الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤوتمرات القمة للبيئة والمجاعة ..الى اين

ليلى محمد

2002 / 6 / 25
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


تعد منظمة الامم المتحدة هذه الايام لعقد عدد من القمم التي لها اهميتها على مستوى العالم والتي يفترض ان تأتي بنتائج، تقضي على المآسي الذي تتعرض لها البشرية في هذا القرن مثل المجاعة والتي هي من المشاكل الهمة التي تواجه الحكومات والانظمة في الدول النامية والمتقدمة. والاحصائيات الاخيرة تورد بان هناك ما يقارب 840 مليون جائع يتمركز الجزء الاكبر منها في الدول الأفريقية، والدول المسماة بالنامية والفقيرة. وقد كان من المقرر حسب البرنامج السابق عام 1996 تخفيض هذا العدد سنوياً، ولكن النتائج بائت بالفشل.
ان البحث عن الاسباب التي تؤدي الى تفاقم هذه المشكلة هي بالاساس تنصل الدول الغنية والمتقدمة مثل امريكا ودول الاتحاد الاوربي من واجباتها اتجاه تلك البرامج من تقديم مساعدات مالية وفتح الاسواق امام تلك الدول وخاصة الزراعية منها لتصدير انتاجها. والسبب الثاني الذي بدى واضحاً نتيجة لانهيار المفاوضات حول البيئة، هي ان الدول الغنية لم تعد تعنيها مشكلة البيئة وتلوثها ولا مشكلة المجاعة في العالم وانما كيفية الحفاظ على اسواقها وتصدير انتاجها الى الدول الفقيرة والتي تعاني من ازمات داخلية سياسية واقتصادية نتيجة للانظمة القمعية التي تحكمها وبالتالي معانات شعوبها من انتشار البطالة وقلة مواردها الداخلية مما يؤودي الى تفاقم مشكلة المجاعة في تلك الدول هذا من جهة. ومن جهة اخرى هو، رفض امريكا ودول الاتحاد الاوربي التزامها بجدول زمني لتقديم المساعدات ليس إلا لأن هذه الدول منشغلة (بالحرب ضد الارهاب) والتي تتطلب منها الصرف على آلتها العسكرية باضعاف اضعاف ما كانت تصرف عليها سابقاً للحفاظ على وجودها في المنطقة والعالم على حد سواء. وان تلك الدول لم تعد بامكانها الالتزام بكل مواثيقها وتعهداتها والتي تزيد من اعبائها الاقتصادية، وكثيراً ما تتبجح لايجاد الاسباب الواهية لاقناع الجماهير المسحوقة بضعف اقتصادها وحاجتها مرة للتقشف وثانية لخفض الاجور والى آخره. وليست مشكلة المجاعة هي المشكلة الوحيدة التي تنصلت منها الدول الغنية، حيث ان هجمتها على حقوق اللاجئين، واصدار القوانين للوقوف بوجه التدفق الهائل لاعداد الاجئين، البطالة المنتشرة في نفس تلك الدول المتقدمة والغنية، خفض اجور العمال، غض النظر عن مواثيق حقوق الانسان، التنصل من الدفاع عن حقوق المرأة ضد القوى الرجعية والدينية، غض النظر عن حقوق الطفل وكل الانتهاكات التي ترتكب بحقه...الخ من تلك المشاكل التي تجتاح البشرية المسحوقة، هي نتائج واقعية لهيمنة سياسة الرأسمال العالمي المسيطر في شتى الميادين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتي يجب ان تحافظ على صيرورتها. لذلك فلم يعد امام دول مثل امريكا والاتحاد الاوربي سوى تطوير آلتها العسكرية وتقويتها للوقوف بوجه الاعتراضات الجماهيرية والعمالية، بالاضافة الى المنافسة العسكرية فيما بين هذه الدول من اسلحة وصواريخ ذات رؤوس نووية وغيره. بالاضافة الى ذلك فان طرح امريكا (بربط المساعدات المقدمة من قبلها للتنمية بمكافحة الفساد) هو لوضع العائق اما تقديم تلك المساعدات، حيث يبرز التسائل هنا اي فساد تقصده السياسة الامريكية؟ ان كل ذلك ليدخل في محض الهراء وايجاد الوسيلة المناسبة للانساحب من أداء وجبها في القمة ان لم يصب في صالح سياستها. 
اما جماعة المناهضين للعولمة والمشاركين سواء في المفاوضات التمهيدية لقمة الارض، او في مؤتمر الغذاء المنعقد في روما حالياً، كعادتهم فانهم يجدون ان تلك المشاكل مرتبطة بمسالة العولمة والتطور الاقتصادي للرأسمال العالمي الذي ادى بالدول الفقيرة الى فتح اسواقها امام الدول الغنية، ولا تنظر الى المشكلة الاصلية لتلك البلدان والتي استغلت حكوماتها التخلف الصناعي والزراعي العاصف بها منذ سنوات ووجدتها فرصة لتعتاش على تلك المشكلة مما ادى الى زيادة الفقراء فقراً والقلة الغنية غناءاً، هذا وان النظام الرأسمالي العالمي يلعب الدور الرئيسي في تلك البلدان لدعمها لكافة الصراعات الداخلية والاحزاب المتناحرة فيما بينهم. ومن الجدير بالذكر ان المرأة هي العنصر الاكثر فقراً في تلك الدول والذي يقع عليها العبء الأكبر نتيجة للحروب العرقية والعنصرية والتي تساندها حكومات تلك البلدان للتغطية على ازماتها الاقتصادية التي تعصف بالدول الفقيرة، مما يؤودي الى ان الفتيات الصغيرات يلجأن إلى بيع اجسادهن للحصول على القوت اليومي والذي يؤدي الى استغلالها أبشع استغلال والتي تتعرض فيها الى الاصابة بكثير من الامراض مثل الايدز المنتشر في الدول الافريقية الفقيرة نتيجة لنقص الموارد الغذائية بشكل خطير.
لذلك فالاجدى بتلك الجماعات الوقوف على العلل الأساسية ومحاربتها بدلاً من الدوران في حلقة مفرغة لن تنهي تلك المآسي.
ان القضاء على الرأسمالية المسببة لكل تلك المآسي للبشرية وتنظيم صفوف الحركات الاعتراضية ضدها وقيادة نضالها تحت حزب شيوعي عمالي هو الحل الوحيد للخلاص، وانقاذ المظطهدين وبناء عالم افضل.          








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف