الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمسية لتقديم كتاب

صبيحة شبر

2009 / 10 / 24
الصحافة والاعلام


أمسية لتقديم كتاب
: رحلتي الأولى إلى فرنسا
ما قيمة أجمل منظر في الدنيا، إذا لم نجد في جانبنا من نقول له : هذا منظر جميل"...
من يزور بلدا،يجب أن يعرف لغة أهله

القراءة في إحدى الرحلات إلى الديار الأجنبية ،يضفي على المتابع بهجة ولذة ، فهو يمنحه التعرف إلى ثقافات الشعوب، وعاداتها وتقاليدها ، ويضيف إليه معارف جديدة ، يدرك بعدها أن الحضارات مساهمة إنسانية شاركت بها شعوب العالم ، و من أجل هذا التطلع، حضرت أمسية في دار الفنون - الرباط- تحدث فيها الأستاذ الباحث والمثقف الموسوعي عبد الهادي التازي، عن تجربته الطويلة في حقول المعرفة ، فقد قام بعدد كبير من الرحلات (يبلغ 127 رحلة) ، تعتبر وثيقة تاريخية، تؤرخ لفترة طويلة من تاريخ المغرب ، وتتضمن معرفة الآخر، وتقبّل الاختلاف، ومعرفة إن الإنسانية قيمة كونية، وجدها الأستاذ الباحث والسفير( عبد الهادي التازي) حول العالم كله...
كان الأستاذ الرحالة سعيدا، وهو يرى أمامه وجوها لامعة،ألفها وأحبها وأحبته ،وشكر المؤسسة ( لونا) التي أتاحت له هذا اللقاء ، حيث يستطيع فيه التعبير عن شكره للأشخاص الكثيرين، الذين صادفهم وعن شعوره بالجمال، نحو المناظر الخلابة التي تزخر بها الطبيعة، والمروج الخضراء التي يجب ان نعبر عن جمالها ،ودلل على رأيه بقول مشهور، ذكره أحد زوار مدينة طنجة ، حين فتح النافذة صباحا في الفندق، الذي قضى فيه ليلته، ووجد نفسه أمام جنان من الخضرة ، والتفت حوله ولم يجد أحدا، وقال كلمته المشهورة " ما قيمة أجمل منظر في الدنيا، إذا لم نجد في جانبنا من نقول له : هذا منظر جميل"...
وحمد الأستاذ ( عبد الهادي التازي) الله، على أنه ما زال يجد من يفتح عليه الهاتف ،ليطلب منه إلقاء محاضرة ، وإن هناك قوما يتذكرونه ويؤمنون انه ما زال قادرا على العطاء...
وبيّن الأستاذ الباحث أن أي رحلة، عنصر قوي من أدب الإنسان ، وان أدب الرحلة، سيظل مهيمنا لسبب واحد، إن كل الكتب التي نقرأها ،تعطينا حديثا عن جانب واحد من جوانب المعرفة ، أما أدب الرحلة فيتقدم لنا شخص الراحل وهو يستحق منا أن ننتبه إليه قبل أن يموت ، وان عددا من المكتبات تختص بهذا النوع من الآداب ، وان ( طه حسين) كان يقول : ( انه لا يجد الفرح والسرور إلا إذا رحل) والرحلة تعرفنا بالناس ، وتجعلنا على صلة بما يؤمنون به ، ويشير الأستاذ إلى أول رحلة قام بها إلى فرنسا وقد ( فعلت أفاعيلها في سائر الأشياء ، وقد نتجت عن إن زوجتي، كانت رفيقة لسيدة فرنسية سقطت مريضة ، وكان ابنها ( بيير) لم يجد مكانا يلجأ إليه ، ووجد الطفل نفسه ضيفا لي، في بيتي الى أن شفيت السيدة ، وكانت تكاتب عائلتها معربة عن السرور الذي تجده ، ابنها ذاك "بيير" كان السبب في رحلتي الأولى إلى فرنسا ، ولكن المشكلة التي اعترضت طريق السفر آنذاك ،هو الحصول على جواز السفر ، وكانت ظروف وطني حينئذ تحرمني من حق الحصول على جواز السفر ، حدثتهم عن ذلك ، فقامت بتسهيل أمر رحلتي ، ووجدت نفسي في أوربا ، شعرت بعدد من المشاعر، من بينها إنني أوجد في أمة أخرى ، ووجدت فرنسا ثانية ،تختلف عن تلك التي كانت تستعمر بلدي ، تعرفت إلى عدد من الأشخاص ، ووجدت إن العائلة الفرنسية التي تدعوني لزيارتها ، يأتي كل أفرادها للسلام علي ، وقد بالغت السيدة الداعية في تعريف الناس بنا ، وجه إليّ بعض الحاضرين أسئلة، تتعلق بالإسلام وبالمرأة ، فعرفتهم إننا كمسلمين نصلي بعد الوضوء ، وان من يتوضأ لا يمس الزوجة مسا يجلب اللذة ، وسألوني إن كان هناك ما يدعو إلى العناية باللباس، حين الدخول إلى المساجد ، أجبتهم إن الإسلام يدعو إلى العناية بالشكل وحسن المظهر، حين الصلاة" وخذوا زينتكم عند كل مسجد"..
استغرب أحد الأشخاص ،وكان زوجا لسيدة مطلعة على الثقافة الإسلامية من أمر زيارتنا للكنيسة ، وقال إنكم مسلمون كيف تدخلون الكنيسة ؟ قالت زوجته إن هذا مكان مقدس ،يدخله الجميع ، وان الإسلام يحترم كل الأديان ، واخذ يناقش زوجته بعنف ، وانقسم الحاضرون بين مؤيد ومعارض ، توتر الجو ، دخلت الزوجة إلى المطبخ وجلبت رائحة منه ، فهدأ الزوج ،وأخذ يثني على زوجته ، استفدت من هذه المناقشة إننا في مناقشاتنا، لسنا موضوعيين مثل الآخرين ، وان أول نقطة في التحضر، ألا يحدث الخلط بين المواضيع ، وكنت دقيقا ، وكنت أتألم إننا في المغرب لا نتوفر على جامعة ، وكان الفرنسيون الذين تعرفت عليهم يقرأ أولادهم الكتب..
بيّن الأستاذ الباحث إن أمور المغرب كانت خافية ،على من كان بالخارج، رغم إن الصحف كانت تنشر كل شيء ، وكانوا يظنون إن المغرب يعيش في نعيم مع الفرنسيين ، وكانوا يؤمنون انه لولا المغرب، لما تحررت فرنسا ، وهذا عنصر استفدنا منه كثيرا ، كنا نرى العجائز تعرف أمور السياسة ، فهمنا الكثير من الأمور في الحياة ، وحين حلت نهاية الحرب عام 52 لم يكن يوجد عاطل أبدا وهنا أذكر لكم حكمة ، عظيمة الفائدة :( إذا أتيحت لك فرصة أن تتحدث مع قوم فكن رفيقا بهم ، شفوقا عليهم)..
وذكر الرحالة التازي انه في كتابه، سوف يجد القارئ صورا عن شخص قام برحلة إلى عُمان ولا يعرف إحدى لغات عمان وهي الحميرية وهي خاصة ، جاء رجل من الخارج وأراد أن يقابل الملك ، قال له الملك : " ثب" قفز الرجل ، كرر الملك : " ثب " قفز فوقع ، فسألوه ماذا قال لك الملك ؟ أجاب :"ثب فوضحوا له إن (ثب) بالحميرية تعني : "اجلس" ، والحكمة تقول ( من دخل ضفاري حمّر) فمن يزور بلدا،فيجب ان يعرف لغة أهله ، وحين يكون الإنسان في بيئة معينة يجب عليه أن يقبل وضعها وألا يكون شاذا..
وأضاف الدكتور في نهاية الحديث ( لقد أشعرني الناس في ذلك العالم في ذلك الوقت إن عالمهم ليس مثل عالمنا ، وكان الجو الذي أعيش فيه يختلف عن الجو القديم ، و( طه حسين) كان يردد : لولا زيارته للعلم الآخر في الضفة الأخرى لما كان طه حسين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
almotachail ( 2009 / 10 / 24 - 20:42 )
شكرا للمبدعة صبيحة شبر على المقالة
الرحلة فن و مهارة و منفعة ايضا
اعادة اكتشاف الذات و الخروج من الدائرة الضيقة الى الفضاء الفسيح
مودتي

اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة