الذكر " الحب حلاوته فعذابه".
لا ننسى أن هذه اللعبة الغرامية المؤذية لنفسي العاشقين، كأنها استبدال للحظة الحب الجسدية التي يملأها الاحتكاك قصد بلوغ حلاوة الرعشة. ولعل النفسية الغرامية في حد ذاتها، كما الطبيعة لا تحب الفراغ. فتلتف على الغياب عبر التلذذ المؤلم. فيصبح الحوار مادة لاستخراج مني ناعم هلامي عبر الأثير بكيفية لا تمت للحلاوة الجنسية بصلة. لعبة التناقض تلك عين الطبيعة التي تتشكل دائما وأبدا من المظاهر أو الميكانزمات المتناقضة










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج