الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران ترقص على صفيح ساخن

اديب طالب

2009 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لم نقل "صفيحاً ملتهباً"، لأن الأمور عندها، ستكون المرحلة ما قبل الحرب مباشرة لا سمح الله. ولم نقل إيران نجاد، لأن "الإيرانَيْن"، إيران نجاد وإيران موسوي تتقاطعان في العقيدة والجوهر الديني للدولة، ووطنية السلاح النووي، وتختلفان حول إيران أولاً، وحول إيران ديموقراطية لا ديكتاتورية.
من البداية، لسنا مع أي شكل من أشكال الإرهاب، سواء فعله "جند الله" أو فعله "جند الشيطان"(!) ونحن صادقون أكثر من كل الذين استنكروا الضربة الموجعة التي سددتها منظمة "جند الله" الى قادة الحرس الثوري الإيراني، وذهب ضحيتها تسعة منهم ومعهم خمسون من المرافقين وشيوخ العشائر والمارة، نحن صادقون أكثر من مجلس الأمن، وأكثر من البريطانيين والأميركيين والزيمباباويين.
إيران ترقص على صفيح ساخن. لم ترتح بعد من غضبة شعبها على تزوير الحكومة لنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي فاز فيها الرئيس نجاد، وما تزال محاكمة الغاضبين من أجل الديموقراطية قائمة وحارة، وما زال قبولها مرغمة ـ ولو من باب المناورة ـ حضور اجتماع فيينا قبالة لـ5+1، وما زال هذا القبول، شاهداً على عجزها المؤكد عن مواجهة العالم الحر، وما زال استياؤها من القمة السعودية السورية حاراً حتى الآن، وآخر الأثافي التي سخّنت الصفيح كان ضربة "جند الله" الموجعة حقاً. وما زالت تستورد البنزين، ولا تقدر على حل مشكلة البطالة المتفاقمة، وما زال التضخم يأكل ربع مداخيل الإيرانيين. وأظن أننا نسينا التهديد الإسرائيلي بضربها أو ضرب منشآتها النووية، وهذا لا تنطفئ ناره مهما برّدتها "سلمية" الرئيس أوباما.
أميركا أوباما، تنظر للحوارات أو المحادثات أو المفاوضات مع إيران نجاد، كبديل للعقوبات و"المواجهة".
إذا تبيّن- ولنقل تأكد- لأميركا أوباما أن هذه الإيران النجادية، غير جدية في موضوع تخصيب اليورانيوم الخارجي، خصوصاً أن إيران لم تفصح عن مدى استعدادها لنقل اليورانيوم لتخصيبه في الخارج في لقاءَي جنيف وفيينا وما تلاهما من عنتريات، وغير جدية في موضوع قبولها بإشراف حقيقي على منشآتها النووية في "قم" وغيرها، وإذا تبيّن - ولنقل تأكد- أنها تمرر الوقت لا أكثر وصولاً للذرة الإيرانية؛ عندها ليس غريباً أن تقوم الاستخبارات الأميركية بدور ما في زعزعة الأمن الداخلي الإيراني؛ بضربة موجعة لحاميه الأول، الحرس الثوري الإسلامي الإيراني.
أليست ضربة "جند الله" ترجمة لجملة رددها الرئيس الأميركي ـ المتهم من قبل الإسرائيليين بالضعف والسذاجة ـ والجملة هي: "نحن قادرون"؟ أليست الضربة نوعاً من التأكيد الفعلي لجملة هيلاري كلينتون: "نحن لا ننتظر طويلاً؟". خطيرٌ جداً أن تصبح أفغانستان وباكستان منصتين قادرتين على تهديد أمن إيران ووحدتها الوطنية والعقائدية.
الضربة تقول للإيرانيين: نحن قادرون على الإخلال بأمنكم القريب والبعيد، والقادر على الإخلال قادر على الاستقرار والتثبيت. الضربة تحذيرية، وليست ضدّ ما قاله هنري كيسنجر أخيراً لصحيفة "اللوموند": التفاوض مع إيران، يدور حول إطمئنان إيران الى أمنها على المدى البعيد. الإيرانيون استلموا الرسالة الدموية، وأكدوا أنهم قد فهموها جيداً، وحضروا الجلسة في فيينا التي سبق وحدد موعدها في جلسة الخمسة+1 في جنيف؛ رغم أن دموعهم لم تجفّ على فقد تسعة من قادة الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، وبتسهيل أو دفع من جلسائهم أو بعض جلسائهم على طاولة جنيف!!
شهدت إيران عدداً من التطورات السلبية على صعيد أمنها الداخلي، ولكنها لم تشهد أخطر من هذه الضربة حتى الآن. صحيحٌ أن الإصلاحيين اعترضوا على تزوير الانتخابات الأخيرة والتي فاز فيها نجاد؛ ولكن الحدث كان داخلياً صرفاً، وبأيد إيرانية محضة، وكان القتل في الإصلاحيين، وليس في حماة النظام النجادي.
الضربة وتّرت العلاقات الإيرانية الباكستانية لدرجة بلغ فيها ذاك التوتر؛ أن طلبت السلطات الإيرانية من الباكستانيين تسليم قائد "جند الله"، أو أنها ـ أي السلطات الإيرانية ـ ستلاحقه داخل الأراضي الباكستانية بنفسها. وليس مستبعداً أن تتحول الحدود الى ساحة ساخنة قد تشهد صدامات محدودة بين إيران وباكستان.
ونظراً الى أن المنطقة التي حدثت فيها الضربة، تشهد توتراً طائفياً، وكان الهدف من اجتماع قادة الحرس الثوري فيها، مع شيوخ القبائل والعشائر ما بين سنّة وشيعة هو تخفيف ذاك التوتر بعنوان الوحدة الوطنية تجاه العدو الخارجي؛ فإن الضربة تهدد بتفاقم الاضطرابات الداخلية الإيرانية. وهذا ما ركّزت عليه كلمات المرشد الأعلى السيد خامنئي حول أن إيران واحدة موحّدة.
إيران ترقص على صفيح ساخن. الاقتراح ما يلي: أن تعيد أذرعة إيران النظر في "علاقتها" بإيران.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله