الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انا منافق اذن انا موجود3

كريم الثوري

2009 / 10 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


( إن الذين يحملون حبا حقيقيا للوطن هم الذين ينتقدونه اشد الانتقاد ولا يقدم المنافقون سوى الطبل والزمر في الزفة)
حدثني شاعر سبعيني عن رائد من رواد الحداثة الشعرية إنه كان يحمل اقنعته معه كلما ذهب الى مكان معين ويُجيد التعاطي مع المواقف بسرعة وبديهية فيقلب بسرعة البَرق ما هو ضده لصالحه ويتحاشى الصدفة المُحرجة بكل ما يملك من مصادر قوة بما فيه سلطة المال بالرغم من بخله المعروف لدى معاصريه .
وذات يوم ، صادفه احد صعاليك الادب المتقشفين في احد المقاهي ووسط الحشد الادبي قبل ان ينطق صاحبنا الصعلوك ببنت شفة دس في جيبه مبلغا من المال ليزيحه عن طريقه ويغمزه ُالى اقرب حانة لتعاطي الخمور فهو يعرف بالسليقة ايام كان صعلوكا ان الخمر هو الاسلوب الامثل الذي يُمكن استخدامه لجبر الخواطر كجرعة اقوى وطرد الأمام القبيح .
فحل الادب العراقي هذا،قدم ذات يوم التماسا َلصدام حسين عن طريق رئيس اشهر مؤوسسة اعلامية يتوسلهُ بتامين سكن مناسب له وراتب معتبر، باعتباره يمثل العراق في المحافل الدولية فرفع المسؤول الطلب الى رئيس الدولة يومذاك فرُفِض الطلب بإعتباره لم يُقدم المزيد او هي وسيلة من وسائل الضغط الصدامي لطلب المزيد وتبدل المسؤول وجاء آخر بينهُ وبين صاحب العرضِ والطَلب علاقة جيدة فرفع تقريره الى صدام حسين مع تهميشة يتوسله وبالادلةِ والبراهين أن رائدنا الشعري قدم ما فيه الكفاية فمُنح شقة طيبة وامتيازا ماليا ولكونه كان يتنقل في الخارج وقد تحسنت احواله كثيرا لم يك على علمٍ بالموافقة فاخبره صاحب الرواية الاديب السبعيني يوم اجتمع بهِ في عمان بالخبر السار باعتباره شاهد عيان مرت من امامه الموافقة فتنكَر وهو المُعّرف بأنه لم يقدم طلبا كهذا لصدام وازاحه عنه بمزحة جاهزة وغير الموضوع راسا على عقب فلاذَ راوي حكايتنا بالاضمحلال....
هذه واحدة الاساليب القديمة المُتبعة زمن الحقبة الماضية تُعرفنا بحقيقة الجوع والجشع القابع في نفوسنا كرواسب بمذنبات تحركنا وتوجهنا ربما من اجل ذلك جاء المثل العراقي– تحت السواهي دواهي– والمثل المصري – اسمع كلامك اصدقك اشوف عمايلك استغرب فيك-.
المشكلة لا تتوقف عند هذا الحد في مسالة التعاطي الادبي والمقابل المادي اللاخلاقي بل ان الكثير من الادباء لديهم مقاربات يندى لها الضمير عن سلوكيات الكثير من الادباء لكنهم لا يتكلمون إلا مع خواصهم وكأنهم يُدارون عورات في نفوسهم وكم من الادباء بيننا هم نجوم الحقبة الماضية كانوا يمسحون احذية الحاكم ويحملون حقائب عدي ولؤي حقي الحبيب المُدلل قبل التذلل لحميد سعيد وسامي مهدي ومن ورائهم نصيف جاسم وجوقته المموسقة لكنهم في مجالسهم الخاصة تعرفهم بحقيتهم التقشفية وخاصة حينما تجري الخمرة في عروقهم او تحلَ ظروف اخرى كما حدث بعد 2003 تجدهم قد تبدلت بنيتهم النفسية والجسدية فاصطفوا مع السائد الجديد والجريمة الكبرى ان يتعاطى السياسي وهو المرتشي الاول كادانة تاريخية في الوطن العربي والاسلامي مع ادباء الحقبة الماضية على طريقة ( عفا الله عما سلف) على طريقة عبد الكريم قاسم شريطة ان يُسخرالاديب او الكاتب ضعفين واحدة للغفران وتكفير الذنوب والثانية للإثبات وكلنا سمع قصة فلاح عسكر شاعر صدام العملاق يوم أُلقيَ القبض عليه وأُحيل الى محكمة مابين الحرمين- العباسية الحسينية- وعلى حد رواية الكاتب المترفي كشاهد عيان اسشفعه عسكر وتكلم معه كيف انه بلمح البصر استطاع ان يذم مُلهمه الذي تغني واستمات من اجله لدرجة الالوهية وتلوين نفسه بقصيدة حسينية من النوع الراقي وكأنه لاول مرة يصدق مع نفسه باعتباره شيعي الدم والهوى....
انا منافق اذن انا موجود
سمة مَن لا يسلم بها يُزيد الى رصيده النفاقي سهلاً سلساً يُسكت به موروثات دمه وعمقه الستراتيجي في كونه تحصيل حاصل لصير خراب يرفس في اعماقه لا يستطيع التصدي له فولد صيرورة القضاء والقَدر . سوال الاسئلة متى يتوقف هذا النفاق وهل نحن قادرون فعلا في تخطي هذا المرض المُزمن والذي اشار اليه عملاق التشخيص والتوصيف المظلوم علي الوردي الذي حاربه اهل اليمين واهل الشمال من اقصى الشيوعيين الى اطراف الاسلاميين تُرى لماذا لم يسمحوا له ان يقول الرجل كلمته مادامت مدار اشكالية قابلة للآخذ والرد في زمن الحقبة الجميلة وما عمق مصيبتنا اليوم ونحن محاطون بمعصومي الدنيا الناطقين باسم الرب بالوكالة عن انفسهم وابائهم واجدادهم من دون حتى ان يستشيروا عبيد الدنيا عن اهليتهم في هذه الوصاية التشريفية...؟؟
قالها كولن ولسن على لسان احد ابطاله الثوريين ( ليس هناك منفذ الى الخارج او الداخل او الى ما حول)
وبالله المستعان.... ماذا عسانا ان نقول؟!
كريم الثوري










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا